الفصل الأول

27.7K 395 28
                                    

1

نعْدُو منَ الشَّوقِ والأحْزانُ تَسْبقُنا
‏فالشَّوْقُ قَيْسٌ وبعضُ الحُزْنِ ليلاهُ.



_

الرياض :10:15ليلًا.
.
داخل ارجوحتها بحديقه منزلها كف يدها اليمنى يحتضن فنجان الشاي
والاخرى تلعب بخصلات شعرها الطويل؛
زفرت الهواء وعينيها تتأمل البدر بصمت لتسرح بشريط ذكرياتها ذكريات "المراهقه" كان دافع خروج تلك الذكريات رؤيتها لتاريخ اليوم .. كان نفس التاريخ ..
مرت مده لتسقط دمعه ساخنه على خدها الناعم وسرعان ما قامت بمسحها ؛
.
نذهب للماضي~
.
قبل مرور7 سنوات:
حايل الساعه 7:30.
ازفرت بتعب ولامست آناملها شعرها الحريري
: العهد ي روحي خلاص
صدقيني هذا هو الصح كان لازم تتركيه من الاول ،
العهد بدموع متساقطه على خدها استعصت التوقف
آشرت بيدها ناحيه قلبها واردفت بصوت انهكه البكاء : قلبيي ي طييفف قلبيي يحترق !
لِتُبتر كلماتها بِبكائها بحرقه "مُجددًا"
تجمعت الدموع بعيون طيف صعب تشوف اقرب صديقاتها بهالوضع ..
استجمعت قوتها و سحبت يدها لناحيتها دافنه جسد العهد داخل احضانها و نطقت ويدها تداعب خصلات شعرها
:صدقيني هذا الاحسن ي روحي ..
علاقتكم ما كانت بتكتمل ابدا حب الكتروني !
عمره مو للثقه مجرد "وهم"
-ابعدتها لتحاوط كفوف يديها خديّها وبنبره حادّه نطقت
:كان كذّاب !
سامعتني؟
كذاّب وكان يلعب بك كان رح يتركك لو ماتركتيه انتي
-أخذت ابهامها تمسح دموع العهد بهدوء
:انا بروح الحين رح اجي بكره تمام؟
هزت العهد رآسها بالإجابه
طيف بخفه :خلاص ي قلبي اهلك صاروا يشكون فيك !
لك فتره مو طالعه من غرفتك ولاتاكلي ولا تشربي مو زين لصحتك ..
صدقيني نساك وعايش حياته ولا اروع !
وانتي قاعده تبكين عليه؟
مسحت دموعها بقسوه و ازاحت شعرها للخلف وببحه يتملكها آلم قلبها المُحطم : مو قادره انساه
تتوقعين قلبه قاسي ونسى؟
طيف بتعمد للقسوه حتى تفتح عيونها وتحاول تنسيها
: قلبه قاسي لانه ما حب، كان الحب من طرفك انتي
طالعيني ..
كان فيه وحده قبلك بقلبه ورح تجي وحده بعدك فهمتي؟
عمره ما حبك ولا اهتملك !
كل الي كان يبيه يشوف صورك ولما ما حصل مبتغاه صار يطفشك مو صح؟
اكملت بنبره حادّه : وش كنتي تتمنين يعني هاه !
كنتي تبينه يجيي يطق باب بيتكم ويقولل يـ عم ابي بنتك ؟!
اتسع محجر عينيّن العهد بصدمة حست روحها تتقطع من داخلها ..
تكورت حول جسدها وهي تكبت شهقاتها ..
حبته بكل جوارحها حبته بغباء مفرِط
طيف بتنهيده أُخرِجت من داخلها
:انا طالعه اتمنى ان كلامي معك نفع ..
.
عوده للحاضر-
.
قطع سرحانها صراخ اختها القادمه بسرعه
:العهد ، العهد جدي !
فزت بخوف وحست بنغزه بقلبها :جدي وش فيه !
ليان انطقييي .
لقطت انفاسها بصعوبه :آه جد..يي صار عليـه حادثث !
وسعت عيونها و الصدمه بانت من ملامحها ..
: وش قاعده تقولين انتي !
ردت ليان والغصه خانقتها :
والله هذا الِي سمعته داخل جديّ ماجد صَادم حادث وهو بين الحياه والموت !
صارت تبكي بحرقه أمامها
دفعتها العهد و اتجهت لداخل البيت بسرعه ..
دخلت تلتقِط انفاسها وقفت امَامه تنّتظر تفسِير لما يحصل و صدرها يعلو و يهبط بشدّه ..
استدَار لِجهتها ليُنهي المكالمه بغضبْ ..
نطَق ببحه قاسِّيه جعلت من جسدها المرتعش يتوقف عن ارتعاشه
:قبل ما تنطقين بشيء روحه لعنده مستحييل !
وسعت عيونها وتقدمت لناحيته وبصوت مرتفع
:مو لأنك طلقتها جديّ ما اروح اتطمن عليه !
حاول يتمَالك أعصابه لأجل ان لا يُفرغ جام غضبه عليها و اردف
:العهد انا قايلك اي شيء يتعلق بأمك انتهى !
ردت بنبره هادئه تُعاكس الإعصار داخلها
:ابوي اسمعني انا على وعدي امي مارح اتواصل معها ابدا ..
بس جديّ ابي اتطمن عليه دخيلك !
التقت عيناه بمحجر عينيّها ذات لو البنّ مُحاوله منع نزيفها الدموع ..
شدّ قبضه ايده لينطق بضيق
:انا ما رح اوديك خلي سلطان ولا فارس هم يودنك
ابتسمت بِحُب له لتتقدم دافنه جسدها بيّن احضانه
بادلها بعمق ونطق بخوف يعتلي نبره صوته و قدرت تعرف هالشيء :ارجعي لي اتفقنا ؟
شدّت على حُضنه وبداخلها عتَب كبير لفعله امها البشعة
تخلت عنه دُون اي اعذار ..
وتركته وحيد يهتم بأبناءه رغم قلبه الطيب و اصالةْ كيانه إلا انها زعزعت ثِقته فيها وخلته يصير يكرها ويكره طاريها او اي شيء يتعلق فيها
سمعتوا بمثل يقول ‏حلوين بس الحُزن خرب ملامحنا؟ هذا حال ابوها عبد العزيز  بعد ما تركته بالطريق لحاله ..
العهد و يدُها تمسح على ظهره
: ليش اقدر اتنفس بدونك انا؟

و أنا على شوفتك و حضنك منتظرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن