(قطوفها دانية)
:-أنا السبب في كل اللي حصل لك، أرجوكِ يا دانية سامحيني....
دماغي ساعتها كانت أشبه بكوب شاي متحلي بملح راقد في قاعه...
ملح رافض يدوب زي ما عقلي رافض يصدق إن صديقة عمري يطلع منها كل الأذى ده...
حاولت أسكتها لأن صوتها كان مُزعج وكلامها مش مفهوم وقولت وانا ببصلها باحتقار:-إنتِ مفكرة لما تعيطي وتعملي الشويتين دول هاسامحك؟!...
سكت وحاولت اعتدل في جلستي على سريري لأني مريضة وبتحرك بصعوبة وكملت وانا بتوجع من شدة التعب:-أنا أصلاً مش مصدقة إني وافقت أقابلك وأدخلك بيتي بعد اللي عملتيه...
سبحان مُغير مقامات الناس في قلوبنا...
الإنسانة دي مش بس كانت صديقتي، احنا كنا أخوات بالمعنى الحرفي للكلمة...
الحكاية بدأت لما والدي ووالدتي سافروا دولة من دول الخليج وهناك اتعرفوا على أهلها...
والدها مصري ووالدتها من نفس البلد اللي كنا مسافرين فيها...
مامتي ومامتها الاتنين كانوا حوامل في توقيت واحد، حتى الولادة ولدونا مع بعض...
والدتها هي اللي اختارت أسامينا...
هي قطوف وأنا دانية...كبرنا واتربينا ودرسنا سوا...
كل حاجة كانت مقسومة على اتنين بيني وبينها...
ومن حوالي تلات سنين رجعنا مع أُسرنا مصر..
دخلنا المدرسة الثانوية وأهالينا طبعاً كانوا ساحبين مننا التليفونات عشان نركز في دراستنا لكننا كنا أول دُفعة تستلم التابلت التعليمي...
وفجأة قطوف سلوكها اتغير وبقيت تخبي عني حاجات زي مثلاً إنها عملت حساب على الفيسبوك وفاتحاه من تابلت المدرسة...الأمر يبان من برة سطحي وتافه لكن بالنسبة ليا كان مهم لأننا مش متعودين نخبي أي حاجة على بعض...
الغريب إنها كانت بترفض تخليني أمسك التابلت بتاعها رفض قاطع وبشكل مُريب لكني ما اعطيتش الموضوع اهتمام وكنت الطرف الأكثر ثقةً لغاية ما اكتشفت إني الطرف الأكثر هَبَلاً...
ومن وقتها تدريجياً بدأت تتصرف تصرفات عكس طبيعتها...كانت تخرج من غيري وتتصل بيا تقولي لو أهلي كلموكِ قولي لهم اني معاكِ وقاعدين بنذاكر سوا...
عملت كده كتير جداً..
تقريباً كل يوم...
وفي مرة طلبت منها اخرج معاها اتهربت ورفضت تماماً...
أنا كنت خايفة يكون حد ضاحك عليها خصوصاً إن احنا مش بقالنا فترة طويلة مستقرين في مصر وعلاقاتنا محدودة والمجتمع اللي جايين منه منغلق نوعاً ما عن هنا....
ولما فكرت لقيت إن أول خيط هايوصلني للحقيقة هو التابلت وفعلاً قدرت اخليها تنزل تشتري غرض من السوبر ماركت وتسيبه وفتحت حساب الفيسبوك الخاص بيها من عليه ...
وهنا كانت الصدمة...قطوف صديقة عمري بتكلم شاب بإسمي وصورتي ومنتحلة شخصيتي بالكامل...
للتوضيح الحساب معمول بإسم مُستعار لكن لما بتكلمه بتقول إن إسمها دانية وبتبعت له صوري...
سكتت وما اتكلمتش معاها وأجلت مواجهتها لحد ما افهم الحوار...
كان عندي فضول أعرف هي عايزة توصل لإيه وبتعمل كده ليه وكأني بدور على مبرر يخليني ما اقطعش علاقتي بيها..
أقنعت أمي إني محتاجة يكون معايا تليفون عشان أتابع الدروس مع زمايلي بحجة إن التابلت التعليمي إمكانياته مش مساعداني ووعدتها إنه مش هيأثر على مذاكرتي...