(أشرقت في الروح غُصة)
:-من فضلك أنا عايزة اقدم طلب لاستخراج جثة بابا وتشريحها لأني شاكة في سبب وفاته
قولتها بملامح مُتصلبة ونبرة صوت ثابتة وعيوني مليانة تصميم على تكملة الطريق وإثبات شكوكي...
رد عليا وكيل النيابة باستغراب لأن بابا متوفي من ثلاث شهور وأسرته اللي بتتمثل فيا أنا وجدتي "والدته" وأخواته لم تتقدم بأي بلاغ لإدانة حد بقتله ووفاته كانت طبيعية وقال:-انتِ بتتهمي حد معين بقتل والدك؟!
اتكلمت وانا حاسة بغصة كبيرة واقفة في حلقي:-آه بتهم هويدا عبدالمنعم جودة...
سكتت للحظة استجمع رباطة جأشي وكملت:-مراته
ثم أخرجت من حقيبة ايدي ملف فيه أوراق تخص والدي والمتهمة بقتله واعطيته لوكيل النيابة...
تناوله مني وفتحه يتفحصه وقال بتعجب:-هي مرات أبوكِ اتجوزت أثناء فترة العِدة؟!..
قبل ما اجاوب على وكيل النيابة أحب اعرفكم بنفسي واحكي لكم جزء من القصة عشان تعرفوا أسباب اتهامي لزوجة والدي بقتله...
إسمي "أشرقت" عمري حالياً ٢٣ سنة...
الحكاية بدأت من حوالي خمس سنين لما والدتي تعبت تعب شديد وللأسف ماتت وسابتني مع بابا...أنا بنت وحيدة لا أملك إخوات وماكانش ليا في الدنيا غير أبويا وأمي وطبيعي أتعب واتأثر وحياتي تبقى أصعب بعد فقدان حد فيهم...
حاولنا إن الدنيا تمشي تمام وفعلاً كنا كويسين نوعاً ما لمدة ثلاث شهور وإذ فجأة بابا قرر يتجوز...
هو كان مش كبير أوي ورغم حزني إلا إني اعطيته العذر ووافقت لكنه صدمني باختياره لبنت تقريباً في نفس عمري أو أكبر بسنتين تلاتة وطبعاً فرق السن الرهيب بينهم كان واضح جداً شكلاً وموضوعاً وحقيقي مش لاقية تفسير لإصراره وقتها إنه يهزأ نفسه بالمنظر ده مع حتة عيلة من دور بنته....سكتت وفضلت إني ما اتدخلش ولا أناقشه في اختياراته على أمل إنها تكون نزوة وخلاص...
تعايشت مع الأمر الواقع وحاولت اتأقلم مع وجود ست تانية غير أمي في البيت وبقدر الإمكان كنت في حالي جداً وماليش دعوة بيها لكنها صممت تحطني في دماغها وماتكونش في حالها وبدأنا فصل جديد مأساوي من الحكاية...
"هويدا" كانت النموذج التقليدي لزوجة الأب الشريرة...
شخصيتها كانت متعددة الإطلالات...
مرة ترتدي ثوب الحرباية المُتلونة اللي بتمثل إنها بتحبني وبتخاف عليا وعايزة مصلحتي قصاد بابا ومن وراه تسقيني المرار الطافح في كاسات كريستال من بتاعت النيش دي...ومرة ترتدي ثوب العقربة اللي قرصتها والقبر لو بس فكرت اعارضها أو ارد عليها من كتر مابتضغط عليا بتصرفاتها وكلامها...