|| أعـداءٌ من الماضِـي ||

189 20 6
                                    


  

 

 

” في هوى حُسنها أنا وقلبي مبتليِن.. ‟

  

*    *    *

 

اهلاً عزيزتي القارئة..
تيهُكِ في الدربِ أمر طبيعي، فليست هناك قدم لا تتبعثر خُطاها أو تفقد وجهتَها لحينٍ من الدهر، فقط ثقي أنّ عناية اللّٰه ستأخذك إلى جادّة الصواب وطريق الغاية، بعدما تدركين أنّ بعضَ الفُقدان جزءٌ من طبيعة الرحلة، وأنّ المحارب ليس بالضرورة يفوز في كلّ معارِكه، وإنّما يسقط في البعض حتّى يشحذَ سيفَه فيعود أصقلَ، وأَسَنَّ، ويقوّي بصره وبصيرته، ويشتدّ عوده، ويبلغ حِكمةً لم يكن ليبلغها لولا تيهه هذا، فكأنّه هُدِمَ ليعيدَ بناء نفسه، وكأنّه خرجَ من رمادِه لَهَبًا، وارتقىٰ مِن ظلامِه شمسًا.

وعسى اللّٰه يبلّغك شاطئ الراحة، ومرفأ السكينة، وتعود إلى دربِك برِئةٍ جديدة، وقلبٍ راسخ..

كانت السماء لوحة فنية بمزيج من غيومٍ برتقالية و خلفية سوداء مرصّعة بألماس النجوم..

كانت قد انتهت كايتلين من تنظيف المطبخ بلمسة ربّة بيتٍ عروسٍ جديدة تحاول ابهار زوجها أول اسبوع، توجهت إلى غرفة كولت للاطمئنان عليه...

كان الطبيب روجر قد ادعى أن مريضها كان يشعر بالتعب بحيث لا يستطيع الانضمام إليهم لتناول العشاء، وكانت كايتلين قلقة من احتمال عودة الحمى..

كان الطبيب وزوجته قد خلدا للنوم بالفعل، كانا دائمًا من النوع الذي ينام مبكرًا ويستيقظ مبكرًا، المنزل كان هادئًا لكن الرياح كانت تعوي في الخارج و الثلج لا يزال يتساقط بغزارة...

وقفت كايتلين عند باب الغرفة وطرقت برفق عليه قبل الدخول وكادت تضحك عندما أدركت أن الغرفة لا تزال تفوح برائحة شجرة مِسك الليل بقوة...

أمّا كولت كان مستلقياً على السرير فوق الأغطية، كانت يداه مطويتين خلف رأسه وكاحليه متقاطعين..

وجد له الطبيب قميصًا قطنيًا أبيضًا ولأنّ الطبيب روجر كان عجوزاً نحيلا فكان القميص أصغر من مقاس كولت بكثير وكان يتناقض بشكل حاد مع توهج بشرته المدبوغة..

اتجهت نظراته إليها عندما دخلت الغرفة وفوجِئت بالابتسامة التي أضاءت ملامحه فجأة...

خفق قلبها بشدة عند رؤية تلك الغمازة..

  "كيف تشعر؟"

سألت كايتلين وهي تسير نحو السرير وتطوي يديها أمامها، أطلق كولت تنهيدة من التّعب وهو يدفع جسده إلى وضعية الجلوس..

إدمانه الجميل✓||(سلسلة خارِجٍ عن القانُون) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن