العشرون | وتسيد الأسد |
قبل القراءة متنسوش التصويت على الفصل والتعليق برأيكم بعد الفصل .صلوا على نبي الرحمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يجلس جواره وهو يضم ذراعيه يقي نفسه برد الشتاء يحدق بالسماء يتنفس نفس عميق، قبل أن يخرج أنفاسه ببطء مبتسمًا بسمة صغيرة يحرر ذراعيه يفردهما في المكان حوله بتأثر من تلك الأجواء الساحرة وذلك الصفاء الذي يحيط بهم، يتمتم تمتمات خافتة :
_ سبحان الله .
وكان هذا زيان الذي يحيا بعالمه منفردًا محلقًا بعيدًا عن السرب، يقف أمام المعتصم والذي كان يجلس بملامح متغضنة سوداء جامدة خلفه يضم كفيه مستندًا بهما على قدمه وهو يراقبه بوجوم قابض للنفس، وزيان مايزال في عالمه يحلق ويتأمل يشعر بروحه تطوف بخفة غير طبيعية .
واخيرًا انتهى زيان من تأمله المسائي، يفتح عيونه ببطء مستديرًا صوب المقاعد بنفس بسمته الصافية، قبل أن ينتفض للخلف حين أبصر نظرات وتعابير وجه المعتصم يهتف بفزع :
_ أوف يا لطيــــــــف.
رفع له المعتصم حاجبه بضيق شديد وقد أسودت ملامحه أكثر وأكثر حتى بدأ زيان يشعر بالريبة ليتراجع للخلف مرددًا بقلق :
- والله فانية يا أخي .
رفع المعتصم عيونه بشر له ليكمل زيان :
_ لا يستحق الأمر منك هذا الغضب، هل أنت غاضب لأنك سُحبت من غرفتك يوم عقد قرآنك ؟؟
نظر له المعتصم دون كلمة بوجه جامد ليتحرك زيان يجلس جواره بهدوء وهو يربت على كتفه مواسيًا :
_ هونها عليك يا معتصم، أنظر للملك لم يكد يعقد قرآنه، حتى وجد نفسه في محاكمة ومن ثم حرب ولا ينقصه سوى خروج والده من قبره ليعكر عليه المتبقي من عمره .
وفر المعتصم بصوت مرتفع وهو يمسح وجهه :
_ أُدعى المعتصم، ثم كان من المفترض أن اقود أنا الجيوش وليس الملك، هذا عملي وواجبي أنا.
تشنجت ملامح زيان دون فهم، يحاول أن يدرك ما يقصده المعتصم :
_ أنت حزين لأن الملك لم يرد إفساد عقد قرآنك وازعاجك وذهب هو للحرب ؟!
ختم حديثه يبتعد بضع أنشات عن المعتصم وكأنه يخشى أن تمسه عدوى ما، ينظر له من فوق لاسفل دون كلمة، بينما نظر له المعتصم بحاجب مرفوع :
_ أنا قائد الجيوش وهذا واجبي زيان، ألا تستوعب، أشعر أنني أهملت كثيرًا فيما يجب أن أفعل مؤخرًا .
ختم حديثه وهو يمسح وجهه يرفض الاعتراف داخله أنها السبب، وجزء منه يوبخه دون اهتمام أو حتى تردد "وماذا إن كانت السبب ؟؟"

أنت تقرأ
أسد مشكى "ما بعد الجلاء "
Adventureمشكى " درة الممالك الأربعة " مملكة كان ذنبها الوحيد جمالها، مرت بالكثير والكثير هي وشعبها، حتى ظنوا أن لا ملجأ لهم، لكن الله شاء ونجت من محنتها، خرجت من كهف الظلمات صوب شمس الحرية . لكن يبدو أن شمس الحرية أعمت عيون شعب اعتاد الظلام لشهور طويلة، اغم...