كاراميل

٦٧ | خاتمة كُل حُبٍ أزرق |

أي نوع من الندوب هذه التي سوف ينفتح ديلان عنها رفقتي يا ترى؟ هل هناك المزيد من ديلان التي لا أعرف عنه شيئًا؟ لا، بل السؤال الحقيقي هو: هل يمكن لأي أحد أصلا أن يعرف من هو ديلان كلهُ، بتفاصيلهِ، بحقيقتهِ، بأعماقهِ، وبتعقيدهِ؟ لا أظن أن هناك جوابٌ لهذا...

لطالما ديلان أحب البحر لأنه جزءً لا يتجزء منه، هويته وذاته؛ ونحن قد خُيرنا إما لمراقبة جماله من بعيد أو الغرق في تفاصيله والوصول إلى أعماقه مهما كانت مظلمة أو مميتة.

هل بطريقة ما سوف أتقبل موتتي هذه؟ اختناقي وغرقي البطيء والدافئ بكينونتهِ لكن البارد بظروفه؟ لربما في أعماقي أعلمُ أن هذه أول موتةٍ سوف أستقبِلها برحابة صدرٍ، رغم يقيني أيضا من كونه سوف يختار التبخر لآخر قطرة منه والانقراض على أذيتي.

ما الذي يمكن أن يخبئه لنا القدر القريب بالضبط؟

لقد انطلق في القيادة بسرعة منافسًا دقات المطر التي بدأت تتساقط قبل مدة قصيرة لأنه لا يرغب في أن يعلق بالازدحام المروري الذي سوف يتضخم بعد دقائق فقط فوق جسر بروكلين.

جسر بروكلين الذي يقود للعديد من المناطق والأماكن وحتى المدن التي ليس لي علمٌ بتفاصيلها، مثلما لا أعلم بالضبط أين نتجه فلم يخبرنِ.

تحركت أناملي سريعا نحو الهاتف مرسلةً رسالةً إلى أول شخص لا أرغب في تكرار أخطائي السابقة معه، زينة. لقد أخبرتها عن رحلة مفاجئة ولكنها ردت بأنها تلقت تفاصيلا من والدتي وتمنتّ لي رحلة سعيدة.

عليكِ الاسترخاء والتجهيز للمرحلة العلاجية التالية بعد الاستقرار النسبي الذي حققته خلال أسبوع، سوف نبدأ في تطبيق التقنيات المتعلقة بالتخفيف من أعراض اضطراب ما الصدمة.

قرأتُ تلك الجملة عدة مراتٍ وأظن أنها تذكرني بنفس التقنية التي تكلمت عنها سابقا وتدعى بحركة العين السريعة؛ شيء ما بداخلي يرتعش توترًا من القادم ولا أدري لو كان الذي سوف يقدمه ديلان لي أم ما سوف تسعى زينة إلى تحقيقه رفقتي أو محاولاتي لانتشال سنتي أو مسألة تحديد مصيري.

إن هذا العمر اليافع مخيف جدا، إذ يتحتمُ عليكَ أن تذكركَ أنك أصبحت بالغًا وعليكَ تحمل مسؤولية الخراب التي تسببتَ به كرد فعلٍ لفشلِ والديكَ في العناية بكَ. والديكَ الذين لا تدرِي لو كان من المستحسن قطع علاقتكَ بهما لأنهما مسيئيّنِ أو تعذرهُما لأنهما بدورهما مجرد طفلين تم الإساءة لهما أيضا، وهما فقط جزء من سلسلة متوارثة قذرة وظالمة.

لكن آوغان لم يُخلق حتى ينال شرف غفراني.

«لما لا تضعين بعض الموسيقى يا آمور؟» يقترح صوت ديلان فجأة ويعيدني للواقع، حيث كنت شاردة به ولكن أفكر بنا، بكل الفوضى التي تحيط بعلاقتنا وحياتنا. هو بطريقة ما قد لاحظ غرقي رغم أن تركيزه على الطريق وبالزحامِ المتكون بالفعل على طول الجسر الذي وصلنا له.