السادس عشر | حريق ذكريات |
قبل القراءة متنسوش تفاعل بالتصويت ورأيكم بعد القراءة .
صلوا على نبي الرحمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حركت عيونها بسرعة وتحفز صوب ذلك الجسد الذي اقتحم غرفتها، تطيل التحديق به دون فهم، جسد يتشح بالاسود وقد بدا من الهيئة الخارجية ذكوري، تنفست سلمى ببطء وهي تنهض بهدوء وكأنها تبدي له ردة فعل طبيعية، تظهر له أنها تأمن لوجود غريب داخل غرفتها وإن كان العكس يدور داخلها .
_ من أنت ؟! وماذا تفعل داخل غرفتي ؟؟
اطال الرجل _والذي لم يظهر من وجهه سوى عيون سوداء فقط_ النظر لها دون ردة فعل محددة وهي فقط مالت برأسها بريبة، بينما الأخير ينتظر فقط أن يقضي غرضه ويرحل من هنا كما كان يفعل لأيام، متعجبًا أنها مستيقظة اليوم على العكس المتوقع.
وكذلك يتعجب صمتها المريب، في حين أنه كان يستعد لصراخ ورعب جلي يصمته هو بحقنة اعشاب يحملها بين طيات ثيابه .
ومن بين أفكاره المتقاذفة حول غرابة تلك المرأة، فجأة ودون مقدمات وجد قدمها تصطدم بعنف مريع بعظام وجهه حتى شعر بها تتفتت تحت وقع ضربتها .
وكان الأمر مفاجئًا من جهة سلمى والتي بمجرد أن ابصرته ولم يتبادر بزهنها سوى نفس الحقير الذي جرح موزي وسرق معطفها .
ومن بعد الضربة الأولى، لم يشعر الرجل سوى بجسده يحتضن الجدار خلفه بقوة بعد لكمة أخرى، يشعر برأسه سيسقط عن جسده لشدة الارتطام الذي صابه منذ ثواني، يتنفس بصعوبة وقد شعر بالدماء تسير على وجهه، يرفض اخراج صرخة واحدة قد تفسد الخطة الخاصة بهم، ولم يكد يتنفس نفس اضافي حتى شعر بباقي عظام جسده يُطحن داخل الجدار وصوت خلفه يردد :
_ هل تظنني لطيفة يا هذا ؟؟
حاول الرجل إدارة رأسه لينظر لها وهو يتنفس بصعوبة، ليبصر وجهها القريب، ويقسم أنه لو كان في موقف آخر وبكامل صحته لأسمعها اشعارًا عن مدى اللطف الذي تظهر به .
فجأة أبصر بسمة مرعبة ترتسم على فمها وهي تردد بفحيح :
- نعم هذه هي نفسها النظرة التي كان يرمقني بها الجميع قبل أن يواري التراب أجسادهم .
ختمت جملتها تثني ذراعه بقوة حتى شعر أنها فصلته بالكامل، يعض شفتيه كاتمًا تأوهه بصعوبة، وصوتها ما يزال يصدح :
_ كان يمكنني أن احسن الظن بك بأنك اخطأت الغرفة على سبيل المثال، لكن اقتحامك لغرفة امرأة وتأملك الوقح لها، يلغي أي حسن نية قد أظنه بك، والآن بكل هدوء ستتحدث وتخبرني ما الذي تريده ؟؟
نظر لها الرجل بصمت حتى بدأت تصدق هي أنه أبكم، فمنذ دخل لم ينبث ببنت شفة أو حتى يخرج صرخة رغم كل ما تلقاه على يديها، ولم يكن منه سوى أن همس بصوت خافت :

أنت تقرأ
أسد مشكى "ما بعد الجلاء "
Aventuraمشكى " درة الممالك الأربعة " مملكة كان ذنبها الوحيد جمالها، مرت بالكثير والكثير هي وشعبها، حتى ظنوا أن لا ملجأ لهم، لكن الله شاء ونجت من محنتها، خرجت من كهف الظلمات صوب شمس الحرية . لكن يبدو أن شمس الحرية أعمت عيون شعب اعتاد الظلام لشهور طويلة، اغم...