٣٣ | نجمة آرثر المظلمة |

5.3K 810 594
                                    



يا إلهي! يا إلهي، يا إلهي!
من أين أتت له هذه الجرأة لفعلها؟

بدأت في السعال بحدة وتحرك جسدي بعشوائية تامة، أشعر بالعالم ينقلب رأسا على عقب حولي...

دفعت جسدي للأمام وحاولت الاستناد على الباب لكن لم أنتبه إلى حقيقة تخطيه وقد فقدت توازني ووقعت أرضا. شهقت بألم وبدأت في فرك عينيّ وأنفي ولكن الحرقة تسيطر على الأخير بطريقة أرعبتني.

لقد استنشقت المخدرات! يا إلهي، ما الذي أفعله!
أ-أنا خائفة..

رفعت جسدي ببطء وزحفت للأمام بينما أفتح عينيّ والمشهد بدا ضبابيا بشدة، هناك أصوات تتحدث وأجساد تسبح ولكن لا شيء يبدو واضحا أو منطقيا.

عندما اصطدمت بالحائط قمت بالاستناد عليه مباشرة، أُعانق جسدي نحوي وأخفي وجهي خلف ذراعيّ فوق ركبتي بالضبط.

ما الذي سأفعله؟ كيف سأتخلص من هذه المادة العالقة بي الآن؟

«آمور! آمور.. أنا آسف—» كنت أستمع لصوتٍ يعتذر ولكن لم أكن قادرة على التمييز.. شعرت برغبةٍ في إغلاق أُذنيّ فقط والاختفاء، تركيزي يتشتت والدوار ينال مني.

«كيف تفعل هذا! كيف تجرؤ؟ ما الذي سنقوله لآرثر بالضبط؟» صراخ آخر قرب أذني يُزعجني ويدفع بالانتحاباتِ للخروج علنا، ما هذا الشعور؟ كيف يمكن أن أشعر بانفصال روحي عن جسدي، بانقسام رأسي نصفي، بتقيء أمعائي! شيء خاطئ، شيء كارثي.. يا إلهي، ليساعدني أحد!

ديلان، أين أنت؟ تمتمت بانتحابة عالية. «أين هو ديلان؟»

شعرت بارتفاع جسدي، صوت ما يداعب أُذني. «آمور؟ ما رأيك بتناول بعض الماء؟ تعالي عزيزتي سأغسل وجهكِ، كل شيء سيكون بخير، على هذه الثواني الثقيلة أن تمر عليك.»

نظرت بتشوش من الأسفل نحو الفتاة التي أستند عليها وتحركني، تبدو مألوفةً لي..

«أيها اللعين، اذهب ناحية آرثر وشتته باللعبة التي سنبدأها. أخبرها أنها معي وتشعر بالدوار من الحشد بالأسفل.» تبدو، تبدو غاضبة؟ ها.. أغمضت عيناي وكاد جسدي يهوي أرضا لولا تماسكه بطريقة ما، هل أنا أطير؟

ذراتٌ باردة لاعبتْ وجهي، لكنني عاجزة عن التنفس.. أشهق بصعوبةٍ وأخرج ذلك النفس كأنه مدفونٌ تحت رُكامِ زنزالٍ.

«تشجعي عزيزتي، افتحي عينيكِ هيا!» تحدث الصوت بالقرب يدفعني إلى فتح عينيّ والرمش عدة مراتٍ لأن الغشاء الضبابي يأبى الزوال، لكن بالنهاية ظهر وجه مألوف وكان يخص جوليا.

«ج،جوليا!» نطقت اسمها بصعوبة أراها تعض شفتيها، تفتح فمها ثم تغلقه ولم أفهم بالضبط ما الذي يحدث.. أين أنا؟

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن