"ربما كنا أعداء ، لكننا الآن نملك فرصة لبداية جديدة، فلا تفسدها بغرورك."
"ليس كل عدو يستحق أن يظل في حياتك، لكن يمكن لكل بداية جديدة أن تغير كل شيء."
"أحيانًا، العداوة طريق مختصر نحو فهمٍ أعمق."---
بعد مرور أسبوع على حفل الخطوبة، وبعد محاولات دامت أيامًا مليئة بالنقاشات الحادة والتوسل المتكرر، استطاعت إيفا أخيرًا إقناع والدها بالسماح لها بالعودة إلى الجامعة.
كانت تعلم أن هذه الموافقة هشة، وأن أي خطأ قد يعيدها إلى القيود التي لطالما أرغمتها على الانكسار.
تلك الليلة التي نالت فيها الإذن بالكاد استطاعت النوم، شعرت بفرحة غامرة، لكنها كانت فرحة مشوبة بخوف، خوفٌ أشبه بشعور السير على حافة هاوية.
أما عن أخيها، فصوته ما زال يتردد في أذنيها منذ آخر جدال دار بينهما.
كان غاضبًا بشدة، عيناه قاسية، وكلماته لم تخلُ من تهديد خفي.
لم يتقبل فكرة عودتها للدراسة، واعتبرها هزيمة لمكانته في العائلة.
نظراته تلك، كأنها سهام تلسعها وتذكرها أنها تخطت حاجزًا لم يكن يتخيل أن تتجاوزه.
رغم كل هذا، لم تسمح لنفسها بالتراجع، بل تمسكت بقرارها بعزيمة لا تنكسر.
وفي صباح عودتها للجامعة، استيقظت باكرًا قبل أن تُشرق الشمس، كأنها تخشى أن يُغيّر والدها رأيه في اللحظة الأخيرة.
جلست أمام المرآة تتأمل وجهها بملامح مترددة، تحاول أن تبتسم لعلّها تشعر ببعض الراحة، لكن تلك الابتسامة كانت مشوبة بالقلق والخوف.
ارتدت ملابسها بتوتر، وخرجت بخطوات تسبق نبضات قلبها التي تدق بعنف، وكأنها تستعد لمواجهة مصيرية.
عندما وصلت إلى بوابة الجامعة، شعرت بوقع النظرات عليها من كل جانب.
كل نظرة كانت كأنها تجردها من أسرارها، كأنهم جميعًا يعلمون معركتها، يعرفون عن قيودها وتحدياتها.
كانت عيونهم تتسائل، تتحدث بصمتها، تُظهر الفضول أو حتى الاستهزاء.
حاولت التماسك، رفعت رأسها بثبات وأخذت نفسًا عميقًا، تتذكر السبب الذي جعلها تكافح للوصول إلى هنا، وضرورة أن تظل قوية ولا تُظهر ضعفها أمام أحد.
وحين رأت صديقتيها، إيما ورين، شعرت كأنها وجدت طوق نجاة.
هرعت إيما نحوها بحماس واحتضنتها بحرارة، وهمست في أذنها بنبرة تشجيع:
أنت تقرأ
صَوْتٌ فِي الظَّلامِ
Mystery / Thrillerفي عالم مليء بالتحديات والقيود الاجتماعية، تعيش إيفا، الفتاة الطموحة ذات التسعة عشر عامًا، حلمها في دراسة الهندسة. ولكن، تواجهها عائلتها بعادات وتقاليد صارمة، حيث يُفضلون أخاها على حساب أحلامها. بينما تتلقى الضغوطات من الجميع، تجد إيفا في صديقتيها،...