★ البجعة السوداء ★

4.1K 276 701
                                    


نيويورك، مانهاتن، منزل آل لاكونا.
٢٠١٨/٠٤/٢٣
١٠:٠٠ صباحًا.

«يجدر بي أن أكون ممتنا لوجود شخص مثل آرثر بجانبكِ، أنا متأكد من أنه لن يتردد في تدمير أي شخص يقف في طريقك حتى لو كان نفسه. أجدني الآن مُعجبا في محاولته لقمعي ومحوي من الطريق، لأنه يرى مستقبلا مبهرًا بكِ.»

من الغريب أن يكون هذا آخر شيء تناقشتُ به مع ديلان، لكن هل تعلمون ما هو الأغرب؟

«هيا قدمي لا عناقًا!»

لم يكن مجرد توصيل ديلان لي إلى المنزل للمرة الأخيرة كافيًا لإخفاء وجود ذلك الفرنسيّ المُنحرف. لم يختفِ آرثر، بل هو الآن يقف هناك، يتربص بي مثل ثعلب ماكر أمام المنزل، دون أن يمنحني لحظة لعينةً واحدةً لأعيش حدادي على هذا الوداع البائس.

توقفت للحظة، مجمدة في مكاني، حين رأيته ينتصب في مكانه، على بعد خطوات من حيث توقفت السيارة. بالكاد تمكنت من تخزين ابتسامة ديلان الهادئة وهو يودعني بعد صمت طويل، لأن الآخر قفز إلى المشهد كدمية صندوق المفاجآت المرعبة.

يفترض أن يكون وقتي الخاص مع ديلان! ثلاثة ليالي ونهارين لم يكونا كافيين حتى أتمكن من التعافي جيدا...

شهقتُ، وحاولت ترتيب أفكاري بينما نبضات قلبي تتسارع. قبضت يدي المرتعشة وأكملت السير، متجاهلةً وجوده، مصرة على عدم منحه الفرصة للتسلل إلى عالمي مجددا ومجددا. يمكنني الآن ملاحظة كل تفاصيل الحيّ، ليس لأنها تهمني، ولكن لأنني مستعدة لفعل أي شيء لتجنب مواجهته.

«أم أنك ترغبين في قبلة فرنسية، بما أن حبيبك السابق لم يمنحك إياها للوداع؟» لم يتردد في ملاحقتي، يتحدث بصوتٍ لئيم ويلقي بكلماته كسكاكين تجرحني، تطعن ظهري مباشرةً.

حبيب سابق—لا أتردد في إخراج تأوهٍ منزعجٍ وعالٍ ما إن أتذكر ما قاله قبل ثوانٍ، لستُ الآن في أقوى لحظاتي حتى أتظاهر بالتماسكِ بشأن حدثٍ لم أستوعبه بعد...

إنه لا يحترم حتى وجود ديلان بالقرب والذي ينزل حقيبتي الخاصة، ويجرها نحو باب المنزل بصمتٍ، وحقيقة أن الأخير غير مبالٍ بما يفعله آرثر يثير المزيد من إحباطي وحنقي! يا ترى، هل تلقى شيكا بشرط الابتعاد عني لذلك اختلق كل تلك القصة حول الانفصال؟

شعرت بحرارة الغضب تتصاعد بداخلي، لكنني واصلت المشي بخطى أسرع، مُحاولة تجاهل استفزازاتهِ، ورميتُ بصري مجددا نحو ديلان، الذي استمر بالوقوف عند سيارته، يراقبنا من بعيد ولم يكن يبدو أنه سيُقدم على التدخل، بل رفع إبهامه بتشجيع! تشجيع على ماذا بالضبط؟ حين توقفتُ على الرصيف الآخر، لاحظت شفتيه تتحركان بكلمة واحدة: «تصالحا».

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن