PART ¹⁰1: " سُوءُ فَهْمٍ "

584 72 9
                                    


الفصل ١٠ " سُوءُ فَهْمٍ "

_

________________________________________

في مكان مظلم حيث حل سكون وصمت عميق كسره أنين تلك النائمة على الأرض، حركت جفنيها بتألم محاولة فتح أعينها العسلية وسط هذه العتمة قبل أن تجلس بخوف متفقدة جوانبها.

يمكنها أن تشعر بوضوح بصلابة المكان الذي كانت فيه مع رائحة الصدئ التي تخترق أنفها، أخدت ضربات قلبها ترتفع أكثر فأكثر لدرجة أنها لم تعد قادرة على التنفس كما عادت إليها ذكريات اليوم السابق محدثة أعاصيرا في صدرها.
سقطت دموعها الحارة واحدة تلو الأخرى على خدها الذي لازالت تكتسيه برودة تلك الأرض الصلبة وتداخلت صور المطار المحترق مع غلوريا المبتسمة بحزن قبل أن تنفجر القنبلة ومعها هي..

اتسعت أعينها بذعر وهي تتفقد معصمها، إنه غير موجود..

فجأة رفعت مقلتاها تستمع لصوت خطوات آتية صوبها لكن لا تعلم من أين بالتحديد، ولم يأخد الأمر إلا لحظات حتى فتح الباب.

شعرت به يتقدم نحوها بخطوات هادئة لعبت على أوتار صبرها بحدة " أين…أنا؟" 

" ألا تعرفين حقا أين أنتِ؟ "
تقابلت أعينهما معا وهو ينطق بكلماته الجوفاء لتتسع خاصتها بدهشة، إنه منقذها! 
لقد كان آخر شيء تتذكره هو فقدانها لوعيها بينما كان يحملها على ظهره وسط النيران الحارقة.

لمعت أعينها بأمل وجلست باستقامة قبل أن تتكلم " لا أعلم— "

قاطعت كلماتها ضحكته التي صدحت في الأرجاء، كانت خضراوتاه ترمقانها ببرود عكس ما توقعته، ألم يأتي لإخراجها من هنا؟

" كالعادة، تمثيلكِ دائما يبهرني، لكنني لن أخدع بمسرحيتك المبتذلة بعد الآن، يا غلوريا " 

" عن أي تمثيل ومسرحيات تتحدث؟ وما بالك تناديني بغلوريا؟ "

سألته مايا باستغراب، حينها قال زيد بنبرة قاسية ليخرج بعدها قلادة فضية ثم قابلها مع أعين تلك الصغرى.
" إذا لمن تعود هذه القلادة؟ "

نظرت مايا إلى القلادة بملامح مصدومة، هذه هي القلادة التي أعطتها لها غلوريا قبل أن تموت وأوصتها بالمحافظة عليها!

بدون تفكير مدت يدها للحصول عليها غير أن زيد أبعد هذه الأخيرة بسرعة مبتسما باستهزاء

" أعطني هذه رجاءا، إنها لي…" 

" القلادة ملك لغلوريا، ألم تقولي بأنك لستِ هي؟ " 

" أنا حقا لست غلوريا، لقد أعطتني إياها بنفسها"

 نبست مايا بنبرة يائسة ناظرة إلى الأسفل بمرارة

" وكيف تريدينني أن أصدقك؟ " 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 17 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

TABLE 19حيث تعيش القصص. اكتشف الآن