عودة للماضي

91 13 7
                                    

"الفراق هو أن يبقى القلب ممتلئًا بمن رحل، بينما تعتاد العين على غيابه."
.
.
.
السلام عليكم غبت كثير ،
الدعم ضعيف و هذا يخليني ما أتمم لاني فعلا افقد الشغف فتقديرا لمجهودي اضيؤو النجمة ⭐❤️
و علقو بكلمة جميلة مثلكم ❤️
.
نبدأ
.
بسم الله
.
.
لا أعلم لكنك أضأت طريقي.
.
كنت أعمى في حبكِ، لكن فراقكِ صعب.
.
.
.

مرت الأيام كأنها سحب ثقيلة، لكن قلب الفتاة لم يعد مظلماً كما كان في البداية. بعد أشهر طويلة من العلاج والتأمل في الماضي، ها هي الآن تستعد للمرحلة الجديدة. كانت المستشفى نفسها تحمل في طياتها ذكريات الألم والخوف، لكن في داخلها كان هناك شعور مختلف. مزيج من الخوف والأمل. الممرات البيضاء والصامتة التي سارت فيها مرات عديدة باتت تشعرها بأن لحظة الحسم قد اقتربت.

"آيا" جلست على السرير، تمسك بيد والدتها التي لم تتركها منذ الحادث. كانت تلك اليدان اللتان تعبران عن حب وألم، عن ندم وأمل. طوال الأشهر الماضية، كانت العلاقة بينهما متوترة، مشوبة بشعور الذنب الذي حاولت الأم جاهدًة تخفيفه. ومع ذلك، شيء ما بدأ يتغير. آيا أدركت، رغم مرارة ما حدث، أن والدتها كانت تحاول بكل الطرق أن تعيد إليها الحياة التي سلبتها منها، حتى ولو كان ذلك عبر فرصة محفوفة بالمخاطر.

الجراحة المنتظرة كانت الحدث الأبرز. طاقم الأطباء كانوا متفائلين، ولكنهم لم يخفوا عنها حقيقة أن النتيجة ليست مضمونة. قد تستعيد بصرها جزئيًا، أو قد لا تستعيده أبدًا. لكن آيا كانت قد وصلت إلى مرحلة من السلام الداخلي جعلتها تقبل بكل الاحتمالات. كانت تعلم أن هذه التجربة، بغض النظر عن نتيجتها، ستغيرها إلى الأبد.

كانت تشعر بشيء غريب في قلبها وهي تتأمل السماء الرمادية من نافذة الغرفة. لم تعد ترى السماء منذ ذلك اليوم المشؤوم، لكنها كانت تتذكرها. "كيف سيكون الأمر لو رأيتها من جديد؟" تساءلت. ربما لم يكن بصرها هو الشيء الوحيد الذي فقدته، بل قدرتها على الإحساس بجمال العالم. فقدان البصر كان مجرد جزء من تلك الخسارة الكبرى. كان هناك شيء أعمق، شيء يجعلها تشعر بالانفصال عن الحياة، كأنها أصبحت غريبة عن نفسها وعن كل ما حولها.

عندما دخل الطبيب، كانت اللحظة الحاسمة قد اقتربت. "هل أنتِ مستعدة؟" سألها بابتسامة هادئة، محاولًا أن يضفي شعورًا بالاطمئنان. هزت رأسها بالإيجاب، لكن قلبها كان ينبض بقوة. كانت تعلم أن هذه اللحظة قد تقلب حياتها رأسًا على عقب، لكن بأي اتجاه؟ هذا ما لم تكن قادرة على استيعابه.

تمددت على السرير المتحرك، ووالدتها تمسك بيدها بقوة. تلك اليد كانت توصل مشاعر لا تُقال، مشاعر الأمومة والخوف والندم. كانت تقول لها: "أنا هنا، ولن أتركك أبدًا." وشيئًا ما في داخل آيا جعلها تدرك أن ما حدث قد يكون بداية جديدة، وليست نهاية.

تيفاوين||𝓣𝓲𝓯𝓪𝔀𝓲𝓷𝓮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن