١٣ | الكيوبيد الشرير |

11.7K 1.2K 1K
                                    

مر وقتٌ طويل ولست أدري ما الذي يحدث بالضبط. الموقف غريب، والشعور الذي يستوطن صدري أكثر غرابة. لقد غفى وسط حضني بينما أن لا أزال مستيقظة وألف ذراعاي حول رقبته، لا يمكنني التفكير إلا في الطريقة التي انفعل بها، طريقة بكاءه وصراخه...شعرت أن ما يقوله لا يعبر إلا عن ربع ما يخفيه.

هل هو طفل حساس حتى يبكي بهذه الطريقة الهستيرية على صديقه؟ لا أقصد السخرية من جروحه ولكن شعرت أنه يضخم الأمر بطريقة مخيفة...

لا أدري لو كان عليّ الاستسلام للفراغ الذي ينهشني أم الخوف من المشاعر المختلطة التي جربتها؛ وكأنني أشعر بالغرابة في جسدي، وكأن الحكة تلازم جلدي؛ كأن لي حساسة من كل ما تورطت به.

لا يمكنني النوم وكلما حاولت أن أغفوا بـ اسناد ذقني على رأسه والاسترخاء...يعود صوته داخل ذهني لأفزع.

أغمضت عيناي وأعدت ذلك الحوار بداخلي...

كان من المؤلم أن أراها تعاني بسببي، لقد نشأت ضمن اليأس إلى أن التقيت ذلك الفتى وأعاد لي الأمل قليلا...

ما الذي جعل والدته تعاني بالضبط؟ ولما الأمر بسببه؟

بسببه كنت ذلك الشخص الناجح، بسببه تفوقت وقد عوضت كل سنوات الظلام. لقد تعافيت كليا وأصبحت شخصا آخر، أصبحت الشخص الذي كان يجب أن أكونه.

لماذا كان يعيش في الظلام من الأصل؟

صديقي الوحيد رحل كما رحل الجميع، لقد وعدني أنه سيكون الشخص الوحيد من حياتي الذي سينجو من السرطان لكنه كذب.

سيكون الشخص الوحيد الذي ينجو من السرطان؟ من لم ينجو قبله؟

أن أبقى الوحيد هنا وسط مجموعة من الأصدقاء لا يعني أنني محظوظ، يعني أنهم كذبوا علي وتركوني أتفعن.

مجددا لم أفهم! الكثير من الاحتمالات داخل رأسي...

لا تنظري لي وأنا هكذا، كاراميل أرجوك لا تفعلي، أنا ضعيف.

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن