البارت العاشر: بين الخوف و الأمل

19 4 3
                                    

حتى وإن غابت الأمل في عيوننا، سأظل معكِ، لأن وجودي بجانبك هو الأمل ذاته."

إذا كان الضعف سيأخذ مني كل ما أُحب، فلن أسمح له بأن يغتال الأمل في قلبي. "

سأظل أقاتل من أجلها، وسأظل هنا، أضع كل قوتي لتكون هي بخير. لأن الحياة دونها لا طعم لها، ونحن لا نستحق الخوف من فقدان من نحب، بل نستحق أن نعيش معًا حتى النهاية."

"لن تذهب رين وحدها في معركتها، وأنا هنا، سأكون السند لها دائمًا."

---

توقفت السيارة أمام منزل إيفا، وأحاطهما صمت خفيف لكن ثقيل بالمشاعر غير المعلنة. نظر مايكل إليها، مترددًا للحظة قبل أن يتحدث:

"أظن... اصبحنا أصدقاء، صحيح؟"

كلماته خرجت هادئة، لكنها حملت تساؤلًا خفيًا كأنه ينتظر منها إجابة تؤكد هذا الشعور الغريب الذي بدأ يزحف إلى قلبه.

بادلته إيفا نظرة قصيرة، حاولت أن تحافظ على تماسكها رغم اضطراب مشاعرها، ثم ابتسمت مدعية الثقة، ومدّت يدها تصافحه:

"أصدقاء."

حين تلاقت أيديهما، شعرت إيفا بدفء غير متوقع، أنفاسها تلاحقت بشكل طفيف، وحاولت ألا تُظهر أي انفعال قد يكشف ارتباكها.

بعد أن أغلقت باب السيارة وراءها، لم تستطع منع نفسها من التوقف للحظة قبل الدخول إلى المنزل، وعقلها يعيد شريط تلك الليلة.

تذكرت كل لحظة من عشاءهما، كيف كان ينظر إليها بنظرات تحمل شيئًا مختلفًا، وكيف شعرت بأنها تُعامل بطريقة لم تعهدها من أحد.

قلبها كان ينبض بسرعة كلما فكرت في ابتسامته الهادئة ونظراته الحادة التي تختبئ وراءها ملامح مشاعر لم تفهمها بعد.

لكنها كانت تعرف أنها تشعر بشيء عميق تجاهه، شيء يخيفها بقدر ما يجذبها.

---

في طريقه إلى المنزل، كانت يد مايكل لا تزال تشعر بملمس يدها الناعمة، كأن أثر مصافحتهما لم يتركه بعد.

ابتسم لنفسه متعجبًا من هذا الشعور الجديد، الذي لم يعرفه منذ وفاة زوجته.

حاول أن يقنع نفسه أن الأمر مجرد صداقة، لكنه كان يعلم داخله أن هناك شيئًا آخر يشتعل بينهما.

أفكاره ظلت تلاحقه، يتذكر ضحكاتها الخفيفة، وطريقة حديثها البسيطة، وكيف جعلته يشعر وكأنه عاد شابًا مرة أخرى.

  صَوْتٌ فِي الظَّلامِ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن