٣ | شكوات للصلعة البراقة |

19.4K 1.7K 1.1K
                                    

«إِصعد فوق الكرسي وابقى منحنيا، لا أريد فضيحة أخرى قد تتسبب بطردي.» همست بحدة له ولم أكن في مزاجٍ لإظهار رقتي ولطافتي، يبدو أن وجودي ملعون في هذا المكان وعلي أن أكون أكثر حذرا.

«هل رأيتِ ما حدث! نيث دوما يفتعل الكوارث بسبب عصبيته، لا أدري متى سيستمر في الأمر وإلى متى سيصبرون عليه في الفريق!» جاءنا الصوت من الخارج وقد تنهدت براحة عندما علمت أنهن مجرد فتيات، وإذا! ذلك الأسمر يدى نيث، سأحطم أنفك مجددا نيث، أعدك بتدميرك لذلك انتظرني.

«ولكن تلك الفتاة مستفزة، من تظن نفسها؟ هي جديدة وتريد جعل نفسها بطلة المكان؛ من يدري لربما تريد سرقة مكان آورورا.. سيكون مشهدا حافلا!»

تحدث أخرى وقد دفعني كلامها لإدارة عينيّ بصمتٍ، حسنا.. حسنا المزيد من النميمة.

«بذكر آوروا، أتخيل أنها كانت ستعلق الفتاة الجديدة من رموشها لو تعرف أن خوس تدخل في شجار الغداء، غريب جدا أن نراه يفعل شيئا وقد سُمي بالجثة الميتة لفترة طويلة.»

«آوه أرجوكِ، لا أفهم ما موقع لوك من كل هذا. ألا تمتلك تلك الفتاة حبيبا بالفعل؟ ما سر هوسها بديلان؟ أعني هو بدون شعبية الآن، إنه حتى أسوأ من غرباء الأطوار ذوي التقويم، الشيء الوحيد الجيد به هو علاماته، حتى جماله ضائع.»

«لقد تحرك قبل قليل، ولا ندري أين اختفى مع تلك الفتاة، لربما يعرفان بعضهما البعض، ولربما هذا تلميح جيد للدراما القادمة هذا العام، أنا متح——»

تلاشى الصوت أخيرا معلناً رحيل الثرثارتين، فاستدرت نحو ديلان لأجده جالسا بطريقة 'آل' من إنمي ديث نوت، يراقبني مع أعين براقة وابتسامة ساذجة. تجاهلته وخرجت من المرحاض، وهذه المرة سارعت بالخروج من الحمام كليا حتى أتجنب الشبوهات غير المرغوب فيها، لقد تعبت رغم أنه مجرد نصف يوم.

من كلام الفتاتين نستنتج، آورورا ملكة النحل، حبيبها لوك، وهي تعرف ديلان بطريقة ما والذي لا يجيد إلا الدراسة.

إن تمكنت من إيقاعه بشكلٍ جيد فرسمياً سيصبح مُدرسي لهذا العام.

لن أستسلم، وبالتالي سأعود لقاعة الطعام وأتناول طعامي بشكل عادٍ وعلي التفكير في خطة لسحق نيث ذاك، لذلك عدت من نفس الطريق التي قادني من خلالها ديلان سابقا وقمت بأخذ نفس أطباقي السابقة متجاهلةً كل الأعين التي علي، وقد كان الآخر يتبعني مثل الجرو التائه بصمتٍ، اتجهت لنفس الطاولة وجلست، قلدني وبقي ينظر نحوي بنفس الطريقة الغبية ويلاعب الكتاب الذي كان موضوعا قربه.

ما خطبه؟

بالعادة يكونون خجولين، فما سر هذا التلهف المرسوم على ملامحه؟ هل من الممكن أن يكون يائسا لهذه الدرجة؟ هل هو منحرف؟ كل هذه الأفكار والأسئلة تبعث نوعا من الحماسة داخل عقلي، رعشة جميلة تسري داخل روحي، شعور جديد أو كما يقال حماس البدايات؟

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن