الفصـل الثانـي عشـر

14.5K 253 40
                                    


12


167
.
.
-
"نَادَيْتُ قَلبي بِحُزنٍ ثُمَّ قُلتُ لَهُ
ياَ مَن يُبالي حَبيباً لا يُباليهِ"
-
انقبض قلبه وهو يتقدم منها : وش قاعده تقولين؟
غطت وجها وهي تبكي : انا السبب لو ادري كان بلغت عليه من زمان اكيد انه هو !
نواف بحده : تكلميي مثل الاوادمم من ذااا !
مسحت دموعها وهي توقف : اء كان فيه واحد خلص علاجه عندها من مده بس بعد ما خلص صارت تكثر
زياراته لها و عرفت انه مو طبيعي بالذات لما ..
تنرفز نواف من صمتها :انطقي!
زهراء : صورها مره بدون لا تحس و ..
ارتعش جسدها من لكمه للجدار وميل عنقه يحاول يمسك نفسه : باقي مسجل عندكم بالعياده ؟
هزت راسها وهي تفتح الباب ..
-
دخلوا البيت وهو ينزل غترته وبعتب : المره الجايه اذا بتروح خذني معك مو بروحك اخر الليل!
ما رد عبدالعزيز عليه وهو يبتسم لليان الي طلعت عليهم من المطبخ : بابا تجي تاكل لك شيء؟
مسح على شعرها وهو يحضنها لفتره ..
عقدت حاجبها من شد عليها ..
تنهد فارس وهو عارف شكثر ابوه فاقد العهد وخايف يفقدهم ..
انتبه لخروج طيف من المطبخ و بصوت مرتفع : طالعه كذا لا غطاء على راسك و لا شيء؟
كانت بتبرر بس شافت عبدالعزيز واقف : في اكل جاهز خذلك كم لقمه مع محمد عشان ياكل ..
و طلعت لفوق قبض ايده فارس بنرفزه لكن قاطعته ليان : سلطان طلع بعدكم وقال لنا ما راح يجي الا بوقت متأخر لاجل كذا قلت تاخذ راحتها ..
لف عبدالعزيز لها واول مره ليان تدافع عنها : محمد وين؟
ليان : طالعه اناديه ..
-
فتح باب غرفته لقاها تغير المفرش ..
فارس : ما يبي له تغيير مو من كثر ما انام عليه ..
لفت له وهي تحطه بسله الغسيل : حمود نام عندك امس واشتكى من ريحه الفراش ..
رفع حاجبه من السبب : ليش تكلميني من رأس خشمك طالعيني !
168
.
.
-
أُعيدُّ حِياكة قَلبي كُل ليلة مِن جديد .
-
فتح باب غرفته لقاها تغير المفرش ..
فارس : ما يبي له تغيير مو من كثر ما انام عليه ..
لفت له وهي تحطه بسله الغسيل : حمود نام عندك امس واشتكى من ريحه الفراش ..
رفع حاجبه من السبب : ليش تكلميني من رأس خشمك طالعيني !
طالعته ببرود ونطقت بتذكر: دقت غزل علي روح جيبها من المستشفى بيطلعوا جدتها اليوم انا بقعد هالفتره هنا خل تروح تشوف البيت هناك ..
كان بيتكلم بس قاطعته وهي تشيل السله وتتخطاه وتطلع برا الغرفه ..
استنكر تصرفها ومسح على جبينه وهو يشوف عدد المكالمات الي جاته من غزل ..
لم مفاتيحه وهو يطلع وقف شوي وهو يشوف محمد يحضن طيف بآخر الممر وتقدم لهم لكن استوقفه كلامها : لا تخاف حبيبي شليته قبل يشوفه..
هز راسه محمد وهو يدفن نفسه اكثر: ترا والله بالغلط انا بس..
ضحكت بخفه وهي تنزل لمستواه وتبعد السله: اقولك سر صغير ؟
مسح دموعه وناظرها : يوم كان فارس صغير كان دايم يبلل فراشه !
وسع عيونه فارس من كلامها لكن ابتسم من سمع شهقت محمد
حبست طيف ضحكتها لاجل ما يشك بصدق حكيها: شفت؟ عادي تصير اذا كنت صغير داااايم ..
حضنها ونطق : فارس قالك ؟
هزت راسها وهي تضحك : اي بس خله سر ..
تقدم لهم وابتعد محمد اول ما شافه : وش عندكم؟
اختفت الابتسامه من ثغرها وسرعان ما وقفت وهي تحمل السله من جديد : حمود انزل لبابا عشان تاكلون تمام ؟
عقد حاجبه فارس من تصرفها و سحب ذراعها له : فيه شيء ؟
ابتسمت وهي تهز راسها: ابد ..
سحبت ذراعها وتركته حاير بتصرفاتها وطلع
برا البيت ..
-
طلع من العياده وهو يحس بصداع .. اذا كان فعلا المريض الي شاف بياناته هو الخاطف لقى طرف الخيط و يبقى بس يحقق عنه..
دخل ايده لجيبه يخرج سيجارته ..
لف لصوتها الي يناديه وهو يدفنها بين شفايفه: نعم ؟
زهراء : اذا ممكن تعطيني رقمك و تبلغني باي جديد ؟
ولع نواف سيجارته وهو ينفذ الدخان مد ايده لها وميلت راسها بعدم فهم ..
: جوالك؟
مدت له وهو يسجل رقمه : وانتي بالمثل .. اذا صار ولقيتي شيء جديد عنه او احد ثاني شاكه فيه ..
هزت راسها..
بلعت ريقها ونطقت : مجرد فضول صغير ..
نواف : الي هو ؟
ناظرته بتفحص : اذا انت الي تحقق بقضيه اختفائها ممكن افهم ليش جاي بروحك؟ يعني ليه مو مع فريقك ؟
ركب السياره وهو ينزل قزاز السياره : اتوقع ما يخصك كيف اشتغل ..
تحرك أمام انظارها وهي شاغل بالها من يكون حتى لو كان ضابط اذا جاي يحقق في قضيه رسميه على الاقل يجي بزي عمله ..
حطت ايدها على قلبها وهي تدعي من كل قلبها تكون العهد بخير ..
169
.
.
-
أراعي نُجومَ الليلِ حُبّاً لِبَدرِهِ
وَلَستُ كَما ظَنَّ الخَلِيُّ مُنَجِّماً
-
دخلت لغرفتها وهي تشوفها على روتينها المعتاد فارشه بساطها وتمارس تمارينها ..
جلست على الكرسي قدامها حتى تنتبه لها ..
رفعت هديل راسها وهي تفك السماعات : فيه شيء يا روحي ؟
نطقت امها بقلق : ليش ما قلتي لي فهد جاك ؟
ابتسمت بسخريه: ليه يهم ؟
تنهدت بقل حيله من بنتها : على الاقل كان دخلتيه وقلتي له عن صديقتك ذيك مع اخوه ..
ضحكت من تذكرتها : قصدك لمياء ؟ خليني بالأول استوعب وش قالت وعقب اقوله ..
ام هديل : ليه يمكن تكونين باب خير وتزوجينهم ما تدرين ؟
وسعت هديل عيونها وانفجرت ضحك : خطابه انا ؟ بعدين ليه اتسبب على البنت بواحد معقد ..
عفست امها ملامحها : عيب يا بنت وش هالحكي ؟
هديل : والله هذي الحقيقة انسان ما تنقرب أرضه و اورط صديقتي المسكينه معه !
استغربت امها هجومها عليه صحيح ما تعرفه لاجل تحكم عليه لكن بنظرها كلام هديل مبالغ فيه ..
-
مرّت ثلاث ايام كالشهور على قلبه ..
فتح عيونه على اشعه الشمس المشعه ..
حس بازعاج صادر من الدور الأرضي..
وقف وهو يحرك شعره بعشوائيه ونزل يدور بعيونه عنها : ططيييف..
توقفت لثواني من سمعته ينطق باسمها حست بخيبه امل خصوصي انه ثلاث ايام كل صبح يكرر هالشيء رغم انه عارف انها مو موجوده ..
ابتسمت غزل وهي تطلع قدامه وتطرح الصحون : صباح الخير  ..
أغلق عينيه متفشل : صباح النور ماله داعي هذا كله ..
غزل : لو لقمتين ؟
ابتسم وهو يطلع : دقايق اجهز حالي ونازل ..
طلع لغرفته وهو يرفع جواله يتأكد اذا فيه احد اتصل عليه لاجل العهد ..
رماه وهو يسحب فوطته ويدخل لدوره المياه-يُكرَم/ت القارئ/ة-
بعد مده طلع وهو ينشف شعره المبلول ويرفع جواله يدور لاسمها واتصل عليها ..
تنهد من تأخرت على الرد لكن بالاخير سمع صوتها : يا صباح الخير؟
طيف وهي تبعد محمد من كتفها وهي تحس تبنجت تحته وبهمس حتى لايقوم  : صباح النور ..
اكملت كلامها اول ما استنتجت سؤاله : الأوضاع تمام في البيت بس لو حاب تقعد مع محمد هاليوم يكون أفضل لنفسيته لانه يكون بروحه اغلب الوقت ..
رفع حاجبه من حكيها : طيب وضعك مو عاجبني
وقفت وهي تلم شعرها : ليه حبيبي وضعي مو عاجبك؟
ابتسم من كلمتها وهو يطلع ملابسه : لان يا روح حبيبك صايره متغيره علي ..
لف للباب الي انفتح وشهقت غزل من شافت صدره العاري وعطته ظهرها وباحراج : اء اسفه دخلت بوقت غلط بس عبالي بعدك بالحمام لاني كويت لك حق ملابس اليوم ..
ابتسم من شكلها : مشكوره اطرحيهم على السرير ..
طرحتهم وطلعت بدون لا تناظر وراها ..
ضحك بخفه ونطق من حس بعدم ردها : طيف
170
.
.
-
كُن لي غريباً فالأحبة يرحلون دائماً .
-
تنفست بعمق بعد ما سمعت حديثهم : اكلمك بعدين حمودي صحى ..
عفس وجهه: ليه ينام معك ؟
وسع عينه من شافها قفلت الخط .
طلعت من الغرفه وهي تسحب جلالها من باب الحرص لا يكون سلطان موجود ..
بلعت ريقها من سمعت صوت بالمطبخ واقتربت من الباب بتسلل واتسعت ابتسامتها اول ما شافت ليان تحاول توصل للصحن بأعلى الرف ..
دخلت وهي تقفل الباب : عساك على القوه هههههه
لفت ليان لها بتعب : الصحن بعيد نطي جيبيه !
دخلت المطبخ وهي تقفل الباب وراها وتنزل الجلال عنها و بسخريه: وشو يا قزمه ما وصلتي له؟
رفعت حاجبها ليان بضحكه: تكفين يا الي طولك طول جيجي حديد - عارضة أزياء- ما بيني وبينك شيء ..
شمرت طيف اكمامها وهي تأشر لليان تبعد من امامها: شوفي بس ..
نزلته وبداوا يجهزون للفطور ..
وزعوا الصحون وانتبهت ليان لصمت طيف طول الوقت و اذا كلمتها تبتسم و تسلك لها ..
ليان : فيك شيء ؟
رفعت نظرها لها بعدم فهم : انا؟ لا ي روحي ..
كانت بتنطق بس دخل محمد عليهم ودفن نفسه بظهر طيف ..
انقبض قلبها بخوف : خير حبيبي؟
ابتعد وهو يفرك عيونه : بابا ناديته وصرخ علي وطلع من وراه ..
تنهدت ليان من حالهم وتركت الي بيدها وهي تطلع ..
نزلت طيف لمستواه : بابا مضغوط هالفتره لا تزعل منه ..
نزل راسه وبهمس سمعته : كل هذا بسببي لو ما خليتها تروح ..
وطلع برا المطبخ تاركها تناظر الاكل الي سوته الي تأكدت محد بياكله
171
.
.
-
يُصاب بالإرتباك لعدم معرفته أي الطُرق سيريح قلبه .
-
نزلت اخر شنطه وهي تناولها لأبوها الي كان بخاطره يطول اكثر بعد ما عرف بقصه عبدالعزيز بس لان قرب دوام سلمان لازم يرجعون ..
رغد يوم شافته سارح : بابا فيك شيء ؟
ناظرها من حس بصوتها : ها؟ لا باقي شيء؟
هزت راسها بالرفض وهي تقترب بهمس : بس نواف قال بيقعد هنا وش عنده؟
عقد حاجبه راشد وقفل باب السياره ودخل وقابل نوره قدامه : وينه؟
عرفت ان قصده نواف ورفعت اكتافها بعدم معرفه ..
تنهد وهو يتصل عليه لكن ما رد وزاد قلقه ..
-
نزل من السياره في الحيّ الي كان يدور عن موقعه لف لجواله بعد ما شاف اتصال ابوه وقفله وهو يرميه بالسياره ويطلع لمكان البيت ..
بعد ما أخذ البيانات الي كانت تتعلق برعد رغم أنها كانت ناقصه الا أنه قدر يطلع موقع بيته او على الاقل اي شيء صغير يربطه بهالحيّ ..
استغرب من المرأه العجوز الي كانت تمشي في الشارع بدون شيء يستر ملامح وجها او لبسها المنزلي ..  بالأحرى ما كان استغراب قد ما كان بحاله صدمه واضحه من صارت تناديه وهي تبتسم
172
.
.
-
بكل رضى أنا تركتك لهم .
-
عند رعد ..
فتح باب الغرفه و طرح الاكل بشويش قريب منها .. تقدم لها بهدوء من شاف جسدها ساكن دليل على نومها ..
نزل بتوتر لو حست فيه ما راح ترجع تنام بالراحه الي الحين ويمكن تنفجر عليه مثل كل مره ..
ما قدر ما يمد ايده لها ..
لمس خصله من شعرها الطويل و رفعها لفاهه ..
هايم فيها ما يتخيل وجودها امامه للحين ..
نطق بهمس : متى تلينين لي ؟
وقف وهو يطلع ويقفل الباب وراه ..
عقدت حواجبها وسرعان ما فزت وهي تلف حولها وكانت ريحه عطره العائج بالغرفه كفيله تعلمها بقدومه ..
مدت ايدها لتحت المخده وكانت طرف صحن كسرته مع انه بعد ما كسرت الصحن صار يدور لقطعه المبعثره ويلمها الا انها قدرت تخفي هالقطعه عن انظاره ..
هالمره ناويه تنفذ الي ببالها وتهرب بوقت قريب ..
-
دخل البيت وكانت وراه ..
فز محمد وهو يركض ويرمي حاله له ..
ابتسم فارس وهو يرفعه ويحضنه بشده ..
فارس : وين بابا و سلطان؟
دفن محمد نفسه اكثر : محد موجود منهم ..
لف فارس لغزل ونطق : تذكرتها ؟
كشر محمد من شافها : لا ..
ونزل من فارس وطلع لفوق ..
وسع عينه فارس ولف لها : اعذريه ..
هزت راسها وهي تخلع النقاب وتحرر شعرها : لا عادي بس شكلكم قراب من بعض ..
ابتسم: حيييل ..
نزلت ليان بعد ما قال لها محمد ان ذيك الكريهه تحت وعلامات استفهام كانت ماليه راسها حتى شافت غزل وانفجرت ضحك ..
ابتسم فارس باستغراب من ضحكتها : خير يا شيخه ليان؟
هزت راسها بالنفي وهي تسلم على غزل : اهلين نورتي البيت ..
غزل بحياء : منور باصحابه ..
وزمت شفايفها بحزن : وان شاءالله تجتمعون باختكم قريب ..
بلعت ليان ريقها وهي تبتسم بتصنع : ان شاءالله..
حياك ادخلي بجيب القهوه واجي..
غزل : لا تتعبين حالك ..
فارس وهو يلف بانظاره يدور عنها : طيف وين؟
ليان بصوت عالي : طيييفف فارس تحت يسأل عنك ..
فز محمد ومسك طيف قبل تنزل
173
.
.
-
كُنت ضائعاً قبل ان اقابلها ثم اصبَحت وطني .
-
نزلت لمستواه بخوف من تعابير وجهه : بغيت شيء ؟
محمد بهمس : ذيك الحرمه الي جات مره مع فارس ..
انتفض قلبها من مرت بخيالها: غزل؟
محمد : مدري وش اسمها بس هي معه تحت ..
تنهدت وهي توقف وترد خصله شعرها للخلف وتنزل ..
رفع عينه فارس لها وقام وهو يتوجه لها ..
ناظرت ليان تعابير غزل الي وضح عليها الانزعاج : مدي ايدك هالحلو لذيذ ..
ابتسمت غزل وهي تمد ايدها وتاكل منه ..
فارس : ما بغيت اشوف وجهك؟
طيف وهي تناظر غزل الي كل شوي تسرق النظرات لهم وابتسمت : شايفه تأقلمتوا مع بعض؟
لف لغزل وابتسم : مو هذا الي كنتي تبينه؟
ما أبدت اي تعابير على وجها وتقدمت لغزل وسحبت ثلاجه القهوه من ايد ليان وصبت فنجان لغزل : يا هلا كيف صارت جدتك؟
خذت الفنجان معها وهي تتذكر كلامها لما طلبت منها تقول لفارس يوديها لجدتها : صارت احسن ..
طيف : دووم
كتمت ضحكتها ليان من شافت فارس يحك راسه ووقفت وهي تهمس بإذن طيف : تبين اقول يروحون؟
حست طيف بفرحه لامست قلبها برقه من شافت البنت الي كانت ما تطيقها شايله هم لا تكون متضايقه ومسحت على شعرها بحب وبهمس : لا ي عيوني وش هالحكي ..
هزت ليان راسها واستاذنت منهم وطلعت لفوق ..
-
بلع ريقه نواف وهو يناظر وراه يمكن تقصد غيره بس كان الشارع فاضي أغلق عينيه بإستسلام وهو يلف لها : خير يا خاله مضيعه؟
تقدمت ببطء : وين ولدي ؟ انتي ربيعه؟
"والله البلشه " : لا يا خاله وين بيتك انتي؟
نطقت باصرار : الا انت ربيعه وينه؟
وسع عيونه وهو يمسح وجهه فجأه حس بعذاب الضمير لو تركها بدون احد ..
طلعت وراها مثل المجنونه وبصوت عالي : مدااام انتيي ويينن طللعتيي!
مسكتها وانحت كاعتذار e : اعتذر انها إمرأه كبيره بالسن ومريضه لابد انها ازعجتك..
هز راسه بالنفي e: المره القادمة عليك الاهتمام بها جيدا ..
سحبتها من قدامه بس الي لفت انتباهه انهم دخلوا للبيت الي جاي عشانه ..
174
.
.
-
‏" لا اظن ستجد مثلي على الارض اثنتين
‏أنا النسَاء في صدرّ شبه الجزيرة "
-
جلست طيف وهي تطرح ثلاجة القهوة على الطاولة و رفعت حاجبها بدون لا تناظره لاحظت نظراته المركزه عليها وبسخريه : في وجهي شيء؟
فارس انتبه لنفسه ورفع شعرها لخلف اذنها : ما فيه شيء رايح اشوف محمد..
لفت لغزل الي بعدها ماسكه فنجان قهوتها بدون لا ترشف منه رشفه وشارده الذهن تماما ..
طيف وهي تحط رجل على رجل : كيف كانت أيامكم بدوني عسى تأقلمتوا ؟
فهمت غزل مقصدها وابتسمت بتصنع ونزلت نظرها بحياء وردت خصله من شعرها لخلف اذنها : يعني انصدمت انّا بنندمج بهالسرعه .. بس الفضل لك عطتينا مساحه صار حيل منفتح من ناحيتي حتى ..لا انسي ما ينقال ههههه
رفعت بصرها لها وابتسمت من منظر طيف امامها وهي تميل راسها وتلمس خدودها : حر شوي كأنه ؟
سكنت طيف بدون رد وبعد مناداه غزل المتكرره لها ردت بربكه : اء بغيتي شيء ؟
حبست ضحكتها من منظرها : بغيت سلامتك بس طول علي فارس يمدي تشوفينه لي ؟
تنحنح عند الباب حتى يمديه يدخل وانتبهت طيف وفورا سحبت جلالها تغطي نفسها وقامت وبصوت عالي :اخوي ثواني طالعين لفوق حن ..
استغربت غزل منها يوم سحبت رسغها وبهمس : بسرعه لفوق يدش الرجال !
هزت راسها و وقفت معها وانتبهت انها بدون غطاء : طيف ابي جلال !
تنهدت طيف وغطتها : اطلعي فوق ونزلي عليّ ليان قولي طيف بالمطبخ تجيب لي غطاء الين اجهز اكل حق اخوها ..
هزت راسها وطلعت وشافت فارس قدامها واستغرب طلعتها : طيف وين ؟
عضت شفتها بقهر: ما ادري عنها ..
نزل لتحت وانصدم ان سلطان بالصاله: متى جيت ؟
سلطان والتعب ماكله اكل مدد نفسه على الكنبه : وعليكم السلام الحمدلله بخير اخبارك انت؟
175
.
.
-
"وكانت عيناه ملاذُها الوحيد"
-
مسح على جبينه باحراج وتقدم له : ابوي معك؟
هز راسه بالإيجاب: يشم هواء وبيجي الادمي ما خلا احد ما قال انه خاطف وكل الي شاك فيهم وزياده ما سلموا منه ..
فارس : محد يلومه يا سلطان..
وناظر المطبخ المغلق : تبي تاكل لك شيء ؟
: اي والله حدي ميت جوع ..
دخل المطبخ وشهقت وهي ترجع بخطواتها لوراء الباب بس ارتاحت يوم سمعت صوته دخل وقفل الباب وراه بضحكه : هنا اجل انخشيتي اخت طيف 
رفعت حاجبها باستنكار: صرت اختك الحين؟
وسع عيونه بضحكه : ولو ..
حاوط خصرها من الخلف وهو يدفن راسه بعنقها مشتاق لريحتها حيل وبهمس : اختي وامي وكليّ مو بس حرم فارس ..
تذكرت كلمات غزل ورفعت ايدها تبعد راسه عنها : عمي واخوك جاو سوا ؟
استغرب نظرة اللامبالاة في وجها : ايه ..
رفعت الصحن له بتعبك قلت لغزل تنادي ليان عشان تطلعه بس الظاهر سحبت عليّ لاجل كذا أحمله انت ..
خذا الصحن من ايدها وهو ملاحظ الضيقه الي بعيونها وقبل يطلع : طيف تعالي شوي ..
عقدت حواجبها وهي تتقدم لها : اء ..
قاطعها وهو يدفن شفايفه بشفايفها حتى حست بحراره تتسلل لجسدها وفصلها بضحكه من ملامح وجها المتفاجأه من فعلته: بانّده لك ليان ..
-
فتح الباب وصار وقت يعطيها العشاء ..
استغرب اول ماشافها واقفه امامه دخل بهدوء وهو يطرح الصينيه ويقفل الباب وراه وعيونها ما نزلت عنه : حلوتي صحت؟
ناظرت الصينيه باحتقار لفعلته وقبل تنطق افرغت القليل من غضبها بعضها لاسفل شفتها : حسبالك ما اعرف وش قاعد تحط لي بالاكل!
اتسعت ابتسامته وبضحكه : دكتورتي صارت محققه؟
العهد والغضب محتلها : باي حق كنت تعطيني منومات؟!
تنهد وهو يرفع اكتافه : نيتي صافيه شفت عيونك الحلوه بدت تذبل لانكِ ما تنامين عدل اعتذر..
وابتسم ببرود زاد قهرها
اقترب بخطوات بطيئه لها وهو ينزع معطفه ورفع بصره لها بتفحص لحركات جسدها الراجف رغم صوتها الواثق في شيء تخفيه عنه خلف ظهرها وتأكد اكثر لما ابتعدت عنه وهي للحين ما أظهرت ايدها له ..
176
.
.
-
‏" من عبرت بشاطي عيونك وأنا اللي ما أبالي
‏عارف إني لو نجيت من الغرق لازلت غارق "
-
رعد والغضب بدأ يتسلل لداخله من فكرت انها للحين تحاول تهرب منه : وش الي وراء ظهرك؟
بلعت ريقها من نبرته ونظراته الحاده بس اعتدلت بوقفتها و رفعت شعرها للخلف بتحدي : تبي تعرف قرّب ؟
مرر لسانه لشفته العلويه بخبث ضحك : ما عرفنالك نقرب تصرخين "ابعد "والحين "قرّب"؟
ضغطت على الزُجاجه الي احتضنتها وجع آناملها النازفه اثر حدتها كتعبير عن غضبها من كلامه ..
ميلت راسها وهي تتقدم بحذر منه ..
نطق من حس انها ممكن تأذيه هالمره بشكل خطير : العهد لا تسوين شيء بتهور لانه لو كان شيء يزعلني اوعدك الشيء الي خليتيني أوقف عنه أكمله ..
أنهى جملته وهو يبتسم لرده فعلها الي اظهرتها له
وسعت عيونها وهالمره ما قدرت تخفي ملامح وجها او الخوف الي احتل صدرها اول ما تذكرت وش يتكلم عنه تجمدت أطرافها وهي تتذكر الليله الي كانت بالكوخ ..
"عوده للماضي -p139-"
كانت تصارع تحته تبعده لكن ما كانت بالقوه الكافيه حتى خارت قوتها وبصوت مبحوح : تكفى ابعد !
اقترب منها و أنفاسه الساخنه لامست عنقها ودموعها تسيل على خدّها برعب وصرخاتها الي انتشرت بانحاء الكوخ طلب منه يبتعد .
توقف وهو يرفع قميصه عنه ناظرت صدره وهو يعتليها ويلامس طرف خصرها حتى عجزت عن التنفس ..
ناظر دموعها الي غسلت وجها ونطقت بكلمات متقطعه : للا ..رءعد ..تكففى ..
ضل يتآمل تفاصيل وجهها الخايف لثواني..
صحيح كان يتمنى هاللحظه بس هو ما يبيها تكرهه للأبد .. لعب بخصله شعرها الي سحرته
قبّل جبينها بخفّه ورفع حاجبه بغضب من رنّه جواله الي قاطعته ..
ابتعد من أعلى جسدها وهو يخلخل بين خصلات شعره ويلبس القميص يغطي صدره العاري تاركها مثل الجسد الي فقد روحه ..
-عوده للحاضر -
اقترب بخطواته وهو يبي يدفنها بحضنه : تدرين وش خاطري فيه الحين؟
177
.
.
-
أتخيل لمسة يدك فيحدث في صدري شيءٌ يشبه فتح النوافذ..
-
رفعت نظرها له وهي ترجف خوف لا ينعاد ما صار ..
اكمل بهمس مسموع : أحط راسي بحضنك وأنام
‏ولو عقبها يكون الثمن اني ما اقوم بعدها ما راح اعترض ..
صار واقف تماما امامها ما يفصله عنها الا شعره ..
سند جبينه بجبينها وهو يلامس ايدها من الخلف : هاتيها ..
للحين جسدها متجمد و ما قدرت تحرك طرف اصبعها ..تبي ترجع لبيتها ..تبي تكون بحضن ابوها ..
"لو ..لو بس ما وافقت اعالجه ..لا لو اني ما ساعدته بذيك الليله الي كان فيها طفل "
رفعت نظرها له : الي تسويه معي لانكِ تحبني ؟
ابتسم وهو يهز راسه بالإيجاب: لا تقولين ما وضح لك !
: الحب مو كذا يا رعد ..
اتسع محجر عينه اول ما شاف الدماء تغطي كف ايدها : لا كذا بس انتي عطيه فرصه الحين هاتي الي وراك جرحتي نفسك !
انتبهت لخوفه الشديد ودفعت بجسده للخلف وتراجعت بسرعه : ما راح اقدر اهرب منك معك حق بس ..
صرخ بغضب وهو يحاول يقترب منها بعد ما ثبتت طرف الزجاج بعنقها : اللعههددد ننزللييي اليي بيييدك!
وسعت عيونها وهي تضحك بهستيرية : خايف عليّ حيل ؟
بدت تلاحظ توتره وكان يرجف وخايف لا تسوي بنفسها شيء .. قاعده تمر عليه ذكرياتها تذكره حيل فيها ..غط أذنيه من تذكر السبب الي وصلها لحالتها وطاح جاثي على ركبه : اءنا مو مثله لاجل كذا لا تسوين مثلها ..
: ابوك؟
وسع عيونه وهو يرفع نظره لها وأكملت: ما تبي تصير مثل ابوك؟
صرخ : ماااا رااح اصصيير مثثللله !
ميلت راسها و لمعه عيونها ماتت وضلت تناظره ببرود : لا انت مثله رعد
أغلق أذنيه وهو يهز راسه: لا انا مو مثله انتييي بسس ااذاا عطتينيي فرصه ما رااح اعيشك حياه مثل حياه اميي وعد ووعععددد
ابتسمت بسخريه : اذا مو مثله طلعني من هنا لا تعيشني سجينه تحت انتظارك لي !
حس بماء بارد انكب عليه بعد ما فهم خطتها في النهايه هي معالجه نفسيه
178
.
.
-
نحنُ بحاجه لأن نفقد الذاكرة ونبدأ من جديد .
-
ضحك وهو يوقف : فهمت ..تبين اطلعك؟
سكنت وهي مستغربه من التعبير البارد الي رسمته ملامحه : طيب باطلعك بس ..جثه !
وسعت عيونها بصدمه واكمل : ما افرط فيك ..
حياتي بدونك راح تكون بلا معنى بس دام مصرّه على فعلتك وتحرقين قلبي راح اقتل نفسي وراك ..
ضحكت بوسط دموع الخوف الي تساقطت من جنونه : اءانت هههههه مريض رسمييي ممجنووون !
: فيك ..
حست بغشاوه تغطي عينها ما كانت الا
دموعها سقطت وتكورت على نفسها تبكي
بنحيب يلين الصخر ..
اقترب منها وهو يجلس امامها
ويلامس خصلات شعرها ويرفعها لثغره : لا تبكين ..
سكنت من حسته يلمس كتفها وايده الأخرى متكي عليها بالارض
رفعت عيونها لعيونه عقد حاجبه من لمست ايده وسحبته لها بسرعه خاطفه لكن الي ما حسب حسابه ايدها الثانيه الي توجهت لعينه غارسه فيها قطعه الزجاج المكسور !
صرخ بالم وهو يحس بحراره وجع يسري لكامل جسده ..
دفعته عنها و جرت تفتح باب الغرفه وهي تبحث عن مخرج ..
وقفت أمام باب البيت بحذر تفتحه خوف لا يكون حاط احد عند الباب بس من حسن حظها كان الطريق خالي ..
لفت لصراخهه وجسمها بعده يرجف اذا مسكها للمره الثانيه راح تكون نهايتها ..
بدت تجري دون ما تلتقط انفاسها بانتظام ..دون لا تلف وراها ..حافيه الاقدام كل الي تبيه تهرب منه ..
179
.
.
-
‏"فهَل تُداوي قلبي باللقاءِ كَرمًا؟
‏فمَا لِقلبي دواءٌ غيرَ لُقيـــاكَ"
-
وقف السيارة أمام المنزل الي قدر يوصله بعد ما أجرى اتصالاته عن آخر تحركات لرعد وكانت استأجر هالبيت الي واقف قدامه والي خلاه يتأكد من تورطه باختطاف العهد ما استأجره الا بعد فتره قريبه من بعد خطفها ..
قفل سيارته وفتح الباب ..
وسع عينه بصدمه بعد ما سمع إطلاق ناري بالقرب من البيت ..
انزل مقعد السياره وهو يرجع ياخذ مسدسه و يحشيه وفتح الباب بحذر شديد ..
-
تجمدت أطرافها بعد ما سمعت إطلاق النار و دارت للخلف برعب كانت عينها تبحث عن مصدره والرجفة تتسلل لاطرافها ..
رجعت خطواتها للخلف بعد ما سمعت صوت إغلاق لباب سياره ..
بدت تجري بجنون رغم تعثراتها المتكررة الا انها ما سمحت لنفسها بالسقوط ..
في وسط الصمت السائد صرخ باسمها :
"الععههددد "
تسارعت دقات قلب نواف بعد ما سمع اسمها وقف قدام باب البيتوهو يراقب الشخص الي يطلع منه وكان يصارخ باسمها مثل المجنون وهو يتقدم بخطوات متثاقلة والدماء اخفت ملامح وجه واضافه لون آخر لثوبه الابيض ..
لامست ايده عينه المتضررة والأخرى رفعها يناظر الرجل الي واقف قدامه وكان يرجف .. ما كانت رجفة خوف .. كانت غضب تمالكه للحظه عجز يبرر سببه ..
رعد وهو يحاول يستوعب الشخص الواقف امامه
بلع ريقه ونطق بصعوبة بعد ما خبأ سلاحه وراء ظهره
: من انت؟
نواف وهو للحين تحت صدمة سماعه لاسمها معقولة وصل لها ؟
رعد بنفاد صبر وجه سلاحه بوجهه : انقلع من قدامي مالي فاضي لك !
نطق بعدم مبالاه للسلاح الي مصوب له : الاسم ..
عقد حاجبه رعد وهو يحاول يتحمل الآلم الي حاس فيه بعينه كأنها جمره تحفر طريقها لداخله وتحرقه
: انتتت ماا تففههمم ..لا تخلينيييي افضيي الرصاص براسكك
نواف وعينه احتدت عليه : اسمها انت نطقته !
العهد قلت صح ؟
حس بتشويش برؤيته وجسده بدأ يخونه بسبب الدم الي خسره ..
حس بثقل وزنه وهو ينزل للارض ببطء ..
بدأ نواف يتقدم له واستغل جثوه على الارض وهو يلوي ذراعه للخلف وبفحيح همس بإذنه: انت قلت العهدد وويين هييي !
زاد تنفسه وهو يحس بذراعه بتفصل من جسده !
انتشر صدى ضحكاته رغم انه دافن وجهه بالارض : ويين دكتورتي؟
اردف بضحك هستيري : هربت مننيي
صمت للحظه وصرخ : العهد !
ضرب رعد راسه اكثر من مره بالارض خلت نواف يتأكد انه فقد عقله ..
180
.
.
-
أنتِ الوضوح لِعَين رأت كُل الأشياء مُرتبكة.
-
حس بثقل جسمه بيده دليل على فقدانه لوعيه فلته من ايده وهو يلف للبيت اذا هربت معناتها ما راحت بعيد ..
تخطى رعد وهو يركض لأعلى طلعه ..
بلع ريقه يجرب حظه وصرخ باسمها بتمني ترد عليه : العهددد ..
انتظر لثوانِ ما سمع اي رد رص على أسنانه وهو ينزل يتصل بالشرطة حتى اذا وعى رعد ما يهرب ويفتش عن العهد بشكل اسرع ..
-
كانت تجري بدون لا تحس بوزنها بكل ما تبقى من طاقة خزنها جسدها .. انفاسها الغير مستقره خلتها توقف لاجل تنظمها..
سقطت وهي تنحني لركبها والرجفه ما تركتها
رفعت عينها لايدها المغطاه بالدم ..
تذكرت فعلتها واستفرغت بقرف من فعلتها حست بروحها تُنزع من جسدها ..
كانت تبي تصرخ بآلم بس احتفظت بصراخها خوف لا يسمعها رعد ويكتشف مكانها ..
اجهشت باكيه وهي ما تعرف وين هي أو كيف بتنقذ حالها ..همست : يااا رب .. ياا رب ساعدني مالي غييرك..
تساقطت دموعها بصمت لكن سرعان ما حست بحركه بالقرب من مكانها ..
انقبض قلبها واتسع محجر عينها ..
وقفت بعجلة لكن خانتها اقدامها ورجعت بخطوات غير ثابتة حتى سقطت بطولها على الارض الخصبة ..
تآوهت بآلم احتضن ظهرها ومؤخرة راسها ..
كانت تحاول توقف بس محاولتها كانت فاشلة ..
حست الالم براسها كان اقوى و سرعان ما غشاء عينها السواد و فقدت وعيها ..
تجمد مكانه واسقط سلاحه من ايده ..
تقدم بخطوات متثاقلة وبلع ريقه
بسبب الظلمة ما كانت واضحة امامه صورتها ..
همس بخفة كأن صوته وصل لها : ء العهد؟
تقدم بخطوات اسرع و اتسعت عيونه اول ما لمحها
جثى على ركبته قريب منها وعينه تتفحص ملامح وجها وصول لاسفل آنامل اقدامها ..
انقبض قلبه من شكلها والدماء الي محتضنه كفوفها و أعلى ملابسها..
رفع ايده المهتزة لايدها وضربات قلبه لا زالت تتسارع
181
.
.
-
أرى فيكِ شيئاً لا تملُ منهُ عينا.
-
دخلت ليان للمطبخ تدور لطيف الي كانت تجهز الصحون ..
تقدمت لها وابتسمت طيف من لمحتها : تعالي ذوقي لي الملح تمام؟
مدت لها الجلال متجاهله سؤالها وجلست على الكرسي الي قدامها ..
خذت طيف منها الجلال واستغربت ملامحها انحنت لمستواها بقلق: فيه شيء ؟
: ليه زوجتيه؟
ازاحت عنها نظرها و وقفت بإبتسامه: مو وقته ودي الصحون اكيد ميتين من الجوع الحين ..
ليان ميلت راسها وهي تتفحص عيونها : انتي تحبينه حيل للحين مو مستوعبة انك خليتي وحده ثانيه تشاركه فيك ..
بلعت ريقها وهي تداري دموعها لا تسقط ونطقت بتأتأه : اءنا تعرفين عيبي واني ..
قبضه ايدها بقهر وقاطعه كلامها : بس اسكتيي ممنن كلل عقللل سمتييهه ععيب؟؟
رمشت بصدمه من نبره ليان وأكملت بنرفزه : اسمه "نصيب" هذا اولا ..
وبعدين فارس حتى لو كان يبي عيال ما كان ابدا في باله يجوون من غيرك وكان بيصبر  بس انتي ..
ضحكت بخفه وناظرت ليان وهي ما عاد قدرت تحبس دموعها : بس مو انتي الي كنتي تقولين لي متى يصير اب؟
وسعت عيونها ليان من كلامها وهي بالفعل كانت دايم تلوي ذراع طيف بعدم انجابها ..
نزلت عيونها بخجل من تصرفاتها وقفت وسحبت الصحون معها وهي تطلع من المطبخ بعجل ..
تنهدت طيف وهي تجلس على الكرسي وتحس بالالم ينهش صدرها رفعت عيونها الدامعة وضحكوضحكت بوسط دموعها من تذكرتها : ارجعي وشوفي من صار يحن علي يا العهد ..
-
جلس عبدالعزيز وهو بالكود رجوله تحمله ابتسم اول ما شاف ليان جايه لهم ..
طرحت الصينيه وبدت توزع الصحون بصمت ..
فتح عينه سلطان على طرح الصحون ..
مدت له ليان : خذ حطه عندك ..
سلطان وهو يمدد اطراف جسمه بكسل : ليه الواحد له نفس ياكل شيء؟
ليان بإصرار: كل عشان صحتك
رفع حاجبه بسخريه وهو يناظر ابوه الي اشر له ياكل لاجل ما يكسر بخاطرها
182
.
.
-
م ننلام لو صرنا باردين, خابت فينا اشياء كنا نتمناها عُمر.
-
تنهد وهو يقرب له الصحن مد الملعقة لفاهه وأغلق عينه باستنكار لطعمه : ملحه ماش ..
ورمى الملعقة وهو يوقف : الحمد لله بادق على الشركه اشوف الأوضاع ماشيه او لا عن اذنك ..
جلست ليان بإستغراب من تصرفه ما عمره عاب طعام مو عادته كلت ملعقة من اكله وكان ملحه معقول ..
عبدالعزيز وهو ياكل: ما عليك حلو بس هو يتهرب من الاكل ..
هزت راسها بتفهم ..
طلع وهو يرفع جواله لاذنه بانتظار الرد وسرعان ما وصله صوته : آمر؟
سلطان : كيف الأوضاع عندك؟
: تمام لا تشيل هم شيء ..
لف لرنه جواله وكانت مكالمه من المحقق ورجع يردف : تمام اكلمك بعدين ..
رد على اتصاله بترجي يكون لقى طرف خيط عن اخته : فيه شيء جديد؟
نطق بإبتسامه:  وصلنا بلاغ عن موقع الخاطف وطالعين له قلت ابلغك..
دخل لعبدالعزيز بخطوات سريعه ونطق : يلا جايين بس ارسل الموقع ..
وقف عبدالعزيز بعدم فهم : خير؟
سلطان وهو يسحب مفاتيحه : يقولون لقوا موقعه خل نستعجل!
طلعوا وتركوا ليان الي تصنمت مكانها وعلامات الاستفهام تدور براسها قدروا يوصلون لاختها؟
-
ترك ايدها وخوفه عليها بدأ يتسلل لقلبه ابعد عينه عنها وهو يحس انه تخطى حدوده ..
مد ايده لرسغها وازفر براحه اول ما حس بنبضها ..
رجع يرفع بصره لملامح وجها وهو مو مصدق انه حصلها ..
مو قادر يستوعب انها تكون نفس البنت الي عشقها بمراهقته ..
انحنى لايدها النازفه آثر قطعه الزجاج و همس : وصلت لكِ
-مر بباله ذكرى قديمه خلته يبتسم -
شغلت التسجيل الصوتي الي وصلها منه و وقفت قدام مرآتها تكمل الميك آب الخاص فيها بضحك ..
: " يعني شوفي لو ادري روحتك ذي على وين ما ساعدتك واخترت معك حتى الفستان تحسفت ونظرا لتحسفي الرجاء البقاء في المنزل "
رفعت حاجبها وهي تحبس ضحكتها وتلتقط هاتفها لاجل ترسل له
" بطول على الرجعه للبيت لاجل كذا لا تقلق اذا ما أرسلت لك لحد الليل"
أوقف السياره وهو يناظر رسالتها وعرف انها تحاول تنرفزه ورجع يسجل صوته :
" طلتك الي تعبت عليها بالاخير غيري يشوفها تهقين انكِ عدلتي؟"
عضت اسفل شفتها عاده اكتسبتها اذا حست بالخجل او الغضب بس هو كان دايم يترك فاها بالجرح الخجول وكتبت له " تعال لعندي وقول وصلت وخذيت اذن ابوك وقتها بكون عادله "
اطلق ضحكه من بعد ما قرأها وأرسل :
"راح اوصلك هههههه "
183
.
.
-
هناك شيء بداخلي يربطني بكِ، شيء عميق جداً يجعلني في كُل لحظة أُحبُّكِ أكثر
-
عاد لواقعه ..
وقف وهو ينزع جاكيته ويراقب المكان وسيارته كانت بعيده عليه ..
نزل وهو يغطي جسدها وانتبه للرضة بكاحلها سحب الهواء بهدوء ينظم تنفسه وهو كان يبي يرجع لرعد يقتص منه لكن استعاذ من الشيطان وادخل ايده اليمنى بحذر من تحت ظهرها والأخرى اسفل فخذها ..
رفعها بهدوء حتى لا يتسبب لها بأي آلم وهو يرجع بجسمه حتى تريح راسها على صدره ..
وقف للحظه وهو يرفع بصره لملامح وجها بلع ريقه وهو يعتدل بوقفته متوجه لمكان السياره ..
-
بعد مده قصيره القوا القبض على رعد لكن لاصابته تم تحويله للطوارئ ..
-
نزل نواف من سيارته وهو طول الخط كان يلتفت للعهد الي بالمرتبه الخلفيه بقلق ..
فتح الباب بعد ما نادى المسعفين رفع راسها لكنها تآوهت بآلم ..
وسع عينه وهو يرجع ينزلها من ايده بخفة شديدة وبهمس : تحملي شوي ..
حست بجسدها يرتفع لكن من فرط التعب عجزت تبدي رده فعل غير دموعها الي تساقطت ..
حاوط بمعطفه جسدها و ضم خصلات شعرها لداخل المعطف اغلقه على جسدها ولف للممرضين الي رفعوها على النقاله متجهين لداخل المستشفى..
-
وقف أمام المركز بينما الاثنين دخلوا قبله بسرعه ..
استغرب سلطان وقفة ابوه وباستعجال : اببوويي وش فيك مشينا!
بلع ريقه وناظر سلطان ودخل وراه ..
شد فارس كتف سلطان بهمس : خف عليه يخاف يصير مثل أول مره قالوا لنا وصلوا لها وما لقيناها..
هز راسه وهم يدخلون لغرفه المحقق ..
بعد ما صب المحقق الخبر لهم ارتعش جسد عبدالعزيز وهو يجلس وبتأتأه : ء اناء بنتي .. انا وين؟
ابتسم المحقق وهو يوقف : الحمد لله على سلامتها حسب الي بلغ وصلنا انها صارت بالمستشفى تبع *** وصحتها سليمه ..
وقف عبدالعزيز بتجاهل له وهو يطلع ..
فارس بإحراج من تصرف ابوه : المعذره مشكور على كل شيء بس تعرف لازم نروح الحين ..
هز راسه بتفهم وطلعوا وراه لمكان المستشفى
184
.
.
-
في شتا عمري ألاقي بك دفا
-
" عسير "
رمت نفسها على فراشها بتعب من خط السفر وناظرت بنتها الصغيره النايمة بقربها بابتسامة..
ميلت جسدها حتى تصبح مواجهة لها ولمست خدودها بحب وقبّلت جبينها وبعد تآملها لملامحها نطقت بيأس :يا ترى بتكرهيني اذا كبرتي مثلهم ؟
وقف عند الباب بعد كلماتها عاجز ينسيها قصة الرياض ..
ببداية زواجهم كان دايم يحاول يقنعها تشوف عيالها وقال لها بيصير مثل الاب بالنسبة لهم لو طلبت حضانتهم حتى انها تأقلمت مع عياله وصاروا مقربين من بعض خصوصي بعد طلاقه من زوجته الأولى
- عادل عنده ولد " زيد"بعمر ٢٣عاما يدرس خارج البلد ، و بنت " هُيام" بعمر ٢٠ عام تعيش عند امها بعد ما كسبت قضيه حضانتها لكن تقضي الإجازات عنده ،
اما ابنته الثالثه من هُيام "حلا" بعمر ٥ أعوام-
كانت مثل الام بالنسبه لاثنينهم بنظره ان عيالها ما يستحقون ام مثلها ندم على كل لحظه فكر انها بحاجة تشوفهم ..
لفت له بابتسامة و عقدت حواجبها من شافته سارح : عادل حبيبي؟
رمش باستيعاب وبادلها الابتسامة: عيونه؟
: فيك شيء ؟
هز راسه بالنفي ..
وقفت من السرير واقتربت منه تلامس الكدمة تحت عينه بآلم يعتصر قلبها وداخلها تدعي على عبدالعزيز: بعدها توجعك ؟
ضم ايدها بكفه وهو يدفن فاهه ببطن ايدها : طابت بعد هاللمسه ..
سحبت ايدها بضحكة من يوم يومه كلامه المعسول يوقعها لفت لجوالها الي رن واقتربت تقرأ الاسم : امي ..
آشر لها ونطق : باطلع الصالة خذي راحتك وسلمي لي عليها ..
حطت السماعه عند اذنها وجلست : هلا حبيبتي..
سلوى : وصلتوا؟
: اي وصلنا الحمدلله..
: زين الحمد لله على السلامة
مرت لحظة صمت وتنهدت هيام من عرفت سبب هالصمت : رحت لهم
سلوى بفرحة : زييينن ما سويتي ها بشري؟
ضحكت بسخرية : قلتي بشري!
استغربت سلوى نبرتها : خيرصار شيء ؟
هيام بانفعال : صاارر شيييء وبس يُمه !
ذاك الي ما يتسمى تهجم على زوجي مثل الوحش!
لو ما فرقت بينهم كان قتله !
سلوى بحدّه بعد ما عرفت انها تقصد عبدالعزيز : صاااه ما همني وش صار بين طليقك ورجلك عياااللك انا هم الي هموننييي شفتييهم!؟
غصت بريقها و لامست عنقها بتردد : ءلا ..
وما سمح لي اصلا !
ضحكت سلوى بغبنه : ما سمح لك؟ ليه ما كان مشغول يصفق رجلك؟
هيام بدت تحس بحراره دمها : يُمه هو ..
اغلقت الخط في وجها تاركتها والقهر يتغلغل لقلبها
185
.
.
-
وهناك قلوب تنكر الجميل عند وجود البديل .
-
عقد حاجبه من شكلها المتجهم و الي زاد قلقه لما رمت الجوال للطرف الثاني من الكنب : لا لا وش مخليك تحذفين به كذا؟
ازفرت بانزعاج و بهمس : جا الثاني يكملها ..
جلس ماجد بصعوبة وطرح عكازه امامها : خير يا السلوى من داق ومطلع خلقك بهالشكل؟
: بنتك !
: على نفس السيرة؟
اعتدلت سلوى بجلستها : وش الي نفس السيرة؟ هذذييي امممم! اقل شيء تشوف عيالها تطمن عليهم بالله ذا يرضيك؟ ولدها الصغير حتى شكلها ما يعرفه وصار عمره سبع سنين سسببععع ! حتى اليهودية ما تسوي سواتها !
تنهد ماجد بقل حيلة: اجل وش تبين اسوي؟
قامت من عنده وبحدّه : لا يا حبيبي لا تتعب حالك!
-
كانت طيف واقفه تضرب بجوالها على كف ايدها بانتظار اي اتصال والتوتر ماكلها اكله وتدور بحلقه اما ليان الي كانت تبكي وتدعي ربها متكوره على نفسها ان اختها هالمرة ترجع ..
قامت غزل لعندها وهي تلمس آنامل ليان بتردد : لا تحاتين وقفي بكاء اكيد انهم ان شاءالله بيرجعون وهي معهم ..   
رفعت ليان نظرها لها وهي تشهق : بءس اذا ما حصلوها؟
ابتسمت غزل وهي تلمها لصدرها : خلينا ندعي وربي ما بيخيب ظننا فيه !
هزت راسها وهي تحضنها ..
ناظرتهم طيف بسخريه كيف انها ببداية زواجها ما كانت ليان حتى تبادلها السلام والحين ترمي حالها بحضن غزل ..حتى ليان صارت مرتاحه لها ..
حست ان العيب فيها رغم كل محاولاتها ان علاقتهم تتحسن الا ان ليان ما كانت تسمح لها ابدا تكون صديقة لها ..
طلعت لبرا الغرفة والغصة تخنقها شيء يضحك لما يصير اكثر شيء يزعلها ان محد يحبها بدون لا تسوي شيء يحببه فيها مسحت دموعها الي خانتها ونزلت و راحت تتفقد محمد الي غفى ..
186
.
.
-
حين ينضج الحب . تقل الحروف ، ويكثر العطاء .
-
طلعت الدكتورة من غرفتها وتقدم لها فورا : كيف صارت؟ صحت؟
الدكتورة : عفوا انت وش تقرب لها بالضبط؟
بلع ريقه وهو مو عارف وش يقول تنهد بقل حيلة ورجع ينطق : لقيتها مصابة واسعفتها ابي اتطمن على حالها ..
: اعتذر ما اقدر اقول عن حالتها غير للي يقربون لها ..
تركته حاير وهو يرجع يجلس مسح على وجهه بتعب صحيح اخيرا لقاها بس وبعدين؟
قاطع تفكيره اتصال هاتفه تنهد من قرأ الاسم : نعم؟
: لازم ترجع بسرعه الأوضاع متوترة في الشغل !
ازفر وهو يحك حاجبه ناظر لغرفتها  : بكرة الصبح بكون عندك ..
أغلق الخط وهو يشد على هاتفه ..
ما يبي يروح بدون لا يتطمن عليها لف للممرضة الي طلعت من غرفتها ..
ناظر حوله من فضى الممر ونظرا للوقت المتأخر الي صف بصالحه ..
اقترب من الباب وهو يفتحه بهدوء ودخل مُغلِق الباب وراه ..
تقدم لها وهو يرفع بصره لملامح وجها وانحنى مُلامس آنامل ايدها ونطق وهو يلعب بآناملها برقه حتى لا توعى عليه : تدرين لو كنتي صاحية بتقولين أظن أنك تخطيت الحدود  ..
تخطيت القواعد والعادات !
بس أظن اني تخطيت كل طرق الحب فيك !
جلس على الكرسي الي بقرب فراشها و طرح راسه عليه مقابل وجها الي ملامح ذبلت: قلت مع الوقت بنساها وتناسيت حتى ذاك اليوم الي كان بالمستشفى رجع خاني قلبي ودق لك بس تجاهلته ..
من غير لا ادرك تجاهلي له سمح له يرجع يدق لك ..
يوم وصلني خبر اختطافتك صرت مثل المجنون كل الي ابيه اوصل لك .. وانتي الحين قبالي قولي لي وش بيصير بعدين؟ قولي لي بنرد مثل أول و لا بتهربين مثل كل مره ؟
العهد انا الحين مالي نية اسمحلك تروحين للمرة الثانية..
-
كان يجري بالممرات بحث عن غرفتها كأنه رجع لعمر العشرين ومو حاس حتى على أصوات عياله الي يطلبون منه التمهل ..
وصل أمام الغرفة الي دلوه عليها و رجف جسمه من فكرة انها يمكن ما تكون بنته مد ايده لمقبض الباب ونطق من فهم علامات وجهه انه شاك اذا حصلها اول لا..
سلطان : ابوي ؟
لف عبد العزيز له وهو يبلع ريقه بصعوبة ..
187
.
.
-
ربّاهُ إني لم أبُح لا أخٌ يَدري أو صَديق .
-
فتح الباب بخفة ودخل بخطوات بطيئة حتى توقف اول ما عينه طاحت عليها ..
اتسعت مُقلة عينه وهو يتقدم  بشكل اسرع ونبضات قلبه تتسارع يحسه بيُنزع من صدره ..
مد ايده والدموع صنعت حاجز له عن الرؤية ..
فتح فاهه ببحة وعيونه تلتهم تفاصيلها يتأكد من حقيقة وجودها
: يا صاحبي الحلو ؟
دفن راسه بين خصلات شعرها وسمح لشهقاته بالخروج للحين يحس حاله بحلم ..
غياب بنته وقطعة من روحه كان مثل تجربة الموت الف مره ..
دخلوا فارس وسلطان الي عجزوا يقومون ابوهم منها حتى يشوفونها ..
نطق سلطان من حس ابوه انهار تماما : يُبه تعوذ من ابليس وقوم قووم !
وقف عبد العزيز منها وهو يقبل ايدها بحب وشوق شديد ..
سلطان الي بلع ريقه من منظرها حمار عيونه كان كافي يأكد النار الي كانت تاكل صدره من بعد غيابها !
اقترب بخفة وهو يقبل جبينها ونزل هامس باذنها : راح اخذ روح الي حرمنا منكِ اعتبريه وعد !
فارس الي تراجع بخطواته لخارج الغرفه وسقط ساجد يشكر ربه ويحمده انه جمعهم باختهم اخيرا ودموعه بدت تتساقط بفرح ..
'صباح اليوم التالي '
حست بثقل جسده عليها ..
وألم داهم رأسها بشراسه للحظة خلاها تتأكد ان الي مرت فيه ما كان كابوس ..
صداع ..
حنجرة جافة ..
الرعشة الي سرت بجسمها ..
حتى الغثيان !
كانت تحس حالها تنازع الموت !
فتحت عيونها على شعاع الشمس المتسلل لغرفتها ودارت بنظرها للجسد المُلقى أعلى ساقيها ..
مدت ايدها بعدم تصديق ..
قدرت تتعرف عليه فقط من رسم ظهر المنحني عليها !
كانت تبلع جمرة بحلقها خلتها عاجزه حتى عن الهمس ..
مدت ايدها لخصلات شعره الي تسلل اللون الأبيض داخلها ..
تجمعت الدموع بعينها وهي تتمنى اذا هي بحلم ما تصحى منه ..
: ءبا..با..
فتح عيونه بتعب وهو يحس بحركتها ..
فز وهو يعتدل بجلسته و ابتسم باتساع : صحيتي يا روح ابوك؟؟
وقف وهو ينادي الممرضة بصوت عالي ورجع لها وهي يحتضن ايدها وعيونه تتفحص تحركاتها : لا تتحركين تتعبين حالك !
هزت راسه بالرفض وهي تعض شفتها بدموع متساقطه : بابااا انتت ..
شدها لحضنه وهو يدفنها بصدره بشدّه وبدأ يسمع شهقاتها : ككنتتت خاااييفة ءءانا ..
حس بقلبه يعتصر على حالها بعد ما عجزت تُكمل جملتها مسح على شعرها حس بجسدها يرتخي دليل على فقدانها الوعي وسرعان ما حس برعب كبير ودخلوا الممرضات يفحصون حالتها ..
-
توجه له بهمس عند اذنه : معك خمس دقايق فقط ..
سلطان وعينه على غرفته : ما راح اخذ دقيقتين حتى !
188
.
.
-
تدللي دام إني على عمّري مبديك
-
: بس يُمه احس غلط نطب على الآوادم كذا !
نورة وهي تلبس عبايتها بعد ما باتت مقتنعة من طلتها رغم عمرها الا انها لا زال جمالها يزيد معها ..
ابتعدت من أمام المرآه : قلتي غلط !
اجل تجي عند ولدي وتقول تعال اخطب بنتي صح؟
لازم تعرف ان وراه احد ما صارت !
رغد وهي تجلس بحيرة : يُمه اشوفك خلاص بغيتيها لنواف !انتي عارف ردة فعله لطاري الزواج كيف ودام بس خبر فهد معناتها ما يبي احد يدري !
تنهدت بانزعاج : وانتي وش عليك؟ اييي ابيها له بسم الله ماشاء الله ما سمعتي ابوك طول خط السفر بس يمدح بابوها عليه رحمة الله؟ اجل ان شاء الله البنت فيها خير وبتناسبه !
رغد بتوتر : برضوا احس غلط والله بيزعل لو يدري انك خطبتيها له رسمي بدون اذنه !
لفت لها بإنهاء لنقاشها : رغد رايحه معك أو بدونك ..
سحبت شنطتها وطلعت برا الغرفة
تنهدت رغد بعجز وهي تطلع وراها : طيب صببرر خمس دقايق بس ولاحقتك ..
-
ابتسمت طيف لصراخ محمد على فارس الي كان يقول يبي يجي معه وهي تلم ملابس للعهد وتحاول دموعها ما تنزل ..
فارس بانزعاج : حبيبي والله والله بوديك بس هي حيييل تعبانة الحين ! خل تصير احسن و اوديك تمام؟
لف لطيف الي رفعت شعرها بعد ما خلصت من الشنطة وتوجهت تلبس عبايتها : حبيبي حمودي تعال لعندي شوي ..
نط من حضن فارس لعندها : تكفين خل اروح معكم !
: وّااه انا شلووون اقول لا حق حبيبي حمود!
اتسعت ابتسامته وهو يحضنها ..
نطقت لفارس بهمس : خله يروح معنا بتفرح حيل بشوفته
هز راسه وهو يتوجه لها ويقبل جبينها : يلا خمس دقايق لا تتأخرون علي ..
نزل لليان الي تنتظره عند باب البيت : يلا يلا فارس عجل شووويي !
ضحك بخفة : صبريي شوي يا بنت !
لف لغزل الي كانت جالسة على الكنب بصمت ومشهد حضن فارس لطيف العميق وبكاه بحضنها امس ما راح من بالها تحس بالنار بداخلها ..
فارس : غزل مو ماشيه ؟
لفت له : طيف قالت لي روحتي مالها داعي !
189
.
.
-
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
-
عقد حاجبه من كلامها : كيف؟
وقفت من الكنب وهي تتقدم له وابتسمت بخفة : وهي صادقة اذا ردت البيت ان شاء الله بشوفها لان شكلي بيكون غلط اذا رحت معكم ..
نطق بعصبية : البسي عباتكِ و للسيارة لا تأخريني !
عضت اسفل شفتها بإبتسامه بدون لا يلاحظها وهي تهز راسها وتطلع وراء ليان و محمد ..
انتبهت لليان الواقفه خارج البيت ..
غزل : ليان ليه يعدك واقفه هنا؟
حاولت تضغط على نفسها حتى تطلع من البيت كل هذا لاجل تشوف اختها بس حست باقدامها انغرست بالارض ..
غزل بقلق من عدم ردها : ليااان؟؟
لفت لها وبلعت ريقها بخوف تخاف حيل تعدي عتبه الباب وقطعت شوط من توجهت لخارج البيت بس تحس كذا كافي !
رجعت للبيت متجاهله مناداة غزل لها واغلقت الباب خلفها وهي تحط ايدها على صدرها محاوله تنظم تنفسها ..
للحين عاجزه تخرج من عقدتها ..
مسحت دموعها بآلم اعتصر قلبها خوفها من تخطي حدود البيت خلاها تنحرم من شوفة اختها ..
-
تنهدت غزل بعدم فهم لحركاتها و جات قدام السياره وانتبهت ان مقعد الراكب الأمامي فاضي و محمد راكب وراء ..
محمد فتح شباك السياره : ارجعي وراء مكان طيف !
ابتسمت في وجهه وهي تشد خدوده : حاضر يا شبيه اخوك !
ابتعد منها بقرف وهو يمسح خدوده ويجلس و مسح خده بغضب ..
دخلت وهي تحاول تمسك نفسها بالغصب ..
-
حملت الشنطة وكانت بتطلع بس تذكرت القطوه الي بغرفة العهد تنهدت وهي ترجع ..
فتحت الباب بخوف وهي تدور لها كانت مُمددة على الارض اقتربت بخطوات بطيئه وهي تطرح صحن أكلها وتكب كيس الاكل فيه ..
شهقت بعد ما شافتها توقف وتقترب منها وفورا جرت لخارج الغرفة وهي تقفل الباب ..
حطت ايدها على قلبها وضحكت على حالها وكان فارس واقف قدامها ..
ابتسمت من شافته : ما كان له داعي تحتري تأخرت عليك ؟ نسيت من القطوة و ..
بتر كلامها بنبرة ارعشت جسدها : مو انتي الي قلتي تزوج؟
رمشت بعد فهم واردفت : ما فهمت وش فتح هالسيرة الحين ؟
ضحك بسخرية وهو يناظرها منصدم من فعلتها وكيف منعت غزل من الجية معهم : غزل زوجتي مثل مو انتي زوجتي سامعه !
وسالفة تتحكمين فيها وين تروح وين تجي كأنها بس جاية لغرض وتتخلصين منها ذي شليها من راسك !
بلعت ريقها وهي منصدمه من حكيه و صنعت الدموع حاجز يُعيق رؤيتها : فارس انا ..
مد سبابته باسكات لها : قدامي على السياره تأخرنا بما فيه الكفاية ..
عضت اسفل شفتها بقهر ينهش داخلها وهي حتى مو فاهمه ليش يقول هالحكي لها !
ركب السياره وهو يحس بدمه يفور ..
محمد وهو يناظر باب البيت : تأخرتوا وين طيف؟
فارس بحدّة :
190
.
.
-
‏وإني أتمناك عمراً فلاَ ترخِي يداك
-
فارس بحدّة : لا اسمع لك نفس شوي وجاية !
بلع ريقه بخوف وهو يلتحم بكرسيه ..
بعد ما ضبطت نقابها توجهت للباب وشافت ليان واقفه..
حزنت طيف على حالتها رغم أنها استعدت اول وحده بس للاسف عجزت تقاوم خوفها وتخرج معهم ..
لمست ايدها بحنان كبير : خلي جوالك مفتوح بدق عليك واخليك تكلمينها تمام؟
بلعت غصتها وهي تهز راسها ..
فارس كان يدق البوري بإزعاج كبير حتى يستعجلها ..
طيف رجف جسمها من الصوت وهي تحس بالنار تحرق صدرها من حركاته ..
ليان بانزعاج صرخت بصوت عالي حتى يوصله : هذاهي خرجت كافي ترا تخاف من الأصوات العالية !
فارس بسخرية وبنفس علو الصوت : امدااككم تتصااحبووا شيخه لليياان؟
رمشت بقهر من تصرفاته الغريبة الي بدرت منه اما بالنسبة لغزل الي كانت تحس بشوي من الرضى وعرفت من الغضب الظاهر على ملامح وجهه انهم تهاوشوا ..
دخلت السياره وهي حتى قربه بهالحظه مو طايقته : حمود تعال نط عندي حبيبي ..
شد على المقود من حس بنبره صوتها المهزوزة ..
غزل : لا خليه بيضيق عليك ..
طيف بتجاهل مدت ايدها له : تعال ..
تمسك في ايدها وهو يرمي نفسه بحضنها ..
فارس بغضب : رجلك !
لمت محمد لداخلها بشده : لا تصارخ على الولد مو بقصده!
مشى بالسياره وهو يتعوذ من الشيطان ..
-
بالمستشفى ..
دخل الغرفة وآشر له ابوه بالصمت حتى لا يصحيها ..
هز راسه وبهمس : انا عندها اطلع ارتاح و انت تصلبت هنا !
عبدالعزيز وهو يلامس ايدها : لا انا بخير بس خل عينك عليها عندي مُكالمة ما راح أطول ..
هز سلطان راسه ومد ايده يمسح على شعرها ..
انتبه عبدالعزيز على العلامات الي بظهر ايده وبقلق : خير؟
سلطان ناظر المكان الي يناظره عبدالعزيز وغطى ايده : اء مو شيء مهم خلص مُكالمتك الحين وبقولك بعدين !
عقد حاجبه بعدم اقتناع لكنه ما أصر عليه وطلع ..
رفع ايده وهو يحس بالالم فيها ..
سحب الكرسي بالقرب منها وهو يتآملها ..
انزعجت من لعبه بخصلات شعرها وفتحت عيونها ببطء وتعب شديد ..
فز اول ما شافها صحت واتسعت ابتسامته ..
حاولت تعدل سدحتها بآلم وبهمس : ماء ..
عقد حاجبه من عدم سمعه لها : آمري وش بغيتي؟
مدت ايدها لراسها الي تحسه بينفجر وآشرت لحلقها الناشف : ماء !
وقف وهو يطلع برا الغرفة ورجع مره ثانية وهو يضرب جبينه من تذكر أن الماء كان امامه !
فك قارورة الماء ورفع راسها بخفه وشربها ..
بعد ما حس انها ارتوت ارخى ايده وهو يسدحها ويطرح القارورة بقربها : تبين شيء ثاني انادي الدكتور؟ اي بناديه صبر ..
مسكت رسغه و ابتسمت بخفه : سُلطان ..
حضن ايدها و رد على الكرسي : عيونه؟
مدت ايدها لخده
191
.
.
-
ليتَ الذي أشتاقُهُ يَشتاقُني
ليتَ القُلوبَ القاسِياتِ تُعارُ
-
مدت ايدها لخده : قول لي مو حلم؟
بلع ريقه بآلم على حالتها وشدها لحضنه متناسي الآلام بجسدها : مو حلم يا عيون اخوك!
شدها اكثر لحضنه حتى تآوهت بآلم وهي تحس انها ندمت ..
: ءسُلطاااان يوجع فُففك !
كان متجاهل صراخها حتى تلقى ضربه براسه خلته يتآلم بشده ولف بغضب : كسر !
فارس : ابعد عنها انت صاحي البنت تتوجع !
ارخى شده لها و توّ يلاحظ ملامح الآلم على وجها : تستاهلين !
وسعت عيونها بصدمه وضحك فارس من فهم انه يبي يغير جوها ..
اقترب فارس منها وهو يقبل جبينها : كيف صرتي ؟
ابتسمت له وهي تحتضن وجه وبادلها الحضن بخفه وهمس : فيه ضيوف برا بس الشيخ سلطان من يخرجه؟
ابتسمت وهي تناظر سلطان وسرعان ما فقدت حسه وبخوف : وين بابا؟
سلطان : طلع لبرا قال عنده مكالمه شوي وجاي ..
تمدد فارس على السرير بالقرب من العهد : سلطان انقلع ادخل حريمي ..
سلطان رفع حاجبه والعهد كانت تبي تعدل جلستها ..
فارس : خليك !
هزت راسها بالنفي : ابي اجلس !
ساعدها وهو يجلسها ويعدل المخده خلفها ..
وقف سلطان : والله البلشه ..
فارس: يلا يلا !
فج الباب ونطقت طيف : وش قال فارس ارجع !
دخل بسرعه وناظرها جالسه على السرير ..
تجمد مكانه واتسع محجر عينها اول ما شافته ونزلت دموعها بوسط ابتسامتها: حءبيبي؟
اجهش بالبكاء وهو يجري لعندها ..
مدت ايدها وهي تستقبله ..
دفن نفسه بحضنها وهي يصيح وينطق بكلمات غير مفهومه ..
فارس بخوف : مو كذا بشويش !
مسكه سلطان وهو يهز راسه : خله شوي ..
فارس : بس هي مو بخير ..
شدت على حضنه وهي تبكي مثل بكائه واشد ..
ونطق بصوت مبحوح : اناا اسسفف اناا السببب ..
حست بجمره تحاوط حنجرتها كيف طفل بعمره حمل نفسه هالشيء؟ وشكثر كان يعاني بغيابها..
لمته اكثر لحضنها وهي تهز راسها بالنفي :ما سويت شيء يا روحي خلاص لا تبكي ..
كان يصيح بشكل اكبر يدفن نفسه اكثر مو مصدق انها اخيرا صارت قدامه ..
نطقت بكلمات متقاطعه : اناء ..والله ..ما عاد العب بالكورة !
ضحكت العهد بوسط دموعها وهي تهز راسها ..
مشى عبدالعزيز لباب الغرفه وانتبه على الواقفات قدام باب الغرفه ونطق بإنهاء لمكالمته : تنورون بس ليتك ما خبرت امي بهالطريقة كان ما استعجلتكم ..طيب ..في آمان الله..
أغلق الخط ورفع عيونه لهم وتعرف عليها وبشك : طيف؟
مدت ايدها لايده حتى تحبه وبتذكر لآخر مره صد منها رجعت بخطواتها خوف انها تزعجه : اي يا ابوي جينا نتطمن على العهد ..
غزل : الحمد لله على سلامتها ..
ابتسم : الله يسلمكِ بس بعدها ما صحت شوفوا اذا قامت ..
طيف وهي تستوقف غزل :
192
.
.
-
‏اللي يعشق فيك عيبك
شافك الكامل بقلبه
-
طيف وهي تستوقف غزل : اخوي سلطان داخل ..
هز راسه وهو يدخل للغرفه : سلطانوه !
سلطان : لا لا سُلطانوه معناتها مروق الشايب !
فارس : شاب العدو !
عبدالعزيز وهو يتقدم لبنته : حبيبتي صحيتي كيف تحسين نفسك؟
وشد سلطان بشعره وعيونه على بنته : اه اه يُبه اقطع الشر !
وهي تبوس خدود محمد : صرت احسن بعد شوفة هالحلو !
عبدالعزيز: حمودي حبيبي تعال تعال مافيه سلام وكلام؟ ..كان دافن نفسه بصدرها متجاهل الي حوله وكل الي يصدر منه شهقاته ..
ابتسم بخفة : لا يعورك يابوك ..
هزت راسها بالرفض ولف لفارس : حريمك برا !
وسع عيونه بتذكر : اييي سلطان اخلص اذلف !
سلطان : هاو وانا وش دخلني !
ضحكت العهد وهي تآشر له بالخروج : طيفي جات؟
سلطان : يقول حريمه مو حرمه اكيد جات ..
صغر فارس عيونه وهو يبي يصفقه وخرج سلطان بملل ودخلوا الثنتين وأغلق عبدالعزيز الباب وراه بضحك من منظر سلطان الي جر فارس معه ..
فكت نقابها وعيونها بدت تنزف دموع وحطت ايدها على قلبها وشهقت : حراااممم علييككك هالخوف الي عيشتيني ففييهه!
دمعت العهد وهي تحضنها ..
قبلت خدودها اكثر من مره وسط ضحكات العهد ورجعت تلمها لحضنها : وش كنت بسوي بدونك قولي !
العهد وهي تشد عليها : خلاص وقفي بكاء يا روحي ..
عبدالعزيز الي كان مبتسم لهم لف لغزل الي كانت منحرجه وما تعرف كيف تبدأ : ابوي وهذي غزل جات بعد ..
ابتعدت عنها طيف وهي تمسح عيونها  وتقدم غزل لها وهي تسلم عليها : الحمد لله على سلامتك الله جمعكم اخيرا لو تدرين شكثر كانوا ميتين من الخوف عليك عانوا كثير ..
صمتت العهد للحظه من ذكرت مُصطلح المُعاناة  وابتسمت بتسليك : تسلمي ..
محمد رفع نفسه وهمس بإذن العهد : لا تكلمينها !
وسعت عيونها من كلامه محمد مو مستلطفها؟
طيف : ليان ..
العهد بحزن على حالة اختها : اكيد الحين تلوم نفسها انها ما جات بس ايش الي بايدها؟
عبدالعزيز رجع له ذكرى طلاقه من امهم وشكثر تضرروا عياله نفسيا وجسديا وللحين يلوم نفسه الحالة الي جات ليان كانت صدمة بسبب رحيل امها المُفاجئ وانقطاع اتصالها بهم ..
كل ما تذكر هالشيء زاد كرهه لها ..
بعد مرور فتره الكل غادر تاركين طيف ترافق معها
193
.
.
-
مكتفي فيك حتى في غيابك
ماسمحت لغيرك يملي مكانك
-
وقفوا قدام بيتهم ونوره تتفحصه بتمعن بعد ما دقت الجرس : حلو يعني حالتهم المادية مُمتازه احسن ما نطيح بوحده ما شافت الفلوس ..
رغد وسعت عيونها بصدمه من حكي امها : ماما وش هالحكي !
لفت نوره لها : الحين لاني ابي بنت بمستوى ولدي تقولين وش هالحكي؟
انفتح الباب ودخلتهم الخادمة وراحت تنادي ام لمياء ..
عقدت حاجبها بإستغراب من حضورهم وهي ما تعرفهم لكنها استقبلتهم بحفاوه ودخلتهم بالمجلس : حياكم اقلطوا ..
ابتسمت نورة وهي تخلع عبايتها : اعذريني جيتك بدون موعد بس ما كان عندي وسيله تواصل معك غير زوجي الي جاب لي عنوانكم ..
ام لمياء بحيره : خير يا اختي من انتي؟
: نورة آل ،،، ام نواف الي كان يشتغل مع المرحوم ..
وسعت عيونها بفرح : هلا ومليون هلا !
ارتاحوا الين اجيب القهوة ..
نوره وهي تجلس: لا تتعبين حالك ..
ام لمياء : لا ما فيه تعب أعوذ بالله..
طلعت وجلست رغد بصدمه : شكلها حيل فرحانه بجيتنا ..
نورة وهي تحط رجل على رجل : اكيد يا روحي مو غبيه فهمت ليه جينا عندها ..
-
طلعت لعند بنتها وفتحت الباب بعجله ..
فزت لمياء بقلق : خير امي وش فيه؟
: البسي بسرعه !
عقدت حواجبها بإستغراب: البس حق شنو؟
ام لمياء بربكة : اخلصي ما فيه وقت المره تحت !
لمياء : ااييي مره يُمه وش فيك !
ازفرت بهدوء وهي تحضن خدودها : حبيبي روحي البسي شيء حلو لأن ام نواف تحت وشكلها جايه لاجل العلم الي قلته لولدها ..
احمرت خدودها من جابت طاريه ونطق بتردد :: عيني هي الحين جايه لاجل ..
هزت راسها بإبتسامه: لا تتأخرين علي !
اغلقت الباب خلفها تاركتها بصدمتها ..
بلعت ريقها وابتسمت وهي تحط ايدها على قلبها الي زادت نبضاته ..
وسعت عيونها من تذكرت وش تلبس !
ركضت لدولاب فساتينها وهي تقلب فيه بحيره عن أحلاهم ..
-
نزلت ام لمياء وهي تقدم لهم القهوه وتجلس ..
نوره : سلمتي تعبتي حالك ..
هزت راسها بالنفي: لا ولو ..
ناظرت لرغد الي كانت بعبايتها ومنزله طرف من طرحتها بين مقدمه شعرها وعيونها تجول بالغرفة بملل واضح بكن ما قدرت تنكر جمال ملامحها الهاديه : بسم الله ماشاء الله مثل القمر ..
نورة بابتسامة ناظرت بنتها الي حتى ما ردت على مجاملتها ودقتها بأصابع رجلها : ههه حبيبتي..
رفعت رغد عيونها وابتسمت بتسليك هالكلام دايم تكرر عليها لدرجة صارت بارده عاجزه ترد على المجاملات المتكرره .. يمكن البعض يسميه غرور ؟ بس بالنسبة لها هم يقولون حقائق فليش تنفيها؟
ام لمياء: فكي عبايتك حبيبتي..
نوره وهي ترشف فنجان قهوتها : رغوده فكيها لا تحترين !
بلعت ريقها من نبره امها وتنهدت
194
.
.
-
كيف اعيد الدقايق اللي فيها صوتك
-
بلعت ريقها من نبره امها وتنهدت بملل وهي توقف تخلعها و بفضول : وين احصل دوره المياه؟
ام لمياء : اطلعي من الصاله يمين لآخر السيب ..
هزت راسها وهي تطلع وتعطي امها مجال تتكلم براحتها..
ما يهمها اذا تمت هالخطبه او لا كل الي واثقه فيه ان نواف حيل بيعصب على امه ..
-
عدلت جلستها بتعب وتأخرت عليها طيف بعد ما طلعت تكلم امها ..
رجعت تستلقي وهي تحس بآلم بظهرها وميلت لجانبها الأيمن..
طاحت عينها على المعطف المرمي على احد الكراسي الي بالغرفه ..
فتحت الباب ودخلت وهي تقفل من أمها : اااههه مو طبيعي !
لفت لها : عساه خير؟
تمددت بقرب العهد وهي تبعد لها : اختي بتتزوج !
وسعت عيونها : سهام !
هزت راسها: ليه عندي غيرها؟
العهد : مو بدري شوي؟ ولدها بعده صغير !
طيف بسخريه : طليقها الحقير تزوج وساحب على الولد وهي قالت حتى انا ابي اعيش حياتي ..ما تنلام اكيد كل واحد يبي يعيش حياته بس حرام قلبي على ولدها بعده صغير ..
العهد بحزن على حاله : طيب الحضانه بتصير مع من؟
طيف : مع امي وامي ما تبيه تخيلي!
رمشت بصدمه: مستحيل خالتي ما تسوي كذا !
طيف : تقول ان ما لها طاقة تربي عيال من جديد قلت عطيني اياه ..
لفت لعهد بإبتسامه: خل أمارس عليه طقوس امومه شوي !
ضحكت وهي تلمها لحضنها : اطلق ام !
ابتعدت طيف عنها وهي تناظر ملامح وجها : يلا ارمي هالقناع مو انا الي صدقت انك بخير ! العهد بعدم فهم : وش قاعده تقولين انتي؟
طيف وقفت وهي تسحب احد الكراسي وتجلس عليها ..
مسكت ايدها بحُب واردفت : متى ما كنتي مستعده تقولين لي وش الي صار انا هنا فهمتي !
حست بغصه وهي تداري دموعها لا تطيح وبتصنع ابتسمت: عارفه ..
وبتغيير للموضوع : قربي لي هالجاكيت ..
رفعته طيف وهي تتفحصه : مو حق فارس يا حق ابوك أو سلطان ..
مدته لعهد : وش تبين فيه؟
لامسته العهد وبتذكر : الممرضة قالت لي اني كنت لابسته اول ما وصلت لعندهم ..
طيف بغضب : اء لا يكون لذااكك النججسس !
رجف جسد العهد من جابت طاريه وشدت عليه وايدها تهتز : لا .. مر ببالها ذكرى مشوشه وهمسه باذنها :
" تحملي شوي "
بلعت ريقها وهي تأكدت انه الي لبسها ..
ورفعت نظرها لطيف : لاني حسيت فيه وهو يلبسني ..الي جابني لهنا ..
وسعت عيونها طيف وعم الصمت للحظه وحبست ضحكتها ..
العهد بانزعاج : إياك حتى تلميح !
طيف وهي تجلس بابتسامة تزين ثغرها : البطل المجهول؟
195
.
.
-
على طاري تقصيرك تراني ماعذرتك
ادري ان فيه غيري ينادي وتلبي له
-
رفعت حاجبها وهي تبعد الجاكيت: مين انا عشان اناقشك اصلا ..
ضحكت طيف وابتسمت العهد لضحكتها ..
عفست وجها وهي تتحسس الشيء البارز بالجاكيت ..
قلبته بفضول ما كان الا جيب مخفي داخله سكين ..
وسعت عيونها وهي ترميها من ايدها ..
قامت طيف من رمية العهد وعينها تتفحص تصميمه ..
: سكين !
بلعت ريقها العهد وهي تناظر ايدها الراجفه بعد ما تذكرت الي سوته برعد ..
طيف بخوف من تعابير العهد وجسدها الراجف : بسم الله عليك ..
شهقت طيف وهي تجري لخارج الغرفه تنادي الممرضات بعد ما استفرغت العهد ..
-
ام لمياء بفرح وهي تودعها عند الباب بعد ما فتحت معها الموضوع و الثنتين وصلوا لمبتغاهم هي سترت على بنتها اليتيمة ونورة اخيرا بشوف ولدها البكر عريس : في آمان الله !
نوره وعينها على الباب : بنرتب كل شيء على مهل بس بعد اذنك بخاطري اشوفها؟
ام لمياء باحراج من تأخرها بالنزول : حيل تستحي اصبري اناديها لك ..
نوره : فيها دم مو مثل بعض الناس !
رغد وسعت عيونها بصدمه : الحين انا بعض الناس؟
قرصتها بكتفها حتى تآوهت بالم : خلينا نرد البيت و اراويك شلون تفشليني قدام الحُرمة !
تقدمت ام لمياء بابتسامه : تعالي يُمه سلمي ..
ابتسمت نورة لما شافتها وهي عجزت ترفع عينها ..
كانت تتأملها من اعلاها الا اسفلها :بسم الله ماشاء الله تعالي امي تعالي ..
سلمت على نوره الي احتضنتها بحفاوه ..
لفت لرغد الي مدت ايدها لها بإبتسامه: اهلين ..
رغد : هلا فيك ..
نوره : يلا صار لازم نمشي وبنكون على تواصل دام رقمي عندك ..
ولفت للمياء : يلا حبيبتي انتبهي لنفسك..
هزت راسها ولفت لأمها الي ضحكت على منظر بنتها ..
-
رغد : مو راضيه!
نوره وهي تحس حالها بتطير من الفرحه : علّك ما رضيتي انا أعجبتني!
رغد بانزعاج وهي تركب السياره : بيزعل حيل هذاني قلت لك !
-
دخل لبيته وهو يحس بارهاق شديد مشتاق يرد ينام بدون قلق واخيرا بعد ما رجعت اختهم لهم يحس المياه بدت ترجع لمجاريها ..
توجه لغرفته واستغرب اضائتها ..
فتح الباب وانصدم بوجودها قدامه والصدمه الأكبر كانت من لبسها !
196
.
.
-
ياصَوابي بين طيّـات الخطا
-
بلع ريقه من شكلها وصد منها : وش جابك هنا؟
ازفرت بتوتر وتقدمت بخطوات بطيئة اتجاهه حتى صارت قباله ..
رد يناظرها بعدم فهم لحركتها : غزل وش جابك هنا و وش هل ..
صمت للحظه وهو يتفحص لباسها الجريئ !
الي كانت عبارة بجامه حريريه تصل لنصف فخذها باكتاف عاريه و فتحه صدر واسعه ..
كانت باللون الأسود الي برز لون بشرتها الفاتحه .. وشعرها المنسدل الي كان كاسي اكتافها الراجفه من شده التوتر ..
بالنسبه للبنت الخجولة الي رسمها بمخيلته هاللبس يعاكسها !
عضت اسفل شفتها وهي تفرك آناملها بخوف شديد من طرده لها ..
رفعت عيونها لعيونه ونطقت بتردد : اء انا كنت احتريك
رفع حاجبه وهو يتعداها لداخل غرفته ويخلع معطفه : بهاللبس؟
: مو زوجتك؟
وسع عينه وهو يلف لها ورجعت شعرها للخلف : مو شيء طبيعي بالنسبة لوحده متزوجه تستقبل زوجها؟
كتم ضحكته بالرغم من كلامها الجريئ معه إلا أن جسدها الراجف يناقضها تقدم منها وهو يبي يغيضها: اها يعني شيء طبيعي؟
هزت راسها وهي تناظر بالارض لكن شكلها الطفولي خلاه ينفجر ضحك ..
وسعت عيونها بصدمه وهي تناظره بقهر : ليش تضحك !
هز راسه بالرفض وهو للحين يضحك ..
عضت اسفل شفتها بغضب وصدت منه : انا الغلطانه انا بس كنت ..
ما اكملت جملتها وتوجهت لخارج الغرفة..
ابتسم وهو يشدها من خصرها ليُصقها بصدره وبهمس لاسفل اذنها : هُوب هُوب على وين؟
حست بحراره جسمها بين ايديه المحاوطه لها وندمت انها فكرت حتى تجيه !
اردف : كنتي ايش؟
شدت على ذراعه وهي تحاول تبعده لانها بدت تحس بعجزها في التنفس : اء بالأول ابعد انت حيل قريب !
نطق بضحكه وهو يرفع أنفه لشعرها : ليه مو زوجك؟
وش قاعده تسوين هاه؟
تخدرت من صوته وهي تحتضن ذراعه وبنفس همسه : قاعده اعطيك حقوقك !
عقد حاجبه بإستغراب من جوابها وحرر خصرها وهو يلف لصوب وجها وأكملت: فارس .. عارفه ليش تزوجتني وعارفه ان كل همك يصير معك صبي !
واردفت بغصه وعينها بالارض : وعارفه بعد شكثر تحبها وما عندي فرصه حتى اخذك منها !
رفعت عيونها له وأكملت بثقه : لاجل كذا انا بعد بعطيك شرطي ..
بجيب لك الولد بس قبل ما تطلقني ابي اكمل دراستي لاني لو رديت البيت أبوي مستحيل يخليني أكملها وفرصتي الوحيده بتكون معك ..
تساقطت دموعها واكملت بصوت مهزوز : وبعدها اوعدك .. اوعدك حتى تفكير ما افكر فيك أو اخرب زواجك معها .. و الولد حتى بخليه معك و ..
اجهشت باكيه بعد ما لمها لصدره ..
حست بدفى حضنه وزادت بكي ومدت ايدها وهي تبادله وبصوت مكتوم آثر دفنه لراسها بصدره :
197
.
.
-
و إن حكى ودك سوالفه تزيد
-
وبصوت مكتوم آثر دفنه لراسها بصدره : انا احبك
احبك والله قاعده احس بالنار تاكلني كل مره تناديني باسمها وكل مره تفتقدها .. خوفك عليها وحبك واسمها الي اشوفه بوسط عيونك وكل شيء يجي منك لها قاعده احسه مثل المسمار يندق بصدري حتى لو نزعته يبقى له أثر!
تنهد وهو عاجز ينطق بحرف واحد ..
تركها تبكي براحتها وهي كل ما تدفن نفسها فيه ..
بالاخير هي زوجته ولما تزوجها كان المفروض يعدل بينها وبين طيف لان هالشيء حتى ما يرضي ربه !
مسح على شعرها بعد ما حس بسكونها وابعد راسها منه حتى يشوف عيونها المُحمره : خلصتي؟
رمشت بإستغراب واقترب يطبع قلبه بجبينها و يقربها لصدره : ومن قالك ماخذك آلة انجاب؟
انحنى لمستواها و هو يعض شفته بنظرات خلت قلبها يدق بقسوه ورجعت للخلف بخوف يسمعه ..
: غزل يمكن اكون غلطان بتصرفي بس لازم تتأكدين من شيء انا تزوجتك مو لاجل اردك !
مثلك مثل طيف ..
زمت شفايفها وهي تنطق بهمس مسموع : لا تأكد ..
عفس ملامحه بعدم فهم : كيف؟
: انت قلت يمكن تكون غلطت بس انت حيل كنت ظالم !
وسع عيونه بصدمه وأطلق ضحكه خلتها تبتسم ورجع يناظرها وهو يرفعها ..
شهقت وهي تتعلق فيه وانزلها على الفراش وجبينه يصافح جبينها : لاجل محد منّا يظلم الثاني هالليلة نامي معي ..
-
قفلت باب الغرفه وراها وهي احرقت الجوال باتصالها عليه ..
رمته على الكرسي واقتربت من جبين العهد تتحسسه ..
رفعت خصلات شعرها وهي تراقب تنفسها المستقر و رجعت لها لحظه انهيارها وصراخها انه يبتعد منها ولا يلمسها ..
سقطت دموع طيف على خدها وهي تبوس ايدها : وش الشيء البشع الي ذقتيه !
-
دخل عليه وهو في مكتبه و طرح فنجان القهوه قدامه : انت سويته؟
لف له وبسخريه: ليه مو مالي عينك؟
ابتسم عبدالعزيز وهو يقربه من شفايفه : لا بس منصدم تدل المطبخ !
جلس سلطان وهو يرفع راسه للسقف : بخاطري ارد المستشفى يمكن يبون شيء ؟
عبدالعزيز: تو مقفل من طيف تقول نايمه و مو ناقصهم شيء ..
اعتدل بجلسته وناظره وهو يرشف قهوته ونطق : الا امي جايه بكره !
شرق بالقهوه وطرح الفنجان وهو يكح وناظر ابوه : تمزح !
رفع حاجبه بانزعاج: لا ما امزح !
انتبه سلطان على نفسه وابتسم بتسليك : الله يحيها ..ومرحبا الللفف !
عبدالعزيز وهو يصد منه : عمك بعد ما درى ما قدر ياكل تراب وقال لأمي و قلقت حيل على العهد وجايه عشانها
سلطان وبداخله" يا مُبدل الأحوال من وين لها تقلق على احفادها !"
وقف سلطان وهو يحس بشفايفه احترقت من القهوه : يلا تصبح على خير..
عبدالعزيز: اي نسيت
198
.
.
-
أنا عايش لأجل نظرة من عيونك
-
وقف سلطان وهو يحس بشفايفه احترقت من القهوه : يلا تصبح على خير..
عبدالعزيز: اي نسيت ..قول لليان تجهز غرفة لبنت عمك جايه معهم وقالت لابوها بخاطرها تنام مع البنات ..
تصنم مكانه ورجع يسأل ابوه بشك : عمي بنّدر ؟
عبدالعزيز وهو مستغرب من صدمته : ليه عندي غيره؟ اي هو !..
رمش وهو يطلع من المكتب ويقفل الباب وراه ..
سند ظهره بالجدار ومسح جبينه وهو يحاول يرد لتركيزه ..
طلع لغرفته وهو يرمي حاله على الفراش للحظة حس بقلبه يدق من جديد ..
بتجي لعندهم .. يا ترا بعد هالسنين سامحته ؟
كانت اسئله كثيره تدور براسه حتى غفى ..
-
صباح يوم جديد ..
فتحت عيونها بتعب وهي تحس جسمها كله متكسر من نومتها الغلط ..
ناظرتها وهي بعدها نايمه ابتسمت لشكبها ولبست نقابها وطلعت حتى تجيب لها شيء تشربه ..
تجمدت مكانها وهي تسمع شهقات صادره من البنت الي تبكي عند باب غرفه العهد بشدّة ..
بلعت ريقها طيف بربكة : عفوا اختي فيكِ شيء؟
مسحت عيونها وابتسمت بخفّة : اعتذر بس المريضه الي داخل فاقت؟
عقدت حواجبها طيف بقلق وتمسكت بمقبض الباب : من انتيِ بالأول!زهراء سحبت نفس حتى تهدى ورجعت تنطق وهي تمرر آناملها على لفّه حجابها : اء اعتذر اذا خوفتكِ بس كنت ابي اتطمن على العهد سمعت انهم انقذوها من ذاك المريض ..
" انقذوها" استقرت هالكلمه بمسامع طيف خصوصي انها متأكده ان أهلها خرجوا خبر اختفائها مو خطفها شلون عرفت بالخطف؟
طيف : شكلك ما تسمعيني عدل .. قلت من انتي؟
زهراء : انا اشتغل مساعده بعيادتها اسمي زهراء ..
وسعت عيونها وتو تتذكرها حست بإحراج من تصرفها : اسفه حكت لي العهد عنكِ كثير تشرفنا ..
مدت ايدها لها تصافحها : الشرف لي .. بس؟
لفت طيف وفتحت باب الغرفه وبهمس : بعدها نايمه؟
زهراء هزت راسها وهي تشيل شنطتها من الكرسي : بجي بغير وقت والحمدلله على سلامتها ..
طيف حسرها تشوفها تبكي هالبكاء معناتها قلقت عليها : تنتظرين الين تصحى؟
لفت زهراء وابتسمت هزت راسها بالموافقه: يا ليت !
طيف : تمام انا بنزل لتحت اجيب شيء اشربه انتبهي لها ..
دخلت زهراء الغرفه وهي تدور بعيونها عنها ..
استقرت عينها عليها ورجعت دموعها تنزل ..
199
.
.
-
وش حياتي يارجاء عُمري بدونك ؟
-
كانت حيل خايفه يصير لها لانها سكتت من البدايه وما خبرتها عن خطورته كمريض عليها خصوصي يوم صورّها خبت هالشيء عنها حتى لا تقلق وقالت ماراح يتجرأ يسوي شيء اكثر من كذا بس ما خطر ببالها انه يمكن يخطفها !
جلست على السرير وهي تتآمل ملامحها غير عن كل مره تطالعهم ..
باهته.. حزينة و طافية من النور على غير العاده ..
شدت على ايدها وهي تنحني لصدرها ..
حست العهد بحركتها وفتحت عيونها بتعب
ابتسمت زهراء بوسط دموعها : كانت غلطتي اسفه .
بدت تبكي وهي ترمي نفسها بحضن العهد ..
مسحت على شعرها وهي تحس بآلم بجسدها من حضنها لها : حبيبتي شوي شوي ..
وسعت عيونها وفزت منها : اوجعتك !
ابتسمت لها وهي ترفع نفسها وتعتدل بجلوسها وحضنت وجها : انتي ما سويتي شيء يا روحي على ايش تعتذري؟ كاني قدامك ما فيني شيء !
تمسكت بايدها ونزلت عيونها : كنت حاسه من غيابك ان صار معك شيء وخصوصي لما بطلتي تردي على اتصالاتي لكن قطع الشك لما جا ضابط يسألني عن الحقير ذاك وش سوا فيك !
شدت على ايدها وهي تحس بصداع من جابت طاريه وابتسمت بذبول : انسي منه الحين ..
ولمست عنقها : بتعبك ضميت ..
وقفت زهراء وهي تصب لها ماء ولفت انتباهها الجاكيت المحطوط على احد الكراسي ومدت الكأس لها : العهد هذا مو ..
عقدت حواجبها من صمتها ولفت للمكان الي تناظره زهراء : فيه شيء؟
وقفت وهي ترفع الجاكيت : الا هو !
ولفت لها وهي تراويها: الضابط الي جاني يسأل كان لابس نفس هالجاكيت تواصل معك ؟
دخلت طيف وهي تحس بصمت غريب بالغرفه ..
ناظرت زهراء الي رافعه الجاكيت وضنّت انها تسأل حق منو : مو لأحد هالجاكيت خليه بشوف له بعدين ..
العهد بتوتر :
200
.
.
-
لا تهدم مشاعري وهي كلها لك
-
العهد بتوتر : بس هذا مو لبس ضابط !
طرحت الجاكيت ورفعت اكتافها : والله حتى انا استغربت من لبسه حتى انه جا بروحه وما صدقته الا لما راوني بطاقته ..
طيف عفست وجها وهي مو فاهمه شيء : عن ايش قاعدين تتكلموا انتوا !
زهراء حكت لهم وش صار بينها وبينه تحت رجفه العهد الي مو مستوعبه شيء ..
طيف : وانتي كيف عرفتي انهم حصلوها؟
زهراء : دقيت عليه بعد ماراح من فتره لفتره بعدين ارسل لي بعنوان المستشفى وقالي انها حصلها ..
ناظرت طيف العهد الي رغم ملامحها الساكنه الا ان جسدها الراجف فاضحها : العهد فيك شيء ؟
بلعت ريقها وهي ترفع راسها وتلوح بايدها على وجها حتى تنظم انفاسها وهي كل ما صوته ينحفر باذنها ..
حست بوجوده بليله هروبها وكان صوته حيل مشابه له ..رفعت نظرها لزهراء حتى تقطع شكها : راويني رقمه ..
-
فتح باب مكتبه وطرح كوب القهوه قدامه وهو منحني على ملفاته : اي شيء جديد؟
رفع نظره لعناد وهو يمسح جبينه وكانت المعلومات الي عاطه اياها فيصل خطيره وتحتاج ادلّة موثّقه ولا يقدر يقول لاحد عن اتفاقه معه و رفع كوب القهوه له : تسلم ..
تنهد عناد من حاله غاب كم يوم بس ملامح وجه ما تدل انه حتى ارتاح فيهم ولا يبي يسأله عن الي كان يسويه بالرياض استأذن منه وقفل الباب وراه ..
رفع نظره لجواله وكان المتصل مجهول : واثق من كلامك؟ لأن لو طلع فيه غلط واحد اوعدك بتعفن بالسجون ..
ضحك بخفّه كيف عرف انه المتصل : لا ولو حضره الضابط ما اعطيك الا شيء متأكد منه !
ولو ما كنت شاك اصلا من قبل ما قبلت عرضي ولا؟
رفع نواف خصلات شعره لوراء وهو يمدد ظهره على كرسيه : وش تبي الحين؟
فيصل وهو يحك حاجبه ويناظر المصنع القديم من ارتفاع عالي : بعطيك شيء يمكن يزيد الثقه بينا ..
ناظر لجواله الي وصله اتصال آخر : ارسل الموقع ..
أغلق الخط منه وفورا وصله صوته : تعال شوف امك وش مسويه من وراك !

و أنا على شوفتك و حضنك منتظرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن