---
الجزء الثالث: ظهور البطل
مرّت الأيام، وكان الوضع في منزل إيفا يزداد صعوبة. عائلتها مصممة على منعها من العودة إلى الجامعة، لكن إصرارها على تحقيق أحلامها كان يحفزها على مقاومة ضغوطهم. كانت تأخذ دروسها بجد، رغم أنها كانت تتعرض لتوبيخ مستمر من والدها، لكنها كانت متمسكة بإرادتها.
في يوم من الأيام، كان هناك حدث في الجامعة، وكان من المفترض أن يتحدث فيه رجل أعمال مشهور. إيفا لم تكن تود الذهاب، لكنها شعرت بأنه يجب عليها الاستماع. كان مايكل، صاحب السلاسل الكبرى من المطاعم والكافيهات، هو المتحدث.
عندما صعد إلى المنصة، كان يحمل جاذبية غامضة، لكن نظراته كانت تعكس اللامبالاة. بدأ يتحدث عن النجاح والأعمال، لكن إيفا كانت تشعر بنفور تجاهه. لم يكن فقط باردًا وغامضًا، بل كان يتفاخر بنجاحاته بطريقة نرجسية تجعلك تشعر بعدم الارتياح.
تذكرت حادثة صباحية عندما سكب القهوة على ملابسه قبل المحاضرة. لم يكن ذلك مجرد حادث؛ بل كان إيفا محط استهزاءه. كانت تفكر في أن تلك اللحظة ستؤثر على موقفه منها، وبالفعل، كان يعاملها بتعالي وكأنها لا تساوي شيئًا.
بعد انتهاء الحدث، قررت إيفا الاقتراب منه رغم كراهيتها له. "مرحبًا، أظن أنك لا تزال غاضبًا بسبب القهوة. كان ذلك غير مقصود." ردت بتردد.
نظر إليها مايكل ببرود، وقال: "لا يهم. لكن من الأفضل أن تكوني أكثر حذرًا في المرات القادمة." ثم استدار مغادرًا، تاركًا إياها تشعر بالإحباط.
بينما كانت إيفا تتجول في الحرم الجامعي، بدأت تشعر بأن تلك الشخصية الغامضة تحمل شيئًا من الألم. ربما كان يحاول إخفاء مشاعره تحت قناع الكبرياء. ومع ذلك، كان من الصعب عليها أن تتجاوز انطباعه الأول.
ومع مرور الأيام، بدأت تتوالى اللقاءات غير المتوقعة بينهما، سواء في الكافيهات أو الفعاليات الجامعية. كان دائمًا يتجنب النظر إليها، لكنها كانت تشعر بجاذبية غريبة تجاهه، حتى وهي تدرك أنه يكن لها الكراهية.
في أحد الأيام، قررت إيفا أن تتحدث معه مرة أخرى، "لماذا دائمًا تفضل الابتعاد عن الآخرين؟ هل هو عدم اهتمام أم شيء آخر؟"
أجابها مايكل بتكبر، "الأشخاص مثلك لا يفهمون الضغوطات التي أتعرض لها. لدي طموحات كبيرة، وليس لدي الوقت للعب مع من لا يستحق."
أثارت كلماته شعورًا بالاستفزاز داخل إيفا، لكنها في ذات الوقت كانت تريد أن تكتشف ما وراء قناع الغموض الذي يحيط به. كانت تعلم أن هناك شيئًا أعمق في شخصيته، حتى لو كان يتظاهر بأنه غير مهتم.
وفي أحد الأيام، بينما كانوا يتناولون القهوة معًا، قررت إيفا أن تعبر عن مشاعرها. "مايكل، لا أعتقد أنك شخص سيئ. ربما لديك أسبابك، لكن عليك أن تتعلم أن تسمح للآخرين بدخول حياتك."
أنت تقرأ
صَوْتٌ فِي الظَّلامِ
Mystery / Thrillerفي عالم مليء بالتحديات والقيود الاجتماعية، تعيش إيفا، الفتاة الطموحة ذات التسعة عشر عامًا، حلمها في دراسة الهندسة. ولكن، تواجهها عائلتها بعادات وتقاليد صارمة، حيث يُفضلون أخاها على حساب أحلامها. بينما تتلقى الضغوطات من الجميع، تجد إيفا في صديقتيها،...