لم يكن الوقت يرحم أحدًا، فقد كانت الصدمة تجتاح الجميع.
مشاعر الحزن بدأت تختلط بالخوف، والشعور بأن القاتل ربما كان بين الحاضرين أشعل فتيل الشكوك بشكل لم يكن متوقعًا.
بينما كان الجميع يقفون حول جثة جيمين، بدأت الأصابع تتحرك، والنظرات تتبادل بحذر.
رغم دفاع جونغكوك عن تايهيونغ، إلا أن الشكوك لم تتلاشى تمامًا.
لكن هناك من لاحظ تفاصيل أخرى قد تجعل الأمور أكثر تعقيدًا.
جين، الذي كان دائمًا معروفًا ببروده وهدوئه، كان يتصرف بطريقة غريبة بعض الشيء.
بينما كان الجميع في حالة من الصدمة، بدا أن جين أكثر هدوءًا من المعتاد.
كان يراقب المكان بعينيه، وكأنه يفكر بعمق، وهذا الأمر لم يمر مرور الكرام على يونغي
"جين... هل أنت بخير؟"
سأل يونغي وهو ينظر إلى صديقه الذي كان يقف بجانب النافورة.
"نعم، أنا فقط... أحاول أن أفهم ما الذي حدث هنا. كيف وصل جيمين إلى هنا؟ ومن يمكن أن يفعل هذا؟"
قال جين بصوت منخفض، لكن كلماته لم تطمئن الآخرين، بل زادت الشكوك حوله.
في تلك اللحظة، بدأ الجميع يتساءلون:
لماذا كان جين هادئًا إلى هذا الحد؟ هل كان يعرف شيئًا لا يعرفه الآخرون؟ أو ربما كان يخفي شيئًا؟
"كنت قريبًا من جيمين طوال الوقت في الحفلة، أليس كذلك؟"
قال نامجون بحذر، وهو ينظر إلى جين.
"نعم، كنا نتحدث عن بعض الأشياء العادية. لا شيء غير طبيعي."
لكن هذه الإجابة لم تكن كافية.
الهدوء الزائد عن الحد الذي أظهره جين جعل الجميع يطرح تساؤلات داخلية.
وفي خضم تلك الشكوك المتزايدة، وصلت سيارات الشرطة بسرعة إلى مكان الحادث. نزل منها اثنان من أشهر المحققين في المدينة: المحقق كيم والمحقق يونغ.
كانا معروفين بذكائهما الحاد وقدرتهما على حل أكثر القضايا تعقيدًا.
حضورهما زاد من التوتر بين الأعضاء.
المحقق كيم، رجل طويل ونحيل، ذو نظرة حادة توحي بالصرامة، كان يقود الفريق.
ألقى نظرة سريعة على المكان قبل أن يتحدث: "لقد سمعنا عن الحادثة. علينا أن نتحقق من كل شيء هنا بعناية."
كان صوته هادئًا، لكن الجميع شعر بثقل كلماته.المحقق يونغ، كان أكثر مرونة، لكنه لم يقل شيئًا، فقط أخرج دفتره وبدأ بتدوين الملاحظات.
تقدم المحقق كيم نحو الجثة وفحصها بعناية.
"ليس هناك أي علامات واضحة للصراع يبدو أنه توفي بهدوء سنحتاج إلى إجراء تشريح الجثة لمعرفة السبب الدقيق للوفاة."
التفت بعدها إلى الأعضاء.
"سأحتاج منكم جميعًا أن تبقوا هادئين سنجري مقابلات فردية مع كل واحد منكم في الوقت الحالي، أريدكم أن تخبروني بما تعرفونه."
نامجون كقائد الفرقة، تولى زمام الحديث وأخبر المحققين بكل ما حدث منذ بداية الحفل لكن مع كل كلمة كان يقولها، كانت عيون المحقق كيم تراقب الأعضاء بحذر، تبحث عن أي علامة أو إشارة غير طبيعية.
بدأ المحققون بجمع الأدلة، ومن ضمنها هواتف الأعضاء، وأي شيء قد يساعد في فهم ما جرى وبينما كانت الشرطة تقوم بعملها، كانت الشكوك تدور في رؤوس الجميع.
تايهيونغ لم يعد الهدف الرئيسي للشكوك الآن بدلاً من ذلك، بدأت الأنظار تتجه نحو جين، وخاصة بعد أن لاحظ المحقق يونغ شيئًا غريبًا في ساعته، التي كانت مغطاة بطبقة رقيقة من الماء.
كيف وصلت إلى هناك؟ ولماذا لم يعلق على ذلك؟
"أين كنت عندما بدأ الجميع بالبحث عن جيمين؟" سأل المحقق كيم بصرامة.
"كنت أبحث في الجهة الخلفية من المنزل، لكنني لم أجد شيئًا."
أجاب جين بهدوء، لكن هذه الإجابة لم تكن كافية لتهدئة المحققين.
بدأت القضية تتعقد أكثر مع وصول المزيد من الأدلة.
كان هناك شيء غير منطقي في قصة جين، لكن لا دليل قاطع حتى الآن.
الجميع كانوا تحت المجهر، وكل حركة أو كلمة قد تكون دليلاً على براءة أحدهم أو إدانته.
مع مرور الوقت، لم يكن هناك أي تقدم واضح، لكن المحققين كانوا واثقين بأن القاتل ليس بعيدًا عنهم. الجثة كانت هناك، والأدلة كانت متناثرة في المكان، لكن القاتل كان ماهرًا في إخفاء كل أثر.