"12" «تساؤلات ليس لها إجابة»

68 10 24
                                    

بعد أن انتهت من تجهيز نفسها، اتجهت مليكة بخفة نحو غرفة ابنتها لتجهزها هي الأخرى. فتحت الباب بابتسامة، لكن ما إن نظرت إلى الداخل حتى تحولت الابتسامة إلى ذهول ورعب. كانت ملك ملقاة على الأرض، ملابسها مغطاة بالدماء.

(مليكة) وهي تصرخ بجنون، يدها على فمها:
- يا نهار أسود! يا بنتي! ملك!

هرع (عمرو) من الصالة إلى الغرفة عندما سمع الصرخة، وكأنه تلقى صدمة في صدره.
(عمرو) بصوت مضطرب وهو يجري نحوهم:
- إيه اللي حصل؟! مليكة! ملك مالها؟!

ركع بجانب الصغيرة، يحاول أن يستوعب ما يراه أمامه. كانت (مليكة) على وشك الانهيار وهي تمسك يد ابنتها. فجأة، بدأت ملك في الحركة، وفتحت عينيها ببطء، ثم أطلقت ضحكة مدوية.
(ملك) وهي تضحك ببراءة:
- مامي! بابي! بهزر معاكوا! ده لون مايه من اللي كنت بلعب بيه!

كانت (مليكة) في حالة من الصدمة، وقفت متجمدة لبضع ثوانٍ، ثم بدأت تبكي وتضحك في نفس الوقت، غير قادرة على تصديق ما حدث. عمرو تنفس بعمق، وهو يمسح وجهه بيده، محاولًا تهدئة نفسه.

أردف (عمرو) وهو يمسك قلبه بتعب:
- إيه المقلب ده يا ملك! ده أنا حسيت قلبي هيوقف!

قالت (مليكة) بصوت مرتعش، وهي تضرب برفق على ذراع ابنتها:
- إنتِ مش طبيعية، أنا كنت هموت!

(ملك) وهي تضحك وتلف نفسها على الأرض بسعادة:
- كنت عايزة أشوف هتخافوا عليا قد إيه! عشان اتفرجت على فيديو على اليوتيوب، واحد عمل في مامته وأخواته كده وزعلوا أوي عليه، فقولت أجرب بقى.

(عمرو) يضحك بخفوت، وهو يهز رأسه:
- إنتِ عفريتة مش طفلة، والله كنتِ هتموتينا!

(مليكة) وهي تتنفس بعمق وتحاول تهدئة نفسها، قالت بابتسامة ممزوجة بالتوتر:
- طب يلا بسرعة قومي، هلبسك بقى عشان نخرج بدل ما قلبنا يوقف بجد، الله يخربيت اليوتيوب وسنينه.

بعد أن هدأت الأمور قليلًا، حاولت (مليكة) أن تتنفس بعمق وهي ترفع ملك من على الأرض، لكن كانت لا تزال متوترة، نظرت إلى (عمرو) بنظرة تدل على مزيج من الغضب والحب.(مليكة) وهي تفكر بصوت عالٍ، وجهها يعلوه التوتر:
- عمرو، أنا مش قادرة أصدق، أنا كنت خلاص هنهار...

(عمرو) بابتسامة خفيفة، وهو يحاول طمأنتها:
- الحمد لله إنه طلع هزار. بس بصراحة يا مليكة، الموضوع ماينفعش يتعدى كده، لازم نتكلم مع ملك عن الحاجات دي ولازم نتابع هي بتتفرج على إيه، لأن يا عالم ممكن يظهرلها فيديوز إيه تاني غير دي.

وقبل أن تكمل (مليكة) حديثها، قاطعتهم (ملك) وهي تنظر إليهم بعيون بريئة، تحمل في داخلها لمسة خجل، وبدأت تلعب بشعرها وهي تقول بحرج:
- أنا آسفة يا مامي أنتِ وبابي، مكنتش عارفة إنكوا هتخافوا كده بجد... أنا كنت بفكر إنه هيبقى مقلب عادي زي اللي بشوفه على اليوتيوب.

♕المسافة بيننا♕ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن