خَذلان { 19 }

76 7 51
                                    



في المساء عُدت من عملي و انا متعب جداً لا اشعر بأي عظمة من جسدي قدماي اصبحتا مثل الهلام لكثرة وقوفي لم املك الوقت لتناول الغداء حتى اليوم كان جدولي ممتلئاً بالعمليات

حتى انني قد وبخت مساعدتي بهذا الشأن تستطيع ترتيب جدولي و تنظيمه على حوالي عمليتين في اليوم و ليس اكثر و قد حذرتها اذا اعادت هذا الخطئ مرة اخرى سأطردها

خلعت معطفي لأرميه فوق السرير بعشوائية بعثرت خصلات شعري لأذهب للحمام اغسل وجهي جيداً و انا احدق بأنعكاسي في المراة كُنت افكر هل كان من الجيد انني رضيت بذهاب ميلندا ؟ الن يصيبها مكروه ؟

لا اعلم لما و لكن قلبي ليس مرتاحاً للامر على الرغم من اقتناع عقلي الا انني مازلتُ مشوشاً رفعت هاتفي من جيب بنطالي لأتصل بها

رنة و رنتين .... لم تُجب حتى اغلقت المكالمة لأضع هاتفي في جيبي مرة اخرى حتى سمعت صوت طرقاتٍ على الباب
"سيدي العشاء جاهز "

اخبرتها بقدومي لأخرج من الحمام ذاهباً خارج الغرفة الى السلالم للطابق السفلي في غرفة الطعام كان الجميع مجتمعين فوق طاولة العشاء لأجلس انا ايضاً في مكاني

ابدأ بتناول العشاء كُنت اغرق الملعقة في حساء الدجاج امامي و لكن ليس لدي شهية لأكلها على الرغم من عدم تناولي شيئاً منذ الافطار كُنت اشغل نفسي بتناول بعض حبات الزيتون و السلطة

استمع لثرثرة ايزاك عن المدرسة و تذمره بشأن معلم الرياضيات الجديد الذي يعطي الكثير من الواجبات لهم و صارمٌ لا يدخل احداً بعده الى الصف
لأبتسم بخفة لتذمره

في تلك الاجواء الساكنة و المريحة حيث نحن الثلاثة على طاولة واحدة كعائلة متماسكة ابتسمت لا ارادياً لرؤيتي زوجتي و ابني حولي
فماذا سيريد المرء غير عائلة متحابة و مستقرة ؟ لا شيء

حتى فُتح الباب الداخلي للفيلا ليأتي مارك وهو يسند جسداً شبه متهالك يحاوط كتفها و رأسها منزلٌ للارض لذلك لم استطيع رؤية ملامحها
لكنني استطعت المعرفة بأن هذا الجسد المتهالك يعود لأختي ؟؟؟ اختي الوحيدة ؟

استقمت بفزع من مكاني لأتقدم منه اخذ جسدها من بين يديه وهي تأوهت بألم بسبب امساكي بجسدها لأرفع رأسها و ياليتني لم افعل
" من فعل هذا بكِ ؟؟ من الذي تجرأ على رفع يده لكِ ؟؟!!! "

كانت ملامحها مختفية عينيها الزرقاء الزجاجية متورمة لا تستطيع رؤية وجهها من الدماء و بالكاد تستطيع فتح عينيها وشعرها الاسود متبعثر كما لو ضربتها صاعقة ما

خَذلان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن