"10" «أوجاع الشِجار ولهيب الفراق»

100 13 24
                                    

أي نوع من الصداقات تلك التي تنتهي بخيانة الصديق لصديقه. كيف سولت لك نفسك أن تخون ثقتي بعد أن ائتمنتك على بيتي وأهلي وعرضي!
أشعر برغبة عارمة في الانتقام منك، يا لك من خائن. تجمدت يديه بغضب عند مشاهدة تلك الرسالة التي ستقود إلى تدمير صداقة استمرت لعقد من الزمن. هل حان الوقت لينتهي كل شيء؟
دُهش مهند من التغير المفاجئ الذي طرأ على صديقه، فقال بنبرة قلقة:
- فيه إيه يا آسر!

صاح في وجهه بغضب جامح، قائلًا بكل ما أوتي من قوة:
- الزفت اللي اسمه باهر فين!

دُهش (مهند) من أسلوبه وسأل نفسه لماذا يتحدث عن صديقه المقرب بتلك الطريقة، فقال بنبرة مهزوزة وهو يشير له بيديه نحو جهة معينة:
- واقف بعيد بيتكلم هناك أهو في التليفون مع واحدة، بس إيه علاقته بنرفزتك دي!

لم يجب عليه وتوجه بخطوات سريعة ووجه متجهم نحو الذي يقف بجانب سيارة في أحد الأركان، وأسرع (مهند) وراءه وهو في حالة عدم فهم. اقترب (آسر) من (باهر) فجأة وأخذ منه الهاتف، ثم نظر إلى الاسم الظاهر على الشاشة وابتسم بسخرية، ووضعه على أذنه وقال بنبرة ساخطة:
- اقفلي ياختي اقفلي، لما أجيلك بس.

ولم يعطها فرصة للرد حيث أغلق الهاتف في وجهها. وسرعان ما أمسك الآخر من تلابيب قميصه، وصاح في وجهه بغضب وملامح حادة:
- بقى أنا بأمنك على أهلي وأنت تدور من ورايا تكلم أختي وتحب فيها، بتخون الثقة والعشرة اللي بينا!

كاد أن يرد عليه ولكن لكمه (آسر) في وجهه بقوة، فتدخل (مهند) لكي يمنعه من أن يسدد له لكمات أخرى. تأوه (باهر) ونطق أخيرًا بنبرة متألمة:
- عمري ما خونتك يا صاحبي، بس أنا وأسيل بنحب بعض من وإحنا عيال لسه، وهي والله قالتلي ماينفعش نتكلم عشان عمري ما هخون ثقة أهلي فيا.

ضحك (آسر) عدة ضحكات متتالية، ثم أردف بنبرة ساخرة:
- أنت هتستعبط، أمال كنت بتكلمها ليه دلوقتِ!!

أردف (باهر) بنبرة صادقة وهو يضع يده على مكان اللكمة، يتحسسه بألم:
- كنت بقولها إني عايز أطلبها منك، عشان مش لسه هستنى لما تخلص الكلية.

ركله (آسر) بقدمه، فدفعه (مهند) بعيدًا عن (باهر) وربت على كتفه بيد وأمسك ذراعه بيده الأخرى قائلًا:
- اهدى يا آسر وسيبك من باهر دلوقتِ وتعالى معايا.

أردف (آسر) بنبرة غاضبة وهو يزفر بحنق:
- أنا عايز ارنه علقة عمره ما ينساها، هي حصلت يكلم أختي من ورايا!

قال (مهند) محاولًا تهدئته:
- بص بلاش تتكلم وأنت متنرفز كده، اهدى وفكر بالعقل عشان ماتخسرش صاحبك، وبعدين المعلومة دي وصلتلك ازاي!

أطل (آسر) بنظرة جادة وملامح تحمل الدهشة، متسائلًا كيف لم يتعجب من مرسل الرسالة، فنبّهه (مهند) إلى هذه النقطة، فقال:
- آه صحيح أنا لازم أعرف مين بعتلي الصور والرسالة دي!

♕المسافة بيننا♕ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن