يتصبب عرقاً، يسبح في بركان من القيظ تحت الشمس اللاهبة، ويتصاعد دخان من جسده إثر تبخر قطرات العرق الناضحة من مسامات جلده المتسخ بعد أن رمى ملابسه وعاد عرياناً كرضيع.
تتفحص عيون العابرين جسده المعروض على رصيفٍ في السوق، خالطت الأتربة وسوائل النفايات وبقايا الطعام عرقه، فصار يبعث رائحة نتنة لم تطرد العيون الفضولية عن مطالعة شعر رأسه المنفوش، وذقنه الكث، وهيكله النحيل، وأعشاش الشعر النابتة في إبطيه، وشعر عانته وما يتدلى منها.
خرطوم أوقف العيون عنده، ينام على الإسفلت، ويهتز مع خطواته إذا قام، يترنح بين فخذيه كما الأرجوحة، يضرب أحدهما ثم ينطلق في الهواء ليضرب الأخرى، ولو انتصب بدا كقدمٍ ثالثةٍ لم تواصل نموها. عضوٌ قلما تواجد بين فخذي رجل، تميز بحجمه ومتانته، ودوام انتصابه.
تنجذب عيون المارة إلى قدمه الثالثة، تثيرهم، فتتحول من فخذيه إلى أدمغتهم وتغدو مدار أحاديثهم. أما أهل السوق فيعرفون ساهي، جليس الكلاب، مجنون يتعرى في الصيف، ما إن يدخل تموز حتى يُلقي ساهي بثيابه، ولا يعيدها على جسده إلا نهاية أيلول.
يجلس ساهي على الرصيف يتلقى صدقات من المارة يتقوت بها، وإن لم يحظِ بشيءٍ؛ يأكل ما عزله البقالون من فاكهة تالفة ومحاصيل متعفنة.
وإذ انتهى موسم العري يتجول ساهي في الحي القريب من السوق، يجوب شوارع المسيحيين، المعروفين بكرمهم وسخائهم على الأطفال والمجانين والحيوانات، فيعطفوا عليه، يكلفوه بتنظيف حدائق البيوت، أو حمل أكياس النفايات إلى الخارج، وينقدونه أجراً يعينه على تكفل غداء وعشاء.
وشاع في الحي حديث أرملة تسكن إحدى البيوت، عرفت بإحسانها وعطفها الدائمين على ساهي، فراح الأهالي يتناقلون أخبارها ومآثرها.
إذ شوهد ساهي يرتدي ثياب زوجها الفقيد، بدلت عمله في البداية، ثم غيارات البيت، وبعدها ملابس مُعَدة للظهور في الأماكن العامة، وما أثار سخرية الناس وتندرهم ظهور ساهي مرتدياً بدلة رسمية سوداء، وقميصاً أبيض، وربطة عنق حمراء، وحذاءً أسود لماع، يتمشى في أزقة الحي عائداً للسوق. صار أستاذ ساهي حديث الحي، ولم ينتهِ التندر حتى رمى ساهي الثياب بعد أن تمزقت وبلت.
بدأ أمر كاترينا عندما كانت تنظر لساهي من شباك بيتها المطل على السوق، تتفحص جسده العاري، وتتطلع للإحسان له. ففكرت أن تنادي عليه لينظف حديقتها. ولم يرفض حين دعته، باشر من فوره يلتقط وريقات السدر، يطبق كفيه على كومة جمعها، ثم يحملها إلى الكيس، وكاترينا تنظر إليه، سارحة في حركاته العابثة، يبدو على ملامحها قلق وتوتر.
وبعد تردد تشجعت ودعت ساهي أن يدخل للبيت، ليساعدها بعملٍ ما. وكما الآلة توجه معها، فقادته إلى الحمام، وأجلسته على المقعد وطلبت منه أن ينتظرها، ولما عادت كانت قد خلعت ثيابها وبدلتها بثوبٍ حريري، يلتصق على جسدها. تطلع ساهي نحوها، توقفت عيناه عند نهديها الذابلين، وحلمتيها المتوترتين، تشقان الحرير، وتبرزان مثل زرين كهرباء. ودونما كلمة مدت يديها نحو ثيابه تفتح أزرارها، تقاوم ارتجافاً كامناً في يديها، يقف شعورها بالإحسان مثل رقيب يحسب حركاتها ويؤد ما تفعل.
تحرر ساهي من الثياب، وفاحت رائحة جسده، اختلطت بشذى عطر كاترينا الدافئ، غرفت ماءً ساخناً وسكبته على رأسه المتخشب، ثم دلكته يديها الناقعتين بغسول الشعر، تُفرق الخصلات الملتصقة مع بعضها، فعاد أسوداً مرسلاً، تفوح منه روائح الورد المنعشة. جففته ومررت عليه المشط ليأخذ شكلاً تقليدياً، ثم أخذت تقص الشعر بالمقص، فتساقطت خصل نظيفة على الجسد المتسخ، علقت بشعر صدره وعلى ذراعيه وفخذيه، فمسك ساهي بالشعر وفرده بأصابعه متعجباً.
وما إن انتهت حتى رفعت يديه إلى الأعلى وطلبت منه أن يبقيهما مرفوعتين، فانبعثت رائحة نتنة تجاهلتها كاترينا بإصرار، وغسلت بيدها إبطيه وأخذت ترفع الشعر عنهما، ثم نزلت إلى عانته فحلقتها، ثم أغرقت الجسد بالماء الدافئ، ورسمت خطوطاً بسائل استحمامها الفواح برائحة الياسمين على ظهره وصدره، ثم بللت قطعة قماش وراحت تفرك جسده، تنزلق يدها بنعومة على جلده المتغضن من الشمس والأوساخ، تمرر كفها على انحناءاته، تسند نفسها بيدٍ تبقيها ثابتة على كتفه، تتجمع رغوة فوق شعر صدره فتدخل كاترينا أصابعها بين الشعيرات تحررها من الأوساخ العالقة، وتمشي الأصابع حتى السرة، فتدخل السبابة في التجويف، توصل له سائل الاستحمام، تلامس بالسلامية عمق السرة، تدخل السائل في طياتها العصية على التفريق، وتدعك بأظفرها جدار السرة، ثم تصل إلى عضوه المسدل بين الفخذين، مستلقٍ على غطاء المقعد حيث يتجمع السائل والرغوة، تحكم عليه قبضتها، فيزيد من كفها وتضم الكف الأخرى، وبرفق تزيل السائل، تمسده عليه بباطن كفها، فتمر في دماغها إشارة مثل قرع الأجراس، فترفع يديها عنه، تنظر له بتوتر، تسرح مفكرة ثم تعود، وإذا ضغطت عليه بقبضتها؛ انتفض، وشخص أمامها كرمح غرس بين فخذي ساهي، نهضت كاترينا وسكبت الماء على جسده فعاد نظيفاً، ينضح بشذى الياسمين، مررت يديها تنشفه، فتوقفت عند عضوه، جلست على ركبتيها، ووضعته على وجهها، شمته طويلاً، ثم مررته على خديها، وعلى رقبتها، ثم دعكته على عينيها وشفتيها، تحسست حرارته وصلابته، أغمضت عينيها وفتحت فمها وأدخلته، وبرفق امتصت القبعة المفلوقة، صلبت لسانها، وطوته مثل صاروخ ورقي، ودعكته بطرفه فتحة عضوه، ثم امتصت الرأس، فسرت في جسد ساهي رعشة مد على إثرها يده ومسك رأس كاترينا برفق، ومرر أصابعه على شعرها وجبينها المتعرق، فأسكرتها لمسته، حسَّت بوجودها، تصاعدت مشاعرها مثل غازات متفاعلة في قنينة مشروب، واختلطت في رأسها، ثم انصبت في فمها، تركزت في الشفتين واللسان، فراحت تلعق وتمضغ بحرارة، ويد ساهي ترتجف على رأسها، حتى ارتجف جسده بعد أن تدفق سائلاً مصفراً أغرق فمها وسال على وجهها وصدرها.