خَذلان { 17 }

80 5 37
                                    



جلسنا على احدى الطاولات لأطلب قهوة ساخنة لي وهي طلبت قطعة من الكعك مع عصير طبيعي لأراها تبتسم لي و في عينيها لمعة من الامتنان
لتردف بصوتٍ حنون
" شكراً لك الفونسو "

استغربت شكرها المفاجئ لي لأهز رأسي و اقول بنبرة ممازحة
" ماذا فعلت لتشكريني ؟؟ لا تقولي لانني عزمتكِ الى هنا ؟! "

لتقهقه تنفي بيديها تظهر صف اسنانها المثالي لتقول لي
" كلا  بالتأكيد ليس بسبب ذلك "

وضعت رأسي فوق كفي احدق بها لأردف بنبرة لعوبة
" اذاً لماذا ؟ مالذي حدث لكي تشكرني روزالين شخصياً الفتاة المتعجرفة والشرسة ؟؟ "

لتنزل رأسها الى الاسفل و تنتشر الغيوم الوردية فوق خدييها تتجنب النظر الى عيني

" هذا بسبب لطفكَ معي ، انا ممتنة كثيراً لك لانك وقفت معي في حزني اذا لم تأتي لي في تلك الليلة كُنت لابكي على ذلك الرصيف وحدي حتى الفجر"

شعرت بالدفئ لانني استطعت مساعدتها هكذا لانني اكثر شخص يعرف كم من المحزن ان تكون وحيداً في حزنك ستود ان يكون لديك ونيساً حتى يخفف عنكَ قليلاً

ان الانسان بطبيعته البشرية لا يحب ان يكون وحيداً يريد ان يكون لديه شخصاً يفهمه و يكون معه في جميع مراحل حياته في الحزن و السعادة و لكن اذا لم يحصل على ذلك الشخص سيضطر الى اللجوء للانعزال و الابتعاد عن البشر

لذلك انه من المبهج بالنسبة لي ان اكون الحائط الذي تستند عليه احب ان يكون لديها ذكريات جميلة عن مراهقتها حالما تتذكرها ان تستوطن ابتسامة ثغرها لا ان تهرب من ذكرياتها ليس مثلي طوال حياتي عشتُ وحيداً

في حفلة تخرجي من كلية الطب كنت احدق بجميع الاباء الذين يكاد الفخر ان يقع منهم وهم يحتضنون ابنائهم يثنون عليهم و انا احمل باقة من الورد التي ارسلها والديي لي بمناسبة تخرجي و يعتذرون بسبب عدم امكانيتهم على القدوم

  لكن الشيء المفرح الوحيد في ذلك اليوم هو قدوم طفلتي ميلندا التي كانت تتفاخر بأخاها الكبير امام كل من مر امامها كانت تصنع هالة من الحب حولي شعرتُ بانني لستُ وحيداً بفضلها في اهم يومٍ في حياتي

خَذلان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن