الفصل 12 ( إنكشاف الأقنعة )

15 2 19
                                    

1_

في صباح يوم الخميس، الساعة 8:00 :
استيقظ تيو ، بينما كاتاي لازال لم ينم بعد ، فقد قضى الليل بالتفكير ، ولا زال لايصدق أنه فُصِل من عمله لقد كان مصدُوماً !.
كان جالساً في الصالون على الأريكة وعلى الطاولة وِضع كوب شاي لم يشرب مِنه شيئاً ، عَاقداً حاجبيه، واضعاً يداً بيد غارقاً في التفكير ..
دخل تيو مُلقياً نظره على المكان، ثم تحدث: صباح الخير يا كاتاي.
لم يلقى رد ...
أقترب إليه.. أخذ كوب الشاي.. قام بِسكبه على الطاولة.. لكن لم يَكُن مِن كاتاي أي رد فعل ، لم يبقى لتيو سوا حل واحد أخذ نَفس عميق و صرخ: كااااااتاااااي !! صباح الخير !.
استيقظ كاتاي من شروده ، وقال مُنفعلاً ماذا ؟ وبعد إدراكه لمن حوله ، قال : ااا أهذا أنت يا "تيو"!
رد تيو : نعم أنا من غيري هنا؟ و كوب الشاي هذا الذي لم ينقص منه شئ!
كاتاي : أين هو؟
تيو : ماذا ؟
كاتاي : كوب الشاي.
تيو : لقد سكبته أثناء شرودك أيها المحقق !
تنهد المحقق : حسناً ماذا أردت ؟
تيو بإستغراب: ها؟ لا تقل لي أنك لم تنم وظللت تُفكر طوال الليل!
ثم جلس بجانبه وقال : الساعه الآن الثامنه صباحاً!
رد كاتاي بِحُزن: أنا لم أعد المحقق بعد الآن لقد فصلت.. لم أكن مؤهلاً منذ البداية، وكنت غير مسؤول ..
قاطعه تيو مسرعاً : توقف ! لاتقل شيئاً يُضعف عزيمتك !
لم يكن خطائك ! لقد كنت شاهداً على كل شيء! أتذكُر كلام راي ؟ نحن نشك بالرئيس ! الم تسأل نفسك لماذا تم فصلك؟ توقف عن لوم نفسك و فكر بمنطقية! حين فكرت بالأمر و ربطت الأمور ببعضها عرفت أن كلام راي كان صحيحاً، وبالتالي فصلك الرئيس لأنك أصبحت عقبه في طريقه ! إذا كان إستنتاجي صحيحاً فالرئيس خائن! بل قد يكون رئيس تلك المنظمة! أو متعاوناً معها ! أما الدوافع فلم أعرفها بعد لكني واثق إني سأعرفها قريباً! 
لازالت الصدمه تملئ ملامح كاتاي، تحدث بعد دقائق قائلاً: أنا لا أصدق! هذا غير معقول!  كيف يكون رئيس الشرطة هو رئيس منظمة شريره؟  هذا غير معقول هل أنت متأكد ؟
تيو : لست متأكد، إنه تفكير منطقي فقط لأنه ما من سبب يجعله يفصلك سوا أنه لا يريدك! أنا أرى أنك أنجزت واجبك لم تفعل شئ يستحق أن تفصل عليه ، ألا تعتقد أن كلامي منطقي ؟
كاتاي: أنا لا أعرف، لا أريد تصديق ما حدث و حسب!
تيو : حسناً ، و يقف و يكمل حديثه قائلاً: دعنا نتناول الإفطار أولاً، و بعدها نناقش الأحداث من البداية حتى ليلة البارحة!
بعد نصف ساعة تم تحضير الإفطار .
و أثناء تناولهما للإفطار قاما بمناقشة جميع الأحداث حتى وصلا لآخر حدث ليلة البارحة ...
تحدث تيو : إختفاء راي المفاجئ حدث غير معقول ، اتسأل أي نوع من الخطط تنجح في الهروب من السجن دون معرفة أحد ؟!
و إختفاء ملفات القضية أمر مُريب و مليئ بالغموض كيف إختفت؟ وهي في الدرج الذي بِجانبك؟!
رد كاتاي: هذا الأمر يُحيرني كثيراً كيف أختفت؟ الأحداث غير معقولة كيف لكل هذا أن يحدث و نحن نائمون فقط؟!
تيو: دعني أفكر وسأجد الحقيقة حتماً !.

٢ـ
الليلة الماضية المليئة بالغموض :
في آخر الليل قرابة الساعة 3:30 قبل الفجر.
تسلل خفي..
قناع أسود..
المكان مظلم..
لا أصوات...
لا أحد..
يظهر شخص يَحمل عصا، و يضع قبعه صغيره على رأسه،
و يرتدي ملابس سوداء تجعله يَكاد لا يُرى، يختفي مع الظلام ولايراه أحد ..
يدخل مركز الشرطة و يتقدم بِهدوء.. يمشي بكل راحة في الممرات حتى يصل لزنزانه التي تم وضع راي فيها ، وقبل أن يتقدم أكثر.. أخرج من جيبه زجاجه بها منوم، قام برشها على الشرطيين الذيِن يَحرُسّان الزنزانة.
تم إسقاط شخصين !
يتسلل بثقة بين الشرطيين و يأخذ المفتاح ويفتح باب الزنزانة..
تُفتح...
يدخلها...
يتحدث: لقد أتيت يا "سيدي".
يقف راي وينظر لرجل الداخل في الزنزانة ،بِعينين يائستين ، قال: أعتقد أنك هربت ، لم أتصور أبداً أن تأتي!
رد : لا تقل هذا يا "سيدي" ، أنا في خدمتك دائماً وسأضل وفياً لك ، لن أنسى أبداً معروفك، حين كان سيُحكم على والدي بالإعدام لكنك استطعت إخراجه !! 
رد راي مُغيراً الموضوع : أنت مُحترف حقاً، تجيد فن التسلل الإجرامي بشكل رهيب !
رد : يُشرفني أن يكون عملي في خدمتك قد نال إعجابك.
وأكمل قائلاً: والآن لنخرج من هنا الجميع نائم، ولا أحد يستطيع إيقافنا، لقد رششت المنوم على جميع الضباط، وهم نائمون ..
لنخرج بهدوء.
خرجا~
تم تهريب راي من السجن بمساعدة أحد عُملائه الذين لم تمسك بهم الشرطة، ولم يعلم بوجوده أحد ، هو تماماً مثل ذلك الكوخ مُخبئ، و خَفي، ولا أحد يعرف عنه شيئاً.
"ڜ1د " كان هذا ما كُتب على رِداء ذلك الشخص الأسود ، بِلون أبيض ، وهو يرمز لشئ مليئ بالغموض حول هذا الشخص الذي لا يعرف أحد أسمه ، حتى راي لم يُفصح له بإسمه..
ركبوا سيارة كانت مركونه بِزاوية الشارع حيث لا توجد كاميرات هناك ، وهو لم ينسى أن يعطل الكاميرات عند دخوله و تشغيلها بعد خروجه ليبدو الأمر طبيعياً لمن يراقب الكاميرات ، لم يعطلها بالواقع بل أوقف تشغيلها أو لنقل قام بتعليقها عند صورة واحدة، ثم بعد الإنتهاء من مهتمه أعاد تشغيلها.
وأثناء خروجهم كان التخفي بالرداء الأسود في لليلة حالكة السواد أفضل حل لعدم رؤية أحد لهم ، هذا الشخص لا يقل ذكاءُه عن راي و تيو بل مُحترف بالتخفي والإجرام أكثر من زعيم العصابة نفسه ، هذا الشخص يُلقب " ملك الإختفاء" حيث يختفي دون أثر.. قد لا تستطيع العثور عليه مهما حاولت،
اللحاق به مضيعة للوقت لا غير فلا أحد يعرفه حتى ،
يقضي وقته بخدمة من يعود عليهم بالنفع والمصلحة الشخصية لا يهمُه أمر مرؤوسيه ، لكن راي لم يَكُن كأي شخص آخر إلتقى به أو عمل في خِدمته بل كان أشبه بصديق و شخص يِكن له الإحترام و التقدير ، كونه أعُجب بذكائه و رغبة الإنتقام لديه القوية، والشجاعة، والعزيمة على تحقيق العدالة ، يظُن أنهُ فُخور لأنه يعمل مع شخص مثل راي ، لذلك هو يحترمه ولا يُريد التخلي عنه.. فقد أعتبره صديقُه، الذي ساعده في تحرير والده ، الذي هو في الحقيقة زعيم العصابة ، لابد أن صدمته ستكون كبيرة حين يعلم موت والده ، لكن هذا الشخص يضل مُجرماً في نظر القانون و العدالة ، هو لا يعرف أن راي يستغله فقط لصالحه ليِكُون أحد بيادقه للوصول لهدفه الحقيقي و بلوغ العدالة الحقيقية ، لكن مايُثير الإهتمام أكبر والقلق في نفسِ راي هو أنه لا يعرف إسمه ولا يعرف إذا كان سيستطيع السيطرة الكاملة عليه، لا ننسى أنه الملقب "بملك الإختفاء " الذي قد يختفي يوماً دون الإمساك به وقد يَعُود للأنتقام ، مايفعله و يفكر به راي أثناء مغادرته مع هذا الشخص هو دراسة شخصيته أكثر و معرفة طُرق التخفي والفن عنده ، ليستطيع معرفة نقاط ضعفه والسيطرة عليها ، حينها سيستطيع تطبيق الحكم عليه بعد الإنتهاء منه ..
ساروا لمدة 3 ساعات ، بعيداً جداً عن المدينة ، كانت الساعة 7:00 صباحاً ، حين وصلوا لمخبئهم الجديد .
توقفت السيارة عند باب المنزل الذي يبدو عليه أنه جديد ،
و توجد به حديقة أزهار جميلة، و قد تم تصميمُه بِشكل آنيق و مِثالي كمنازل الأثرياء ، و هذا المنزل يقع في منطقة جبلية وعِره، بعيده عن المدينة في مكان ريفي و هادئ ، تتطاير الفراشات في كل مكان حوله ، ويسمع صوت أزيز النحل الذي يتغذى على رحيق الزهور ، في حديقة هذا المنزل الريفي الذي يُشبه المنازل الصيفية في المنتزهات في الجُزر السياحية ، الأزهار هُنا تفوح منها رائحة عطرية قوية ، تجعل الشخص لا يرغب بمغادرة هذا المكان الساحر الذي يأسِر قلب كُل من يزوره ، يوجد على مقربة من المنزل حديقة صغيره بِها حيوانات آليفه من غِزلان و قِطط و أرانب و أنواع كثيره من الطيور ، وعلى الضفة الغربية من المنزل توجد بحيره متوسطة الحجم بِها أنواع كثيره من السمك.
في الواقع هذا المنزل الذي توجهوا نحوه هو منزل لسياحة في منطقة بعيده عن المدينة ، وهذه المنطقة تمت رعايتها على أن تكون مكان ريفي و سياحي، و تعود ملكيتها للمدينة المجاورة لمدينة راي ، التي هي مدينة هذا الشخص الغامض..
دخلا المنزل~
أُغِلق الباب.
" إنتهت ليلة الغموض بِصباح مُشرق".


مدين لي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن