الفصـل السـابع عشـر

2.8K 73 15
                                    

322
.
.
-
"لاخطيئة تعادل ترويع قلب واثق"
-
تصلبت عينيه بمحجر عين الشخص الواقف آمامه ..
صوته ..نفس الصوت القريب لقلبه ..
للحظة فقد جميع حواسه ..
ملامحه صحيح كانت مُهيبة للشخص الواقف آمامه ..
" لكن مألوفة "
عقد حواجبه وهو يحس حاله وصل لمرحلة الجنون بسبب تفكيره المستمر فيه صار يتهياله كل الخلق بنفس صورته؟..
تقدم له وهو ينزل لمستواه و يرفع فكه حتى تتلاقى عيونهم ..
تجمعت الدموع بعيون فيصل وهو لا زال ينظر بعين الي قدامه و يردد بهمس
" أعوذ بالله .."
ابتسم بخفة وهو يرفع ابهامه يمسح دمعته الي خانته و نزلت لخده ..
فيصل عقد حواجبه و هو يبتعد بغضب و نطق بتردد : من انت ؟
تحولت ملامحه للبرود فجأه ..معقولة ما تعرّف عليه؟
مد ايده يقربه منه لكن فيصل رس على أسنانه بغضب وهو يبتعد اكثر : اقول من انننتت !
ميل راسه وهو يتآمل تفاصيل وجهه ..
ابتسم بخفة " اختلفت ملامحه و صار بالغ "
: فيصل .. انت تسأل لأنك ما تعرفني و لا تبي تتأكد من انا ؟
حس بقلبه ينقبض بقسوة و انفاسه الي يسحبها لصدره صارت تحرقه كرر سؤاله لكن هالمرة صوته كان يرجف بخوف اكثر : قول منو انت ..
تنهد من منظره و رفع ايديه يمسك كتفه ويشده له رغم مقاومة فيصل له لكن كان اقوى منه وهو يسحبه لحضنه حتى صرخ : مستحيل تكون هو !
اخووويي مييتتت ..شلوونن رجعع وهو مييتت انتتت انتت مييتت ..
نطق بهمس وهو يحس بأنه وهم : انا انجنيت و صرت اتخيلك ..
شد على حضنه وهو يقبل راسه بعمق ..
و يهمس : سامحني يا عيون اخوك ..
رمش بصدمه وهو يبعده عنه و يناظر ملامحه الي ما قدر للحين يتعرف عليها : بتّال؟
ابتسم وهو يحط ايده على كتفه و يشد بقبضته و بسخرية : عاساس لو غبت دهر بتعرف اخوك من اول نظرة؟
حاول يركز قد ما يقدر رغم انه يحس حاله يفقد عقله و وقف وهو يشد شعره للخلف و يناظره ..
سحب نفس و تقدم و هو يلكمه بوسط خده الأيسر حتى سقط و استقر فوق بطنه يضربه بشكل عشوائي و رفع ايده لرجاله الي كانوا بيبعدونه عنه ..
كانت كل ضربة تجيه تخف عليه حتى توقف وهو يناظره و سقطت دموعه بقهر : وش استفدت؟
حس بتّال بآلم بوجهه وهو يحاول يزيحه عنه : كنت مضطر ..
: لدرجة تمر هالسنوات كلها و انا اعيش هالعذاب كله عشانك ؟
323
.
.
-
عدّني عكّاز قلبك بالطريق إرك
حملك فوق قلبي .. وازهلَه .
-
لعن نفسه وهو يشوف حالة اخوه و افعاله الي سواها بغيابه .. حس بعذاب كبير بقلبه لكن بالاخير هو سوا هالشيء لاجل وطنه .. كان مضطر يدّعي وفاته حتى ينفذ مهمة سرية تخص آمان البلد ..
: ما راح تفهمني ..
اكتفى بهذي الإجابة لانه بالفعل مو مخوّل له يصرح بأي حرف عن سبب اختفائه ..
اتسع محجر كلتا عينيه و هو يضحك بسخرية : ما راح افهمك اجل !طيب ابوي و امي وش ذنبهم؟
رمش بإدراك لسؤاله و تجنب النظر لعيونه و اكمل : وش ذنبهم عاشوا بتعاسة من بعدك .. حتى الابتسامة حرمت عليهم !
عقد حواجبه و هو يرفع صوته بقهر منه : انت مستوعب الي عيشتنا إيّاه ! اء انا ..
بصوت راجف جثى على كلتا رُكبه : انا صرت مجرم عشانك .. انا بالظاهر كنت ميت و انت بالخفاء عايش !
عجزت اكمل حياتي من بعدك .. حطيت كل فكري بانتقامي لك و قلت لا ادفعهم الثمن غالي ! بس هه ..
رفع عيونه له و هو يرفع ايده له : انت اصلا عايش و كل الي سويته لك كان فاضي !
بتّال : فيصل ..
وقف وهو يحاول يستوعب الي صار له قبل شوي و ابتسم وهو يقترب منه و يرجع يحضنه بشوق دفين من سنين : ما طحت من لساني بكل سجده يا اخوي ..
رفع ايده يبادله الحضن لكن فيصل ابعده و اردف : ما  راح تخبي على امي و ابوي اكثر من كذا !
بتّال : أنهيت الي كان مغيبني عنكم .. راح القى وقت مناسب ..
فيصل اكتفى بهز راسه له وهو يحس بآلم في راسه : ابي اطلع منها ..
بتّال : ما فيه طلعه من هنا لفترة ..
عقد حواجبه بعدم فهم : كيف !
تنهد وهو يربت على كتفه : لازم تكون تحت انظاري لان فيه كثير قاعدين يدورون لك .. احتاج وقت احل مشكلتك ..
ناظر المكان الي هم واقفين فيه : و تبي تحبسني هنا؟
ابتسم وهو يرفع ماسكه على وجهه و يحط الكاب : و ابيك متعاون مع الشباب لا تزعجهم !
عقد حواجبه وهو يناظر للي حوله و كانوا قرابة 6 رجال مُتفرقين ..
: على وين !
بتّال : ما راح أطول ساعتين بالكثير ..
أغلق الباب خلفه و جلس فيصل على الارض وهو يغطي وجهه بتعب ..
-
نزل بعجلة من الدرج و انتبه للاصوات الصادرة من المطبخ و ابتسم بخفة وهو يتوجه له : من متى صحيتي؟
فزت لصوته و بلعت ريقها وهي تصد منه و تطلع الصحون للفطور : طالع؟
عفس وجهه وهو يقترب منها و يقبل راسها : عاساس طيبتي جروحي امس يعني سامحتيني؟
تنهدت وهي تلف له و تبتسم : اكيد .. بس وين رايح؟
اختفت ابتسامته من ثغره و وضح له انها تسلك له : اء طالع للرياض ..
324
.
.
-
أشتكي لك غربتي، ولا ضياع سنيني ؟
-
رمشت باستيعاب : غزل هناك لحالها .. كان جبتها ..
فارس : لا ما قدرت لان طيف طلبت مني اجيبها لهنا و انصدمت ان ابوي بعد لحقنا فما امداني ..
العهد : لا يكون تركتها بروحها !
استنكر ردة فعلها : لا وش دعوة تركتها عند اهلها ..
اردفت وهي تدهن قطعة توست : مالي مرتاحة لأهلها ..
استند على الطاولة وهو يستقبل قطعة التوست الي قربتها من فمه : ليه؟ ..
رفعت اكتافها وهي تتذكر لما جابتها من بيت اهلها و قابلت امها ..
: مُجرد إحساس ..
همهم وهو يبتسم لابوه الي قام و حاله كان مُبعثر : صباح الخير هههه ..
عبدالعزيز بتجاهل: جهزي فطور مرتب خويّي بيفطر معنا اليوم استعجلي يا ابوي ..
و طلع تحت انظارهم المصدومة : اء منو الي جاي مع صباح الله !
فارس : سفهني ما صبح عليّ حتى ..
رمشت بصدمه وهي تقرص كتفه : بالله اطلع من عندي خل اشوف وش اقدر اسوي ..
شمرت اكمامها و هي تتنهد و تحاول تستعجل ..
طلع فارس وهو يناظر ابوه الي جلس على الكرسي بشعر فوضوي : وتبي تقابل خويك بهذا المنظر؟
كشر فيه وجه : انت ما قلت لي عندك رحلة الصباح؟ اشوفك ناشب لي و ناسي من رحلتك ..
رفع حاجبه وهو يقبل راسه : جيت اودعك ..
طلع و صادف سلطان و بهمس آشار لابوه : مزاجه يعكر مزاجك سنه لا تكلمه الحين ..
ناظره بنفس تكشيرة ابوه : اذلف الحين وراك رحلة ..
-
وقف وهو يحاول يستقيم بجلسته و رأسه للحين يُوجعه : ءماء ..
بصوت جاف و مُرهق طلب الماء بشكل مستمر وهو يحس بشخص واقف بالقرب من رأسه ..
قرّب الكأس من شفايفه المُتقشرة وهو يروي ضمأه ببطئ ..حتى ابتعد الآخر يُعلن ارتوائه..
مد المنديل يمسح الماء الي تسرب على لحيته و استنكر لطفه معه : مءمشكور ..
ابتسم بجانبية وهو يخرج الرجال الي كانوا بالغرفة و بقوا يحرسوا الباب من الخارج لعدم دخول احد ..
سحب الكرسي و جلس آمامه وهو يخلع قناعه و الكاب الي كان يرتديه ..
حرك شعره بشكل مُبعثر وهو يرخي جسده و يرفع قدمه فوق السرير و الآخرى تعتليها: ولو ..
عقد حواجبه و هو يرفع بصره له : من انت؟
تنهد وهو يحك حاجبه : ما يهم الي يهم تعرف شكثر كنت نايم؟ صار الحين وقت تدفع ثمن هالراحة و لا؟
استشعر بصوته التهديد : ءما فهمت عليك ..ء انا اصلا ناسي و ..
325
.
.
-
لا تقسو على أنثى إلا في عناقها ..
-
قاطعه و هز راسه بالنفي : لاااا و فاهم عليّ حيييل .. سألت دكتورك و قالي امس انك قدرت تتعرف على عائلتك و ذاكرتك سليمه ..
ابتسم بسخرية : مو لهذي الدرجة تصير قصتك مسلسل هندي .. فقدان ذاكره مع الغيبوبة ههههه ..
ما كان مرتاح له وحس بحراره الجو حولهم حتى نطق : و الحين بتقول لي كيف ورطت فيصل معك باعمالك القذرة؟
-
فتحت الباب باستغراب من طرقه المتكرر : اء بابا فارس ..تفضل ..
دخل فارس وهو يخلع نظاراته الشمسية : جدتي قامت؟
سعدية : ايوه من زمان تصلي ضحى الحين ..
: و طيف؟
: ماما طيف في مطبخ .. تبي انادي ..
قاطعها : لا لا تنادين احد ..
توجه للمطبخ وهو يسمع صوت ضحكاتها و ابتسم رغم استغرابه من ضحكتها و انتبه انها تكلم احد بسبب السماعات الي بإذنها : اها ههههه .. طيب احسب كم يوم زياده يا عيون خالتك و برجع ..
طرحت الصينيه بهدوء : لا لا مو تعد بالثواني هههههه
ضحك لضحكتها و تقدم بدون لا تشعر بوجوده حتى تصنم مكانه بعد ما نطقت : اعذرني شكله متعبك حيل لو تطرحه عند امي افضل ..
هتّان ابتسم لمنظر معاذ وهو يمسح دموعه بشكل فوضوي : يقول يا عندك يا عند آلتو و انا قلبي حنين عاد ما طاوعني اطرحه عندها وهو يبيني ..
ابتسمت و انمحت فورا ابتسامتها وهي تحس باصابعه تتثبت بخصرها من الخلف و تضغط بقوة عليه و حراره انفاسه تلفح عُنقها حتى اردفت بربكة : اء مضطرة اقفل الحين ..
اغلقت الخط وهي للحين تحس بآلم مكان قبضته : ءفارس وش قاعد تسوي !
رفعت عيونها له وهي تناظر ملامحه الجامدة : من ذا؟
بلعت ريقها وهي تحاول تبعده عنها بس عجزت : فارس لا تخبص إحنّ في بيت جدانك !
رفع ايده لفكها : لا تخليني اعيد كلامي !
عفست وجها بآلم حتى قاطعهم صوتها : فارس ؟
ابتعدت عنه بسرعه و وضعت ايدها فوق الصينيه حتى انتبهت لحرارتها وهي تبعدها بآلم ..
انتبه لها و صد لجدته : كنت طالع للرياض و قلت أمركم اودعكم..
ابتسمت سلوى : ما شعبت منك ..
فارس : طلعه يوم و راجع .. تجهزي انتي اوديك بيت ابوي ..
سلوى : لا يا امي ليه ما تبقى عندي مونستني..
فارس بجمود : قعدتها عندك غلط و اصلا لو مو راجع بكره كان خذيتها معي ..
ابتسمت طيف لها بتسليك : حبيبة قلبي انتي بس معه حق بروح اجهز اغراضي اجل ..
كانت تعجل بخطواتها و تحس فيه خلفها ..
بلعت ريقها وهي تفتح باب غرفتها حتى دفعها للداخل و تآوهت بآلم وهي تلف له وهو يقفل الباب وراه : وش قاعد تسوي انت !
اقترب وهو يقبض على فكها بقوه : من كنتي تكلمين !
حست بآلم فكها و رفعت ايدها تبعده لكن عجزت ..
: اء فاارسس احترم نفسك و ابعد احسن لك
326
.
.
-
من ضيع، جَمال، الكون ،حِين أحزنّكِ؟
وأضاعَ،لمع، النُجومِ ،حِين ،أدمَعَكِ
يا ويحهُ،مِن، بَرقِ ،صَاعِق ،إذ ،أغضَبكِ
-
ابعدها وهو يدفعها فوق السرير و يعتليها قابض كلتا يديها و رفعها لفوق راسها و رس على أسنانه بغضب..
كان يناظر تفاصيلها و ملامح وجها المرعوبة منه لان ردة فعله هذي كانت أول مرة تشوفها : ء فارس قااععدد توجعني !
اقترب اكثر و بهمس : تكلمين الدكتور؟
-
اتسع محجر عينها و هي تحس بقبضته بوسطها و آنت بآلم : آه فارس ءانجنيت ابعد قاعد توجعني ..
تجمعت الدموع بعيونها وهي بالفعل تحس بآلم خصوصا عن جديد طالعه من عملية ..
استوعب نفسه وهو يحررها من قبضته حتى تكورت بآلم و هي تخفي ملامحها عنه : ابععدد عنيي ..
رمش باستيعاب وهو ينطق : لاجل كذا تبيني اطلقك؟
رفعت عيونها له و اكمل بسخرية : هه عشان الدكتور؟
توسعت عيونها بصدمه و حاولت تتمالك اعصابها : احترم نفسك لا تغلط اكثر من كذا و اطلع ..
ابتسم بسخرية : و انا اقول لنفسي فارس آذيتها حيل و ما عرفت ليلي من صباحي و بالاخير تبيني اخليك عشان عم ال** ؟
عجزت تنطق بحرف وهي مصدومة كيف قدر ينطق كلمة بهذه القذارة لطفل وقفت وهي تحس بثقل جسدها و تتقدم له ..
رفعت ايدها تصفعه على خده ..
عم الصمت بينهم حتى مسح على خده بابتسامة : جهزي اغراضك استناك برا ..
طلع من الغرفة تاركها بصدمتها .. فارس اختلف عن فارسها الي تعرفه و تحول لشخص آخر تماما !
-
فتح الباب له و ابتسم له : يالله حيّه !
بادله الابتسامة راشد : الله يحيك .. تبي الصدق قلت بتطردني من بعد هواش الثيران حقيني مع عيالك ..
ضحك بخفه وهو يسحبه معه لحديقة البيت : استغفر الله لا تقول كذا انتبه للكيس الي بايده : وش الي جايبه كلفت على حالك ؟
عقد حواجبه راشد وهو يمد كيس مملوء بفاكهة
" اليوسفندي " : اء ما جبت شيء لقيته ع باب بيتكم قلت ارفعه و اعطيك ..
استغرب عبدالعزيز وهو ياخذه منه : اكيد واحد من العيال طرحه انت اسبقني لطاولة الفطور هناك ثواني و جايك ..
دخل البيت وهو ينادي العهد ..
طلعت له من المطبخ وهي تفك المريلة : لبيه ..
رفع الكيس بابتسامة: شوفي من جاب ذا ؟
اتسعت ابتسامتها وهي تعشق هذي الفاكهة : ضيفك؟
هز راسه بالنفي: اكيد فارس لان الشيخ سلطان ما تحرك من البيت خليه يلبس عدل و يطلع لي يسلم على الرجال ..
هزت راسها وهي تاخذ الكيس منه ..
327
.
.
-
جاء كأنه مُمكن ..تواضع وهو المُستحيل.
-
بلع ريقه وهو يتذكر فيصل كان يظنه مات بسبب التفجير : بعده حيّ؟
رفع حاجبه وهو ينزل اقدامه و يوقف و يتقدم له : اي حيّ ..
: بأي صفة تسأل عنه .. انت من الشرطة؟ انا قلت ما اكلم احد بدون محامي !
رفع حاجبه بسخريه وهو يقترب اكثر حتى استند على رأس السرير محاوطه بين آذرعه : بدون محامي؟ طلعت مخطط لكل شيء وقت غيبوبتك؟ ..
اقترب اكثر بهمس : بس من قال اني بخليك عايش الين تقابل مُحاميك؟
توسعت عيونه وهو يرجف و يرفع ايده لجرس السرير و ثبت ايده : تؤتؤتؤ ..محد بينفعك الحين غيري ..
وش علاقة فيصل معك انطق ..
بلع ريقه وهو يردف : ءكان يبي ينتقم لءلاخوه وءوأنا ساعدته..
: كيف ساعدته؟
: حددت له الأماكن الي بيكون فيها المسؤولين عن حادثة اخوه..
: مثل؟
: حيّ *** و استراحة *** ..بس هذي الي حددتها له والله ..
تنهد و اكمل : و بعدين؟
بلع ريقه وهو يحس بانفاسه تنقطع ببطئ : بس ..
رفع ايده وهو يخنقه حتى صرخ و أغلق فمه بايده الأخرى: خلني اكمل عنك .. قلت له بشرط يوزع متفجرات بالأماكن الي انت تحددها .. و طلبت منه مبالغ كبيره حتى توصل له المعلومات الي طلبها ..وفوق هذا كله ورطته بعصابتك و خليته رئيس بينهم و اغريته بافكارك القذرة صح؟
حس برؤية ضبابية بسبب اختناقه و شد عليه حتى حس بانقطاع آخر انفاسه ..
ابتعد عنه وهو يمسح ايده بقرف و اعتدل بوقفته وهو يلف للباب الي فتح : سيدي وصل خبر لمركز الشرطة عن قومته يُستحسن نطلع الحين ..
هز راسه وهو يرفع الماسك على وجهه و يرفع الكاب لراسه و يطلع للآصنصير..
ابتسم للطفل الي يناظره هو و آحد رجاله بخوف بسبب اللون الاسود الي لابسينه و طاغي عليهم و بعثر شعره بلطف حتى آختبى خلف ابوه ..
اقترب مساعده وهو يهمس بإذنه: وصلت الي قلت لي عليه ..
رفع فاكهة اليوسفندي له بابتسامة: بقيت لك ذي ..
ضحك بخفة وهو ياخذها و يحطها بجيبه و يطلعون من المستشفى ..
328
.
.
-
أَحْسُدُ كَاسَاتٍ تُقَبِّلُ ثَغْرَهَا .
-
طرح فنجان الشايّ فوق الطاولة وهو يقوم
و يصافحه : اتمنى تفكر في الموضوع يا ابو سلطان .. ما اجبرك و انا لو محلك كنت قلت اغراب ما اعطيهم بنتي بس وربك شرحت لك السبب .. ما ابي اخبي عنك شيء و قلت اجيك و اصارحك ..
كان عبدالعزيز عاجز عن الرد و اكتفى بهز رأسه له كنوع من المجاملة ..
شرح له سبب تقدم نواف لبنته و انه هو الي انقذها من الخاطف ..
بعده للحين مو مستوعب حرف واحد لكن كلان راشد بان نواف بيستر عليها و شاريها خلاه يقرر يسأل بنته لان بالاخير هذي حياتها حتى لو ما كان راضي بفكرة انه يزوجها الحين بآخر المطاف راح يجي هذاك اليوم الي بتخرج فيه من تحت جناحه ..
فرك حاجبه وهو يتذكره ..
وعده تبقى له حتى وقت رجعته ..
بس هو الحين مو متأكد اذا بعده عايش او مات !
استغفر ربه وهو يدخل البيت و يطرح اغراض الفطور في المطبخ ..
انتبه لصوتها الي كان يضحك من تصرفات محمد حولها ..
ابتسم بخفة و عشرين سؤال يلفون براسه
" بنته وش واجهت بحياتها بغيابه؟"
للحين خايف من قوتها الي تظهرها امامه ..
يخاف يكون ينام بالليل مرتاح وهي عيونها محرومة منه ..
انتبه لصوتها الي كان يناديه : عيونه؟
: وش سالفة خويك جايّ مع صباح الله ..
ابتسم من عقدة حواجبها وهو يكتم ضحكته : جايّ يفطر معيّ و يعتذر عن قلة أدب اخوانك مع عياله ..
قاطعه سلطان : لا كذا كثير ! هم الي بدوا لو ناسي !
ضيق عيونه وهو يناظره : نعم استاذ سلطان؟ متأكد؟
قلب عيونه سلطان بتململ و رجع على جهازه : عموما لازم نرد الرياض الشغل بيتراكم عليّ كذا ..
تنهد عبدالعزيز وهو يقترب منه و يبعثر شعر سلطان بشكل فوضوي : زعل البزر ..
ابتسمت العهد و اردفت : طيب وش تبون على الغداء؟
لفوا لها بتفاجُئ ..
سلطان : الله صرتي تاخذين راينا بالاكل؟
رفعت شعرها وهي تغير عُقدته : مروقه اليوم استغلوا الوضع ..
ابتسم عبدالعزيز : عساه دوم وش عندك يا المروق؟
اقتربت وهي تقبل خده : مصبحه على وجهك مثلا؟
ليان بسخرية : قالت لي بالمطبخ طيف بتجي مع قطوتها ..
لفت لها العهد بصمت وهي تقترب منها و تعض خدها حتى صرخت بآلم وهي تضحك : وجع وش قلنا
: قومي ساعديني بالمطبخ !
329
.
.
-
أنا اللي كل ما أدوّر
لصمتي خطوتين وباب
تحاصرني رياح الذكريات
وتنفض ثيابي ..
-
دخلت وهي تتبعها و تناظر لكيس اليوسفندي : ياماميي منو جابه؟
العهد : شكله فارس ..
ليان : فارس يكره ريحته تضحية منه يجيبه ههههه ..
العهد ابتسمت : يشفعله..
ليان بتذكر : فاكرة كان بمزرعة جدي شجرة منه؟
العهد بضحكة : عِطْر" اسم الشجرة "..
ليان بسخرية : ما اصدق ان جدي قال سميها !
ابتسمت بخفة و كل ما لإبتسامتها تختفي
: مو هو الي طلب اسميها ..
ليان صعدت فوق الطاولة تراقب اختها الي بدت تغسل المكرونة : منو؟
بلعت غصتها وهي تبتسم بغصب و تتوجه للثلاجة : بتّال الله يرحمه ..
ليان بمحاولة لتذكره : تصدقين ملامحه ما اذكرها؟
العهد قرصت خدها بلطف : لأنك كنتي صغيرة ..
يلا روحي قبل لا تلصق فيك ريحة الطبخ ..
ليان باستغراب : تو قلتي تعالي ساعديني ..
رمقتها بنظراتها حتى ضحكت و
غادرت المطبخ تاركتها تسرح بذكرياتها و تبتسم لطيفه الي مرّ .. عمره ما كان مُجرد ذكرى من طفولتها ..
-
قبل 8 سنوات ..
-
الساعة 12:30 ليلًا ..
سحبت آناملها من شعرها المبلل بابتسامة راضية عن منظره بعد ما غسّلته مثل ما طلبت و قرّبت المنشفة تجففه حتى قاطعتها بصوتها الناعس : يكفي حبيبي تعبتك معي باكمله انا ..
شهقت بخوف بعد ما فتح الباب بشكل سريع و تصنم مكانه بخجل : اء سعدية؟
ضيقت عيونها بإستغراب: بتّال ليه انت هنا؟
بلع ريقه بوهقة وهو يتقدم لها و يناظر البنت المستلقية بين ايدينها و شعرها المبلل ..
انتبه للمنشفة بإيدها : خليه بانشفه انا .. جدتي تناديك روحي لها ..
سعدية بعدم تصديق : لا هي الحين صلاة وتر و بعدين تنام؟
اعتدلت بجلستها العهد وهي تحس بآلم بجميع أنحاء جسدها : روحي سعدية انا بخير ..
سعدية نطقت بسخرية وهي تطلع : اوكي بس هي فيه حرارة !
بتّال اقترب من جبينها وهو يقبلها بخفة
" طريقة يستشعر حرارتها بشفتيه " : خفيفة مو مرة يا سعدية ..
ابتعدت منه بإنزعاج : ابعد ..
تنهد وهو وضح له حرارتها من كثر ما بكت ..
هاليوم امها طلبت الطلاق من ابوها ..
انتظر حتى خروج الخادمة و نطق قبل ما تقفل الباب : سعدية ما فيه قول حق ماما عشان بعدين زعلان احنا مو نايمين؟
ابتسمت وهي تهز راسها ..
العهد : تدري انها بتروح تقول لها حتى مع طلبك ..
بتّال : مدري ليه مكبرين الموضوع لو باقي نشوف بعض ..
العهد ببرود نفشت شعرها بشكل مبعثر : لأنك بتدخل 19 قريب و لازم تستوعب انه بيصير ما يجوز شرعا حتى يا شايب ..
رجع يناظرها بصمت حتى تقدم لاحد حقائبها : عندك جاكيت ثقيل يوسفتي؟
330
.
.
-
سرق قلبي و رُوحي
فزعت أرد قلبي و أثرني حبّيت سراقي .
-
ابتسمت من لقبها وهي تعتدل بجلستها و تجفف شعرها بخفة بالمنشفة : ما فيني من دوّر له .. ليه يا عسكري؟
ضيق عيونه : ابد بس كنت ابي اطلعك معي مشوار ..
رمشت بعدم فهم : الحين؟
هز راسه وهو يخلع جاكيته الجلدي و يرميه فوقها بسبب اكتافها العارية امامه
" كانت ترتدي قطعة صوفية بيضاء بدون أكمام "
: ٥ دقايق نشفي شعرك و انا بشوف الطريق لنا ..
وقفت وهي تلبس جاكيته الي كان واسع بالنسبة لجسدها و تقدمت بخفه لاحد ارفف دولابها تلبس كاب اسود و تطلع وراه بهمس : ما تتوب؟
بتّال رجع لها : لازم اخرجك من جوك الرْق ذا كأنك مطلقه ..و خير اذا تطلقوا اهلك لا يكونوا مميزين عن العالم؟
ضيقت عيونها وهي تقرص كتفه و تنتبه انها فقدت جوالها : جوالي بالغرفه اسبقني ..
بتّال بإنزعاج : تقدري تخليه ..
ما ردت عليه وهي تدخل للغرفة و تبحث عنه و ابتسمت بهدوء و هي تفتحه بعد ما حصلته و كانت فوق 11رسالة منه ..
بدت تقراها وهي تمشي للباب الخارجي الخاص بالمنزل و توقف في الشارع الخلفي تنتظر بتّال مثل كل ليلة جمعة وقت الإجازات الطويلة بعد الدراسة ..
يعرّض نفسه للخطر في مُسابقات غير مشروعة بمبالغ مالية و هي الي عليها تشجعه ..
تعرف انه غلط بس ما تقدر ترفض له طلب و كأن فيه شيء داخلها يرفض انها تقول له لا ..
استندت على جدار البيت وهي تحس بدوخة من الحرارة الي اصابتها ..
و اكتفت تكتب كرد على تساؤلاته عن سبب إختفائها :
" تعبانة ما قدرت افتح الجوال " ..
رمشت بصدمه من سرعة قرائته و رد
" فيك شيء؟"
ابتسمت وهي تحس بنبضات قلبها تتسارع معه و
كيف يحس فيها من خلف الشاشة فقط
رغم انها ما قدر ارسلت له صورة لها او حتى صوت !
زمت شايفها من برد الجوّ وهي تحتضن الجاكيت اكثر لها " احس كل الي فيني يختفي معك"
ابتسم بالجهة المُقابلة وهو يرد على رسالتها
" يجي منّي".
ضحكت بخفة وهي تلف لصوت
التصفير الجايّ من بعيد و ما كان
الا بتّال و آشارت له بالانتظار ..
331
.
.
-
‏مو بس غيره .. إلا شمس الظهيره
‏تشتعل بي لا ناظرك عابر أو جاب لك سيره !
-
عقد حواجبه و هز راسه بموافقة و رفع ايده يأشر انه بيكلم احد ..
استدار للشخص الي يناديه و توجه له : يلا بنبدأ ..
بتّال : نفس السعر؟
هز راسه الولد الي قدامه : اي .. لكن هالمره بيكون موقعنا مختلف فيه كم واحد جدد بيشاركون ..
عقد حواجبه بشكل عنيف بعد ما لمح الشخص الي توجه لها و نطق للي واقف امامه : لحظة ..
الولد بإستغراب من ملامح الغضب الي تملكته فجأة : بتّال وش فيك؟
رمش وهو يمسح على وجه بقهر و لف عليه : يلّعـ ـن شكله ابن ***
توسعت عيونه بصدمه : ولد منو قاعد تقوله هالحكي !
رمقه بتّال بنظراته : محد كلمك يا فلة .. اذلف للموقع الين اجيك ..
ابتعد منه وهو يسارع بخطواته لها و يحس بدمه يفور بشكل مو طبيعي رغم برودة الجو الا انه بدأ يرشح من حرارة دمه~
اما عندهـا ..
رفعت عيونها عن الجوال بعد مما نطق : هلا والله بعدك بعسيرنا؟
تنهدت بملل وهي ترجع لجوالها : خير نصّور تبي تاكل اكله مرتبة بعد اليوم من بتّال؟
ضحك بخفه وهو يتآملها : وش دعوه ما تلاحظين انه اوفر ؟ دايم يدخل في نيتي !
ابتسمت وهي ترفع نظره لها : و لأنك أصغر مني يعني نيتك حليب صافي؟
زم شفايفه بغضب : ترا ذبحتينا أصغر مني أصغر مني و كلها كم سنه !
رفعت اكتافها بلا مبالاة : ما يهمني بعدك بزر خل عنك هالسوالف ..
ناصر : بس وربي ان كل حرف مني طلع ذيك الليلة صدق !
" اعترف لها بإعجابه "
و ضحكت بخفة بسبب المحادثة الي تقراها بجوالها و ابتسم و رجعت تناظره : اوه معليش لازم ارد على هالرسالة ..
رفع حاجبه بنرفزة : طيب وش مطلعك لحالك؟
وصله صوته الي ترك كل شعره في جسمه توقف : طالعه معي انت الي وش تبي واقف لها هنا؟
رجع يناظر العهد الي هزت راسها بتعب : تستاهل ..
بلع ريقه وهو يتنحنح و يبتعد بضحكه : وش دعوه اخوي قلقت عليها بنت جيرانا ولو ..
اشار له براسه يبعد و بالفعل تحرك من عندهم ..
حتى سمع ضحكاتها ولف لها بملامحه بارده : قلت لك هالاشكال لا تعطينها وجه و لا ما قلت؟
اقتربت منه وهي تقفل جوالها : قلت و قلت لك "م ا ي خ ص ك "
ابتسمت من بان الغضب بملامحه : خلصنا عاد ترا ورع متوسط
رفع حاجبه بابتسامة بعد ما شدت على طرف كُمه : صاروا ورعان المتوسط سبه الحين؟
هزت راسها و رجعت تفتح جوالها بعد صوت الرسالة و تمتم بسخرية : يا ذا الجوال ..
: ءهذي طيف ..
: ما سألت .. و اذا طيف ما تعرف ترقد؟
تنهدت وهي تقفله : كذا تمام؟
هز راسه وهو يقربها منه و يقفل جاكيته عليها بالسحاب : انتظري ثواني هنا شوي و اجيّ ..
332
.
.
-
ثم تنضج، تتقلّص دائرتك :
تتخطّى أسرع، وتتخلّى أسرع…
تُسقِط كل شعور مزيّف و
كل ابتسامة مصطنعة ولا
ترضى بأقل من الحقيقة."
-
بعد عدة دقائق ابتسمت من سمعت صوت دبابه وهو يقترب من خلفها و مشعّل الانوار الاماميه حتى يضايقها رفعت كفّها تغطي عيونها : ساعة يا شيخ بتّال على ما استناك ؟
ابتسم من تحت الخوذة وهو يفسح امامه مكان يتعمد إغاضتها : تعالي بحضني ..
رفعت حاجبها وهي تاخذ الخوذة منه و تضربها براسه : في أحلامك..
ضحك وهو يقترب من المُقدمة تارك لها مساحة خلفه..
ركبت باعتدال و هي تلبس الخوذة : سباقك بعيد؟
: تمسكي فيني عدل و بتعرفي ..
حاوطته من الخلف و ضحكت بخفة : بفقدك ..
نطق باستيعاب : لا ما راح تفقديني .. حتى لو فيه احتمال انك ما بترجعين هنا بجيك لهناك ..
" يقصد بعد طلاق اهلها "
اكتفت بالشد على قبضتها المحاوطة له و انطلق هو للمكان الي اتفقوا يتسابقون فيه ..
-
فجت باب غرفتها بغضب و توقفت للحظة بصمت تدور عليها بآنحاء الغرفه ..
اغلقت عيونها بنفاد صبر وهي تطلع و تصرخ باسمها : سععديية ويينن الللعههددد !
انقبض قلب سلوى و هي تترك مسباحها و توقف تتوجه لها ..
سعدية بتمثيل : اء انا خليها نوم !
هيام ضحكت بقهر : نووم ! البنتتت موو فييي الغرفه وين راحت !
سلوى بحدّة : شوفي لو بالحمام و لا عند ابوك و بعدين وش تبين فيها !
ازفرت بغضب وهي تحاول تتمالك اعصابها : ابووهاا جايّ من حايل يبيها خل تنقلع معه قبل يجيب لي مشاكل !
سلوى بانفعال : ماراح تروح معه ! بناتك خليهم معك سامعه !
هيام بصراخ: موو كافيي هالرضيع بيبقى معي؟بعدين جدتهم " ام ابوهم" ماخذه الاولاد خل تاخذ البنات بعد ..
تقدمت سلوى لها وهي تصفعها بقوة : انتي ام؟
رمشت بصدمه وهي تبتعد منها اول مره ترفع ايدها عليها ..
نبرتها انخفضت بسبب غصتها : انتي ام؟ فيه ام ما تبي عيالها؟
هيام انفجرت تبكي بحرقة وهي تصارخ : ايه فيه ..انا مجبورة فيهم اساسا ! مو كافي اني  غصب علي؟ مو كافي انه قرّب مني بدون ارادتي يُمه ! انا ما كنت ابيهم خل اعيش حياتي لو مره !
رفعت سلوى ايدها للمره الثانية بس عجزت تصفعها بسبب رجفة جسدها و دموعها الي حجبت الرؤية بوضوح ..
انتبهت سعدية لرجفتها و سندتها: ماما يلا نروح غرفتك؟
هزت راسها سلوى و ببحة : لا تسوين شيء بالبنت ..
مسحت هيام دموعها بخشونة وهي تطلع و عارفه وين بتحصلها
333
-
‏لما تحس النار تحرقّ صدرك
ومو قادر تطفيها .. يوجع .
-
أوقف الدباب خلف المنزل و صدى ضحكاتها يداعب مسامعه وثغره مُبتسم : اشوفك فالتها؟
خلعت الخوذة وهي تنزل : ههههه اول مره تخسر تبيني ما افلّها !
ضحك لضحكها : نعم الصاحب وربي !
اختفى صوت ضحكها و اكتفت بابتسامة تحط الخوذة بحضنه و خلع خوذته بهدوء و رفع آنامله بوسط شعرها يبعده عن وجها و يحطه خلف اذنها ..
استوطنت كفّه خدها وهو يلامس بخفة حتى قاطعته ايدها الي حطتها فوق ايده : بتّال؟
اردف بعد ما تنفس بعمق : عيونه؟
: لا تسويها ..
ابتسم بسخرية : مفضوح؟
العهد ضمت شفايفها وهي تهز راسها ..
: طيب دامي فضوح ليه ما قلتي هالآدمي اعطيه فرصة مثلا؟
هزت راسها بالنفي : انا احبك ..
بس مو مثل ما انت تبي ..
هز راسه بتفهم وهو يطفي دبابه و ينزل : خل اردك البيت لحد يحس ..
مسكت ايده بعد ما حست بحزنه : لا تسوي كذا تكفى ..
بتال بابتسامة رجع لها وهو يسند جبينه بجبينها : في هذه اعذريني يوسفتي..
تجمعت الدموع بعيونها وهو يقبل جبينها بعمق و تكلم و شفايفه بعدها على جبينها : فيه واحد غيري اجل؟
هزت راسها بالإجاب ..
أغلق عينيه و ابتسم : ابن الكلب ..
ابتسمت وهو يبتعد عنها : احلى مني؟
هزت راسها بالرفض : لا انت احلى ..
انفجر ضاحك وهو يسحب ايدها له : طيب يا يوسفة يلا على البيت ..
وصلها للباب الخلفي و توقفت بتذكر : دقيقة ..
لف لها وهو يهز راسه: فيه شيء؟
نزعت جاكيته و لمته ترتبه و مدته له : جاكيتك ..
ضيق عيونه : يا شينك احتفظي بذكرى لي عندك ..
نطقت ببرود : بس انت بذاكرتي اساسا ليه لازم شيء منك؟
أخفى ابتسامته وهو عارف انها قالت هالشيء بعفوية و خذاه من بين ايدينها : يلا ادخلي بترجع الحراره لك من هاللبس ..
ضحكت وهي تدخل و تقفل الباب خلفها ..اختفت ابتسامته وهو يحس بنار مشتعله بصدره ..لهذه الدرجة واقعه له؟
مسح جبينه بتعب و تراجع بخطواته وهو يلبس جاكيته و البرد شديد بالنسبة له ..اخرج هاتفه وهو يتفقد الاتصالات و كان حوالي 15مُكالمة من عمته و 10 من ابوه ..توسعت عيونه بصدمه وهو يرجع ركض لبيت جدته ..
دخلت بهدوء وهي تحاول ما تصدر صوت بس تنهدت بعد ما شافت إنارة الصالة و دخلت وهي مستغربة من وجود خالها سعد ..لفت لصوت امها الحاد : وويينن كنتتيي يا ***
توسعت حدقة عينها من الشتيمة بس ما قدرت ترد و انتبهت للشناط الي عند الباب الرئيسي و ليان النايمة فوق احد الكراسي بشكل خاطئ و الواضح من هيئتها انها طالعه : اء وش تسوين؟
هيام بسخرية : لا تجاوبين السؤال بسؤال ووييننن كنتتييي !
سعد بحدّة : طالعه مع بتّال ! انا مو قايل لا عاد اشوفك تطلعين معه
334
رجف جسدها بخوف و خاصة انها اول مرة ينهر بها ..
بلعت غصتها وهي تحاول تتقوى : ما سويت حرام !
توسعت عيون هيام بصدمه : يا الي ما تستحين !
شدت شعرها بقوه وهي تسحبها للاسفل : اانتييي ماا تربييتيي..
سحبتها معها لغرفتها وهي تقاوم ايدها الي تشد شعرها بآلم : ففكيينيي قاعده توجعييننيي يُمه ..
دخلتها و صدمت بظهرها الطاولة و تساقط كل ما فوقها وتناثر زجاج قنّينة العطر على الارض رمتها فوقها حتى
تآوهت بآلم وهي تحس بقطع زجاج بوسطها و كف ايدها : آه ..
رمشت هيام بخوف بعد ما شافت الدم : اء قءقومي اشوف تحركي !
اغلقت عيونها وهي ما تسمع اي شيء تقوله امها ..
وقفت بصعوبه وهي تستند على الجدار و تسمع صراخ ما كان الا جدتها تصارخ على امها : انتييي صاحية ! ابووهاا يستنى برا وش سويتي بالبنت حسبي الله عليك !
كانت هيام تمسح وجها بخوف :ما فيها شيء يُمه جرح صغير ..
لفت هيام لصوت سعد الغاضب : توو ما جيييتتت يا قليل التربية وش مسوي مع البنت تالي هالليل !
ما رد عليه وهو يناظر لليان الي كانت متجمعه الدموع بعيونها وميته من خوفها و الشناط الي بكل مكان : وينها؟
سعد سحب بتّال بذراعه : اكلمك انا !
دفع ابوه بصراخ : وويينهااا ..
تجاهل ابوه وهو يندفع لغرفتها و توسعت حدقة عيونه بصدمه و لف على عمته : وشش مسوويية فيها !
سلوى بخوف : امي بتّال اطلع لا تتدخل !
برزت عروقه بغضب و رس على أسنانه: انتيي بشررر !
دخل سعد و بصراخ : ااطللععع بررااا !
ناظرها بتّال بخوف عليها وهو يقترب منها : انتي بخير؟
توسعت عيونها بصدمه بعد ما شافت سعد بدأ يتهجم على بتّال بعنف و يطلعه خارج الغرفة ..
ركضت سلوى لهم تبعده لكن كان يضربه بقوة و بشكل متواصل و بتّال كل الي قدر يسويه انه يكتفي بتلقي الضربات لانه ما يقدر يرفع ايده بالاخير ابوه !
اغلقت مسامعها العهد وهي تبكي بحرقة و ترجع للخلف ..
هيام باستحقار: كله منك يا الواطية .. شايفة وش سويتي !
تجهزي و اطلعي لابوك برا ينتظرك تحركي !
تقدمت اكثر وهي تضغط بآناملها على خدها : و خليه يدري بحرف واحد و ربك يا محمد تموتون ما تشوفونه سامعه؟
طلعت وهي تقفل الباب خلفها و تركتها تحاول تستوعب الآلم الي عاشته ..ناظرت كف ايدها و رجف جسدها وهي تفتح باب الحمام و تحط كفها تحت الماء ..
ناظرت وجها في المراية و هي تتنفس بصعوبة ..
: اكرهك .. اكرهك ..
ضلت تكرر هالكلمات وهي تحاول توقف نزيف ايدها و تلمها لصدرها بقطعه منديل ..
لامست وسطها و زفرت بآلم وهي تغلق عيونها و تعض شفايفها بوجع " أخرجت قطعة زُجاج صغيرة من وسطها !" ..
انفجرت تبكي بحرقه وهي تغلق شفايفها تحاول تهدئ ..
335
.
.
-
ولستُ أدري حين يشكو لي حزنهُ
‏ أكان في قلبه أم في قلبيَ الوجعُ
-
طلعت من الحمام و اختفت الأصوات الي برا ..
صمت مُرعب صار بالبيت و كانت ليان فوق سريرها : دودي بنروح و نخلي ماما؟
تجاهلتها وهي تفتح دولابها وتبحث عن عبايتها : دودي فيك دم !
انتبهت للبسها شديد البياض توسخ بالدم : لا هذا من الروج ..
ميلت راسها وهي تحضنها : ريحته ريحة دم ..
اغلقت عيونها بنفاد صبر: انتظريني برا ..
هزت راسها بخوف : لا خالو سعد يضرب ولده ..
ارتجفت شفايفها وهي تسحب انفاسها بهدوء و تدعي عليه بكره و همست : الله يكسر ايده ..
نزلت لمستوى ليان و كانت بعمر 8سنوات : ليونه؟
لازم نروح الحين تمام؟ تأخرنا على بابا بس ..
خطرت في بالها فكره : بناخذ محمد معنا ..
ليان : ماما قالت بيبقى معها؟
ابتسمت وهي تمسح خدها : لا غيرت رأيها انتي جيبي لبسه وحده له و حليبه و حطيهم بشنطتي بسرعه !
هزت راسها وهي تخرج من الغرفة بهدوء..
وقفت وهي تنزع لبسها و تبدل ملابسها بشكل سريع
" محمد ما راح يبقى مع هالمريضة !"
طلعت وهي تلبس عبايتها بشكل مهمل و وقفت لها سلوى : امي انتي بخير ..
ما ردت عليها وهي تفتح غرفة هيام و تشيل محمد حتى سمعت صراخها : وش قاعده تسوين !
لفت لها و نطقت بكل برود : ما راح اخلي اخوي مع وحده مثلك .. بعدين لا تحسسيني ميتة على عيالك ..
هيام بحدّة : اتركي الولد احسن لك !
رفعت عيونها لها وهي تنطق بثبات : راح أرفع عليك قضية تهجم حتى لو انتي امي راح تتعاقبين اوعدك اذا ما طلعت بمحمد الحين راح أمر المستشفى و اخرج تقرير بتهجمك و فيه من يشهد حتى .. او بنسى وش سويتي و أخذه معي و ما راح يدري احد بالي صار ..
رفعت حاجبها بسخريه و اكملت : وش احسن من كذا؟ ترتاحين منّا كلنا !
ابتسمت بهدوء : انقلعي من قدامي اجل ..
-
الحاضر..
توسعت عيونه بخوف من صوت تحطم زجاج و توجه للمطبخ بسرعه ..
: العهد !
كان جسدها يرجف و هي تتنفس بسرعه و كأنها آخر انفاسها " حالة هلع "
ضلت تتنفس بصعوبة و عبد العزيز ميت من خوفه وهو يسحبها مثل الجسد بلا روح ..
: ابوي العهد اهدي ! هلّلي و تنفسي بهدواة ..
سللطااننن !
سحب كرسي لها وهو يحاول يرفع راسه لها : بسم الله عليك..
لمّها لصدره وهو يحس بروحه تنزع من مكانها يشوف بنته بهذه الحالة و عاجز يسوي لها شيء ..
336
.
.
-
"عيناك لم تخلقْ ليسكنها الأسى
‏أبداً وليسَ بها البكاء يليقُ"
-
بعد فتره ..
جلس عبدالعزيز على الارض بعد ما هدت العهد : وش صار لك؟
هزت راسها بالنفي: ما فيني شيء بس ..
: اذا بتكذبين لا تتكلمين !
وقف وهو يبتعد منها : تبين المستشفى؟
سلطان بمقاطعه : لا صارت احسن صح؟
هزت راسها بإبتسامه: اي يا روحي ..
اطلق ضحكه ساخره وهو يطلع من المطبخ و اردف سلطان : معصب الوالد ..
تنهدت وهي ترفع شعرها : قلت اني بخير بس هو يبيني اقول الا فيني ..
باس جبينها بخفة : طيب واذا قلت لك طفطف حقتك تحتريك بالغرفة؟
ضحكت بخفة وهي توقف بهدوء : اطلق خبر بس ..
ناظرت المطبخ: امانه اطلب عشاء احس مالي خلق ..
سلطان بسخرية دفعها : واضح و لا نبي نتسمم..
-
فتحت باب غرفتها و ابتسمت باتساع : روحييي انتي جبتي القطوة معك؟
ناظرتها بإنزعاج : من جدك؟
رمشت بعدم فهم: يعني ما جبتيها؟
قلبت عيونها حتى أطلقت ضحكة: امزح وش دعوة !
طيف وقفت وهي تسحبها لها و تحتضنها بشدّة : ضميني بقوة ..
ضمتها بخوف عليها: فيك شيء؟
هزت طيف راسها بالنفي : لا بس جا في بالي ..
ابتسمت وهي تشدها لها اكثر : عاد ما تلقين مثلي !
قلبت عيونها بضحك : اكيد اكيد ..
-
جلس في مكتبه وهو يتذكر حال بنته و كيف انه متأكد كل هالتعب الي تمر فيه كان منه ..
فتح جواله وهو يبحث عن اسمه و كلام راشد مستوطن أفكاره حتى ارسل له :
" مدري اذا انت الحين حيّ او ميّت لكن وعدي لك قطعته لان بنتي لها حق تعيش حياتها "
337
.
.
-
‏"تغافلوا، خلوا صدوركم تهدأ"
-
كانوا يلعبون بأصابعهم رافعين اياديهم للسقف بشكل طفولي حتى انطق الباب للمرة الخامسه : افتحي ..
: لا ..
رفعت حاجبها وهي تلف لها : عهدوه شوفي لو فيه موضوع مهم من دق هالبيبان..
نطقت بتجاهل لحكيها : تهقين السماء انعكاس الماء و لا العكس؟
طيف : وش هالسؤال الغبي .. كل واحد فيهم له لونه ..
اعتدلت بجلستها: جد؟
طيف وهي تحاول تكتم ضحكتها لانها تعرف طريقة العهد اذا جات تسحب منها الكلام : ايه ..
اكملت : طيب تبيني اكمل أسألك عشرين سؤال عن الثديات؟و لا تقولين لي وش فيك؟
: وييعع تطوري شوي انتي و هالطرق ..
قرصتها بكتفها حتى تآوهت بآلم : انطقي اجل !
تنهدت طيف وهي تفرك كتفها : طيب طيب بس حتى انتي !
تربعت قدامها وهي تكمل : اقولك شيء تقولين لي شيء ..بدون مُقاطعه !
هزت راسها بتفهم حتى نطقت طيف : اليوم فارس خوفني منه و تهجم عليّ ..
توسعت عيونها بصدمه حتى رفعت طيف حاجبها : حرف واحد منك يواسي او يعاتب ما بكمل !
حاولت تتمالك اعصابها بس ما قدرت ما تدمع عيونها و نطقت هي الأخرى: مر في بالي اليوم أسوأ ذكرى عن امي و كيف فرطت فينا ..
طيف : مو قادره اجلس بدون ما احس بآلم من بعد العملية و التحرك صار أصعب..
ميلت راسها العهد : مو قادرة انام اكثر من ساعتين بدون كوابيس عن .. اء عنه لاني اتخيله بمنامي ..
شدت على كفّها وهي تحاول تكتم ضحكتها : تسمع عليّ وانا اكلم عم مُعاذ يحسبنا بقصة عشق ..
ضحكت العهد وهي تغطي عيونها عنها و تابعت : هو نفسه الي شك بعرضي هههههههه
اختفت ابتسامة طيف و رفعت وجها العهد و انفجرت ضحك من شكلها ..
احيانا نمر بلحظات الاحساس الوحيد الي نقدر نظهره بمثل هالمواضيع هو " الضحك "
كانت تضحك على حالها و حال طيف
حتى قاطعتها طيف الي بدت تضربها بقهر : كييفف قااللل كذا !
ضربت كتفها بقوة وهي ترجع تبعد منها : قاعده اقولك إذا ما طلق باخلعه !
مسحت دموعها وهي تحاول ما تضحك : طيب طيب
" 338 "
.
.
-
‏كل ما كبر الإنسان شاح نظره عن أشياء كثيره كان يعتبرها أكبر طموحاته ،وهذي نعمة
-
رمى نفسه فوق الكنب و نطق ساخر : يعني بيطير من بطنها لو ما شفتيه اليوم؟
نورة وهي واقفه تلبّس هديل الوشاح الجديد الي اشترته لها و بإبتسامه قاصده هديل : اييوه كذا لا تشيلينه من فوق العباية برا برد ..
و اردفت لفهد بدون لا تناظره : بتوديني و لا أقول لراشد؟
تنهد وهو يوقف : لا تتأخرون عليّ طيب ..
طلع تاركها تكمّل : تحسين بحركه؟
ابتسمت هديل لحماسها : لا يُمه بعده ما تكوّن عشان يتحرك ..
هزت راسها وهي تلبس عبايتها : يلا اجل لا نتأخر عن فهد شكله معصب ..
لفت لها و بتساؤل: صار بينكم شيء؟
رمشت بربكة : اء لا ما صار شيء ..
نورة : اذا سوا فيك شيء قولي لي اكفخه لك
ابتسمت لها بحب وهي تطلع وراها ..
-
ركبت نورة بجانب فهد و خلفها هديل الي حست بآلم خفيف حتى لفت لها نورة بقلق : وش فيك؟
هديل بضحكه : ظهري شوي يوجعني خلاص ترا بتعود على خوفك ذا !
ابتسمت نورة وهي ترجع مكانها و فهد بدأ يحرك السيارة : من اليوم و رايح لازم احطك بعيوني بعد شايلة حفيدي القادم ..
ابتسم بسخرية و انتبهت هديل له ..
تنهدت من حالهم لا هي رضت عليه و لا هي رضت تعدّي له الي سواه فيها ..
صعب جدا يكون جرحك من اكثر شخص تحبه ..
عيونها بدأت تتفحصه و كأنها تلتهمه ..
تفاصيله تسحرها ..
فكّه الحاد .. عيونه العسلية .. رموشه .. غمازته ..
ليش غمازته دايم تعدم تركيزها؟ لكن بهذه اللحظة ليش غمازته الحين ظاهرة لها بعمق ؟
عقدت حواجبها وهي ترفع عيونها لعيونه الي كان يراقبها..
توسعت عيونها بصدمه و لفّت بصرها لجهة الطريق وهي تتمنى الارض تنشق و تبلعها ..
ضحك بخفّة لانه كان مُدرك لنظراتها و نطقت نورة : ضحكنا معك؟
اختفت ابتسامته تلقائيا من بعد حكيها و تجاهلها ..
ما أنكرت انها تألمت من عدم ردّه بس فضّلت الصمت الين يوصلون المستشفى ..
-
فتح له الباب و اتسعت ابتسامته: يا هلا والله بولدي تو ما نوّر البيت اقلط ! ..
أغلق عينيه بقرف من ريحة الدُخان الصادرة منه : منوّر باهله .. ما راح أطول ابي غزل و ماشي وراي سفر ..
رفع حاجبه ابو غزل : كثرانه سفراتك بروحك ..اء اقصد كان خذيتها معك لأن تعرف الناس الي عندنا يحبون يطلعون شائعات غبية ان بينكم شيء و رديتها لبيتها ..
339
.
.
-
‏"أمانه لو عثا
‏فيك الزمان وبعثرك مرّات
‏تعال وجرّب شعور الأمان .. بلمّة يديني"
-
نطق ببرود : بيت اهلها مو بيت غريب .. و كلام الناس ما يهمني..
هز راسه حتى قاطعته جدتها : هلا والله بصهرنا الحلو ..
ابتسم بخفة لها وهو يتقدم يسلم عليها : هلافيك وين غزل؟
جدتها : نازلة يا ولدي انت اجلس تقهوى ..
ابو غزل : ايه ايه حياك اجلس ..
-
شدت على فكّها بقوة : يااا غبية الرجال لا تضيعينه من ايدك سامعه !
غزل بآلم نطقت بصعوبة بسبب قبضة امها : بءس هءهو اصصلا متزوجني عشان اخلف !
دفعتها على الباب و تقدمت لها : و انا ما يهمني ليش تزوجك .. اهم شيء تعرفين تكسبينه!
اليوم رماك عندي و راح مع زوجته هذيك
بكره بيرميك انتي و الي في بطنك
و نقعد نندب حظنا !
اقتربت اكثر و بهمس : شغلي عقلك يا روحي ..شغليه و لا بتصيرين لا ولد و لا فلوس ..
غزل بخفوت : اتفقت معه انه ما يطلقني الا بعد ما اكفي جامعه ..ءيعني ما راح ..
اغلقت عيونها بنفاد صبر و صفعتها: وقت دراستك !
لمست خدّها وهي تبلع غصتها و اكملت : انتي ليش ما تفهميني؟ انا ابي مصلحتك ! يا بقرة الولد ولد عزّ ! وللددد عزّ افهمي !
: عارفه كم دفع لمهرك بس؟ و لا كم عطى ابوك؟
اذا ضيعته من ايدك بناكل هوا !
هزت راسها وهي تفتح لها الباب و بتذكير : لا تنسين تطلبين منه الي قلت لك عليه احتاجهم !
هزت راسها بالإيجاب وهي تمسح دموعها بهدوء و تحاول تتنفس بشكل منّتظم ..
وقف لما شافها تنزل و بإيدها شنطتها و وضح له انها ثقيله من ملامحها حتى نطقت جدتها : لا تشلين ثقيل و انتي بهذي الحال !
عقد حواجبه فارس من حمار خدها و تقدم وهو يشيل منها الحقيبه و يلمس خدها : من شنو ؟
لف لابوها حتى مسكت كتفه بإبتسامه : الحمد لله على السلامة؟
تنهد وهو يقرب جسدها له و بهمس : صار لك شيء؟
هزت راسها بالنفي و ابتسمت جدتها من شكلهم : ربي يحفظكم ..
لف لها فارس و تابعت بضحكه : ثلاثتكم..
عقد حواجبه بعدم فهم: عفوا؟
وسعت عيونها غزل وهي تهز راسها بالرفض لجدتها حتى نطق ابوها : خرفتي يُمه ..
قلبت عيونها وهي تلف نظرها لغزل : قولي له !
لف لها وهو يحاول ما يقفز باستنتاجاته: ءغزل؟
بلعت غصتها و عيونها عجزت تحبس دموعها ..
خايفة يختفي .. و يتركها .. سبب زواجه منها كان الولد و اذا تحقق مناله وش فايدتها بحياته؟ ..
رفعت عيونها له بعد ما رفع فكها باصابعه : ليه هالدموع؟
340
.
.
-
أخاف أصبّ كلي في أرض ماهي بأرضي ويكون
حصادي " حسايف "
-
تنهدت جدتها و وقفت : مبروك يا امي غزل حامل ..
توسعت عيونه بصدمه و رجف جسده وهو يبعد عنها بخطوات بطيئة ..
وقف يناظرها بصمت حتى اردف : من جد؟
هزت راسها بهدوء وهي تصد منه ..
ضحك بصدمه وهو يمسح وجهه و رجع ينطق بحماس : متأكده؟ يءيعني قصدي انه .. لا لا خل نروح نتأكد من المستشفى و ..
غزل بمقاطعه ابتسمت لفرحته الواضحه مو وقت حزنها : فارس متأكده ..
وقف بهدوء وهو يناظرها بصمت و اكملت بإبتسامه هادية :  راح تصير اب ..
مسح وجهه وهو مو مصدق ان هالاسم راح يجي احد يناديه فيه .. طول عمره تمنى هذي اللحظة .. تمنى يصير اب و الحين ..
ابتسم وهو يرفع ايده لها و يسحبها له و يحضنها ..
حضنها بعمق وهو يدفن راسه بعُنقها و احمرّت خجل بسبب همسه و حركه شفايفه بالقرب من عُنقها " شكرا ..شكرا لانك جيتي لي "
ابتسم ابوها وهو يهمس لامه : والله و طيحته بنت ابوها ..
ناظرته جدتها باستحقار: هذا كلام ينقال !
قلب عيونه بملل و رفع صوته : الف الف مبروك !
انتبه فارس له و ان شكلهم غلط ونطق بهمس لها : تبين نطلع الحين؟
هزت راسها و لف له : يبارك فيك حن لازم نروح الحين ..
اتسعت ابتسامته و غمر له : اكيد الله يحفظكم ..و هاه يا بابا انتبهي لصحتك !
صدت منه و حسّت بايده تشد ايدها و هو يشيل شنطتها بايده الثانيه و يطلعون ..
-
دخلوا بيتهم و صوت ضحكاتها منتشر : عساه خير؟
لفت نورة لراشد بضحكه : وّآه شفت حفيدي !
ابتسم راشد لهديل الي بعدها بنقابها : شيلي يا ابوي نواف مو هنا ..
هزت راسها وهي تسلم على راسه و سحبها بالقرب منه و جلست بخجل وهو يمسح راسها : تحسين بتعب؟
هزت راسها بالنفي : لا
فهد بسخرية : نقوم من امي نطيح فيك ..
رفع حاجبه راشد وهو يخزه : تغار منها يعني ؟
كتمت ضحكتها هديل لان فهد هز راسه بالموافقة ..
و وقف لابوه : محد يهتم فيني غير حبيبي نواف ..وينه؟
راشد وهو يفتح لهديل قارورة الماء: حبيبك و ما تدري عنه؟
تجاهل كلام ابوه وهو يتصل عليه و يبتعد عنهم ..
جلست نورة و هي تهز رجلها بتوتر حتى ادرك راشد السبب : ما دقيتي عليه؟
341
.
.
-
اللغة في فمكِ أشهى من كلِ القصائد.
-
بلعت ريقها وهي تحاول تبين انها ما صارت تسأل عنه كل شوي :  لا ..بس يعني دق عليه أنت شوف وين ارضه؟
راشد بابتسامة : قال لي بس ما ابي اقول !
غطت هديل فمها تحبس ضحكتها بسبب ملامح وجه نورة المنزعجة و المصدومة من رده !
نطقت بقهر :و تقول مو مُراهق !
وقفت وهي تطلع بغضب و استوقفها بصوتـه : رحت خطبت له الصبح رسمي
لفت هديل بصدمه و كانت نورة بالمثل و تابع : و قال لي انه بيفكر و يشاور البنت .. تجهزوا تروحون لهم الليلة لاجل تخطبينها بشكل لائق اكثر ..
لف لهديل بابتسامة : اذا ما بتتعبين تعالي يا ابوي
بلعت ريقها وهي تهز راسها بطاعه و تناظر نورة و هي تتوقع انها بترفض بس صدمتها بردها : تمام 7 بعد المغرب
هز راسه راشد لها و طلعت حتى هو ما ينكر انه انصدم بس يتمنى انها بدت تتغير ولو شوي عشان عيالها
-
نفث الدُخان من بين شفايفه بهدوء وهو يطلع من سيارته بعد ما لاحظه يـقفل جواله و طلع له من بيتـه
اطفئ سيجارته يرميها بـ إهمال و تقدم له حتى توقف امامه و صار قباله و نطق بدون مُقدمات و نبرة التهديد وضحت بصوته : بنتي مو لعبة !
هز راسه له بتأييد : راح تكون بعيني
ناظره من فوق لتحت بتفحص : اذا انا وافقت عليك فهو لاني ابي بنتي تعيش حياه تناسبها .. ابوك أوثق فيه بس انت ..
رفع حاجبه نواف وهو يحاول يضبط اعصابه من نبرة التهديد الي بعدها بصوت عبد العزيز :
قلت لراشد يجيبك خل اشوفك و اتعرف عليك اكثر ..
ابتسم له وهو يطق رقبته بهدوء : و بعدين؟
عبدالعزيز بعدم راحة له : هالمرة بخلي القرار لها و اسألها و لا لو عليّ بتبقى معي الين يفنى عمري
هز راسه له بتفهم : وضحت
صد منه عبدالعزيز وهو يرجع بيته ما توقع مُحادثتهم بتكون بهذا الشكل السريع بس وصله مضمون حكي عبدالعزيز و كان أفضل من ان اخوانها يكونون معه
فتح جواله وهو يدور لاسمها و ابتسم وهو يتصل فيها
عقدت حواجبها طيف بإنزعاج من رنّة الجوال و تقدمت تقفله قبل تصحى العهد حتى استوقفتها ببحة صوت ناعسه : منو؟
رمته فوق بطانيتها بسخرية : ابو الـ N
عقدت حواجبها وهي تقوم بكسل و تعتدل بجلستها بهدوء : الو؟
ضحك بخفة من صوتها الي يوضح له انه خرب نومتها : صحيتك؟
شدت على جاكيته الي كانت لابسته وهي ترمي حالها بالسرير و ترجع تدفن نفسها تحت لحافها
تنطق بكسل : يا ويلك على شيء تافه
: تجهزي يا عروسي ..
342
.
.
-
ملفت للانتباه,احتواني
بلمحة وأصاب قلبي بنظرة
-
اعتدلت بجلستها و قفلت الخط في وجهه ..
اطلق ضحكه خافته وهو يرفع الجوال لفاهه و بعدها اكتفى بإرسال رسالة لها و عاد بأدراجه لبيته ..
-
رفعت خصلات شعرها المُبعثرة بشكل فوضوي و ردّتها للخلف وهي تنزل من السرير و تُشير لجهة هاتفها : ذا انهبل ..
كتمت ضحكتها طيف من ملامح وجها الناعس : خير وش قال ؟
رفعت اكتافها بعدم استيعاب : آثار مُطاردة المجرمين شكله خرّف ..
قاطعها صوت الرسالة و رجعت تفتح الجوال و تقرأها :
" البسي احمر احبّه ".
وسعت عيونها بصدمه و رجعت ترمي جوالها و تفصخ جاكيته و ترميه فوق سريرها  متوجهة لدورة المياه
-تُ/يُكرم القارئ/ة- ..
: لا انهبل رسمي ذا !
عقدت حواجبها طيف وهي ترجع تفتح جوال العهد و بصوت عالي : وش قال ؟
طلعت راسها من وراء الباب : شوفي الواتس ..
شهقت طيف و قفلت العهد الباب فورا : اء يا الي ما يستحي !
-
بعد مرور وقت ..
مسح وجهه وهو يوقف : مستحيل !
عبدالعزيز ببرود : ما هو قرارك و لا قراري .. انا بسألها و بشوف ..
سلطان بنرفزه : اجل تبينا نقط البنت لواحد غريب !
أغلق عينيه بمحاولة لتمالك اعصابه : اطلع ..
وضح له غضبه بملامحه و استجاب له ..
تنهد وهو الآخر يخرج من غرفته و يطلع لغرفة بنته ..
طرق الباب و وصل لمسامعه ضحاكتهم الي ابتسم لها بخفة ..
لفت طيف للباب : كذا كثير شوفي من عند الباب تحركي يا عروس ..
رمت المخده بوجها وهي تتوجه للباب و تفتحه ببطئ خوف يكون سلطان ..
ابتسمت باتساع من شافته : صاحبي؟
343
.
.
-
‏"ولا يألفُ الإنسان إلا نظيره،
وكل امرئٍ يصبو لمن يُشاكله."
-
بادلها الابتسامة : ممكن ادخل و لا بس طيف؟
فتحت الباب على مصراعيه : استغفر الله تعال ي روحي ..
بلعت طيف ريقها وهي توقف له و تتجنب النظر بعيونه ..
ازفر بهدوء و هو ينطق : بيجون ضيوف اليوم ..
عقدت حواجبها العهد وهي تناظر طيف الي كانت تبادلها نفس الصدمه : اي ضيوف؟
عبدالعزيز : جايين يخطبون ..
توسعت حدقة عيونها : نعم ! يخطبون منو؟
ناظرها وهو يرفع حاجبه : لا تسوين فيها غبيه و ما فهمتي ..
العهد بإنفعال : شايف وقته؟
هز راسه : اي وقته و لا عاد تناقشيني بهذا الأسلوب سامعه؟ ما راح اجبرك على الزواج بس لازم تقابلينهم بالاول ..
العهد : بذمتك اعرف أضيف انا؟ متى اصلا استقبلنا ضيوف نسوان عندي !
لفت لطيف بترجي : تكفين انطقي لك بحرف !
بلعت ريقها وهي تردف : عمي العهد معها حق كان رفضت زيارتهم يعني ..
عبد العزيز : انتي و لا حرف !
ارتعش جسدها من نبرته ولف لعهد : راح تعرفين توجبين الضيوف و تستقبلينهم احسن استقبال بعد هذا مو عذر !
العهد بقهر : ابويي ما اعرف ما ابيي ! اعتذر منهم و خلصنا !
: ببنتتت !
تجمدت اطرافهم من صوته الي ارتفع و ما انكروا انه ارعبهم ..
اكمل بكبت لغضبه : ما قد نهرتك في حياتي و كل شيء تقولينه لي اقول تم بس انتهى !
الدلال الي طاف بيوقف صرتي مَره و الزواج بيصير ودّك الحين و لا بعد حين !
ارخت ملامحها وهي تناظر الارض و نطق : تعالي معي انتي الثانية ..
بلعت ريقها طيف وهي تُشير لنفسها : اء انا؟
أغلق عينيه بصبر : تحركي !
و خرج من الغرفه ..
عضت اسفل شفتها بتوتر وهي تمسح خد العهد الي بعدها ساكنه بمكانها و تلحق عبد العزيز..
دخلت الغرفه : قفلي الباب وراك و قربي
هزت راسها وهي تقفل و تتقدم له
344
.
.
-
على البال ماغابت طواريك لأجل تعود
‏مثل كل ليلة ذنب مرت على .. تايب
-
جلس على كرسيه بتعب وهو يسند ظهره : قسيت؟
ابتسمت بخفة : برأيي تصرف اب ..
مسح وجهه وهو يحني ظهره : ليش اجبرتيه يتزوج؟
تجمعت الدموع بعيونها : هالشيء كان بيني و بينه انت .. ليه قسيت؟
رفع عيونه لها بعد ما حس بغصتها : كل شيء و لا عيالي و انتي تعرفين هالشيء ..
عضت اسفل شفتها بقهر و حررتها ناطقه : وش كنت تبيني اسوي؟ قاعده اشوفه يذبل قدامي وهو قادر يجيب عيال و هالشيء اعرفه اكثر من غيري شكثر حاب يصير اب ليه احرمه فهمني؟
صمت وتركها تُكمل : بس بعد الي سواه فيني و كيف وافق على العملية بدون اذني ..
قهرني يا عمي قهرني !
وقف وهو يسحبها في حضنه و رفعت قبضتها تضرب صدره بقهر : وانت عاقبتني بتجاهلك لي لاجل شنو ! كان يستاهل هالشييء؟؟
شد على حضنها وهو ينطق بهدوء : سامحيني يا ابوي ..
هزت راسها بالرفض وهي تنفجر باكيه ..
تسلل الندم لقلبه و اردف :
345
.
.
-
في أصابعه كل الارتجاف،
ومع ذلك يبعث الطمأنينة لمن يصافحه .
-
: جاني مكسور يقول يُبه تبيني اتزوج و ترجع لي ..
قلت ما بتدخل فيك ..
قالك راضي بقضاء ربه قلتي لا ..تزوج لاجل ترجعين و ضغط على قلبه عشانكِ ..
و جاني للمرة الثانيه مكسور و مهزوز ما قد شفت ولدي بهذي الحالة من يوم عرفته ..
قال يُبه وافقت على قهر بتعيشه طول عمرها " يقصد العملية " بس لاجل تبقى عايشة و ما اخسرها ..
سكن جسدها بحضنه و اكمل يمسح على شعرها بهدوء : كنتي بحسبة العهد من يوم شرايط الشعر الي بهذلتونا فيها " مرحلة الابتدائي " ..
ضحكت بوسط دموعها و ابتسم لضحكتها : ما كان بخاطري أقسى عليك بس قلت يمكن يرجع عقلك لراسك و تعرفين كبر غلطتك بس تأخر الوقت على هالحكيّ ..
ابعدها عن حضنه وهو يمسح دموعها : اي قرار بتاخذينه تأكدي من شيء واحد ..
سند جبينه بجبينها و بدت تسقط دموعها و شهقاتها تتعالى و ابتسم : راح اكون معك يا ابوي ..
حضنها بهدوء حتى توقفت عن البكاء و ابتعدت بخفّة و مسحت دموعها : رايحه اشوف العهد ..
هز راسه و نطق بقلق وضح بمُحيّاه : اخاف ضغطت عليها و اكون تهورت بقبول جيتهم ..
ابتسمت وهي تغلق الباب خلفها : احيانا تنسى شيء مهم يخصها .. بنتك مُمثلة شاطرة ..
-
دخلت غرفتها وهي تطقطق على جوالها و رفعت راسها لها : عودة العلاقات؟
" تقصد اذا تصالحت مع عبد العزيز "
ابتسمت وهي تتوجه لدولابها و تفتح شناطها الي باقي ما فضتها : محظوظة على فكره في ابوك ..
رفعت اكتافها بابتسامة: و محظوظة في امك ..
ضحكت بخفة و التفتت لها : يلا ابدأي حضّري تحت و انا بجهز حق كشختنا ..
رفعت حاجبها بسخريه : وليه علي الشقى و عليك الترف ؟
طيف بضحكه : مهي انا الي بنخطب يلا انقلعي تحت ما فيه وقت !
قلبت عيونها وهي تتوجه للباب لكن استوقفها حضن طيف المُباغت و ابتسمت بخفه: خير؟
طيف اغلقت عيونها وهي تشدها لها : كذا ..
بادلتها الحضن و اكملت طيف : هذي المره فكري في نفسك تمام؟ حافظتك مثل كفّ ايدي لا تقولين وش بيسون من بعدي او شيء تافه مُقارب .. عيشي لنفسك هالمره و لو اني ..
صمتت للحظة و هزت راسها بالنفي: لا بو n بيطلع زين ..
ابتسمت بحب كبير لها و قبلت خدها بعمق : الحمد لله الي ربي حطك بحياتي ..
رفعت حاجبها طيف : يلا يلا لا تكثري كلام و ع المطبخ ..
دفعتها بخفه وهي تطلع و تبدأ تجهز لضيوفها ..
346
.
.
-
امرأةٌ منسوجةٌ من غرور
يصعُب جدًا إلتفاتُها .
-
بمكان آخر ..
بالمكان الي كان مزحوم بسبب هدايا نورة الي طلبتهم من فتره قصيرة ..
دخل و رفع حاجبه بإستنكار : وش ذا كله؟
نزل سلمان من الكنبه وهو يتوجه له و يُعانقه : جيت و اخيرا ..
رفعه لحضنه وهو يبوس راسه : لمين هالأغراض؟
رفع اكتافه بعدم معرفه ..
نزلت نورة بكامل اناقتها ابتسم لها : وش ذا الزين كُله؟
صدت منه وهي تنطق : ما نزين بعينك مثلها " تقصد العهد "
تنهد منها وهو ينزل سلمان الي همس له : ما ابي اروح معهم تقدر تنزلني عند الدكتورة؟
كتم ضحكته وهو يُقبل جبينه : فيه مُفاجأة ترا عندهم؟
تنهد بملل : زمان عنها ..
بعثر شعره وهو ينطق : قريب تشوفها ..
طلع لغرفته يبدل ملابسه ..
نزلت رغد بتململ: اوفر ذا الاغراض الي جبتيها بتحسسين البنت بالإحراج !
نورة بحدّة : مو شغلك !
فتحت جوالها وهي تتحلطم : و خالتكِ تأخرت !
عقدت حواجبها : وش تبين فيها؟
نورة رفعت الجوال لأذنها : وش ابي فيها يعني اكيد تجي معي نشوف البنت ..
رغد بإستغراب: احس انا و انتي نكفي بلاش نوتر البنت و بابا قال إنها وحيده بدون ام يعني اكيد الحين مرتبكه..
تجاهلتها نورة و هي ترد على اختها : وينك .. يلا استعجلي !
قفلت الخط وهي تلف لها : باقي بنمر محل حلا مرتب ما قدرت اسويه ..
رغد بتأفف : اوفر اوفر ! ترا واضح كل ذا عشان ..
قرصتها قبل تكمل كلامها : و إذا عشان اكسر عينها؟ خليها تعرف ان الي جايينها أعلى منها مستوى يمكن تفكنا و ترفض ..
و بانزعاج : الا اذا هي حقت فلوس عزّ الله ابتلشنا..
قلبت عيونها رغد وهي تطلع لغرفتها : رايحه اضبط الميك اب حقي دام طالعين من الحين !
-
طلع من دورة المياه-تُ/يُكرم القارئ/ة-
كان ينشف شعره المُبلل بعد الشاور بمنشفه صغيرة و صدره العاري وضح لها حتى صدت منه وهي تُحط آحمر الشفاه بهدوء ..
انتبه لها وهو يرفع نظره لها من اسفلها صعودا لشفاها الي بدت تمسح مُحيطها بسبب خروج حُمرتها عن حدودها ..
تأمل تفاصيل فستانها الابيض الي برز معالم جسدها
" كان فاتن لعيونه "
347
.
.
-
اترُكي التَّعَالِي ، وتَعَالَي .
-
تقدم بهدوء وهي يحاوط خصرها ..
قشعر بدنها وهي تُمسك ذراعه اليُمنى تمنعها من محاصرة خصرها بشكل كامل و بإرتباك : ء وش قاعد تسوي !
حست ببرودة جسده و قطرات الماء تتساقط من شعره لعُنقها الي دفن راسه فيه و بهمس : اقرأ اذكاري عليكِ ..
بلعت ريقها و هي تحس انها بتذوب بحضنه ..
: فهد وخرّ ..
قبّل ترقوتها و بدأ يوزع قبلاته بأنحاء عُنقها وهو يشد على حضنه لها وصولًا لأذنها بهمس : اترُكي هالقسى طلبتكِ ..
كانت دايخه من انفاسه و قُبلاته ..
عجزت ترد على حكيه حتى ..
رفع آنامله لفكها و قبّله بهدوء و أطال القبلة وهو يرتقي لشفاها الي كان حاط عينه عليها من البداية ..
أغلق كلتا عينيه بأنزعاج وضح بملامحه بعد ما عضت أصبعه الي كانت تمسح شفايفها و تتحرر من بين ايدينه
تنهد وهو يلوح بإيده لتخفيف الآلم : كم عمرك !
رفعت اكتافها وهي تسحب شنطتها و عبايتها و تفتح باب الغرفه : لا تتأخر علي احتريك تحت !
ابتسم بسخرية من وضعهم و مسح على وجهه وهو يحاول يلملم شتاته ..
خرجت هديل بخطوات متسارعه ..
لامست يسار صدرها الي كان يدق بقسوه و كأن انفاسها انقطعت بقربه ..
ازفرت وهي تلبس عبايتها و تحمد ربها انها ما بتروح بروحها معه لان نورة و رغد بيجون معها..
ليش ضعيفه قدامه؟ كانت للحظه بتسلم روحها له حست بحراره خدودها وهي تتذكر حركاته الي سمّتها بالمزعجه ..
شربت من كأس ماء و بعد فتره طلع وهو بثوبه ..
يقفل ياقته بإنزعاج ..
كتمت ضحكتها من شكله و لف عليها : عبالي صايرة بالسياره يلا تأخرنا على امي باقي نمر خالتي ..
رمشت بعدم فهم لسبب قدوم خالته بس ما حبت تفتح معه نقاش اكثر و سارت وراه ..
-
أمام كاميرا الجوال تتمايل بخصرها مُجاريه للحن الأغنية الاجنبيه الي ترقص عليها
" ترند جديد نزل بآحد مواقع التواصل الاجتماعي " مستحيل تكون آخر وحده تسويه ..
جزء اساسي من حياتها أصبحت مهووسة فيها ..
لكن هالجزء ما يعرف فيه احد افراد عائلتها لأنهم برأيها بينح*رونها ..
رفعت الجوال تغلق المقطع و ابتسمت برضا عنه و بدت تنزله بحسابها الخاص و ترسله لصديقاتها المُقربات
348
.
.
-
‏فات الأوان على مقاومتك، أنا غرِقت .
-
قلبت عيونها بإنزعاج بعد طرق الباب و وصول صوت امها : رغدوه كل ذا ميك آب فهد تحت !
سحبت عبايتها بتأفف وهي تفتح و تخرج لها : جايه جايه !
-
بالجهـة الأُخرى ~
طرحت آخر صحن بطـاولة الضيافة الي اعددتها بإتقان و ترتيب خاص
دخل سلطان وهو يتنحنح حتى تدخل طيف للمطبخ و يقدر يدخل بأريحية ، لفت له و ابتسمت وهي تدور بخفه تراويه فستانها بضحكه كان
بأكمام عارية مُحاصر جسدها يبرز معالمه ، طويل بقماش حريري
و لون اسود قاتم برز لون بشرتها شديدة البياض و
حول اكتافها وشاح احمر خفيف
: وش رايك؟
صفر بإعجاب حتى بانت غمازته المتوسطه خدّه الايسر من ابتسامته
: تحصني يا أميرة !
رفعت عيونها بإغترار واضح
: حلوة عارفه !
ضحك وهو يستقبل حضنها و يقبل راسها بعمق : كنت بقول لجدتي تجي لا تتفشلين مع الناس عارفك ما فيك من السناعه الا قليل ..
همهمت وهي تقرص كتفه : بعد ذا كله ما فيني سناعه اجل !
ضحكت طيف وهي تتسمع فيهم و رفع صوته لها بعد ما عرف انها بالمطبخ : الله يعين ذا الضيوف وبس ما فيه صاحي يستقبلهم عدل ..
انفجرت ضحك العهد بعد ما ردت طيف بصوت عالي : اقطع الشر وانا اختك دامنا حلوين ما فينا للنقاشات !
ابتسم وهو يبوس خدها بعمق : طالع مشوار و باخذ حمود معي يستانس و اذا نقص عليكم شيء دقي تمام؟
349
.
.
.
-
‏عيشوا مع كُل ما تحبونه سراً،
فالعلن لا خير فيه
-
انفجرت ضحك العهد بعد ما ردت طيف بصوت عالي : اقطع الشر وانا اختك دامنا حلوين ما فينا للنقاشات !
ابتسم وهو يبوس خدها بعمق : طالع مشوار و باخذ حمود معي يستانس و اذا نقص عليكم شيء دقي تمام؟
هزت راسها وهي تودعه و خرجت طيف وهي تتأملها و غمزت :طالعه حلوة يا بنت !
ناظرتها العهد من الأسفل للأعلى و نطقت وهي تحضنها : يا شيخه لو رجال تزوجتك على ذا الجمال ..
ضحكت طيف و التفتوا لليان الي نزلت وهي منحرجه من شكلها : عادي ابقى بغرفتي؟
هزوا الثنتين رؤوسهم بالنفي : لا !
قلبت عيونها بملل : ما احب اقابل احد طيب !
طيف تقدمت لها وهي تقرص خدها : بس سلمي عليهم و اطلعي دارك تمام؟
العهد : يا سلام و اقابلهم انا و انتي بروحنا؟
ضيقت عيونها طيف : لا يا روحي غلطانه ..انتي بس الي بتقابلينهم مو انا الي بنخطب..زمن الاستعراض قدام الحماه راح و جا دورك !
رفعت حاجبها بسخريه: و كنتي تستعرضين على من يا حظي؟ناسيه اني انا الي خاطبتك لأخوي!
طيف بضحكه : طيب كنت استعرض قدامك و زوجتيني اخوك ..دورك يلا ..
وسعت عيونها ليان من حكيهم : وسخين طالعه اذا جاوا لا تنادوني !
دق الجرس بهذه الأثناء و بلعت ريقها ليان بإرتباك : جاوا؟
طيف : شكله ..
ازفرت بهدوء العهد وهي تتوجه للباب تفتحه ..
-
خرجوا من السيارة و التفتت رغد لتالا الي واضح مو طايقه النفس الي تتنفسه و بهمس وهم يوقفون عند الباب : ليه جيتي طيب؟
تالا بقهر : ابي اشوف الي اختارها ..
قلبت عيونها و لفت لهديل : اذا حسيتي حالك تعبتي علميني أدق على فهد ..
سلمان : الا انا الي وش جابني ويّاكم !
نورة بمقاطعه خلصنا انتي ويّاه صمت !
عفراء ارجعي دقي !
350
-
كفاكِ جمالاً فإنّ قلبي من ضيائكِ تعَثَّر.
-
انفتح الباب بهدوء و نطقت بابتسامة هادية : حيّاكم تفضلوا ..
رفعت حاجبها نورة وهي تدخل و دخلوا بعدها و الهدايا كانت بكل ايد ..
رمشت بصدمه بس ما بينت و قفلت الباب ..
تقدمت طيف لهم و قاطعها رنّه الرسالة الي وصلتها من غزل ..
عقدت حواجبها و كان بدايتها " ما باركتي لي؟"
رمت الجوال فوق الطاولة وهي تقترب منهم تسلم عليهم مع العهد مو وقت تلتفت لرسايلها ..
ناظرتهم رغد بإعجاب كبير وهي ما تعرف أي وحده هي البنت المعنية حتى قاطعهم سلمان بفرح : دكتورة؟
رمشت بصدمه نورة وهي تناظر العهد الي رفعت ايدها تمسح خده : عيونها .. كيفك يا بطل؟
سلمان بخجل : الحمدلله
رغد كانت تحت تأثير الصدمه لان سلمان آخر شيء ممكن يخجل من بنت !
العهد حست انهم ضايعين وهي مو اقل منهم حتى نطقت لنورة الي عرفت فورا انها ام نواف من عيونها العسلية الي تشبهه : اعذريني من عدم جيتي لعزيمتكم كان عدي ظرف ..
رفعت حاجبها نورة بسخرية وهي تناظرها بتفحص خلا طيف تنزعج من حركتها : اها اجل انتي البنت الي صرعنا فيها ولدي ..
و اكملت بخبث : وين امك؟ اوه المعذرة تذكرت مو موجوده ..وش سبب تغيبها ان شاء الله بخير؟
رفعت حاجبها بشكل سريع و بإبتسامه متكلفه
عقدت حواجبها طيف من اسلوبها و مدت ايدها لجهة المكان الي بتستقبلهم فيه و بتجاهل لسؤالها : حيّاكم داخل ..
عضت اسفل شفتها نورة و تمالكت اعصابها وهي تدخل
دخلوا للمكان الي دلته عليهم العهد و رجعت لطيف الي نطقت : واضح ان امه بتسبب لك مشاكل ..
قلبي ناغزني اساسا من نوافك !
مسحت على خدها : اهدي طبيعي ردة فعلها بالنسبة لوحده ما تعرف عني شيء ..
طيف : هدوءك هذا بيجي يوم اكسر راسك عليه ..
حبست ضحكتها طيف بتذكر : منو النتفة هذاك؟
: سلوم ..
وسعت عيونها بتذكر : بذمتك !
هزت راسها بالإجاب و تابعت : وقلبووه كبران النتفة!
العهد : شفتي؟ يلا خل اجيب القهوة و انتي اسحبي ليان سحب لعندي ..
-
فكوا عباياتهم و نطقت عفراء بهمس : لا ذي و لا ذيك كل وحده احلى من الثانيه تبارك الرحمن !
نورة بإزدراء : وش فايدة الجمال اذا الي داخل معفن !
اخفت ابتسامتها رغد ولفت لتالا الي كانت تحترق بداخلها : قلت لك لا تجين !
تالا : لا عادي انا بخير بس ..
هديل بمقاطعه لنورة : خالتي واضح طيوبة لا تحكمين عليها ..
نورة : نشوف آخرتها
351
.
.
-
"الحب بيترقع بس الكره لا"
-
عقدت رغد حواجبها بتذكر : سلمان !
لفت نورة لها وهي توّ توعى بهذا الشيء و بدت تدور له بعيونها : اييه من وين يعرفها الصعلوك !
عفراء جلست وهي ترتب فستانها : طلع و انتي تتحلطمين ..
تنهدت نورة وهي تجلس
: حتى ما جات تاخذ العبايات !
" عادةً تؤخذ العباية من الضيفه
بالجنوب مو متأكده اذا فقط بالجنوب "
قلبت عيونها رغد و نطقت : بس تجنن ..و غير كذا ..
رفعت عيونها للبيت :
أحوالهم زينة مامي ..
و غمزت ..
عضت اسفل شفتها نورة بغضب :
ما تستحين وربي ..شوفي كيف تجادل امها !
عفراء بابتسامة:
ما اقول لحبيبة قلبي حرف ..
نزلت عيونها هديل وهي بدت تضوج ..
نورة :
وين سلمان؟ وين طلع !
رفعت اكتافها رغد بعدم معرفة ..
هديل وقفت :
رايحه ادور له و منها اسأل لها اذا تحتاج مُساعده بالاخير شكلها بروحها هي و الي معها ..
هزت راسها نورة و هي تراقبها تخرج : هديل الوحيده الي قلبي رضى عليها ..
ابتسمت رغد :
ايه و عايشه مشاكل ويّا فهودي ..
اغلقت عيونها بنفاد صبر: وربي يا رغد ما اسكت عنك اذا وصلنا البيت !
عفراء ضغطت ايد بنتها و همست :
لا تكدرين خاطرك حتى لو اختارها واضح انها مو حقت مسؤولية زواج من لبسها ..
رفعت عيونها تالا لها بعدم فهم و اكملت : راح يكون لك يا امي بس اصبري ..
-
خرجت هديل و صادفت ليان و طيف قدامها : اء المعذرة كنت رايحه اشوف اذا ينقصكم شيء؟
طيف : لا حبيبتي ..
هديل بتذكر: شفتي وين راح الولد صغير؟
طيف : سلوم؟ بالمطبخ ..
عقدت حواجبها هديل باستغراب "كيف عرفت اسمه؟"
هديل بابتسامة: الله يصلحه وش ودّاه لهناك ..
طيف وهي تتشبث بذراع ليان الي تحاول تهرب : خليه العهد تبيه ..انتي ارتاحي ..
هزت راسها بتسليك وهي ترجع للغرفه و دخلت طيف وراها و ليان الي بدت تسلم عليهم بقرف وضّح على مُحيّاها
352
.
.
-
"عَانقني، كَأنني كُل الأشياء التي تُحِبُها"
-

و أنا على شوفتك و حضنك منتظرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن