البارت السابع: خلف ستار الماضي

29 4 4
                                    


---

بعد خروجه من الكافيه، توجه مايكل إلى شركته بخطوات واثقة تليق بشخص لا يقبل الهزيمة.

المبنى الشاهق الذي يحمل اسم عائلته كان شاهداً على تاريخ طويل من النجاح، لكن بداخل مايكل، كان هناك ما يفوق العمل أهميةً؛ ذكرى والده الذي أسس هذا الصرح وجعله إرثاً له.

عند وصوله إلى مكتبه، لمح مساعده جون ينتظره، وعيناه تحملان قلقاً مستتراً.

دخل مايكل مكتبه وتبعته نظرات الموظفين المحيطة به، تملؤها رهبة وشيء من الإعجاب.

لم تكد تمضي بضع لحظات حتى دلف جون إلى المكتب بخطوات ثقيلة، وعلى وجهه ملامح تدل على حمل ثقيل يريد مشاركته.

"مايكل، لدينا مشكلة كبيرة في المشروع الجديد... هناك عوائق تقنية متراكمة، والمستثمرون يضغطون بشدة للحصول على نتائج."

رفع مايكل بصره نحو جون، وعيناه تحملان مزيجاً من التركيز والصرامة، لكنه أخفى شيئاً من القلق الذي انتابه؛ فهو يعرف تماماً أن أي خطأ قد يعيدهم خطوات للخلف.

تأمل قليلاً، ثم قال بصوت حازم:

"لا مجال للتأخير، جون. اجمع الفريق الآن. يجب أن نجد حلاً قبل الاجتماع القادم."

خرج جون من المكتب لتنفيذ الأمر، وبقي مايكل وحيداً للحظة قصيرة.

رفع عينيه ونظر إلى صورة والده الموضوعة بعناية على مكتبه.

شعر بوخزة ألم في صدره، وتذكر كل ما كان يطمح لتحقيقه من أجل أن يجعله فخوراً.

همس في نفسه بنبرة تجمع بين الحزن والعزم:

"لو كنت هنا الآن... لعلمتني كيف أواجه هذه التحديات."

قطع عليه تأمله صوت الباب يُفتح من جديد، حيث عاد جون ليُعلن أن الفريق قد اجتمع في قاعة الاجتماعات.

نهض مايكل بنظرة جامدة تخفي اضطرابًا عميقًا، وتوجه نحو القاعة بخطوات ثابتة، وكأن ثقته لا تتزعزع.

مع دخوله، توقفت الهمسات، وتركزت الأنظار عليه بترقب.

بدأ الاجتماع، واستعرض جون تفاصيل المشروع وأبرز العقبات التي واجهتهم.

الجميع كان متوترًا، يعرفون أن مايكل لا يتهاون ولا يقبل الأعذار.

وبالرغم من ذلك، بدا مايكل مسيطرًا على الموقف، يطرح الأسئلة بحدة ويستمع لكل الإجابات بعناية.

  صَوْتٌ فِي الظَّلامِ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن