11_(التهور)

3 0 0
                                    

بسم الله والصلاه على رسول الله

"في التأني السلامه وفي العجلة الندامه"
صحيت الصبح مارست روتيني اليومي بكل حماس...بعد ما عزمتني اختي الصغري مرام عندها في الكافيه....وقولت أخد أجازه بقي مانا تعبت من الشغل الكتير(الكذب في ابهي صوره) المهم جهزت وروحت لأختي حبيبتي...ودي بقي شخصية متهورة جدا... أنا فاكره زمان بعد وفاة أهلنا (والدينا) أختي تهورت ووافقت على أول شاب جالها وخطبها...اينعم طلع كويس بس كان لازم تبان قدامهم أنها صعبه شويه...وتاني مرة تهورت ودفعت كل الفلوس اللي حوشتها لخطيبها وحيد عشان يتجوزو...ولتاني مره حظها حلو وطلع كويس وعملوا المشروع اللي انا رايحه أقعد معاها فيه...تالت مره بقي وافقت تحمل على طول ومرضتش بعيل واحد بل بتلاته ما شاء الله اللهم بارك شياطين!...والمره دي مكنش فيه حظ وشالت همهم بدري بدري... على طول خناق وعياط...وقدرت بمساعدتي أنها تعرف تتحكم فيهم صح....نيجي بقي لكل التهورات والقرارت اللي بتاخدها من غير ما تفكر ولو ثانية....سابت كليتها لما جوزها قالها عشان تهتم بعيالها...واديها بتتحسر على عدم وجود شهادة تخرج في الكافية او البيت تفتخر بيها قصاد مروان وكريم وفاطمة (أولادها)...وياما اتهورت من سنين السنين...دي مولودة من بطن أمها متهورة أصلاً...وأغلب قرارتها نتج عنها يأما الحظ يحالفها والقرارات تطلع صح وتكون كويسه ومفيدة ليها...يأما العكس وتتهور وترجع تتعور(بقول أمثال يا اخواتشي)...المهم وصلت الكافيه وقعدت معاها وفضلت تحكيلي على سِلفتها(زوجه أخ زوجها) وأنها ست قاسية...واختي مسكتتش عليها (تربيتي) والحديث اخدنا لحد ما وصلنا للنقطه دي:
_"فاكره خطيبك القديم يا لولا؟"
نقطه حاولت كتير اتجاهلها وابعد عن الكلام عنها وبكل سهولة أختي ضغطت على الجرح:
_"ماله طارق ايه اللي جاب سيرته دلوقتي؟"
نظراتها كلها كانت تردد خايفه تقولي حاجه مهمه...شوفت دا في عينيها وكان لازم انطقها غصب:
_"وحياه أمك؟ ولا وحياه ايه بقي...ورحمه امك؟ جايه دلوقتي في موضوع يخصني أو كان يخصني وتترددي وتفكري؟ جايه على حظي تخفي من التهور؟"
اتنهدت بهدوء وغمضت عيونها كدا وخدت نفس طويل...وهوب اتكلمت:
_اصلــــ...اصلــــة جه وسأل عنك وعن أحوالك...متبصليش كدا أنا ماليش دعوه...وبعدين مكنتش أول مره يعني دا كل أسبوع...اوبــــس"
رجعنا للتهور تاني... لأول مرة التهور بتاعها ينفعني أنا...نرجع للموضوع مكنتش مصدقه أن خطيبي القديم يرجع يسأل عني تاني وشكله كمان بقاله فتره...قصه خلصت وانتهت بيرجع يكملها مع نفسه تاني ليه؟...مش هو إللي قرر من نفسه أنه يبعد؟...كل دي اسئله كنت بقولها لنفسي وانا مروحه من عند مرام بعد ما ودعتها وانهيت الحوار وقولتلها بكل برود أنه لما يجيي قوليله متعرفيش عني حاجه...حصل ايه بقي لكل دا؟... مفيش كل الموضوع واحد اتقدملي وأنا في تانيه طب ووافقت بعد حب سنتين من طرفي!...اتخطبنا وكان كل الحماس من طرفي!...وبكل صراحة هو كان كويس وطيب وبيعاملني بكل حُب...لحد ما جه اليوم اللي بعد عني فيه عشان قال ايه مش مناسبة ليه نهائي... الموضوع وجعني وقعدت فترة بكره كل حاجه حواليا بس طلعت كل حُزني في الدراسة عشان مستقبلي...وبس كدا اديكم عرفتم سبب كرهي للرجال... وأخيراً عودة إلى منزلي المريح الذي يستقبل كل أحزاني ويبدلها إلي طمأنينة وراحة وأمان...وقررت أكتب عن حالة التردد...اهو اشغل نفسي ومقلبش المواجع...حضرت مشروبي المفضل وبدأت كتابه
صفحة جديدة بعنوان
(التردد أو التسرع في اتخاذ القرارات)
_أولا ما هذا المرض؟
"هو تسرعك بالرد أو بالفعل أو بالحكم بدون أدني تفكير...تهورك في اتخاذ القرارات المصيرية التي تحدد مصيرك بدون ثانية من التفكير... إلغاء العقل والفكر وإلغاء التردد من قاموس هذا الشخص"
(بقلمي)
_السؤال الأهم كيف يتم علاج هذا المرض؟
"التغلب على التسرع أو التهور أمر يحتاج إلى صبر وتدريب... فمثلاً يمكن للشخص الانتظار بضع دقائق لتجهيز رد...ولا يرد بأول شئ يخطر على الذهن...تذكير الذات بعواقب ما ستقوله او ستفعله...كرر جملة ثابتة عند الغضب مثل""إهدء وفكر أو أنا غاضب لن اتسرع""او أي جملة من شأنها أن تخفف غضبك"
_نصائحي أنا كاليلا في وقت نكدي زي دا
1_عليك بالإستماع جيداً...كن مستمع جيد
2_دائماً حاول أن تفهم قبل أن ترد على السائل
3_تحقق من معلوماتك...قد تكون خطأ
4_إذا مررت بموقف ما... أسئل نفسك هل يوجد غيري مر بهذا الموقف؟...وكيف تعامل معه؟
5_لا بأس لو طال سكوتك على أن ترد بشئ قد يحرجك أو يؤلم من أمامك
وفي النهاية أحب اقولكم التهور غالباً آخرته بتكون وحشه فا حاولوا تقللوا تهوركم أو تستعينوا بحد...طبيب...صديق...ولي أمر... المهم حد يساعدكم ويفهمكم عواقب ومميزات قراراتكم
واشوفكم في حلقه جديده مع لولا
والسلام....
يتبع.......

حكاياتي مع المرضى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن