الفصل السادس: تحالفات غريبة
كانت المدينة قد تحولت إلى مسرح من الفوضى، حيث كانت المخلوقات الغريبة تهاجم كل زاوية، والجدران التي كانت تحمي الأبنية القديمة قد تحطمت بفعل الضغوط الغريبة التي تعيشها المدينة. كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء، والأجواء متوترة بشكل غير طبيعي. لكن جيوفاني وسنان كانا في حاجة ماسة إلى المساعدة، كانا بحاجة إلى قوة جديدة من أجل مواجهة ما هو قادم.
بعد عدة ساعات من التحقيقات والتنسيق مع أجهزة الشرطة، قرر جيوفاني وسنان أن يتبعوا خيطًا قد يقودهما إلى أحد المقاتلين الموهوبين الذين كانا قد سمعا عنهم. في مكان بعيد عن قلب المدينة، كان هناك مخبأ مظلم تحت الأرض، حيث كان يتجمع مجموعة من المحاربين الذين يقاتلون الغيلان بشكل مستمر. كان يطلق على هذا المكان "الملاذ الأخير". عندما وصلوا، وجدوا أنفسهم أمام شخصية غريبة.
"أنتما أخيرًا هنا." قال الرجل الضخم ذو اللحية السوداء والشعر الأشعث، وهو يحدق في جيوفاني وسنان بعينين حادتين. كان يرتدي درعًا قتاليًا ثقيلًا ويعتمر قبعة سوداء. كانت نظراته مليئة بالثقة، ولكن في نفس الوقت كان هناك شيء مظلم في عينيه.
"أنت شاكس، المقاتل الذي لا يرحم." قال جيوفاني، وهو يراقب الرجل الضخم بحذر. "سمعنا الكثير عنك."
ابتسم شاكس ابتسامة غير واضحة، وكانت هناك خطوط من التجاعيد على وجهه. "إذا كنتما تبحثان عن إجابات، فتعالوا إليّ. لديَّ كل ما تحتاجان إليه."
أومأ جيوفاني وسنان لبعضهما البعض، ثم دخلا إلى المخبأ. كانت الأضواء خافتة، والأصوات الوحيدة هي صدى خطواتهم على الأرض المصنوعة من الخرسانة. بدأ شاكس يشرح لهما كيف أنه كان جزءًا من مجموعة سرية تسمى "المنظمة الصامتة" وهي عبارة عن منظمة مستقلة تمامًا عن السلطات، مهمتها الأساسية هي القضاء على الغيلان في كل مكان. كان شاكس يعتبر من أفضل المقاتلين الذين يمكن الاعتماد عليهم في هذا المجال، وكان يتمتع بمهارات غير طبيعية في التعامل مع الأسلحة.
"لقد قضيت سنوات في القتال ضد هذه الكائنات. لكن هذه المرة، الوضع مختلف. هناك شيء غريب في الظلام الذي يغلف هذا العالم، شيء أعمق من أي شيء رأيته من قبل." قال شاكس بنبرة جادة وهو يشير إلى شاشة كبيرة في الغرفة. كانت الشاشة تعرض صورًا لمخلوقات جديدة، أكبر وأكثر شراسة.
ولكن بينما كانوا يدرسون الصور ويخططون لتحركاتهم المقبلة، سمعوا صوت خطوات تقترب من المدخل. كان الصوت غير عادي، وكان يبدو كأنه يتنقل بسرعة كبيرة بين الممرات الضيقة. وعندما دخلت الشخص الذي كانوا ينتظرونه، شعروا بفرق كبير في الأجواء.
دخلت امرأة طويلة القامة، ذات جسم جذاب بشكل لا يُصدّق، وعينين تحملان برودًا غريبًا. كان شعرها الأسود الطويل يتطاير خلفها وكأن الرياح تلاحقها. كانت ترتدي معطفًا أسود من الجلد، وقبعة تظلّل عينيها. حملت مسدسًا واحدًا في يدها، وكان من الواضح أنه أداة قتل ماهرة.
"إيلي." قال شاكس بنبرة دافئة. كانت العلاقة بينه وبين إيلي واضحة؛ فهما قد عملا معًا لفترة طويلة.
إيلي، المحققة الباردة التي كانت واحدة من أبرز أعضاء المنظمة، كانت قد ظهرت للتو. "سمعت أن هناك حالة جديدة تحتاج للمساعدة." قالت بصوتها الهادئ، لكنها كانت تحمل قوة غريبة في كلماتها.
نظرت إيلي إلى جيوفاني وسنان بشكل عابر، ثم أضافت: "الغيلان التي تتعاملون معها الآن لا تشبه أي شيء واجهناه من قبل. يجب أن نكون مستعدين للقتال، ولكن الحذر هو مفتاح النجاح."
ابتسم شاكس وقال: "إيلي هنا ليست مجرد محققة، إنها واحدة من أفضل القناصين الذين يعرفون كيفية القضاء على الغيلان بسرعة ودقة."
كان جيوفاني وسنان يشعران أن هذه المرة ستكون مختلفة. لقد سمعوا عن إيلي، لكن أن يقفوا أمامها مباشرة كان أمرًا آخر. كان جمالها يكاد يكون مغريًا، لكنها لم تكن واحدة للتأثير عليها الأمور السطحية. كان مسدسها يكاد يلتصق بها كجزء من شخصيتها، وكل حركة لها كانت تحمل القدرة على قتل أي مخلوق تقابله.
"هل أنتما مستعدان؟" سأل شاكس وهو يستعد للخروج من المخبأ. كانت عيونه مليئة بالعزم.
"نعم." أجاب جيوفاني، وهو ينظر إلى إيلي. "ولكننا نحتاج إلى معرفة المزيد عن هذا الظلام الذي يلاحقنا."
"أنتما لا تستطيعان إنكار الحقيقة، الظلام لن يترككم أبدًا، ولكن القتال هو ما يحدد من سيبقى على قيد الحياة." قالت إيلي بنبرة حادة، وهي تتأكد من رصاصاتها في المسدس.
كان الظلام يقترب بسرعة، وكان الثلاثي الآن مستعدًا لمواجهة أعدائهم الجدد. الكائنات الغريبة كانت تتزايد، وكانت هنالك فوضى تتصاعد مع كل ثانية تمر. والآن، أصبحوا أكثر استعدادًا من أي وقت مضى. كان المستقبل غير مؤكد، لكنهم كانوا على استعداد لمواجهة ما سيأتي.
أنت تقرأ
الصمت المظلم
Hororفي عالم تتداخل فيه الحقيقة مع الأساطير، يقف المحقق الإيطالي الشهير جيوفاني، بشخصيته الباردة وذكائه الفذ، في مواجهة قوة خفية تهدد العالم. يعمل جيوفاني في منظمة تحقيقات دولية تتصدى للغيلان، كائنات خارقة مختبئة بين البشر. في رحلته إلى باريس، ينضم إليه...