سراب الأمل

5 1 58
                                    



" جوزيف " كان ينتظر طوال هذا الوقت في سيارته و التي قام بركنها بعيداً عن المقهى الى ان يسمع مُنبهة يرن ، انها الساعة الحادية عشرة  و يقوم بإنزال المرآة الأمامية و يرتب هِندامه و يرتب شعره باستياء

" كم اكره هذا المظهر العشوائي ، اريد انجاز هذه المهمة على اكمل وجه لا اعلم لما استصعبت الأمر معها هي "

يترجل من سيارته و يقف على مسافة بُضع خطوات و يشاهد " أماي " وهي تقوم بإطفاء الأنوار لكن تنتبه عليه " من الغريب انه اتى اخبرني انه سوف يأتي غداً " تلوح له فيذهب اليها و يتكئ على الباب

" هل انتهت هذه السيدة من عملها اخيراً "
يبتسم ابتسامة ودّيه و ذات اطراف مُنحنيه

" اجل الآن استطيع ان اتنفس فلتتفضل .. اذاً ايها الجديد ما رأيك بكوب قهوة مجاني قبل ان اقفل المقهى " تضع الفواتير و بعض الأوراق المهمة جانبًا و تتكئ على المنضدة بيد واحدة

يدخل لمنتصف المقهى و يقف مقابلاً لها و متحدثاً بابتسامة ايضاً
" بالطبع لن ارفض كوباً مجانياً لكن ما رأيك ان اقدم لكِ كوباً فرنسياً فاخراً فأنا محترفاً و لدي شهاده "

تفك شعرها و تنثره على اكتافها
" يبدو ذلك حماسياً فلتريني مهاراتك "

تفتح له الباب الخشبي الصغير الخاص بمنطقة عمل الموظفين
و يدخل و يصبح اكثر قرباً منها لكن عيناه تتحاشاها بقدر الإمكان
و تبدأ هي بإعداد القهوة خاصتة و بسرعة ايضاً فيتوقف جوزيف لبُضع ثوانٍ متأملًا إياها في عينان ذات رسمة ناعسة من خلف نظارته الطبيه لكن تلتفت هي عليه و تلاحظ نظراته لجزء من الثانيه قبل ان يشيح بنظره بعيداً مرة اخرى و وجهه يتغير لونه و يتفادى الموضوع قائلًا لها
" هل تناسبك درجة الكافيين المتوسطة؟.."

يقوم برفع اكمامه للأعلى اما هي تقترب ناظره للقهوة بفضول
" اجل لا بأس بأي نوع منها.. هل تقوم بتحميص البُن ؟"
تشاهد احترافة بصنع القهوة و هو يقوم بتحضيرها بطريقة فريدة و راقية ، خصلات شعره المموج تنسدل للأمام على وجهه يقوم بتركيب بعض القِطع الخاصة بجهاز القهوة

حُطام مجرةWhere stories live. Discover now