البارت الخامس: ظل الذكريات

49 9 3
                                    


دخلت إيفا الشركة، وارتبكت لحظة أمام جمال التصميم الداخلي. كانت الألوان الفاخرة والأثاث العصري تثير إعجابها. بينما كانت تتجول في الممرات الواسعة، شعرت بشيء من الخجل والدهشة. لكن سرعان ما تذكرت كراهيتها لـمايكل، مما أعاد لها ثقتها.

اقتربت من مكتب السكرتيرة، وسألت بفضول: "عذرًا، هل يمكنك إخباري أين يمكنني أن أجد مايكل؟"

نظرت إليها السكرتيرة برفع حاجبيها، وقالت: "ومَن أنتي؟ السيد مايكل مشغول حاليًا، فهو ينتظر ضيفًا."

"أنا إيفا، هو الذي اتصل بي"، أجابت وهي تحاول أن تبدو واثقة.

عندها، اعتذرت السكرتيرة بابتسامة خفيفة، ثم قالت: "آسفة على الإزعاج، دعيني أوصلك إليه."

قادت السكرتيرة إيفا عبر الممرات إلى مكتب مايكل. كانت إيفا تشعر بالتوتر، وفي نفس الوقت، اندهشت من احترافية المكان. عندما اقتربتا من المكتب، توقفت السكرتيرة وطرقت الباب، قبل أن تدخل وتقول: "سيدي، إيفا هنا."

أحست إيفا بخفقان قلبها، لكنها حاولت أن تكون قوية. دخلت المكتب، ووجدت مايكل يجلس وراء مكتبه، وعيناه تلاقتا بعينيها. شعرت بشيء من التوتر والارتباك، لكنها تذكرت كراهيتها له، وأدركت أنها هنا

دخلت إيفا المكتب بخطوات مترددة، وهي تحاول إخفاء مشاعر القلق التي تتقافز في صدرها. كانت الأضواء الساطعة في المكتب تبرز وجه مايكل الجاد، وقلوبها تتسارع كلما اقتربت منه. "مرحبًا، مايكل"، نطقت بها بصوت منخفض، متظاهرة بعدم الاكتراث.

رفع مايكل عينيه من على الأوراق، وعندما التقت نظراتهما، شعرت بصدمة من عبوس وجهه. "شكرًا لمجيئك، إيفا"، قال ببرود. "أحتاج إلى الحديث."

"ماذا تريد؟" سألت، وهي تحاول السيطرة على مشاعرها المتأججة.

"لا أريد الزواج منك، ولا أفكر في ذلك. قلبي ما زال مع ليزا، زوجتي المتوفاة. لا أستطيع فتح قلبي لشخص آخر."

صدمتها كلماته، ورغم ذلك، كانت لديها استراتيجية. "وأنا كذلك، لا أريدك في حياتي! لدي حبيب في الجامعة، وهو يقدّرني ويعرف من أنا." كذبت بجرأة، محاولة إظهار القوة رغم انكسارها.

فوجئ مايكل بسماع ذلك، ونظراته بدأت تتغير. "هل تعنين ما تقولين؟"

"نعم، بالتأكيد. لا أريد أن أكون ظلًا لذكرياتك. أنا هنا لأعيش حياتي." حاولت أن تبدو واثقة، ولكن كانت كلماتها كفيلة بإشعال نيران الغضب في قلبها.

تجمدت ملامح مايكل، وشعر بالتوتر يملأ الغرفة. "أنتِ تعلمين أن الأمر ليس بهذه السهولة. ليزا كانت جزءًا من حياتي، وفقدانها كان مؤلمًا."

"وأنا لا أريد أن أكون سببًا في المزيد من الألم!" صاحت إيفا، بينما كان الغضب يتصاعد في عروقها. "لذا، إذا كنتَ لا تستطيع أن تتركني في سلام، سأضطر للرحيل!"

  صَوْتٌ فِي الظَّلامِ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن