PART ⁸1 : " القَدَرْ "

5.9K 289 229
                                    

الفصل ٨: " القَدَرْ "
______________________________________

فتحت أعينها بألم وأنين خافت تسرب من شفتيها،
بالكاد ترى شيئا وسط تلك العتمة...

كانت في حالة يرثى لها بالمعنى الحرفي!
الجرح الذي كان على جبهتها قد إلتهب لأنه فتح من جديد ولم يتم الاعتناء به، الأعراض الجانبية للمخدر بدأت تظهر عليها
تشعر وكأن مطرقة حديدية تضرب رأسها بقوة.
لا تعلم أين هي وكل ما يسمع لها هو صوت محرك السيارة، أو بالأحرى الشاحنة!
حاولت الجلوس بشكل مستقيم لكن القيود الملتفة حول قدميها ويديها منعتها
العجز واليأس، كل المشاعر السلبية انتابتها فجعلت سربا من الدموع يشق طريقا على خديها

وفي لحظة أضيء المكان من العدم...

فيتضح ما حولها أشخاص نائمون ومقيدون مثلها ملقون داخل الشاحنة بالترتيب كالسردين المعلب تماما...
منهم الاناث ومنهم الذكور كلهم لا يتجاوزون العقد الثاني من أعمارهم
ويبقى السؤال...
هو ما الذي حدث ؟ وكيف تم احضارها لهنا ؟ وما قصة هؤلاء الشباب !

.

قبل ١٠ ساعات...

كالعادة ذهبت مايا إلى الجامعة برفقة نزار وعقلها كله مشغول بالتفكير في منقدها فهي لم تنسى كيف دافع عنها بالأمس أبدا، بفضله لم يتأذى أخوها بالرغم من أنها حصلت على جرح في جبهتها إلى أن سلامة نزار أولى من سلامتها.
لقد قدم لها المساعدة وهي في أسوء حالاتها فكيف ستنساه؟ خاصة أعينه الخضراء العميقة التي انتشلتها حين أوشكت على الغرق في آخر مكان داخل عقلها بالضبط حيث تُرِك الماضي وما بقي معه من ذكريات...
أخدت الأمر على أنه دين سترده له إذا إلتقته مجددا

لا تعلم أنها تلتقيه كل يوم...

توجهت للكافيتيريا مع نزار بما أنها أتت قبل أول حصة بنصف ساعة وجلست في طاولة بعيدة عن صخب الطلاب حتى لا تستمع لأحاديثهم المتمركزة حولها وعن المتسابق الغريب الذي اقتحم سباق ليلة أمس الأسطوري

لم يتكلم معها أحد، فقط طالعوها بنظرات غير مفهومة لم تهتم بها أساسا.

" مرحبا..."
رفع نزار أنظاره للمتحدث أولا ثم بعده مايا لترد بهدوء
" مرحبا "

خفضت لورين نظرها بحرج تحت تحديقات نزار الغريبة وقالت " كيف حالكم؟ "
ضحك الجالس أمامها باستهزاء ووقف ليقبل مايا على جبينها ويتكلم متجاهلا لورين " سأذهب الآن مايا اعتني بنفسك...عندما تنتهي حصصك اتصلي بي وستجدينني في الخارج لنعود إلى المنزل معا "

" حسنا " أجابت بخفوت وأخرجت رواية من حقيبتها تمضي بها الوقت

صرت لورين على يدها بقوة دليلا على كرهها للوضع، الحركة التي لم تخفى على مايا.

TABLE 19حيث تعيش القصص. اكتشف الآن