(ذواتا أفنان)
:-(لازم تفهمي إني اتغصبت عالجوازة دي،لكن انا عمري ما هاقرب من إنسانة جاهلة زيك)...
يومها سمعت صوت تكسير قلبي مُختلط برزعته القوية للباب وهو خارج من أوضة نومنا وسايبني في ليلة فرحنا بتقطع من جوايا وبتحسر على نصيبي اللي للحظة تخيلته حلو، ماكنتش اعرف وقتها إني هامر بالتجربة القاسية دي ولا هاتجرح جرح ترك علامة عميقة داخل قلبي وحولني ١٨٠ درجة من البنت الضعيفة المُنكسرة لشخص تاني قدر يواجه أبشع كوابيسه...إسمي "أفنان" عندي ٢٣ سنة، بنت يتيمة اتربيت وكبرت في بيت عمي بعد وفاة والدي ووالدتي من وانا عمري ١٠ سنين...
اليُتم والوحدة علموني ما اخدش حاجة ببلاش.. أنا دافعة تمن كل شيء وصلت ليه...
أحلامي ما اتحققتش بالساهل، وماخبطتش الباب برجلي لقيته مفتوح...
كل خطوة بمعافرة وكل نَفَس بطلوع الروح وعلى فكرة أنا مش جاهلة زي ما "علي" جوزي قال...
أنا معايا بكالوريوس تجارة بس هو ياحبيبي عشان دكتور ومكمل تعليمه في كندا مُتخيل إن أي درجة علمية أقل من كلية الطب تُعتبر جَهل...
غريبة!، النوع ده من النرجسية والاستعلاء بيكون مُتأصل في المُهندسين، هم الدكاترة اتعدوا من العبط ده امتى؟!...
المهم "علي" ابن عمي عاش عمره كله برة مصر ماشوفتوش في حياتي غير مرة يوم عزا بابا والتانية ليلة جوازنا...
والحقيقة مش قادرة أفهم ايه السبب الخُزعبلي اللي يخليني أوافق اتجوز واحد ما اعرفوش غير إني مُختلة وساذجة...
فرحت إني أخيراً هايكون ليا وَنَس أكمل عمري اللي جاي معاه وحلمت ببيت سعيد وأطفال ودُنيا اتحرمت منها بدري...
ما اعترضتش على أي حاجة وكنت ماشية ورا عمي ومراته وبطيعهم ومش بكسر لهم كلمة...
الأمور تمت بسرعة، اشترينا الدَهَب والعَفش وفرشنا الشقة وهو مش موجود...
ماجاش غير يوم الفرح ياخدني من صالون التجميل النسائي...
لسه فاكرة وقفته جنب أبوه متعصب ووشه باين عليه الغضب، ومامته بتبتسم وتقولي:-تعالي سلمي على جوزك يا أفنان..اعتقد إن طرق الجواز في الجاهلية كانت أكثر تحضراً وانفتاحاً من سلطة الكول سلو اللي وافقت عليها دي ورغم ريأكشنات العريس الغامضة وتوتر عمي الواضح وسماجة تصرفات مرات عمي على غير المُعتاد فهي والشهادة لله ست كويسة ولطيفة وبتحبني وبحبها إلا إني كنت مبسوطة وعايشة دور العروسة...
وهو كان مُتحفز لأي حركة عشان يتعصب ويفرغ طاقة الغضب اللي مش قادرة أفهم سببها وطول الوقت ببص له وبسأل نفسي:-هو ماله متنشن وقالب خلقته القمر دي كده ليه؟
الصراحة "علي" رجل وسيم وجذاب جداً وانا أُعجَبت بيه من أول نظرة...وبعد ساعات مش كتير انتهى الفرح وروحنا على بيت عمي حيث مسكن الزوجية لأننا قررنا نعيش أسرة مع بعضينا...
وأخيراً بعد يوم شاق ومُرهق جسدياً ونفسياً دخلنا شقتنا واتقفل علينا باب واحد...
من أوضاعه وتصرفاته أثناء حفلة الزفاف لم أتوقع منه يكون رومانسي ويشيلني لحد أوضة النوم فأخدتها مشي وأمري لله بجر فستاني التقيل وخيبتي ماشية ورايا...
قعدت على السرير مكسوفة وخايفة...
مش خوف ورهبة عروسة من أول ليلة مع جوزها، أبسلوتلي أنا كنت خايفة منه هو شخصياّ....
نظراته كانت كلها غِل وكره ولا كأني واكلة ورثه من ابوه اللي لسه عايش...
حاولت أتحاشى النظر إليه لكنه كان رايح جاي قصادي زي بندول الساعة، مش مرتاح ومتضايق وهاين عليه يفضي في صدري مُسدس كامل...