الـفصـل الـ 20

1K 53 14
                                    

451
.
.
-
"ودي أطبع بسمة أمي بين الضلوع"
-
.
.
-
اقشعر بدنها و هي تفتح الباب و يصطدم بوجها برودة الغرفة الشديدة ..
أدخلت رأسها بحذر و تابعت بخطواتها للأمام بحواجب مُنعقدة
من منظر المرأة المُستلقية فوق فراشها تحتضن لحافها بإحكام و كأنها لا تملك نية بالخروج منه في مثل هذا اليوم
: ماما؟
ازاحت لحافها ببطء ترفع نظرها للفتاة المُنادية لها
" بأقبح اسم لها بنظرها "
اعتدلت بجلستها وميلت راسها لها ..
اتسعت ابتسامة الأُخرى لانها ما طردتها بعد ما شافتها بشكل فوري و كانت تظن انها فرصة جيدة تستغلها !
تمسكت بأطراف فستانها وهي تدور بشكل طفولي امامها
: وش رايك حلو؟
اتسعت ابتسامتها حتى بدت تضحك بشكل هستيري
ارخت قبضتها تحرر اطراف الفستان
" هل ضحكها يدل على إعجاب بها؟ "
توسعت حدقة عين الطفلة بعد ما شافت امها تلوح لها بالاقتراب رغم استمرارها بالضحك ..
زادت دقات قلبها بفرح كانت متأكدة لو حضرت نفسها بمثل هاليوم راح تفرح امها منها ..
تُقدِم على عَجل تُرفع ذِراعيها لها بسعادة حتى تحتضن امها ..
انقبض قلبها بآلم و اغلقت عيونها برعب بعد ما اعتصرت امها عُنقها بإحكام و كأنها تردع اي وسيلة لتسلل الأكسجين لداخل جسدها
شدت قبضتها رافعه كف يدِها الأُخرى لاسفَل فك ابنتها و اردفت مُغتاضة بعينين مصدومة من وقاحة ابنتها
: انتي كيف يطاوعك قلبك تفرحين بلبسك و امك بهالوضع ! انتي عاقة ؟
تجمعت الدموع بعيونها و هي تحاول تفلت من قبضة امها
: ء ءاسفة ماما اءنا اسفة ..
افلتت جسدها الهش دافعه به للسقوط دون رحمة
عضت اسفل شفتها تحبس انينها و شلال من الدموع بدأ بالانهمار مُغادرة لغرفة امها بعد أن أعادت أسطوانتها المُعتادة
" لا تخليني المح وجهك "
تكورت أمام بابها تنزع تصفيفتها و تضرب رأسها بعنف
" لغبائها " كانت تظن انها بتفرح بمظهرها و تتجهز معها للعيد لكن كالعادة والدها بيكون بأحد المُدن الكبيرة بسبب عمله و
امها تحبس نفسها بالغرفه حتى لا تسبب لها بأضرار بالغة يفتعل فيها والدها شجار عشانها
اهتز جسدها بخوف بعد ما مسح على شعرها و عرف انها طردتها
: قلت لك امي تعبانة ما تحب احد يدخل لغرفتها
452
.
.
-
"عانُقَنِي وشِد علَى جسَدي ناحيّه جسَدكَ
خبَئنِي بيَن احضُانكَ وَ لا تتركَني
حَتى يَهدَأ قُلبّي الخَائف"
-
.
.
-
اردفت بغصه : بس جا العيد ؟
ابتسم بخفّة يمد يده لها حتى يتمكن من جعلها تقف : العهد تعرفين امي ما تهتم حتى له
هزت راسها بسخرية و مسحت دموعها بقسوة حتى ارتفع جسدها عن سطح الأرض تصبح بين احضان اخيها الأكبر ..
قبل خدها بلطف و اردف : اوعديني ما تدخلين لها مرة ثانيه بدون ما تقولين لي !
هزت راسها له و طلبت نزولها حتى أراح ذراعه يحررها سكنت امامه للحظة و رفعت عيونها بنظرة تملكها البرود تركت اخوها يقلق منها : سلطان ماما تحبنا؟
ابتسم و قبل ينطق حرف قاطعته
: اذا بتكذب لا تجاوب ..
ازفر بتمالك لأعصابه : تبقى امنا عيب !
هزت راسها له مُبتعدة " مُدركة " ان ارضاء امها مُحال
العهد ..
" من يوم بديت ادرك الحياة و
كان ظهر امي الشيء الي يقابلني دائما و كأني ولدت بدون ام .. يتيمه ..
امي تكره اني اناديها بالشيء الي يربطني بها " ماما "
تكره طلبي باحتضانها او حبها او عطفها ..
عانيت كثير حتى ألفت انتباهها حتى اني تسببت بجرح بقلب رسغي من خلال مقص حاد حتى تداويني ..
حتى انه ترك اثر خلفه بسبب عُمقه يرافقني للحين انا بنت 26 عام .. جنون؟ يمكن بس اكثر شيء كان يهمني انها تحبني " حبيني ارجوك "
نطقتها لها بآخر مرة كنت مُتشققة لعطفها لكن اكتفت بصفعه على خدي صفعتها المُميزة مثلها
تُدير حجر خاتمها لداخل كفها و تصفع بعنف حتى تترك اثر خلف كل صفعة " حتى استوعب رسالتها لي "
تركتني ادرك انها مو مثل كل ام .. امي مُختلفة ، امي الجميلة
امي الواقع ابي بغرامها بجنون و كأن ما على الارض غيرها ، امي الي تترك آثار اظافرها تحتضن اطراف عُنقي كعقد صُنع بكل كُره ..امي الي تُطفئ مللها من خلال اطفائه احد سجائرها بجسدها ..
كانت دايما تحب تأذي نفسها اذا عجزت
توصل لي او اخذني سلطان بعيد عنها
تكرهني بشدة اقدر اعرف هالشيء من نظراتها
لكن السبب؟ عجزت افسره للحين
453
.
.
-
يمكن لأي شخص أن يختارك في توهجك،
لكني أنا سأختارك حتى حين تنطفىء،
تأكد بأني وإن رأيت النور في غيرك سأختار عتمتك .
-
.
.
-
كبرت و صارت بنت 11 سنة الي أدركت حقيقة امها لعمر 16 سنة .. السن الي كل بنت تبدأ بإنطلاقتها بمجتمعها ..
كانت السنة الأولى لي بالثانوية و كأن توتري كبير خصوصا اني بدخل لمرحلة غريبة توتري ما كان يُقارن بخوف ابدا !
كنت اسمع قصص من اخواني عن أفعال بعض البنات بالثانوية طبعا تتوقعون اكيد ان تربيتي مُهتزة و ان المفروض انا أكون من البنات الي ينخاف منهم بسبب إهمال امي لي و انشغال ابوي عني ..
بس احب اقولكم اني الحالة الشاذة الي كسرت هالقاعدة ..
رعاية اخوي سلطان لي كانت كفيلة بأني احرص على عدم تخييب ظنه هو بالذات فيني ..
فارس مشاكس لكن إذا كان سلطان هو الي ينصحه مستحيل يكسر كلمته او يساوي العكس لطلبه ..
تقدرون تقولون ان كل واحد فينا حاول يحفظ عائلتنا حتى بعد انضمام ليان لنا ..
كانت العنصر الجميل الي تركنا نستوعب لازم ننتبه لبعضنا حتى لا نضيع ..
تبون تسمعون حسنة تجاهل الام لأبنائها؟
" الحُرية المُطلقة "
يستحيل انها تدخل غرفتي او تسألني عن يومي و اذا واجهت مشكلة هي تلك " المرأة المُهمله بشكل أنيق "..
خرجاتي برا البيت و صاحبات المدرسة و زياراتهم كانت غير مُهتمة ..
ابوي؟ اكيد فضولكم يتملكم اذا كان يشوف الي يصير فينا .. يشوف بس المُحب ينكر خطأ حبيبه دائما اوه قصدت العاشق لان العشق ابشع من الحُب يعمي بصره وقت خطأ المعشوق و يرضى بجرحه ..
مستحيل يجي لأمي يجرحها بحرف صغير أو يطلب منها تغيير حالها ..
و بما أن هذا نظام بيتنا كنت دايما بعد الدوام او نهايات الاسبوع أبيت عند صاحبة لي ..
و بليلة طلبت مني طيف أبيت عندها تبي تعرفني على صاحبات اختها او بالأصح تبيني اونسّها بوسطهم انزعجت في البداية انا شخص صعب يتقبل الغُرباء بس ما كان عندي خيار لو نمت في بيتنا الليلة و ابوي مسافر امي اكيد بتبدأ بمشاكلها معي .."
اتسعت ابتسامتها تفتح الباب لها بوسع : هذي انتي؟ تعالي ي روحي ادخلي خفت ما تجين ..
ابتسمت بخجل لها : اء اعتذر خالتي شكلي ازعجتك من كثر الزيارات ..
رفعت حاجبها بإنزعاج : العهد ازعل منك ! انتي و طيف واحد ايّاك ترجعي تقولي مثل هالحكي ..
رمشت بصدمه من احتضانها و تقبيل خدها العفوي و اردفت بصوت خافت : وصلوا صاحبات لسهام و طيف داخل خليتها تقعد معهم لاني ما حبيت يبقوا مع سهام لحالهم مو مرتاحة اذا حسيتي انك ما تبين قعدتهم نطي عندي بغرفتي سوالفي بعد بتعجبك !
454
.
.
-
امتلاكُ عينيكِ الفاتِنَهْ امنُيتِي الوحَيدة.
-
.
.
-
حبست ضحكتها بعد ما شافت تخصر طيف خلفها : يُمه لا تنفرين البنت توّ جات !
قلبت عيونها بتململ و اردفت قبل خروجها : ناموا بدري سامعه !
ضربت طيف لها تحية عسكرية كنوع من انواع الطاعه : آوامر ثانية سيادتك؟
ام طيف بابتسامة : لا .. انصراف ..
ضحكوا منها و سحبت طيف ايدها و بدت تشدها لمكان غرفتها : سنة على ما جيتي !
العهد قرصت كتفها حتى تآوهت بألم : امي اصلا ما تدري اني بنام برا البيت يعني اشتري مُخاطرتي عشانك ..
طيف بسخرية : و عيال عبدالعزيز كيف سمحوا لك؟
ابتسمت تبادلها السخرية : اضطريت اسيّح دموعي !
ضحكت طيف تُقبل خد الأُخرى بعمق : يلوموني !
فتحت باب غرفتها و توقفت امام المدخل بربكة من انظار الفتيات الي توجهت لها بشكل مُباشر ..
توسعت حدقة عينها بصدمة بعد ما شافت آثار الدخان الي كان يلوث رائحة الغرفة ..
ابتسمت بجانبية تُخرج سيجارتها : خوفتيني عبالي امك !
بلعت ريقها طيف بضحكه : اء لا امي ما تدخل ..
التفتت لعهد بابتسامة عكس نظراتها المُحذرة لها بأي تصرف
: ء كنت ابي اعرفكم على صاحبتي المُقربة الاخت العهد ممكن تدخلي؟
سهام بابتسامة : جيتي؟ تعالي حكيت للبنات عنك ..
ابتسمت العهد بورطة بعد ما سحبتها طيف لداخل الغرفة : ء جد؟
ضحكت صاحبة السيجارة و توقفت امامها : كيفك ي حلوة؟ اسمي ميساء ..
مدت ايدها تصافحها ..
رمشت بإدراك لايدها المرفُوعه و بادلتها كابحة شعور قرفها من السيجارة الي تتوسط آنامل شمالها
: العهد تشرفنا ..
ميساء بودّ : كيوتة حبيتك !
العهد بهمس لذاتها " الحمدلله " ..
أدارت بظهرها للبنت الي خلفها : وهذي شوق ..
ابتسمت لها كتحية و اكتفت العهد بإيماء رأسها ..
سهام : اذا مو مرتاحين خذي طيف معك و اطلعوا سولفوا برا ..
طيف بتأييد لانها مو قادره تتحمل صاحبات اختها اكثر : اي يلا ..
ميساء بإنزعاج من طرد سهام الغير مُباشر : خليهم نتسلى اكثر اذا كان عددنا اكبر ..
همست العهد لطيف : انتي ما جربتي تحرشين على سهام عند امك وش هالعالم؟
طيف بنفس الهمس : عشان يجي حُكم إعدامي؟ امي اصلا خلتني معهم عشان افتّن عليهم بس ذول لو دروا وربي اندفن !
455
.
.
-
القُبلات للشُجعَان الجُبنَاء يتبَادلُون الأغانِي
-
.
.
-
ابتسموا الثنتين بشكل سريع بعد ما توجهت الانظار عليهم ..
شوق بتأييد : ايه تعالوا تو داخلين الثانوي انتوا صح؟ كيف الدراسة ؟
ضلوا يناظرون بعض حتى وحده فيهم تبادر ..
تنهدت العهد بعد ما التصقت طيف بكتفها : اء تمام ..
اردفت احد الفتيات بمُقاطعه صارخة بكامل حماسها : رد رد !
ميساء توسعت حدقة عينها : كذابة !
فتحت الدردشة و قلبت الشاشة بإتجاه انظارهم : شوفي !
شهقت سهام بصدمة : والله يطلع منك ي بنت !
عقدت حواجبها العهد بعدم فهم لصراخهم التفتت لطيف الي كانت تغطي وجهها بفشلة و اقتربت لاذنها هامسة
: يتكلمون مع عيال ..و فيه واحد يحاولون فيه من فترة و رد على ذي ..
لعقت اسفل شفتها وهي تحس انها دشرت بس من القعده معهم : والله ي طيف ي خوفي يتاجرون بحشيش بعد ..
صمتت طيف و التفتت العهد لها برعب موسعة حدقة عينها و همست : يتاجرون؟!
حبست طيف ضحكتها : وش يدريني !
قرصت كتفها بغضب حتى تأوهت : وجع كتفي بيروح فيها !
عقدت حواجبها من تهامسهم و اقتربت منهم بابتسامة : قاعدين تحشون فينا ع السكاتي؟
" تقصد سبب تهامسهم هو كلامهم عليهم "
شهقت طيف : لا والله !
قرصتها العهد بسبب حلفها الكاذب و اكملت طيف بورطة : بدون والله .. ما كنّا ء نحش ..
ضحكت شوق من وضوحهم الشديد امامهم : طيب تلعبون معنا؟
سهام بسخرية : و لا سألتي الا المطاوعة ذول؟
ضيقت عيونها طيف باستفزاز من اختها ..
العهد ببرود : يلّا ..
توسعت حدقة عين طيف الي دارت بوجهها لها : تستهبلي !
التفت العهد لسهام : راح نلعب لعبتكم بس كل واحد و شرطه بعد ما نخلص !
عضت اسفل شفتها شوق بحماس : تم ..
ميساء بقلق : شوق بعدهم صغار احس غلط نلعبّهم معنا ..
شوق رفعت حاجبها و ناظرت للعهد : اشوفهم كبار و لا يا حلوة ؟
العهد بابتسامة مُشرقة فاجأتها : اكيد !
طيف همست لها راسمة بثغرها ابتسامة تحت عنوان
" الورطة " : عمري انتي بكامل قواك العقلية؟
456
.
.
-
‏"ربما مشكلة الحبّ هذه الأيام أن شخصًا ما
يخبرك أنه يحِبك، وتتسائل أنتَ إلى متى؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

و أنا على شوفتك و حضنك منتظرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن