البارت الثامن: الخطوبة

39 5 5
                                    

---

استفاقت إيفا من نومها على صوت المنبه، وكأنها كانت تحاول أن تظل نائمة إلى الأبد.

كان اليوم الذي طالما تجنبته قد حل، يوم الخطوبة الذي كانت تعتبره كابوسًا يلاحقها.

قلبها كان ينبض بسرعة، وكأن كل نبضة تعلن عن رفضها لهذا اليوم. كانت تكره فكرة الجواز، وتعتبره قيدًا، عبئًا ثقيلًا عليها.

مشاعرها كانت مشوشة، وفي كل مرة تتذكر أن اليوم هو بداية حياتها مع شخص لا تعرفه، يتساقط ثقل من قلبها.

شعرت بأنها غير قادرة على التنفس، وكأنها محاصرة بين جدران هذه اللحظة التي لا مفر منها.

أخذت نفسًا عميقًا، وحاولت إقناع نفسها بأنها يجب أن تتقبل ما سيحدث، لكن في أعماقها كان الغضب يعصف بها.

لم تكن تريد هذه الحياة التي اختارتها عائلتها لها، ولا كانت مستعدة لارتداء قناع السعادة الذي كان يفرضه الجميع.
-

--

بعد أن استحمت، شعرت إيفا وكأن الماء يغسل عنها بعضًا من قلقها، لكن سرعان ما شعرت بثقل اليوم يعود إليها.

ارتدت ملابسها، ثم نزلت إلى المائدة حيث كانت عائلتها تنتظرها.

الجو كان هادئًا، وعين والدتها ميون كانت تتبعها بتفحص، كأنها تنتظر كل حركة منها.

لكن إيفا كانت مشغولة بمشاعرها، وأفكارها المبعثرة التي جعلتها تشعر وكأنها تغرق في بحر من الصمت.

لكنها حاولت أن تتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. جلست مع عائلتها، وتناولت الإفطار بهدوء، محاولًة ألا تُظهر توترها.

كان الطعام يبدو وكأنّه جزء من الروتين اليومي الذي لا علاقة له بحجم الحدث الذي سيحدث بعد ساعات.

في تلك اللحظات، كانت صديقتاها إيما ورين قد وصلتا، وقررتا أن يبقيا معها قليلاً قبل أن تذهب إلى مكان الخطوبة.

جلسوا معًا، وكل واحدة منهن تحاول أن تُنسيها ثقل اليوم.

كانت إيما، كما هي عادتها، تبعث الأمل في قلب إيفا بكلماتها المشجعة، بينما رين كانت تُمسك بيد إيفا بلطف، تكاد تقرأ ما في قلبها.

ومع كل لحظة تقضيهما معها، بدأ الحزن يتبدد قليلاً، وتناست ولو لبعض الوقت مشاعرها.

كانت الضحكات تملأ المكان، وأصواتهن تضفي نوعًا من السعادة في قلب إيفا. ولكن، مع اقتراب الوقت، كانت تلك اللحظات السعيدة تتلاشى لتترك مكانًا للقلق الذي يعصف بقلبها من جديد.

  صَوْتٌ فِي الظَّلامِ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن