الفتى الذي كان شبحًا

6K 244 12
                                    

قرأ (جيس) كتاب " حبيبتي شبح " الذي إشتراه من المكتبة
نبذة عن القصة
"تتحدث القصة عن شاب أحب فتاة لكنه لم يعترف لها ، وبعد مرور سنوات إختفت دون سابق إنذار ، وإفتقدها كثيرًا وكان يبحث ويسأل عنها دائمًا ، وذات يوم رأها تمر أمامه كالطيف ومرت الأيام وهو يراها مرة هنا ومرة هناك .. تمشي .. تجلس .. بملامح حزينة ، كانت تظهر له وتختفي فورًا ، وكان يظن أنه يتخيل لكنه إستطاع التحدث إليها في يوم من الأيام وأخبرته أنها أصبحت شبح ، وكان قد أصيب بالصدمة لكنه تشجع فهو لا يريد أن يراها هكذا لأنه يحبها وإعترف لها بحبه وعادت الفتاة كما كانت ، وكان حبه لها هو منقذها "
(جيس) وهو يشعر بنبضات قلبه يتسارع : وااااه ! يا لها من قصة ماذا لو كانت (مارتينا) شبح هل يجب إعادتها بهذه الطريقة !؟ هذا..هذا محرج ! ،

وفي منزل (راندي) كان (أندري) يستعيد كل ذكرياته منذ أن كان صغيرًا
(أندري) يحكي قصة حياته المأساوية : عندما كنت صغيرًا كنت أقرب لأمي أكثر من أبي .. كانت تبقى معي في المنزل عندما يذهب أبي إلى العمل وأخي إلى المدرسة .. كانت حنونة تشاركني وتلعب معي وتعلمني أشياء كثيرة كانت تقرأ لي قصصًا وكانت دائمًا تتمنى أن أصبح فتى متميز ومتفوق ومهذب ومحترم وبكل الصفات الجميلة وذلك عندما أكبر ..
حتى جاء ذاك اليوم الذي جعلني أفتقدها إلى اليوم .. في ذلك اليوم خرجت مع أمي وكنا في طريقنا إلى الحديقة لأستمتع باللعب هناك مع بعض الأولاد ..
وعندما وصلنا ركضت متحمسًا وسعيدًا وبعد أن إنتهى الجميع من اللعب عادوا مع والدتهم وكنا آخر من يعود لأنني مازلت أريد اللعب .. ولعبت مع أمي وكانت الإبتسامة لا تفارقها وقذفتُ الكرة بعيدًا وأخبرتها أنني سأذهب لإحضاره فسمحت لي وتركتها وهذا أكثر ما ندمت عليه .. تأخرت بالعودة إليها بحثًا عن الكرة .. وما إن وجدتها عدت إلى أمي وأوقعت الكرة من يدي عندما رأيت رجل غريب يتحدث إليها بغضب ..
لقد كان يطلب المال ولم تكن مع أمي المال المطلوب وإتجه الرجل نحوي وأمسك بي وأنا أصرخ وأبكي بصوت عال لكن لم يكن هناك أحد .. وكانت أمي تبكي وتتوسل إليه ليتركني فأنا طفل بريئ ..
ورماني أرضًا وأخرج من جيبه سكينًا وإقترب من أمي وأنا أتفرج .. كنت عاجزًا لا أعرف ماذا أفعل فأنا طفل لا يعرف سوى البكاء والصراخ ..
وكانت أمي تعرف أن نهايتها وشيكة وطلبت مني أنا أهرب كي لا يقتلني بعدها أو كي لا أراها مقتولة أمامي .. وكنت أرفض تركها بل كان قدماي لا تقدران على الحركة ..
وطعنها ذاك الشرير أمامي بوحشية وأنا أصرخ بقوة بإسمها .. ونظر إلي الرجل نظرة مخيفة وهرب تاركني وحدي مع جثة أمي ..
وزحفت نحوها وبدأت أحركها بهدوء وأنادي بإسمها وأطلب منها أن تستيقظ وأن لا تتركني .. وكانت دموعي تسقط عليها وحركتها بقوة أكبر لعلها تستجيب لكنها كانت قد فارقت الحياة ..
وأمسكت برأسها أضمها إلى صدري وأنا طفل صغير لا أعرف كيف أتصرف وكنت أكلمها بين شهقاتي وألوم نفسي لأنني تركتها لأجل كرة ..
حتى إجتمع الناس حولي وإنتزعوني من أمي فكنت أمسك بها بقوة وأرفض تركها .. ولم أتذكر شيئًا فقط أغمي عليها حينها ..
وعندما إستيقظت كان أبي وأخي بجانبي وعيناهما ممتلئة بالدموع .. وسألت فورًا أين هي أمي .. لم يجبني أبي أما أخي فبدأ يبكي بحرقة .. وتجمعت الدموع في عيناي مجددًا فقد تذكرت الرجل وهو يقتلها .. وإنفجرت من البكاء وضمني أبي إلى حضنه وضم أخي أيضًا .. كنا نبكي على فراق أمي ..
ومنذ ذاك اليوم أصبت بحالة نفسية أرتجف كلما تذكرت ذلك ..
إلى أن تحسنت قليلًا وأصبحت هادئًا باردًا لا أتحمس لشيء خشية أن أفقدها .. حتى كبرت ..
كنت في المدرسة متفوقًا كما تمنت أمي ولم أكن أهتم بتكوين الصداقات أبدًا بل لم أكلم أحدًا إلا في الأمور المهمة جدًا .. وكنت في نظر الجميع فتى سيء ومخيف وكانوا زملائي يغارون مني ويحسدونني على تفوقي الدائم لكن كانت هناك فتاة تحب التحدث إلي وتحاول مواساتي فهي تظن أنني أتأثر بكلامهم ربما كانت الوحيدة من أكلمهم أكثر من الجميع لقد كانت صديقة جيدة ..
وفي آخر مرحلة لي في الإبتدائية وبعد إختبار النهائي ذهبت وحدي لأستلم شهادتي لإنشغال أخي وأبي وكنت أعرف أنه لو كانت أمي حية كانت سترافقني وهي فخورة بي ..
وقبل عودتي أضعت حقيبتي يومها وفيه بعض المال لأستقل الباص عند عودتي .. وهكذا عدت سيرًا على الأقدام وأنا أحمل هداياتي وشهادتي ..
كان الطريق مخيفًا لا يوجد أحد .. شعرت بأن شخص يلحق بي وكلما إلتفت لا أجد أحدًا .. وكان لدي شعور غريب وقتها وجائتني صورة الرجل وهو يطعن أمي ويقتلها .. أمسكت رأسي بألم وفجأة ضربني أحد من الخلف ووقعت أرضًا وقبل أن أفقد وعيي رأيته ..
إنه نفس الفتى الذي يتنافس معي على الصدارة بل هو .. الفتى الذي يحسدني على تفوقي الدائم الذي ينظر إلي نظرة مخيفة .. لقد كان يبتسم إبتسامة جانبية وقال بإختصار " فالتختفي " وفقدت وعيي ..
وعندما إستيقظت كنت في نفس المكان .. إستغربت وبدأت أسئلة كثيرة تدور في رأسي تريد إجابة لما يحصل .. أين الناس ؟ لمن لم يروني ؟ ألم يبحثا عني أبي وأخي ؟ وأين شهادتي وهداياتي ؟ ما الذي يجري ؟ ..
وإتجهت إلى منزل ذاك الفتى وأنا غاضب وعندما وصلت كانوا المسعفين ينقلونه .. هذا غريب كان بصحة جيدة ما الذي حدث ؟ .. وكانت والدته تصرخ وهي تبكي وتقول أن إبنها قد مات فجأة ! ..
تجمدت مكاني من الصدمة .. ما الذي يجري هنا ؟؟ .ما الذي حدث بالضبط ؟..
وتذكرت أمي عندما رأيت والدة الفتى تتعلق بإبنها وتمنعهم من أخذه منها .. تذكرت أنني كنت أمسك بأمي وأضمها وأرفض تركها ..
وسألت أحد المسعفين لكنه لم يرد علي .. أهو منشغل ؟ أم أنه لم يسمعني ؟ أم أنه تجاهلني ؟؟ ..
وإتجهت إلى منزلي وكنت في الطريق أحاول لمس وإمساك شيء لكن فاجئني عندما عبرت يدي من خلال الأشياء التي حاولت لمسها .. عندها صرخت بصوت عال لكن لم ينتبه إلي أحد وكأنني لم أصرخ ..
وأردت دخول محل وعند البوابة كان الباب سيصطدم بي لكن عبرت من خلاله .. وحاولت إيقاع الأشياء وكان هذا مستحيلًا .. عندها أدركت أنني شبح فقلبي لا ينبض ولا يمكنني الأكل ورأسي دائمًا يؤلمني ..
وعدت إلى المنزل وكانت هداياتي وشهادتي على الطاولة .. وكان أبي وأخي (راندي) يلومان نفسيهما بعدم إهتمامهما بي وأنهما تركاني وكانا يبكيان فهما ظنا أنني تعرضت للخطف أو ما شابه .. وكانا لا يريدان أن يفتقداني بعد أن فقدنا أمي ..
وحاولت التحدث إليهما لكنهما لا يقدران على سماعي ولا رؤيتي .. وحاولت جذب إنتباههما بأفعال لم أكن أفعلها ..
حتى يأست وأنا أتألم فهما يتحدثان عني وكأنني لست بينهما .. ونمت لعلي أستيقظ من هذا الكابوس ..

حبيبٰٰٖٖٺـي ٱلشَبٰٖححيث تعيش القصص. اكتشف الآن