«هل سمعتَ عن تلكَ الأم التي قامت بكسر قدميّ ابنتها للنصفين؟ وبررت فعلتها أن المشي بالخارج خطير جدا عليها، وكان يجب إنقاذُها.»
كان عليه ذلك، هو مرغم، لقد استلزم فِعل ذلك، إنه مفروض عليه، لقد اضطر إلى ذلك، كان مكرهًا على فعلها، لقد استوجب فعل ذلك، لقد اقتضى القيام بذلك، هو قد احتاج إلى فعلها، لقد تطلب الأمر فعل ذلك.
إنه محتم، كله حتميّ؛ لا يمكنك الهروب من قدركَ، صحيح؟
قُمت بتذكر كل جملة لها نفس المعنى، المرادفات المتشابه والمتراصة؛ وكلي يقين بالداخل أن عقلي المشوش مُرفقٌ بطاقةٍ خائرة لذلك سوف تعجزه عن تعدادِ جميعها؛ ولكن بطريقة ما الهدف واضح، السبب بارز، كل هذا يقود إلى حقيقة واحدة لا مفر منها.
أن هناك العديد من المرادفات التي توصلكَ إلى الجرف العالي، وإلى السقوط المهشِم لعظامكَ. اللطف المدسوس في السكاكين والسم المغلف لِشفراتها الحادة؛ هي بالنهاية كلها مجرد أعذارٍ لن تُخفي حقيقة أنك، أنكَ..
مجددا، أنكَ ولدت حتى تتحطم.
يقول الكثيرون الكثير من الهراء من أجل تبرير أي صاعقة تقع عليكَ بسبب غيركَ؛ سواء كانت مبررات غبية، وسخيفة، ذكية وفطنة؛ على أمل محو ذنبهم ومنحنا القليل من الراحة.
ولكن من قال أنها تريح؟ أو لربما المعاناة تطارد هذه الأرواح الشقية لمدى الأبدية مما يستدخلونها كالرفاهية الوحيدة التي لن يتنازلوا عنها أبدا، مما يعني أننا أبدا لن نسامح، لن نفلت، وسوف نشتهي أن نبقى عالقين بالسعير الأسود؛ ولو قرر أحدهم الاعتراض فنحن نمتلك مبرراتنا المنطقية أيضا، المبررات الأكثر بؤسا وسط كامل البشرية.
لعبة اللوم واضحة وسهلة؛ كل ما عليكَ فعله هو التغاضي عن النتيجة المحتومة أو إنكارها؛ أننا ضحايا مهما اختلفت المواقف؛ إما تم سفك دمنا أو سفكنا دمائنا بأنفسنا.
لذلك أنا أيضا محتمٌ علي، فلا تكلمني ولا تنتشلني. دعني أدس جثتي وسط الظلام ودعني أنكمشُ وسط فقاعة الوحدة الشفافة بقذراةٍ غبارية. دعني أتأكد من الوهم الحقيقي جدا بالنسبة لي، فكل مرة أراقب بها كم تبعد البشرية عني أتعب، وكل مرة أدرك أن شرخ الأرض هو ليس مجرد فاصلٍ بيني وبينهم؛ كونهم يعجزون عن التماس معاناتي أو سماع صرخاتي، بينما أنا عاجزٌ عن الإصغاء لهم والتقاط حروفهم الملتوية. إنهم فقط يتلاشون مع مرور الأيام والأشهر والسنوات؛ بينما أنا أتعفن على الضفة الأخرى المتجمدة التي فر منها حتى ظلي الخاص هاربًا، وهامسًا أنها حربٌ لا فوز فيها، ولا جنود يدعموني خلالها؛ هي لا نهاية لها، دوامة لا نهاية لها.
أنت تقرأ
كاراميل
Teen Fiction«نحن المراهقون الذين دفعوا ثمن خطايا الأسبقين، نحن الآثمون من نسير نحو جهنم مع ابتسامة فخورة.» ماذا تعرف آمور لاكونا عن الحب؟ أنه مجرد اسم آخر يعبر عن معنى اسمها الفرنسي، الهش، الغاضب. لكن ما هو الحب الحقيقي بالنسبة لها؟ هو عبارة عن علاقة آموريت وآو...