"7" «شجار ومرض»

109 16 52
                                    

أشعلت (كاتي) الأجواء بكلماتها تلك، و(مهند) أيضًا أشعل فتيل الفتنة، مما أسفر عن بدء المشاحنات التي ستتزاید حدتها بين (آسر) و(مَالِك). تملك الغضب منه بعد ما أغلق الهاتف حتى وصل لذروته، فأمسك رأسه بكلتا يديه بغضب جامح، ثم وجه بصره ناحية (مَالِك) قائلًا بنبرة ساخطة:
- أنت اتجننت يا مَالِك!

أردف(مَالِك) وهو يصيح في وجهه بغضب بدا على معالم وجهه:
- أنت اللي اتجننت أكيد، بتحكيلها عني ليه! وبعدين دي إنسانة زبالة.

تجهم وجه (آسر) واشتعل غضبًا:
- زبالة إيه يا متخلف أنت، دي عاجباني وهتجوزها وإياك تتكلم عنها بالطريقة دي تاني، وبعدين ده أنت اللي بتعرف أشكال قذرة زيك، فمتجيش أنت بالذات تتكلم عن الاحترام!

اقترب (مَالِك) من (آسر) وكاد أن يضربه بعد جملته تلك، ولكن منعه كل من (مهند) و(أيمن). أردف (أيمن) محاولًا تهدئتهم:
- يا جماعة صلوا على النبي كده.

فردد الاثنان في صوت واحد:
- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ثم قال (آسر) بسخط:
- ما هو اللي بيعصبني.

أردف (مَالِك) محاولًا استفزازه مرة أخرى:
- واحدة بتغني مع الشباب تبقى محترمة ازاي!

صاح آسر في وجهه قائلًا:
- ده أنت مصمم بقى.

ثم نظر حوله، فوجد كوبًا زجاجيًا موضوعًا على الطاولة، فتوجه نحوه بخطوات سريعة والتقطه، ثم صوبه نحو (مَالِك)، ولحسن حظه أنها وقعت بجانبه تمامًا فلم تصيبه. أردف (مهند) وهو يتجه إلى (آسر):
- أنت بتعمل إيه يا آسر اهدى، هتودي نفسك
في داهية.

صاح (مالك) بغضب بدا على ملامحه:
- عايز تموتني، طب وحياة أمي لأخلص عليك.

توجه إلى المطبخ تحت نظرات الخوف التي اعترت كل من (مهند) و(أيمن) على عكس (آسر) الذي يشع غضبًا كالأسد الذي يريد أن يفتك بفريسته. خرج (مالك) وفي يده سكين، وما أن رآه (أيمن) اقترب منه، قائلًا بنبرة قلقة:
- أنت هتعمل إيه، ينهار أسود!

قال تلك الجملة وهو يدفعه للخلف بعيدًا عن (آسر). فأردف (مالك) بنبرة غاضبة ووجه
أحمر قاتم:
- سيبني يا أيمن عشان والله لاقتله ابن ال...

قال (آسر) بسخط وهو يبعد يد مهند عنه:
- ده على أساس أنا اللي هسكتلك مثلًا يا روح أ**.

ثم التقط وسادة الأريكة وصوبها عليه، فتطاير الشرر من عيني (مالك)، فدفع (أيمن) بقوة بعيدًا عنه وهو يقول:
- اوعى بقى يا أيمن عشان أنا جبت أخري.

لم يتمكن أيمن من إيقافه هذه المرة بسبب ضخامته الجسدية مقارنة به. اقترب من (آسر) وهو يحمل السكين، لكن (مهند) اعترض طريقه، مما أدى إلى إصابته بجروح في يده حيث غرزت السكين فيها، مما جعله يتأوه بصوت عالٍ بسبب شدة الألم الناتج عن الطعنة العميقة. هرع (أيمن) إليه وهو يوبخ (مَالِك) قائلاً:
- الله يخربيتك أنت نيلت إيه، منك لله.

♕المسافة بيننا♕ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن