كاراميل

٦٤ | الأيام الزرقاء |

‹أنا خائف من أن أعيش ولكن خائف من أن أموت.›
ما معنى أن يسيطر عليك الظلام والاكتئاب؟
ما معنى أن تفقد الأمل من هذه الحياة؟
ما معنى أن تكون مشلولا؟

لقد قُلت أنني بخير، لكنني الآن أتساءل عن حقيقة الترهات التي اعتدتُ التفوه بها من أجل التظاهر فقط.

بعد نهاية كل يومٍ أجدني مستنزفًا، كاذبًا. لا يمكنني الهرب من هذا الشعور الذي يقتلني ببطء من الداخل. الأصوات التي تغلي بداخلي لا تسكت أبداً، هي تصرخ بشدة لحد البحة، تخبرني أن هناك شيئاً خاطئاً بي.

إنه لخانقٌ جداً أن تجد أنك عالق في الجسد الذي ولدت فيه، لا يمكنك أن تحب نفسك، عائلتك، موطنك. كل شيء حولك يسبب لك الألم الحاد. بسبب موقف واحد يتحول كل الحب المكدس بداخلكَ إلى شكوكٍ وقرفٍ خصيصًا أنه انتهى بك تتخبط بين الماضي والحاضر المزيفانِ، لا تزال متمسكاً بحبك القديم لتلك الحياة التي ولت لكن كرهك الحالي يرغمكَ على الرضوخ للمنطق رغم أنها ليست الحياة التي تحلم أن تعيشها.

الكثير من الأسئلة المشككة داخل رأسي تدفعني للذعر، قلبي مشتت ولن أكذب خلال حديثي مع نفسي وأقول أنني بخير. لربما فعلا كل شيء يحدث لسبب وهذا ما يسمى بالقدر ويبدو قدري مظلم جداً كروحي المشوهة التي لم تحظى بأي سلامٍ من قبل فكل شيء كان تمثيلية خدعتُ بها نفسي أولا.

الخوف من الموت هكذا هو ما يبقيني حيًا ليالٍ. إنني أتضرع للحلول ورغم اصطيادي كل يدٍ ملوحة نحوي أجدني لا أقدر على التحرك من هذه البقعة الموحلة. الماضي حقًا مدمر عندما يكون مشبعاً بالأكاذيب التي تسحبك كل ليلة إلى قعر الجحيم.

أنا لا أرغب في البكاء مجدداً، أنا أرغب في السلام الذي يعيشه أي شخص طبيعي. تعبٌ جدًا من كوني كثير التحسس هذه الآونة، وكثير البحث عن الملهيات التي تطفئ ألمي الذي يزداد.

أنا في نقطة الصفر حيث اتخبط بين ما هو صحيح وما هو خاطئ. أنا ذلك المراهق الموهومُ والشاب البائس الذي لن يجد من يحبه بهذه العقلية المعقدة المريضة. في بعض الأحيان أكره ما اكون عليه لأنني لا أقدر على إيقاف هذا النوع من المشاعر التي يستهين بها كل من حولي وقاحة.

لست مثالياً لأكون خالياً من الأخطاء لكنني تغاضيتُ كفاية قبلا لينتهي بي حاليا اختيار أن أكون صريحًا وواضحًا مع الأشياء التي أهتم لها ولا ارغب في فقدانها. هذه الأشياء، هؤلاء الأشخاص، هذا الزمن بالتحديد أوضح لي أن الشخص المُتعلق ينتهي به إلى الخسارة مرارًا وتكرارًا حتى يصبح مخدراً لا يقدر حتى على أن يرفع جسده من سريره.