الفصل التاسع

19 4 13
                                    

في العشره مساءً.

كانت تدلف «جويريه» من بوابة المنزل،لترى «فتحية» تضع سماعة الهاتف علي أذنيها بيد و الايد الأخري تحثها علي القدوم سريعاً،لتهرول إليها سريعاً لتوقعها من المتصل،و قبل أن تتحدث كانت الاخيره مالت عليها أخبرتها بعض الأقاويل لتتحدث بها، لتهز رأسها بموافقة علي دلالة الفهم،لتجدها تتحدث بنبره ناعسه اجدتها جيداً :

"الو،مين معايا"

ليأتي صوتاً صارخاً بها و هو يتحدث:
" انتي هتعملي الحركتين دول عليا،الهانم كانت فين لحد دلوقتي"

أبعدت سماعة الهاتف و هي تتأفف بأنزعاج،لتعيد وضعها ثانيةً و هي تردف:
"ايه في ايه ،بتزعقلي كده ليه،و بعدين ايه كنتي فين ديه هكون فين يعني،ما كنت نايمه ايه مش سامع صوتي و هو نعسان ازاي"

" بت انا كلمت فتحيه علي تسعه مكنتيش موجوده ، و من بعدها قاعد ارن و محدش بيرد غير دلوقتي ايه الكل جاله طرش ولا ايه"

تنهدت بضجر من هذه المعامله و بملل من هذا حديث كل أمس لتردف قائله:
"انا وصلت البيت علي الساعه تسعة و عشرين دقيقة،يدوبك دخلت نمت علي طول حتي كنت نايمه بالجزمه و مصحتش غير لما الدادة قعدت تنده عليا علشان اجي اكلمك،حتي لو مش مصدقني اسألها"

ما إن انتهت من جملتها،حل الصمت من الجهه الأخري حتي اعتقدت أنه تم إنهاء المكالمة لتتنهد بارتياح،لكن لم يصدق حدسها عندما استمعت لصوت تنهيدته و يردف بعد ذلك:
" انا هأجل كلامنا دلوقتي يا «جويريه»،بس صدقيني ليكي روقه و مش هتسلمي من تحت ايدي و انتي فاهمه قاصدي كويس"

إصابتها الرعشه أثناء حديثه لتفهمها جيداً ما الذي يعنيه،لتجد التي تلتصق بها لمحاولة استماع الحديث معاها،ترتب علي كتفيها عندما لاحظت سكونها و هذه الرعشه التي إصابتها ،لتقوم بهز رأسها بلا شئ،لتنتبه أردف بسؤاله :
"اومال «ناديه» فين"

نظرت سريعاً الي «فتحية» لإنقاذها ،لتصنع بعض الإشارات بيدها ،لتحدث سريعاً عندما توصلت لما حاولت شرحه لها:
"ماما!! اه ماما نايمه فوق،لو في موضوع مهم اطلع اصحيها "

نفي ما تريد فعله،ليردف قائلاً:
"لا مالوش لزوم،كل حاجة تتأجل للخميس،يلا سلام"

لتجد تم إنهاء المكالمه قبل أن ترد علي سلامه،التفتت ل«فتحية» سريعاً و تردف :
"ماله يوم الخميس،هو انتوا هتعملوا حفله ولا ايه"

نظرت إليها بعدم فهم قليلاً،لتردف سريعاً متذكره:
"ايوه ايوه افتكرت،سيدي عايزاكوا تروح له يوم الخميس العزبه"

"انكمشت ملامح وجهه «جويريه» بأنزعاج عندما هاجمتها بعض الذكريات ،لتفيق منها عندما قامت «فتحية» بجذبها بعنف خلفها باتجاهها الي غرفة الطهي و هي تردف:
"تعالي يلا احكي لي اتاخرتي كل ده ليه و انتي بتأكلي،انا اصلا لسه مسخنه الاكل علشان عارفه انك قربتي تيجي انتي و الست هانم ،بس الست هانم طلعت نامت علي طول"

وهم الحقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن