P27

18.5K 335 16
                                        

قـراءة ممتعـة حلويني + لا تنسون النجمه ..
663
.
.
-
والله ان تشرب المر و تذوق العذاب
وانت ماحركت فيني ولو قدر شعره
-
.
.
-
بعـد ما سمعوا صوت قفل الباب الدال على رحيله دخلت ليان و سماح الي ما تنكر توترها من صوت صراخ غزل تظهر مدى وجعها ..
مدت طيف ايدها لها توقّفهـا بصعوبه و ساندتها تريحها فوق الكنبه رغم انينها الا انها نطقت : دقوا على فارس !
رفعت نظرها طيف لليان الي تصلبت مكانها و نطقت بهدوء : سوّيي الي تقوله خليها تروح المستشفى
سماح بحـدّة : ما فيها الا العافية لا أحد يتصل بحفيدي و يشغله عن ابوه ! اكيد من الخوف و هي مهوله اصلا !
توسعت حدقة عين غزل و هي تنطق برجفة : ابي فارس ! ابيه !
سماح بغضب : تبيـكِ الجـن ! الرجال مشغول لا تزيدين تشغلينه لا ردّ خير
ابعدت طيف ايدها من ايد غزل الي تشد عليها و تنطق و هي تحرر دموعها : ابي اتطمن على ولدي انتي وش قلبك !
تجاهلت سماح سؤالها و هي تلف لليان : تأكدي أن باب البيت مقفله لا يدش الحين حد من هلها
رمقتها غزل بحقد شديد و اردفت بوعيد : اذا صار لولده شيء بخليك تبررين له
اغلقت عينيها طيف بتمالك لاعصابها " تكره قلّة الاحترام و بشدّة لكبار السن " رفعت عيونها لسماح الي كانت ملامحها تشيل الراحه و ما تبالي بحرف خرج من غزل ~
ابتسمت بسخرية تنطق : ايه ايه خليه يجي و قولي له ، الحين هاتي جوالها !
مدت ليان الجوال الي كان بالقرب من انظارها بعد ما عرفت انه لغزل و نطقت بهدوء : حتى لا تزعجينه اشوف لسانك قوّا و اكيد ألمك خفّ !
ابتسمت غزل بقهـر : ناس قلوبها حجر !
سماح و هي تخرج من القسم : ما تسلطنا الا على مستحق .. مطياف رايحه الحين؟
هزت راسها بالإجاب : الأفضل !
التفتت لها غزل بتردد و هي تحس بشعور غريب بعد هالمده و كل الي صار بينهم يكون لقائهم بهالـ شكل الي ما تتمناه !
لعقت اسفل شفتها تزفر بعمق مُردفـة : ليش جيتي؟
تجاهلت سؤالها تنطق بهدوء : لا تزيدين توترك لانه يحسّ و لا تجهدين روحك لانه يتعب
عضت اسفل شفتها و نطقت بحنق : ما هو انتي الي تنصحين !
ضحكت طيف بخفة و هي ترفع غطا راسها و تطلع ورا سماح اما ليان بقت معها حتى تتأكد انها بخير تحت رغبة جدتهـا ~
-
عسيـر ..
فتحت بـاب البيت " الي استأجره عبدالعزيز بفترة تجهيز زواجها " و هي تدخل بتعـب تنزع عبايتها و ترمي اغراضها اعلى الكنب الي يتوسط الصاله ، تتنهد بخيبه بعد ما قال لها سلطان انه مو بالبيت و بيأخذ كم ساعه حتى يجي ..
664
.
.
-
في عوابتها دلع طاغي لذا
أتركوها هي عن آلامي مصيفي

كل ما اسأل ليه سويتي كذا
جات تلوي خصرها وتقول : كيفي
-
.
.
-
التفتت وراها ترجع لباب البيت تلمحه يجري مكالمته واقف قبال سيارته الي اول ما قرأ اسم صاحبها نطق " اسبقيني للبيت باكلم برا و اجيك "
كان واضح من ملامحه الغضب الشديـد !
ما سألته عن المتصل رغم فضولها ، ما تبي تاخذ من غضبه نصيب ~
بعدها للحين تحس بحرارة خدودها من حضنه الي طبع بقلبها شعور بالحيل كبير ..
كان هالشـيء مثل الثقل على قلبها و افصحت عنه له للحين ما استوعبت كلماته " كلها وقت و انتهي منه "
نزعت الوشاح من عنقها و هي تصعد لغرفتها و بهاللحظة تماما محتاجه تاخذ شاور ~
مرّ الوقـت بشكـل سريع حتى عانق قلب السماء ظلام الليل
طلعت من غرفتها بعد ما غيرت ملابسها لـ فستان خفيف باللون الأسود بنقاط بيضاء صغيرة يغطي كامل العنق عدا الأكتاف اكملته بكنزة بيضاء لبستها فوق الفستان لبرد الجو بدون لا تغلق ازرارها
رمشت بتفاجُـئ من بقائه بالبيت رغم انها ظنت انه طلع من فتره و تقدمت له تنطق بقلق : بعدك ؟
رفع نظره لها بهدوء و كانت نظراته ما تطمنها ابد !
سارعت بخطواتها له بعد ما مسح وجهه بإرهاق شديد و شعور اشبه بالاختناق !
مدت ايدها لكتفه و سرعان ما سحبتها تنطق بتردد : صار شيء؟
فرك ما بين حواجبه يجاوبها بكل ما تبقى له من قوة : احتري سلطان عقب اطلع !
العهد : ما قلت متى بتروح ، سألتك اذا صار شيء؟
ردّ النظر لها و هالمره اقتربت منه تتركه يرفع ايده لطرف كنزتها يغطي فيها كتفها العاري : تدفّـي عدل الليلة برد !
كل ما رفعت عيونها له فيه شيء بعيونه يحكي لقلبها انه شايل بخاطره شيء ما عاد يقوى يدفنه
تبي تسأله بس تدري ما بيجاوبها !
ابتلعت ريقها بربكة بعد ما همس يسحبها لصدره وهو واقف : قرّبـي
ما جادلته لانه ارتمى يدفن راسه بعنقها و يشد بحضنه لها
رمشت بخـوف من سكونه و رفعت ايدها بتردد تخلخل آناملها باسفل شعره تهمس : تحكي لي ؟
ابتسم بخفة لحنّيـة صوتها و مد ايده الاُخرى يحضنها بالكامل لصدره و يمدّ ثقله لظهر الكنبه ينطق : عن؟
عضت اسفل شفتها و هي بدت تندم لاستسلامها له بعد ما حسّت بحرارة شفايفه تلامس اعلى كتفها و نطقت : نواف مو وقته احاكيك !
ضحك بخفة يرفع راسه عنها و يرجع يسند جبينه بجبينها : حاكيني
انقبض قلبها ترفع ايدها لاسفل دقنه و تمسح بابهامها اسفل حدود شفته : وش فيها المكالمه؟
أغلق عينيه و رجعت تتجدد النيران بصدره يشد خصرها له و ينطق : تصاوب صاحب لي
توسعت حدقة عينها تنطق بصدمه : هو بخير؟
هز راسه بـ ايه : بخير ، للحين نقول بخير !
665
.
.
-
أختصرت عتابي و قلت
هو خسر اكثر قلب يحبه
-
.
.
-
عضت اسفل شفتها بتفاجُئ بعد ما سمعت صوت المفاتيح الي وراء الباب و رجعت تناظر نواف : سلطان وصل
مدت ايدها اعلى ايده تطالبه بتحريرها لكنه شدها و نطق بنبرة ارعشت جسدها : العهد ، لا أدري إنك كلمتي ولد سعد حتى لو بالـ خطأ !
حررها من حصاره و ابتعد عنها يتوجه لسلطان الي بعد اتصاله له استعجل بشغله و توجه للبيت مُباشرة
تقدم نواف بهمس له : في امانتكِ
سلطان رمقها بقلق و رجع يناظره : لا توصيني بالّي منّي !
أبتسم بصعوبة يبتعد عن نواف و يمد ايديه يستقبلها بحضنه : عيون اخوها !
ارتمت بحضنه بشوق وهي تضرب ظهره بخفة : واحشني يا شايب !
ضحك بخفة يقبل راسها بعمق و يبعدها عن حضنه يقرص خدها : حليانه يا بنت؟
ابتسمت بهدوء ترجع لحضنه و يلتفت سلطان لنواف : بتطلع الحين؟
هز راسه بتأييد و هو يمد ايده : في آمان الله
خرج وراه و دخل بقلبها الف شعور يحكي الحيره و القلق من نبرة التهديد الي وصلها بصوته لكن عارفة انها تنبيه ، غير همسه مع سلطان عند الباب و نطقت : وش كنتوا توشوشون فيه عند الباب؟
توسعت حدقة عينه بضحكه : يُمه منك متى شفتينا !
عقدت حجاجها بعدم راحه من تركها يبتعد و يصد بعيونه عنها لانه عارف تكشفه ! بـ أدق تفصيل يشيله وجهه تقدر تفهمه !
العهد : سلطان صار شيء ؟
هز راسه بالنفي يتوجه للمطبخ : ما صار الا اني بالحيل جوعان تعالي نطبخ شيء !
-
الريـاض ~
مسح وجهه بتمالك لاعصابه بعد ما سردت سماح الي صار و نطقت : و لو لا الله هم بنت الاجواد كان عوّد قليل العقل لاختك !
عضت اسفل شفتها غزل بنار اشتعلت بصدرها من جابت طاري طيف و كأنها الملاك الحامي
ما قدرت حتى ترفع عيونها له ، تحس بحرب مشاعر وسط قلبها من ان ابوها هو الشخص الي يتكلمون عنه بكل ابشع الوصف و ان الي ساعدتها كانت الي تقول تاذيها !
نطق عبدالعزيز بغضب لـ ولده : هذا ما يستحي !
زمت شفاها ليان و هي ترجع بحضن ابوها تنطق بخوف : بابا لا تجيبون طاريه تكفون !
تنهد يمسح على راسها و يرجع بنظره لغزل : و كيف صرتي الحين؟
كانت بتنطق بس حست بجمره توسطت حنجتها تتجمع الدموع بعيونها حتى مدت ايدها لفارس الي سحبها لحضنه و انفجرت تبكي ..
تبكي بكل قهر على حالها
666
.
.
-
‏‎لا غدى خصمك حبيبك لا تحارب
كيف تنقل جرح من روحك لروحك
-
.
.
-
عنـد عبد العزيز ~
مرّ الوقت بشكـل سريع و نزلت عيونه على الساعة الي كانت تبين له شكثر الوقت متأخر
خرج من مكتبه يفرك عيونه بتعب و هو مرتاح انه قدر ينجز كامل اعماله المكتبيه خاصة بعد ما انشغل تفكيره بسالفة ابو غزل ، للحين ينصدم اذا سمع قصص عن اب يعنف أطفاله خاصة إذا كانت بنت
ما يتخيل يرفع ايده على احد من عياله او يكون سبب بكسر له حتى اذا كان مو متعمد
و الحين ينصدم ان هالنوع من البشر صار حيل قريب منه و الضحيه تكون ام حفيده الجايّ
بعده يحس باختناق من فكرة انه السبب بكل الي كانت بنته العهـد تمر فيه وقت طفولتها من امها ، بسبب لحظة غضب دمّر بنته ، بنتـه الي الحين عجز يعبي الفراغ الي صار بقلبه وقت روحتها لاجل كذا بعده يحس بالصدمه من نوعية والد غزل
ابتسم بجانبية بعد ما تذكر قدومها له اذا تأخر بشغله مثل هالـليلة و كوب القهوة الي دوم يتوسط كفها حتى تساعده يبقى مركز تنطق بعتاب شديد لسهره " ترا مو وزير تكدّ كل هالكدّ !"
عقد حواجبه بإدراك لتواجد فارس بقلب الصالة و بمثل هالوقت ما ردّ لقسمه للحين
تقدم بقلق و نطق : فارس؟
رفع انظاره لابوه بابتسامة يطفي جواله : خلصت؟
رمش بعدم فهم : كنت تحتري؟
هز راسه بتأييد و نطق بضحكه : ايه احتريك بس قلت خل يخلص شغله بالاول يعطيك العافيه
ما كان مرتاح ابد لنظرات ولده و تقدم له يجلس بنفس الكنبة : كيف صارت مرتك؟
هز راسه بالنفي : مو بخير بعدها تصيح ، قلت الصبح ان شاء الله نروح للمستشفى نتطمن عليها و على الي ببطنها
سند ظهر بأريحية على الكنبه و نطق : قوم سوّ لي كوب قهوة تحرك !
رمش بذهول من طلب ابوه و ابتسم بجانبية : هالحزّة؟ شكله معوّدك هالسلطان على السهر
رفع حاجبه يتمسك بالمخده القريبة منه حتى قام بضحكه : ابشر ابشر !
تقـدّم له بعد ما جهز كوبين قهوة و مدّها له ينطق : سمّ يا ابو سلطان
اخذ الكوب و منه و اردف و عيونه على جواله : و ابو فارس
ابتسم بهدوء له و جلس بالقرب منه ينطق : ما جاك اخبار منه؟ بين ليلة و ضحاها قال لي فارس انا رايح عسير !
667
.
.
-
أتصبر واقول إني على البُعد قاوي
والله اعلم بقلب فيه الأشواق حيّه
-
.
.
-
عبدالعزيز بتذكر لآخر مُكالمه معه : ما تاخذ لا حق و لا باطل معه لا بدأ يخفي عنك شيء
رفع حاجبه باستغـراب : يخفي شيء لاجل؟
تنهد بعمق وهو مو مصدق أعذار سلطان التافهه بالنسبه له لسبب سفرته
نطق بضحكه حتى يكسر توتر ابوه و يرفع كوبه : يمكن يكون اشتاق لبنتك و استحى يقول باسافر لاجل هالسبب
هز راسه بالنفي و رمقه بهدوء منّزعج من نطقه لـ بنتك : اذا اشتاق يقول بس هالولد وراه بلاء خاشه عنّي مثلك
ابتسم بخفة ينطق : انا خاش عنك ؟
عبدالعزيز : صار شيء بينك و بين اختك العهد؟
عقد حواجبه من ذكرها له تحت نبرة التحقيق : شيء مثل ايش؟
: يعني بعلاقتكم؟ اخاف صار شيء بينكم بسبب طيف
ابتسم بهدوء يهز راسه بالنفي : لا العهد تفكيرها طفولي و لا بنت تركي من النوع الي يخرّب بين احد
رفع حاجبه بصدمه : صارت بنت تركي؟
ارخى قبضته حول الكوب يطرحه فوق الطاولة و ينحني حول نفسه : يُبه تكفى قفل على السيرة
نزل كوبه يلتفت كلّه لولده و يبتسم : ان كان قلت قفّل على السيرة بعدها فيك ، و ان سمحت نمشي في السيرة يعني انتهت بالنسبه لك
رفع عيونه لابوه و هو يحس بضياع ، عاجز يرتب أفكاره حتى يقدر يرتب حروف منطوقه
باعد ما بين شفايفه حتى ينطق بأي كلمه يطالب فيها ابوه انه يغير الموضوع لانه يضيق ، يحس باختناق من طاريها ، اشغل نفسه بشغله حتى لا توصل لتفكيره و تشغله بس اول ما درا انها كانت ببيته الي كان بيتها رجعت تحتل تفكيره و تضيّع اتزانه !
يحس بحرارة جفونه وهو ينزل راسه يمسح وجهه بإنهلاك ، بـ ضعف و بعدها كمّل ابوه بسؤاله الي هدّ كله : تحبها حيل؟
ابتسم بهدوء يرفع عيونه لعيون ابوه الي فاهم احساس ولده عدل ، حاس بكل هالعواصف بصدره
رفع ايده يضرب كتفه بخفة : كانك بالحيل متعلق ليه طلقت؟
صد بعيونه عن ابوه و نطق ببحة توضح اختناقـه : لـ نفس السبب الي تركت فيه بنت ماجد
ارخى عبدالعزيز ايده عن كتفه يصد عنه و يسمع باقي تبريره : انت طلقتها لأنها كانت تأذي و انا طلقتها لاني كنت الأذى
اردف بجمود : بنت ماجد اسمها امّي ، و بنتك اسمها اختي ، و بنت تركي راحت و قبالك حياه جديده بيجيك ولد و يبي يطلع لذي الدنيا قدامه عائلة متماسكه و دافيه تخفف قسوة هالدنيا و تحميه ، بس امه مجروحه من اهلها ما تقدر تكون الام الي بتوفر له هالشيء اذا ما شفى جرحها اذا ما لقت من يعاونها !
الي صار لها من ابوها شيء يكسر الخاطر بالحيل ، لا تجي انت و ابوها جرحين يا ابوي لاجل ولدك !
668
.
.
-
آه منه ومن غلاه ومن حنانه
‏ومن نهارٍ ما جمع بيني وبينه
-
.
.
هز راسه بالنفي : مَ اقدر ! يُبه باظلمها لو بقت معي ، باطلقها بعد ما اضمن لها حياه مستقره تناسبها
عقد حواجبه عبدالعزيز بصدمه و نطق بحدّة : و الولد !
رمقه فارس بهدوء و اردف : انت طلقتها لاجلنا تذكر؟ طلقتها رغم انّ كلنا ندري بحبك لها بس اخترتنا عليها ، شفت ان وجودها بيأذي اكثر من انه بيداوي و هالشيء مع غزل ، مَ اقدر اعيش مع وحده ما اشوفها الا ام لولدي باجرحها و للحين اصلا قاعد اجرحها
قاطعه عبدالعزيز يحاول يطرد هالافكار الي براسه : لا تقارن حالي بحالك ! تعوذ من ابليس و ..
وقف فارس يبتر حكي ابوه و ينطق بابتسامة خافته : غير بنت تركي ما لها قبول بصدري
ارخى نظراته وهو يتأمل ظهر ولده الي تركه يطلع لداره
تقدم للدرج و توقف بذهول يلمحها متصنمه مكانها ترمقه بصمت
تنهد بعمق وهو يتخطاها و يصعد لغرفته و الواضح من ملامحها انها سمعت كل حكيّه !
عضت اسفل شفتها تحبس صدور شهقاتها و جسدها يرجف من فرط القهر
حست بحراره دموعها الي انسكبت فوق خدها و هي مو قادره ترجع للغرفه ابدا بعد ما سمعت حكي فارس لابوه !
يعني مهما حاولت تكسب قلبه هو بكلا الحالات بيتخلى عنها !
انقبض قلبها بعد ما طلع عبدالعزيز و كان بنفس صدمتها : غزل؟
ابتسمت بصعوبة شديده تمسح دموعها الي ما قدرت تخبيها عنه : ضميت و نازله اشرب ماء !
هز راسه بهدوء يصعد و يتركها تنزل لكنها
انهارت باسفل الدرج ، جسدها عجز يمدّها بالقوة اكثر
طاحت من البكي ما لقت اللي يلمها
-
عسيـر ..
بالمستشفى ~
ما يفصل بينه و بين صاحبـه الا زُجاج غرفته
كان يرمقه بهدوء من اول ما وصل للحين
بعده واقف يتنظر اي حركه لو بسيطه حتى يطمّن قلبه عليه
تنهد شامخ وهو يتقدم له و يمد له قارورة ماء : روح ريّح وقفتك ما بتفيده
ازفر بعمق وهو يفرك ما بين حواجبه : شلون قدروا؟
لعق اسفل شفته وهو يحس بنار نواف بوسط جوفه : قدروا ، وصلني خبر ان السيارة الي فيها فيصل متأخره عن وقت وصولها للمركز و لما قررت ارجع لطريقهم ذاعوا إصابة الشرطيّين الي بيوصلوه لنا
قاطعه نواف بهدوء : من الي كان يعرف بطريق فيصل للمركز؟
شامخ بتذكر : ما طلعت الخطه من الدائرة الي رسمناها الا اذا كان واحد من الي حطيناهم
ابتعد عن الزجاج يرمق عناد الي يصارع الموت و الأجهزة بكل مكان توضّح سوء حاله حتى جلس بالكرسي يفتح القارورة : الي تصاوب مع عناد كيف حالته؟
رمش بإدراك لتوقّع نواف : الي وصلني انه احسن من عناد ، أصابه بالكتف اليمين و الفخذ
أغلق عينيه بتمالك لاعصابه : خلّنا اجل نسلم عليه
669
.
.
-
"الإنسان عجول جهول..
‏يستبق والخير آتيه، يقلق والله ربه!"
-
.
.
-
عنـد سلطان ~
انتبه لشرودها و هي تلاعب قطتها بـ جُحرها و نزّل صينيه المكسرات و الشّاهي بالارض ينطق بسخريـة : يا الحبيب انتبه لنا شوي !
رفعت نظرها له بإبتسامـه تنزل له و تترك القطه اعلى الكنبه : احبك لانك جبتها لي !
رفع حاجبه : يعني لو ما جبت قطوتك من سلوى ما تحبيني؟
مدت ايدها تقرص خده بخفة : هالمره تضاعفت المحبه !
رفع كأس يصبّ الشاهي و يمدّه لها : سمّي يا بنت عبدالعزيز
ابتسمت من مرّ طيف ابوها : كيفه؟
هز راسه و هو يمد لها صحن المكسرات : بخير بس هالفتره مشغولين بمشروع جديد و صاير فيه مشاكل بكذا فرع
رفعت كتفها باستسلام : قلت لكم يكفي فرع واحد بس تحبون الشقا
رمش بذهول و ضحك : بالله؟
هز راسه بـ ايه حتى أطلقت ضحكه بعد ما سحبها لصدره يحاوط عنقها بإحكام : خليك من الشغل الحين متى ناوية تخطبين؟
قلبت عيونها بتململ : ترا زوّدتها اخطبي لي كل شوي !
رمش بذهول يبعدها عنه و ينطق : منو الي يقول دوم تزوج؟
توسعت حدقة عينها بصدمه : متى قلت !
صد عنها يرشف فنجانه يحاول يكتم ضحكته : قلتي !
ضربت كتفه تعتدل بجلوسها حتى ارتعش جسدها بعد ما سمعت صوت الجرس !
رمشت بقلق تتمسك بذراعه قبل يوقف : من بيجي بهالوقت؟
رفع اكتافه بعدم معرفه : رايح اشوف
انقبض قلبها بخوف تنطق : سلطان لا تفتح خله يدق الين يروح ، الوقت حيل متأخـر !
ابتسم بهدوء يمسح راسها و يوقف يتّجه للباب حتى يفتحه
رمشت بتفاجُأ بعد ما نطّت قطوتها لحضنها و رفعتها بحضنها توقف و تتوجه للباب بتردد
فتح الباب و رفع حاجبه بضحكه يلتفت للعهد : شرّف زوجك
ارتخت نظراتها تنزل القطوة بالارض و هي تلمح دخوله للبيت
وقف أمامها رغم وضوح التعب بملامح وجهه الا ان حضوره الي يرّهب قلبها و جموده يبيّن صلابة داخله
بس هالشيء ما قدرت تقنع قلبها فيه ، تحسّه تعبان بالحيل
تقدمت بلا وعي تتوجه له بنيـّة ترتمي بحضنه لكنه صدّ بكامل جسده عنها يلتفت لسلطان الي كان خلفه و ينطق بهدوء : جينا بوقت متأخر ابي اخذها نرجع للبيت
رفع نظره سلطان و اردف بانزعاج اعتلى ملامحـه : هذا بيتها وين ما تبي تبقى هالشيء يرجع لها ، و دام تعرف ان الوقت متأخر خلّها تنام !
670
.
.
-
"معك عرفت ما معنى الغرق مِرارًا وتكرارًا
عرفت ما معنى أن أحب شخصًا واحدًا مئة مرة"
-
.
.
-
رفع نظره سلطان و اردف بانزعاج اعتلى ملامحـه : هذا بيتها وين ما تبي تبقى هالشيء يرجع لها ، و دام تعرف ان الوقت متأخر خلّها تنام !
ابتسمت بخفة تبتعد عن نواف و ترجع بخطواتها للخلف : انا قلت ابي اروح اساسا بعدني ما حصلت لبس مناسب هنا حتى نروح لموعدنا بكره ، بكره ان شاء الله تعال مرّني بالصباح اكون جبت معي كل اغراضي
ابتسم بجانبية يقبل خدها بهدوء و ينطق : اجل لا تروح عليك نومه الصبح !
هزت راسها بالنفي و هي تطلع للدور العلوي تاركته يرمقها حتى اختفت عن مرأى عينه
نطق سلطان بقلق : حصّلتـه؟
هز راسه بالنفي يمسح وجهه بإرهاق : باحصّله
برزت عروقـه بغضب من طاريه و هو يمسح وجهه : الله يلـعـ ـنـه ! شلون وصل لهنا اساسا !
نطق باضطراب تصاعد لـ نبضات قلبه : حطيت مراقب يتابعه و اختفى من انظاره بس باحصله انت بس لا تحسسها بشيء !
ابتلع ريقه بربكه بعد ما سمع صدور خطواتها بـ اتجاهم و توقفت بنصف الدرجات ترمقهم بقلق من صمتهم الي وضح لها انهم كانوا يتكلمون قبل تجي : وش فيكم؟
ابتسم سلطان لها : ابد قاعد احاول احتجزك عندي لاطول مـدّه ممكنه !
مدت ايدينها له و فورا تقدم لها بعد ما فهم قصدها يصعد بضع درجات و يحضنها لصدره رافع جسدها عن الأرض و ينزل بضحكه : تعبتي؟ اهقى انتي الي صايرة عجوز
هزت راسها بالإجاب و هي تدفن راسها بأعلى كتفه و تهمس : ما صار شيء اكيد؟
هز راسه بالنفي ينزلها أمام الباب و نزل يقبل خدها للمره الثانيه : انتبهي لنفسك انتي !
رفعت حجابها على راسها و اردف : ليل لا تكتمين نفسك
ابتسمت له و بتذّكر : انتبه للقطوة لا تهرب !
ضحك يهز راسه : سمّي
ازفر بعمق يلامس ذراعها بخفّه حتى تنتبه له و نطق : يلا يا بنتي مشينـا
انعفست ملامحها من المُناداة الي استعملها لكنها سبقته للخارج و هي بالفعل ارخت حجابها من حكي سلطان و دخلت للسيارة
نطق سلطان له قبل لا يبتعد عن مُحيط البيت : جيبها الصبح عندي !
ما ردّ عليه و اكتفى انه يلوح له بايده و يدخل للسيارة و يبتعد عن البيت
سندت ظهرها بأريحية و هي تصد عنه حتى نطق بهدوء : ردّي الغطا على وجهك
رمشت بعدم راحـة من نبرته و اردفت بتردد تتجاهل طلبه : وش قلت لاخوي؟
اعاد طلبه يلتفت لها : ردّيـه
671
.
.
-
ترد الروّح شوفتك لـو هي ثواني
والعين من شوفتك ماتمل النظـر
-
.
.
-
هزت راسها بقلّ حيلة و هي ما تحس ان لها طاقه تجادله ، ترمي الطرحه بفوضويه تغطي فيها وجها
مرّ الوقت حتى وصلوا للبيت و طلعت فورا تتوجه لقسمهم حتى تتفادى اي اصطدام فيه لكنّه تقدم لها بمسافة بعيده ينطق : اخذتي دواك؟
ما ردت عليه تتجاوزه بهدوء و تطلع للغرفـة
مرّ الوقت و هي انتهت من تبديل ملابسها لملابس مُريحة اكثر و قشّعر بدنها من دخوله المُباشر دون طرق الباب و صدت بظهرها تنزل قميصها بعجل و تتنهد بإنزعاج من اسلوبه بالدخول و ترمقه يتوجه لباب الحمام ينزل ملابسه حتى صدت عنه يوصلها خشونه بحته : لا تقرّبين صوب ثيابي
انقبض قلبها و هي ترفع نظرها له يغلق الباب خلفه و تمتمت بينها و بين نفسها " قاتله حالي !"
خرج من الحمام بعد مدّه و انتبه انها نامت من سكون جسدها تحت اللحاف ..
تقدم لها يمسح شعره المبلل بـ منشفة صغيرة حتى صار واقف عندها و مد ايده يلامس طرف لحافها حتى يبعده عن راسها و نطق بهدوء : دواك اخذتيه؟
ابتسم بخفة ينحني لها و ينطق : لازم تاخذينه يا ابوي
صدت عنه تعطيه ظهرها و حبس ضحكته بصعوبة يسمع صوتها : أخذته
حست بذراعه الي انمدت لخصرها حتى ارتجـف جسدها تميل له و ترفع نظرها و كان بالحيل قريب منها !
ابتسم بهدوء يثبّت جبينه بجبينهـا : ما تبين تكملين الي نويتي تسوّيـنه؟
عقدت حجاجها و هي كانت طول الطريق تقنع حالها انّـه ما انتبه لهـا لكن بعد ما طلب ابتعادها عن ثيابه فهمت انه ما يبيها تقرّب : مو صدّيت؟
هز راسه بـ ايه يعتدل بجلوسه و ينطق : ريحتي كانت دُخـان و صدرك يتعب بعدين
ابتسمت بصعوبة تهز راسها بتأييد و سرعان مَ أنزلت نظرها عنه و برأيها لو اختنقت بالدخـان افضـل من قُربه الحيـن : روح البس لا تمرض !
مد ايده لاسفل خدها بنظرات عجزت تفهمها حتى تآوهت بآلم من قسوة مسّحـه و تمتم بهدوء : اعتذر عبالي فيه شيء
رجعت تستلقي و هي تلمس خدها من الألم و تردف بكلمتها الي ما تخطي قلبه قبل اذنه : ابعد
تنهد وهو يوقف و يتوجـه لدولابه بينمـا هي شدّت لحافهـا تصد عنـه ..
672
.
.
-
في سناء نور رقبتها
مناجم للذهب تذوب
ومن جمال عيناها
جعلت قلبي يقظ
فاتنة جعلت في حياتي
نور ونبض
-
.
.
-
صبـاح يوم جديـد ~
التفتت لطرق البـاب و عقدت حجاجها بعد مَ أدركت انه من المستحيل يكون نـواف : ادخل
فتحت الباب و هي تدخل بابتسامة بعد ما شافتها واقفه قبال مرايتها : اشوا عيّنتك صاحيه !
بادلتـها العهـد الابتسامه و هي تتقدم لها و بطلـب : ممكـن تربطينه لي ؟
عقدت حواجبها نورة بعدم رضا من لبسها : ما فيه غيره؟
رمشـت بذهول من سؤالها و نطقت : شلون؟
تنهدت نورة و هي تتوجـه لدولابها : دوري لكِ فستان نهـاري عندنا زوارة
اردفت بهـدوء : بس انا مواعده اخوي الصبح امرّه
رمشـت بصدمـة : اخوكِ هنا؟
هزت راسها بالإجاب : ايه ، اسفـه مَ اقدر اروح ويّاكِ
رفعت حاجبها بعـدم اقتناع : روحـي له الصبح و ارجعي لي عقب الظهر؟
ابتسمت بخفة تتقدم لها و تمسك ايدها و هم يغادرون الغرفة : ما يمـدي ، بـ العصـر ان شاء الله رايحه اخطب لاخوي
توقفت فور ما حست بنظرات توترها و نطقت : بروحكِ؟
لعقت اسفل شفتها تحاول تغيّر السيّـرة قبل يوصلون لهُيـام : لا ، انتي قولي لي الزوارة لمنو؟
نورة بهدوء نطقت تصد عنها : كانت زوارة نقابل فيها وحده يبي لها كسر خشم بس دام ما بتجيني و وراك خطبه ، تبين اروح انا ويّـاكِ؟
ضحكت بخفه وهي تهز راسها بالنفي : ليش كلكم عبالكم باخبّص؟
نورة بسخريـة : دام البنت من منطقتنا ما تملين عينهم ان جيتي وحيـدة
كانت بترد انها بتجيب معها سلوى بس قاطعتها نورة الي رفعت صوتها لـ راشد اول ما دخل : كنسلنا مشوارنا
رمش بذهول : لا إله إلا الله ! مشوار اليـوم؟
هزت راسها بـ ايه تلتفت للعهد : رايحين نخطب لاخوهـا
اتسعت ابتسامته و نطق : الله يكتب له الخير و يرزقـه ببنـت الحلال
جلس بالكرسي ينتظـر اقتراب نورة له و هي تصب له قهـوة و نطق : روحـي يا ابوي انّدهـي لنواف يجي يفطر قبل لا يغيّـب
قاطعه بضحكه يتقدم للعهـد الي ارتجف جسدها من مُلامسته لخصرها حتى قرصته تبتعد عنه : جيت يا ابوي
راشـد لـ العهـد : سلطـان؟
هزت راسها بالإجاب تجلس بالقرب من نورة الي وقفت فورا تنطق لـ نواف : تعال يا امي اجلس هنا بجيب لك صحن
673
.
.
-
‏" أثاري العُمر
‏مخبي لي بجيتك نُور
‏برقٍ شع ضيه
‏على أيامي كلها ".
-
.
.
-
هز راسه لها و هو يجلس مكان امه و يلاحظ ابتعادها عنه و اردف : افطرتي؟
ابتسمت بلطـف له تركه يحبس ضحكته بصعوبة : لا توّ نازله
نورة بانزعاج : يّوه قومـي خذي الصحن عنّي و اعطيه زوجك تحركـي
وقفت بعجـل حتى حسّت باختلال بتوازنها تمد ايدها و يسحبها له يحاوط خصرها بقلق : فيك شيء؟
رمشـت بمحاولة لضبط نفسها : قمّـت بسرعـة لانّه
تنهد يحررها و مدت ايدها لنورة الي نطقت بنفس القلق : بعد ما نخطب بنمر للمستشفى حالك مو عاجبني !
ابتسمت بخفة تمد الصحن لنواف اليّ استغل نهوضها حتى يقصّر فاصل المسافه الي كان بينهم و جلست تنطق : قلّ نوم
راشـد بضحكه : الي عرفتـه قريب تحبّين النوم حيل !
ضحك نواف بعد ما لمح عضّة شفتها الي تبيّن خجلها و هي تصد بانظارها عن راشد حتى نطقت نورة بانزعاج : راشد
توسعت حدقة عينه يضحك : وش قلنا !
جلست بالقرب من الكرسي المجاور له تاركها تسكب له الفنجان الثاني و اردفت بتململ : و رغوده و سلوم بعدهم نايمين هذيك عاد بالحيل ناسيه انها متزوجه و الثاني عايش المراهقة بسن الطفولة !
راشد بضحكه : استهدي بالله شامخ مشغول هالفتره الاحسن تبقى عندنا و عن سلوم اصبري عليه
رفع نظره لنواف الي بعده يبتسم لها و هي ترمقه بقهر لاحظ انها تهمس له حتى انحنى كلّه لها يستقبل حديثها بكل رحابـة صدره هو عتاب هو هواش هو تافه ، بس يهمّه اذا هي تقوله ..
راشـد بابتسامة لهم : عقبال نشوف الولد
توسعت حدقة عينها و هي بصعوبة تداركت صدور شهقتها و رفعت نظرها لراشـد تبيه يصحح فهمها لكنّه تابع : هالله هالله فوق الخمسه !
رفعت نورة حاجبها بعدم استيعاب لمزاج راشد هالصباح : بو فهد فيك شيء فديت روحك؟
انفجر نواف ضاحك لانه ما قدر يضبط نفسه اكثر و هي قبل ثانيه من حديث راشد قرصته بعد ما حسّت بأصابع ايده الي تلعب بطرف قميصها
عضت اسفل شفتها تلف لنواف الي بعده يضحك غطت ثغرها تبتسم و تحاول تكبح ضحكتها لانها فهمت سبب ضحكته و وقفت فورا تبتعد عنهم حتى لا تضحك بعلوّ من وراه
نورة هزت راسها بيأس تراقب ظهر العهد الي تبتعد عنهم : استحت المسكينه و قومّتها قبل تكمل فطورها
راشد الي ضحك لضحكه نواف : يا جعلها دوم يا عيون ابوك
رفع عيونه لابوه بابتسامة لابوه يوقف : دايم لنا
و رجع ينطق لأمه بضحكه : بناديك لكِ المستحيه قبل نطلع ..
674
.
.
-
"أولويّاته اللي عن يقين وقناعه
‏كانت الدين، وأنتي، والوطن، والقبيله"
-
.
.
-
الريـاض ~
بالمستشفى تنتظر بالكرسي المُجاور لمكتبه صدور نتائج تحاليلها الي تحلل بشكل منتظـم بسبب عمليتها ..
فتح الباب بابتسامة ينطق : تأخرت؟
هزت طيف راسها بالنفي : لا ابدا
مد هتان لها الملف و ابتسمت بامتنان : دوم اعنّيك
هتان الي ابتسم لها وهو اصلا يجيبها له و هي مو تحت قسمه او له صلة بـ النتائج بس استغل هالشيء حتى تمرّه من فترة لـ ثانية
وقفت حتى تطلع لكنّه سبقها للباب يفتحه و ينطق قبل خروجـها : فسّريه الي تبين بس ضروري انطق هالحكي و لا باحترق !
عقدت حواجبها بقلق : صاير شيء؟
ابتسم بسخريـة لحاله ينطق : صاير ، صاير بقلبي !
ما تنكر انها كانت تتوقع انّه يكنّ لها نوع من الإعجاب بس انصدمت انه قاعد يعترف لها و ضحكت بخفه حتى استند على الجدار بيأس : طيب طلعت مفضوح بس صلي على النبي مو اولها رفض !
صدت بوجهها و هي تضحك منه و تطلع خارج الغرفة و تقدم لها و هي بعدها تضحك و تمشي تتجه خارج القسم : تدرين دام الرفض ضحكتك قبلته
عضت اسفل شفتها و هي تهز راسها بالنفي : هتان اسكت !
ابتسم بجانبية ينطق : بس اسكت؟ تبين عيوني معهم؟
توسعت حدقة عينها و هز راسه بالنفي فورا : ارتحت بزياده شكلي بس يا بنت الحلال العقل معك يزول !
صدت عنه و هي منصدمه من اسلوبه و بنفس الوقت ما تدري هي ليش قاعده تضحك !
اختفى صدى ضحكتها و هي ترمق عيونه الي طاحت بعيونها فور ما سمع صوت ضحكتها و تعرّف عليها و الامرّ ان مصدر هالضحكه واقف بقرّبها الحين
ابتلعت ريقها بصعوبة تدعي داخلها انه ما عرفها بحكم انها مغطيه وجهها بس نظرته كانت كفيلة توضح لها غير خطواته الي تتوجه لهم
عقد حواجبه هتان من لمح فارس الي توجه لهم و بدون اي مُقدمات رفع قبضته يفلتها بفكّ هتان الي اختل توازنه حتى سقط بالارض
675
.
.
-
ياعساني أضمك إلين ما تصبّح
الحضن والمحضون وذراعي
-
.
.
-
عـودة للخـلف~
كانت تلمّح الابتسامة المرسومـة اعلى ثغره وهو قاعـد يتآمل طفله بكل سعـادة
ضحكت الدكتورة من سؤاله الي كان " ضروري يكمّـل التسع شهور؟ "
تعرف شكثر هو متحمس له و بيقين تام بيكون اب عظيـم
بس للحين مو قادره تتخطى حكيّـه بالأمس
تحس بضيق كل مره تجدده ذاكرتهـا حسّـت بايده الي تغطي بطنها و يعاونها حتى تعتدل بجلوسها ينطق : الحمدلله تطمنّا عليه
نطقت الدكتورة ترجع لكرسيّـها : هالفتره حساسـة اتمنى تبتعد عن التوتر و الارهاق الجسـدي تماما
هز راسه بـ ايه و رجع لغزل ينطق : سمعتي؟
اكتفت بهز راسها بالإجاب و هي تتمسك بذراعه الي مدّها حتى توقـف ..
اخذ الورقة من ايد الدكتورة الي كانت فيها بعض التعليمات و الأغذية الي مفروض تتناولها
استدار لغزل يفتح الباب : اذا تحبين تسألينها شيء خاص انا باطلع لبرا اخلص الاجرائات طيب؟
ما ردّت عليه أو بالأصح ما سنحت لها الفرصه لانه خرج على الفور يغلق الباب خلفه
ابتسمت الدكتورة لها : بيكون اب مُراعـي بإذن الله
قلبت عيونها غزل بتقرّف منها و من اسلوبها الي شافته " تغنّج بلا داعي "
-
مدّ الأوراق للموظفـة و سرعـان ما وصلـه صوت ضحكات مألوفة لقلبـه اكثر من مسامعـه
انقبض قلبه يلتفت للصوت و هي بالفعل تقترب من مكان تواجـده حتى وصلـه صوت هتان "ارتحت بزيادة شكلي بس يا بنت الحلال العقـل معك يزول !"
كانت تضحك ، تضحك بسببـه
اذا بيحاول يتذكر متى ضحكت له بتخسر ذاكرته
ما كان يحس بجسـده و هو يتقدم له بلا وعـي او إدراك للمكان و الزمان و الأشخاص الي يراقبون بصدمه كوّنـه تعدّى بالضـرب على طبيب بمقرّ عملـه !
سدّد لكمتـه حتى طاح و اعتلاه يكرر ضربته الّـي تحولت لـ ضربات !
ما يشوف شيء قدّامـه غير هتّـان و لا يسمع غير جُملته الي نطقها لـ طيف
يحترق صدره ، و هالـ نار دمّرته بمعنـى الكلمة !
جسمه بدأ يرجف من شـدّة غضبـه !
كان يسمع صراخـها و هي تحاول تبعده عنه بس ما بعّـد !
رفعوه الآمـن بصعوبـة بعد ما انهـى سلسة ضربـه يتفل عليه و ينطق بسخط : يا الخسيس !
676
.
.
-
خلك معي أنت أكثر شي ماودي أفقده
-
.
.
-
مسح هتان وجهه بآلـم فضيع من قوّة قبضتـه لكن هالمـرة ما بادره بالضرب ، بالعكس كان هادي بشكـل غريب و صادم بالأخص لـ طيـف الي زادت صدمتها من نطق لحراس الآمـن : اتركوه الموضوع شخصـي ما له داعي كل هالـ تجمّهـر !
ابتسم فارس بسخريـة حتى ضحك من فهم انّه ردّ حركته لآخر مرّه وقت ادّعـى انـه البريئ و هتان الي هجم عليه بدون سبب !
أخفى ابتسامته هتان وهو يرمق فارس بكُره شديـد لكنّه تعمد ينطق لطيف قدامه : لا تخافيـن ما فيه شيء خطير
كانت ترجف ! لـ اول مره تشوف هالجانب من فارس !
هتان للحين بعده بالارض رجوله عاجزة ترفعه من وحشيته بضربه
رفعت عيونها الدامعه لعيون فارس الي احتدت بغضـب : ابعدي !
تراجعـت بخطوتين لوراء و هي بعدها تحس بخوف من تواجده حولها
كان يحسّ بـ خوفها لاجل كذا طلب ابتعادها ، أغلق عينيه بتمالك لاعصابه يسمع هتان الي نطق : اطلع برا و لا باقلبها محاكم هالمره !
مسح على وجهه ينطق لطيف و هو يقوم بمساعدة احد الممرضين : روحي انا بخير
ابتسم بخفة رغم تورّم وجهه و ارهاق جسمه لانه ابتسم يطمّن قلبها الي بعده يرجف خوف
عجزت تحبس دموعها اكثر و بالفعل تساقطت امامه حتى تنهد بقلّ حيله و بتر كل حكيه و جمّد اطرافه بعد ما شاف فارس يسحب جسدها له و يطلّعها قسر من القسم !
انتبه انها ما تقاومـه حتى ! كانت تمشي وراه حتى وصلوا للبوابة يحررها من قبضته و يلف لهـا بكل صبره حاول يضبط نبرة صوته و ملامحه : وش كنتي تسوين معه؟ و الاخ بعد قاعد يغازلك و تضحكين له !
كانت ترمقه بصمت استفزازي بالنسبه له و كأنها تبيه يطلّع الغضب الي يحاول يغطيه قبالها : طيف !
تمتمت بخفوت : اذا كررت لمسك لي بتندم
ارخى نظراته و سكنّ أمامها تكمّل و هي تبتعد عنه ببضع خطوات و بنفس هدوء تحذيرها : تبي ترجع تكمّل عليه؟ براحتك لان ما يهمني لا انت و لا هو ، بتصير اب قريب ، بطّل حركات المراهقين لُطفا و تذكر انّا تطلقنا يعني بالمختصر المُفيد اذا شفتي واقفه مع عنتره بن شداد يغازلني ما يخصك .. خلّك مع نفسك و زوجتك و ولدك الي بيجي .. انا بطّلت بحياتك و انت لا تحشر نفسك بحياتي
ضحك بصدمه يتقدم لها حتى ضربت صدره بخفه بشنطتها يوقف ، و نطق : بعدّك بالعدّه يا عبله !
677
.
.
-
إن حكى ودك سواليفه تزيد
-
.
.
-
صدت عنه بقهر و هي تفتح سيارتها بالمفتاح و تتوجه لسيارتها حتى عضت اسفل شفتها بنرفزه من نطق بصوت عالي : صرتي تسوقين بروحك؟
ما التفتت له لأنها لو التفتت بترميه بأي شيء يطلع قبالها او حتى بتفرّط بشنطتها ..
ابتسم بخفة يعيد لها ذكرياتها وقت كان يعلمها بحضنه : انتبهي للناس لا تصدمين فيهم !
تابعت خطواتها الي استعجلت فيها حتى توصل لسيارتها و بعد ما تحركت ازفر بعمق و هو للحين يحس يبي يرجع عليه و يدفنه !
وصله صوت غزل الي نطقت بهدوء : نمشي؟
رمش ينطق : يلا
-
عسيـر ~
فتحت باب البيت و انتبهت لصمت المكان انه بعده نايم
التفتت لنواف فورا قبل لا يتوجه لسيارته و نطقت : تعال شوي
عقد حجاجه يتقدم لها حتى وسّعت بالباب يدخل و قفلته وراه نطق : فيه شيء؟
هزت راسها بـ ايه : سلطان نايم روح صّحه لان نومه بالحيل ثقيل و انا بروح اجهز الفطور
ابتسم بهدوء لها يوقفها ممسك رسغها قبل تبتعد عنه : قولي وش تبين تقولين بدون هالمحاولات حتى تمسكيني عندك
رفعـت حاجبها وهي تتقدم منه : واثق بعد !
صمت للحظة يتآمل عيونها نزول لاسفل شفتها يهمس : وراي شغل
تنهدت وهي تهز راسها : طيب كيف صار صاحبك؟
مد ايده لخلف عُنقهـا يستند بالجدار الي وراه : حيّ
فهمت من كلمته ان حالته خطيره و مدت ايدها فوق ايده تنطق : و لاجل كذا حيل ملّمحك مو عاجبني؟
اتسعت ابتسامته يقرّبها منه حتى همست بتوتر : نواف مو هنا !
نزل يهمس لها بضحكه : يعني لو بغير مكان مسموح؟
حسّت بتسارع دقات قلبها حتى وضح له انّه وترّها و هالشيء يضرّ قلبها حررها بهدوء ينطق : تنفسـي عدل
ابتلعت ريقها و هي تتمسك بذراعه و تهمس بخفوت : يروح و يجي
أخفى ابتسامته بصعوبة لأنها تبرر اهتزازها الحين ما له علاقه فيه و نطق يردّ خصلات شعرها لوراء اذنها : لو لا تعبك الحين ابي أضمك إلين ما تصيرين
الحضن والمحضون وذراعي ..
للحظة حسّت انها تبي تبكي من فرط دفى حكيه و شلون هو بالحيل يغليها لكن مو قادره تبيّن له هي شكثر بعد يهمها ، باعدت ما بين شفايفها تحاول ترتب جملة كاملة من بعد هالتوتر : يمدي اطلبك و ما تردني؟
أغلق عينيه بانزعاج بعد ما نزل سلطان الي نطق بصدمه : و مقتحمين المكان بعد؟
678
.
.
-
سولفي أنتِ اللحظة اللي معك تشرى
و هرجة مـا هي من شفاك مملولـه
-
.
.
-
رفع حاجبه بإنزعاج تام بعد ما بعّدت عنه فورا تتقدمه ، ينطق : قالوا نومك ثقيل توّ طالع لك اصحيك
رمش بذهول يعقد حجاجه : بسم الله عليّ
نزل براسه لاخته يبتسم بعد ما صبّحت عليه : صباح النور وش جاب ذا معك؟
رفعـت حاجبها بابتسامة تضرب صدره بخفة
: روح غسل وجهك عدل و اذا خلصت كلم ابوي لانه قال بيعرضك للتبني
توسعت حدقة عينه بصدمه : هذا فارس مغيّره عليه اكيد
ضحكت تنزع عبايتها و تعود بخطواتها لنواف الي كان مبتسم : مدري بس شكلك ما ترد عليه
تنهد بعمق وهو يحاول ما يكلم ابوه عن عمد حتى يتأكد من موافقة البنت و بعدها يفاتحه في الموضوع
رفع نظره فورا ينطق بسخريـة بعد ما لاحظ تعلق العهد بياقة نواف تمد نفسها لطوله حتى انحنى لها وهي تهمس بطلبها لمسامعه و تبتعد عنه
: وش هالقعده الرومانسية؟ بنت !
ما ردت عليه حتى انها توجهت للمطبخ فورا بدون لا تلتفت له يرمق نواف بانزعاج بعد ما اتسعت ابتسامته : ما صبّحنا عليك ، صباح الخير !
كشّـر وهو يصد عنه و يصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه بعد ما اردف : لا تروح باحاكيك !
-
بيـت راشـد~
كانت داخـل المطبخ تجهـز بعض أصناف الـ حلى بكل إندماج حتى تلتفت للخادمة الي قاطعتها ترفع الأكياس الي تطلبتها كهدايا : ماما وين احطهم؟
رفعت ايدينها تمسحها و تتوجه لها تتفقدهم : اشوا جابهم بدري ، خليهم بالصالة
هزت راسها بالإجاب تبتعد حتى رفعوا انظارهم لـ رغد الي نزلت لابسه عبايتها و مجهزه اغراضها تنطق بصدمه : رغوده على وين !
679
.
.
-
"قَالُوا: تنامُ؟! فقلتُ: الشَّوقُ يَمنعُنِي
مِن أن أنامَ وعينِي حَشوُهَا السَّهدُ"
-
.
.
-
رمقتها بجمود تنطق : على بيتي
انقبض قلب نورة تقرّب منها بصدمه : بيتك؟
قلبت عيونها بتململ : مو كل شوي تزنين عليّ اروح؟ رايحه !
مدت انظارها للخادمه : خلي السواق يجهز قولي بنروح بيت ماما عفراء
هزت راسها تبتعد عنهم و تنزل بنظرها لايد امها الي شدت كفّها : امي رغد فيك شيء؟
تنهدت وهي تنطق بإنزعاج شديد يعتلي ملامحها : وش بيكون فيه؟ بعد كل الي صار احس حالي مصدعه مو طايقه القعده خل ارجع ارتاح شوي
هزت راسها نورة بخفّة تدرك ان بنتها تصير عدائية وقت تكون بالحيل حزينه تسحبها لحضنها و هي تحاوطها بكل ايدينها و تهمس بضحكه : ريحتي كلها مطبخ لا اسمعك تقولين يع هبدتك !
رجف فكها تحاول تمنع صدور شهقاتها بعد ما حسّت بدفا حضنها و مسحها لشعرها و تابعت : شامخ حاكاك قريب؟
هزت راسها بالنفي تنطق : ابوي قال مشغول
ابتعدت نورة عنها لكن رغد شدت عليها و برجاء : شوي بس تكفين
رمشـت بخوف ترجع تشدها لحضنها و هي تحاول تسحب منها اي إجابة تطمنها : امي ما صار شيء؟
ما ردت عليها و اكتفت بالصمت تحاول تستغل كل ثانيه بحضن امها حتى خرجت من البيت تاركه نورة بقلب قلق
-
رفع الفنجان لفاهه قبل ينطق : مستحيـل
سلطان بهدوء بعد ادراكه انه يطلب شيء مو من حقه بعد ما تزوجت اخته : آمن لها اكثر ! انت خلص اشغالك و حصل هالمريض و انا باخذها للرياض اساسا بيجي يوم هي من نفسها بتجيك تبي تروح ، عبالك بطّلت سيرة شغلها؟ باقي بترجع له و لعيادتها هناك
احتدت نظرته وهو مستحقر عملها بشكل كبير : ما يحتاج تشتغل
رفع حاجبه سلطان بكبت لغضبـه : اذا فكرت تمنعها من شغلها ما بيسرّك الي بيجيك ، خلني اردّها معي تاخذ وقتها و انت تلتفت لشغلك ما تجي بين همّين
بتر حكيه : هي مو همّ !
تنهد سلطان و هو مستحيل يرجع للريـاض بعد ما صارحه نواف بوجود رعـد و يترك اخته وراه و بنفس الوقت ما يقدر يضغط على فارس بشغله !
أراح ظهره على الكنب بشكل مستقيم يعقد حواجبه بعد ما سمعوا خطواتها و هي تنزل لهم تنطق بنبرة غاضبـه : هذا حلو؟ توّ احاكي طفطف تقول مو زين افصخيه !
680
.
-
وش يرّد عقلٍ في غرامك غدى مسحور
أنا طحت في شي على البال ما يطري
-
.
-
رفـع النظر لها و زاد دقات القلب مع كل خطوة هي تقرّب لهم فيها
تلبس فستـان باللـون الأسود الي برز بياض بشرتها الشديـد من الحرير الناعم بقصّـة صدر بشكل مُنعطف بالوسط عاري الأكتاف مُبرز معالم جسدهـا حتى أنه قادر يلحظ منحنيات خصرهـا بدت تستدير للنصف أمامهم رغم ملمحها الزعول من رأي الشخص الي نطقت باسمه اول ما نزلت لهم إلّا انها كانت جميلـة
زمت شفايفها تتقدم لسلطان الي مد ايده لطرف الفستان : هذا مو مُبالغ فيه حق زيارة اليوم؟
هزت راسها بالنفي : مو حق اليوم ، امي سلوى مسوية عزيمة الليلة حق مناسبة مهمة
رفع حاجبه باستغـراب : حقت شنو؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه وهي تتذكر صوت جدتها الي كان واضح انها بكت قبل تكلمها : مدري قالت انّي الي بافرح فيها حيل و لا حبيت اكسرها
سلطان : و ما فيه غيره؟
عضت اسفل شفتها و رمشت بتمثيل للزعل : مو حلو؟
التفتت لنواف الي بعده سارح فيها : اغيّره؟
ابتلع ريقه يصد عنها وهو يطرح فنجانه : حلو
ابتسمت بخفة تبتعد عنهم و تنطق : اجل باعتمده
ابتسم سلطان لتغيّر ملامحها و نطق بصوت عالي بعد ما صعدت للدرج : اقري اذكارك قبل تروحين لها !
ارخى نظراته يرمق نواف الي نطق بهدوء : الأفضل ما تروح
سلطان : اجل انت قول لها لا تروح
تنهد و هو يوقف و يجمع اغراضه و بالفعل صار كاره لبيت ماجد و طاريه : تقبل منك أكثر
ما كان يبي هو الي يمنعها حتى لا يكون هو السبب بزعلها بس صادف ان سلطان يشيل نفس الشعور و اردف : ما ابي تزعل منّي اذا منعتها تبيها قُرعه؟
ضحك بخفه و رفع نظره لصوتها و هي تميل بجسدها لهم من الأعلى : منو بيوصلني؟
تنهـد سلطان بقلّ حيلة : انا !
عقدت حواجبها من شافته يتوجه للباب : تروح؟
هز راسه بـ ايه : بانشغل اليوم تنامين هنا و لا ارسل احد يجيبك للبيت؟
زمت شِفاها تهز راسها بالنفي و هي تصد بظهرها عنه بعد ما بان له انزعاجها : بنام هنا
-
اتسعت ابتسامتها بسعادة بعد ما شافتها و تقدمت لها تحضنها بشوق : حبيبه قلبي الي وحشتني
ابتسمت لها بخفة وهي تبادلها الحضن و تبتعد تلمح التعب بعيونها و تنطق بقلق : رغد فيك شيء؟
هزت راسها بالنفي تنطق : ابي اطلع للغرفة ارتاح شوي لاني ما نمت عدل
هزت راسها بالإجاب : روحي يا امي روحي
استدارت بعد ما تذكرت تنطق بقلق : خالتي شامخ جا للبيت قريب؟
هزت راسها بالنفي و هي تتنهد : لا صرت ادعي يمرّ لو بالغلط بس عاد هذا شغله
ابتسمت بتسليك تتوجه للغرفه باقدام راجفه تغلق الباب خلفها بإحكام ..
وصلها صوت إشعار تفتح جوالها و هي ترجف تقرأ محتواها " موافقه؟"
681
.
.
-
‏لا توضّح ضيقتك لو تضيق الارض فيك
خل في صدرك مقابر وفي وجهك حياه
-
.
.
-
وقفت و هي تتأمل نفسها حتى بدت تسرح أفكارها لمكان بعيـد ، قلبها مو مرتاح لـ اليوم هذا ابدا !
متوترة من روحتها للبيت الي بتخطب لاخوها منه ، متوترة من صوت سلوى المهزوز وقت سمعتها تطلبها تجي و كانت تترجاها اكثر من انها تعزمها !
و الي زاد التوتر اكثر انها بتقابل امها هناك اكيد ! ما لها طاقه تصدّ فيها امها لأنها متأكده انها بتبادر بالهجوم كالعاده !
لامست عنقها و هي بدت تحس بالاختناق و نزلت بعيونها تدور لدواها حتى لا تنتكس حالتها بوقت غلط رمشت بتفاجُأ بعد ما رنّ جوالها و خذت حبتها تتوجه له و كان يضوي باسم حماتها ابتسمت بخفة ترد مُباشرة : وصلتي انزل لكِ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس السواق تحت انزلي له لا تأخرينه عليّ !
عقدت حواجبها بعدم استيعاب : ما بتجين معي؟
ابتسمت بخفة بعد ما حست برجفة صوتها و هي تراقب الخادمه الي تشيل الأكياس لحدّ الباب : بجيّ بجيّ يا امي بس طالعه اجهز نفسي و انتوا تعالوا مروني
اكتفت بالصمت تقفل جوالها و هي ترمقه حتى حست بغشاوة تضلل نظرها و ما كانت الا دموعها
ابتلعت ريقها و هي تزفر بعمق و تمسح دموعها بسخرية من الشعور الي داهمها الحين ، كانت بتكنسل روحتها كامله لو نورة تراجعت لكن تطمنت بعد ما قالت انها بتجي ..
نزلت لتحت و هي تحس بوحشه البيت بعد ما خرج سلطان الي المفروض هو يوصلها لكن قال لها أن صار شيء بالشغل وضروري يمشي
ابتسمت بشكل لا إرادي بعد ما تقدمت لها القطه و نزلت تحتضنها حتى بدت تلتف حول ذراعها : عبالك راح اخليك بروحك و امشي؟
عقدت حواجبها بعد ما تحسست انتفاخ جانب بطن قطتها حتى شهقت و هي تنطق بصدمه : يا الي ما تستحين وش ذا ! امداك !
وقفت بعد ما نزلتها و هي تدعي انه مو الي في بالها و تمتمت : يا رب انه قولون وين اروح من سلطان لا عرف !
بدت تجهز كل اغراضها لمناسبة الليلة حتى تمر لجدتها اول و تنزل القطوه و اغراضها و عقب تتوجه لبيت راشد ..
-
عنـد رغـد ~
اردفت بحدّة و هي تخرج من غرفتها : قلت ما ابي اجي معكم غصب هو !
تنهدت نورة و هي بالحيل منصدمه من اسلوب بنتها تنطق : ما هو غصب ما هو غصب ! بس قلت تغيرين جو بعد الي صار لنا
ضحكت بسخريـة و هي تنزل للطابق الأرضي : عأساس ما بيصير لنا شيء عُقـب؟ لا تتكلمين بصيغة الماضي لان مصايب هالبيت مو راضية تخلص !
قفلت الخط و هي تقابل تالا الي كانت جالسة بالصالة و سمعت محادثتها الي استنتجت انها تحاكي نورة و نطقت بهدوء : ما له داعي كل هالصراخ لـ خالتي
رفعت حاجبها تبتسم لها : وانا باخذ النصيحه من لانا تيرنر؟
682
.
.
-
يا كتومه شوفي دموعك كثيره
اتعبك ظالم و انتي جميله
اللي يحبك مسح دمعك
مايتركك وسط احزانك وحيده
-
.
.
-
قلبت عيونها تالا و هي توقف و تتجاوزها حتى تصعد ، توقفت للحظة تلتفت لها : رغد؟
رفعت نظرها لها بجمود تقاطعها : الاسفّ منكِ الحين استحقره
ابتسمت بخفة تبتعد عن اناظرها و هي صدت تجلس بالكنبه و تريّح جسدها بعد ما بدت ترفع شعرها لفوق تمدده على ظهر الكنبه و تلعب بخصلاتها الي تلفها حول سبابتها تحاول تطرد كل الأفكار السوداوية الي تسيطر على تفكيرها ، اذا وافقت على طلبه بتدمر شامخ تماما و اذا رفضت ..
انقبض قلبها و هي تحس بحرارة محجر عينها الي تحبس دمعها من تذكرت تهديده الواضح " رفضك بـ ندّ روح غالي " مو مستعده حتى انها تغامر بعدم تنفيذ حكيه او تتجاهله و تريّح بالها ، تدري به خطير و لو تجاهلته هي بس بتزيد الطين بلّه !
مو مستوعبه شلون هرب من بين ايدينهم بنص يوم ! هالشيء كفيل يوضح لها خطورته
ودّها تفاتح الموضوع ويّا شامخ لكن الرعب مقيّد ايدينها من فكره انه يمكن يأذي احد من اهلها وقت تعترف له ، لكن الشيء الي ثبت براسها ان اهلها مو بهالسهولة يقدر ياذيهم فـ بدت تحاول تطمن قلبها المرتعب و توصل لحل ما تندم على نتيجته بالنهاية~
دخل لبيته و هو بالحيل قادر يمد نفسه قوة يوقف على حيله ، التعب ماخذ منه نصيبه و زياده !
رجوعه للبيت كان حتى يتفقد بعض أوراق القضية الي تركها بمكتبه لكن قبل صعوده انتبه لايدها الي مدتها للفراغ و رجعت تثنيها تلاعب شعرها بين اناملها الواضح انها مغيّبه عن الي حولها و لا حتى حسّت بوجوده
ابتسم لا إراديّـًا و تقدم لها بخطوات ثابته يتفحصها بعدم تصديق
كان يظن بتطـول غيبتها عنه بس هي الحين قباله و ما يفصله عنها الا خطى قدم
وقف عاجز يزيح النظر عن تفاصيلها الي بالحيل تشدّه لها قسر !
امتدادها الي مريّحها كان يلعب بقلبه المتلهف لها
تنورتها البيضاء الي ارتفعت تكشف ساقها بشكل كبير بسبب مدّها فوق الطاولة و ساحة صدرها الي لمحها بعد ما ريّحت راسها اعلى راس الكنبه
بخاطره لها ألف رغبه لكن هي شايله له ألف مانع
ارتعش جسدها برعب بعد ما حسّت بايده الي انمدت لعنقها يشد حوله بخفة و ينزل بايده يرفع بلوزتها يغطي فيه صدرها و نطق بهدوء يحس برجفتها و عيونها المصدومه من شوفته : وين سارحه حتى ما حسيتي فيني؟
683
.
.
-
تجر ثوب الغطرسه والعنجهيّه والدلال
تمشي تقل تمشي على شيٍ تخاف تكسّره
-
.
.
-
ارتعش جسدها برعب بعد ما حسّت بايده الي انمدت لعنقها يشد حوله بخفة و ينزل بايده يرفع بلوزتها يغطي فيه صدرها و نطق بهدوء يحس برجفتها و عيونها المصدومه من شوفته : وين سارحه حتى ما حسيتي فيني؟
ابتلعت ريقها و هي تحترق من ايده الي ثبتها فوق صدرها : شـامخ؟
انحنى لمستواها من وراء الكنبه حتى صار يقابلها بـ عكس وجها ، مـدّ ايده الثانية اسفل فكها ينطق : شلون جيتي؟
عضت اسفل شفتها و هي تحاول تقوم او حتى تعتدل بجلوسها بس نزوله فوقها يمنعها ، تمتمت بخفوت : زيح للنفس مكان !
ابتسم بجانبية يقترب اكثر و هالمرة لـ اسفل خدها يقبلها بخفة و ينطق : حيّ من جابك لي و سرّ النظر بشوفتكِ يا بنت راشد
عضت اسفل شفتها و هي تحس بلهيب بكل جُزء منها هو يلمسه ، تمتمت تصد بوجها عنه : ممكن تبعد؟
اعتدل بوقفته بعد ما هي استقامت تعدّل لبسها و تستقر ايدها مكان موضع ايده الي كانت فوق صدرها و تنطق بدون لا ترفع عيونها له : بدري على جيتك؟
عقد حجاجه بعد تحققه بـ ملمحها ينطق : كنتي تبكين؟
توسعت حدقة عينها ترفعها له و تهز راسها فورا بالنفي
كان إحمرار جفنها واضح لكن اجابتها تركته يتراجع عن تحقيقه معها و اردف يجاوب سؤالها : جيت اجيب غرض و طالع
صمتت للحظة و هي تحاول ما تفقد السيطرة على نفسها بس عجزت !
تنطق بإضطراب و عيونها تصد عنه : شلون قدر يهرب منك؟
رمش بذهول يلتفت لها بعد ما ادرك انها تحكي له عن فيصل و سُرعان ما احتدت ملامحه : من وين عرفتي انه هرب؟
زمّت شفايفها و هي تتماسك بصعوبة قباله خاصّة بعد ما تقدم لها بخطوات سريعه و ملامحه شايله غضب كبير !
: ليش يتخبّى هالخبر؟
ارخى نظراته وهو بدأ يستوعب الي قاعد يصير و نطق بكل هدوئه الي قدر يبيّنه قدامها حتى لا تخاف منه لانه يشوف رجفتها الحين ، كلها يرجف و عيونها تدمع بس بعدها تمثّل الثبات الكاذب امامه : حاكاك؟
مد ايده يحضن فكها برقّة تشابه بشرتها الي تكره خشونته و كلّه الحين حتى يرفعها له : انطقي و لا يغلف حكيك كذب
عضت اسفل شفتها و هي تحس بعجز و استسلام تام له ، تبي تصارحه بكل شيء يمكن يقدر يقبض عليه قبل ينفذ تهديده !
هزت راسها بالإجاب تجاوب سؤاله و ارتمت بصدره فورا تتركه مصدوم من تصرفها و هي تحتمي به منه ، ما رح يضرها و هي وسط صدره ابدا حررت دموعها الي تعبت تسجنها و نطقت بصوت مهزوز : بس ما عاونته و لبيت له طلبه ابد
أغلق عينيه يتمالك نفسه بالقوّة ! كل التعب الي كان يحس فيه تلاشى و صار كله نار تحرق جوفه و ما بتنطفي الّا بـ دمّ فيصل !
684
.
.
-
خليت الاحزان بأقصى القلب منثبره
ياكثر كذبي على نفسي وانا داري
-
.
.
-
أغلق عينيه يتمالك نفسه بالقوّة ! كل التعب الي كان يحس فيه تلاشى و صار كله نار تحرق جوفه و ما بتنطفي الّا بـ دمّ فيصل !
حاول يبعدها عنه بس هي تشدّ ، ما تبي عيونها تشوفه ابد ، تخاف منه لهالدرجة رغم كل محاولاتها انها تنسى سواته و انها تتصنع القوة قباله بس تعجز ، تخاف يرجع يأذيها من جديد
اذاها أذى ترك وراه جرح ما له دواء بسبب غيّـرة شلون لو صار السبب خيانه؟!
اغلقت عيونها تتمالك شعورها و هي تحس بايديه تشد خصرها له و نطق : من متى ؟
اردفت بخفوت بعد ما فهمت انه يقصد ميعاد تواصل فيصل معها : باليوم الي جيت انت المزرعه
ابعدها عنه بعد ما اهملت ايدها و نطق يتفحص ملامحها المتوترة : وش كان طلبه؟
ابتعدت عنه بعد ما حست انه بيرجع يقرّبها له و نطقت بهدوء عكس انهيارها بحضنه قبل شوي : يبي اتجسس عليك
ابتسم بسخريـة يردف : وش ردك؟
صارحته بطلب فيصل الحالي لكن روت القصه انه ماضي بعد ما بدت تستوعب انها مو مستعده تخاطر بدون لا تشوف وش بيقدر فيصل يسوي لو وشت به؟
او الاصح ما تشيل لـ شامخ هذيك الثقة
فحبّت تحكي الماضي لشامخ بطلب الحاضر لفيصل الي كان يتجسس عليه : قال فكري و عقبها انتوا مسكتوه بالمزرعة و الحين انحاش ، خايفه يرد يحاكيني !
ما كان يصدق حرف تحرره من شفاها لـ مسمعه و اردف بشكّ بيّنه لها : اطلعي جيبي جوالك لي
قلبت عيونها بتململ و هي تتمتم بسخريـة : لانك توثق حيل !
ضل يراقب ظهرها و هي طالعه و توّ يدرك انه زرع خوف كبير بقلبها منه لـ درجة انها صارت تستغل حبّه المفضوح لها حتى تتجنب أصغر اصطدام معه و أقربها يوم ارتمت بصدره من شوي ، غير حكيها عن فيصل الي لعب بإعداداته تماما بسبب وضوح كذبها له
همس بإنهلاك منها : لعـوب
-
بيـت ماجـد ~
فتحت لها الباب حتى شهقت بخوف ترجع لوراء بعد ما ارتمت القطه فوقها و صرخت : ليش انتي جيبيها !
ابتسمت بخفة تتقدم للداخـل و تقفل الباب وراها : اذا هي رمت نفسها عليك يعني تحبك يا سعدية !
كشرت بوجه القطه و تقدمت للعهد تحتضنها بشوق و فرحه بذات الوقت تهمس : ماما سلوى سوت مُفاجاة لك ما تدري انتي تعرفينها من اول !
رمشت بعدم استيعاب لحكيها حتى التفتوا لصوت ماجد الي كان يرحب فيها من اول ما لمحها حتى صارت بحضنه و ابتعدت تبتسم له : اشوف بعدك بالبيت؟ بالعاده تطردك سلوى بعزيمة الحريم قبل الميعاد بساعات طويلة !
ضحك بخفة وهو بعـده يتآملها بفرح من شوفته لها و نطق : لا عاد تطولين الغياب يزيد الشوق و يحترق القلب ، يرضيك؟
صدت عن عيونه بابتسامة تنطق : وين حرمتك؟
685
.
.
-
دريت انك حبيبي قبل اموتك واعشقك واحياك
وصرت اول طريقي واخر احبابي وعشاقي
-
.
.
-
آشار لباب المزرعه : طلعت روحي لها قالت لا أحد يحاكيها قبلي !
رمشـت بعدم راحة : وش سر هالمناسبة؟
اتسعت ابتسامته يهز راسه بالنفي : روحي لها هي تحاكيك !
تنهدت تبادله ابتسامته و تطلع لسلوى الي كانت جالسة بالجلسة الخارجية تتقدم لها بضحكه : يا حلوه؟
لمعت عيونها لها تبتسم لها موسّعه ايدينها ترتمي العهد بحضنها و تلمّها بشوق : ضيّ القمـر
فسحت لها تطبطب بجنبها : تعالي قُربي
هزت راسها بالنفي تبتسم : بعد وراي شغلة بردّ عقب المغرب تم؟
بان الانزعاج بملامحها لكنها تنهدت بعمق تنطق : بس لا تتأخرين !
قبلت راسها تهز راسها بطاعة : عقب هالفضول مستحيل
ضحكت من تعبيرها : بتعجبك حيل يا الضـيّ
-
بعـد مرور الـوقت
وصلوا لـ بيت الي رايحين يخطبونها لاخوها ، ما تنكر توترها في هاللحظة ابدا ، تخاف ترفضه و تكسره حيل تخاف من هالفكرة بس ضلّت تدعـي بداخلها ان ربّـي يسخّرها له و توافق كانت تبي تحقق معه شلون عرفها و ليه هي عن غيرها بس ما تبي تزعجه بكثرة اسئلتها خاصّـة بعد ما جاوب عن فضولها الي ما صارحته فيه بـ " هـي غاية قلبـي " راح تسوي اي شيء لعيونه و هالشـيء اكيد ! مستحيل تكسره او تردّه هو بالذات
انتبهت لشرودها و تمسكت برسغها تنطق : لا تحاتين عندها خبر بجيّتنا و رغبتنا ، بعد ما أرسلتي لي موقع البيت جبت رقم راعيته بمعرفتي
غمزت لها تطمن ألف شعور بقلبها حتى اتسعت ابتسامتها بامتنان كبير : كأنكِ تلينين؟
ضحكت نورة بخفّة تدرك هالشيء و تهز راسها بالنفي : بدري بدري يا كنّـة !
فتحت الباب لهم و استقبلتهم بحفاوة تركت العهد ترتاح لان كان واضح عليها السعادة بجيّتهم
نزلوا للمجلس و بدوا يفصخون عباياتهم و رمشت العهد بإستغراب بعد ما أخذت المُساعـدة العبايات منهم و طلعت
نطقت نورة بعد ما فهمت سبب استغرابها و هي تطبطب على المكان الي قُربها حتى تجلس : هذي عادة عندنا ما هو مثل يوم جيّناك تركتيها معنا
جلست و هي ترتب شكل شعر نورة : عاداتكم غريبة مع كامل احترامي
دخلت " سـرور " و هي تطرح الصينية بالقرب منهم تحت ترحيباتها و عذب الحكي الي ترميه لمسامعهم و يعبّر عن فرحتها بقدومهم ..
بعد التعارف الي كانوا المتحدثين فيه نورة و سرور تحت صمت العهد الي عيونها على صوب الباب تنتظر البنت تنزل لهم
رمشت بإستيعـاب لايد نورة الي شدّت على ايدها تبتسم : صحيح مو ولدي لكن و النعم فيه رجال بكلّ ما تشيله هالكلمه
انتبهت العهد ان نورة حتى وظيفة اخوها ما تعرفها و الحين تحكي عنه ، بادلتها الابتسامه تهمس بضحكه :
686
.
.
-
منه السوالف اذا سولف تجي ذربه
يحسبنّي اسمع وأنا في بحّته غادي
-
.
.
-
انتبهت العهد ان نورة حتى وظيفة اخوها ما تعرفها و الحين تحكي عنه ، بادلتها الابتسامه تهمس بضحكه : سُلطـان اسمه
هزت راسها تصد من العهد و تلتفت لـ سرور :
بنتكم وراه ما تطلّ تسلم؟ ادعيها لنا ما ناكل
ضحكت بآخر حكيها حتى تبيّن انها مزحه بعد ما اعتلى سرور الارتباك
ريّحت العهد ظهرها و هي بدت ترجع شخصية نورة الي لها فتره ما شافتها تحت ابتسامتها
وقفت سرور تستأذنهم و نطقت نورة بسخرية : زين ذكرتيني باسمه بغيت اقول عبدالعزيز
توسعت حدقة عينها بذهول : لمّا هو على تراب قبري !
تآوهت بآلم بعد ما قرصت فخذها : استغفر الله العليّ العظيم
رفعت عيونها لصوبهم بعد ما دخلت سرور و وراها الانثى الي كانت تشيل وصف الجمال بكل ما تعنيه الكلمة !
وقفت مع نورة الي سلمت عليها قبل و انقبض قلبها فور ما عيونها بدت تتفحص ملامحها و ذاكرتها تجدد شريط التعارف الأسود الي صار بينهم لأول مره
وقفت قدامها و هي تمد ايدها حتى تسلّم عليها ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة و هي تحاول ما توضّح انهزازها الحين و رفعت ايدها الي كانت ترجف تسلم عليها تحت صدمتها و هي تسمع اسمها " رشا "
مرّ الوقت بين المُجاملات الي يتبادلونها حتى تنهدت نورة تبتسم : إحنّ نستأذنكم و نتمنى تردون لنا جواب بأقرب وقت !
هزت سرور راسها بالإجاب : يصير كل خير ان شاء الله
كانت نورة منتبه لنظرات العهد اتجاه رشا لكن ما حبت تحاكيها الحين و لبست عبايتها تنطق : البسي قلتي بعد وراك مشوار صح؟
هزت راسها بـ ايه و هي تحس بضياع في هاللحظة شلون رشا ما عرفتها؟ ليش هي الي قدرت تتعرف عليها و هي بالحيل بارده معها و لا حتى سألتها عن اسمها !
تحس بدمّها يحترق غضب شلون اخوها بيأخذ وحده مثلها ! شلون بيأخذ الي اذتها و هي بعمر حيل صغير و ما كان الاذى بسيط ابد !
687
.
.
-
زين وجه وزين مبسم وزيين منطوق
واحد لا لمحتّه ذكرت الله مية مره.
-
.
.
-
هزت راسها بـ ايه و هي تحس بضياع في هاللحظة شلون رشا ما عرفتها؟ ليش هي الي قدرت تتعرف عليها و هي بالحيل بارده معها و لا حتى سألتها عن اسمها !
تحس بدمّها يحترق غضب شلون اخوها بيأخذ وحده مثلها ! شلون بيأخذ الي اذتها و هي بعمر حيل صغير !
بدت تمشي وراء نورة و هي الودّ ودها ترجع للبيت و ترمي نفسها فوق فراشها و لا تقابل احد من البشر هاللحظة بس ما تقدر ترد جدتها ابد
التفتت لصوت سرور الي مدت لها كيس : شيليه عن امك حبيبتي
عقدت حواجبها و هي تبي توضّح سوء فهمها لكن قاطعتها نورة : ما كان له داعي
هزت راسها بالنفي : استغفرالله وش هالحكي ، في آمان الله !
ركبوا للسيارة و العهد بدت تقلّب بشنطتها حتى قاطعتها نورة : ما اعجبتك؟
رمشت بعدم استيعاب و رفعت عيونها لها : ما لي علاقة هي أعجبتني او لا دام اخوي يبي هالشيء انا ما يحق لي اعترض
تنهدت نورة و هي من البداية تحاول ما تشاركها رأيها : البنت مطلقة صحيح جميلة و الواضح قليلة حكي و أحوالهم زينه بس مو حرام بحق اخوك؟ حاكيه فهميه ! الرجال يشوفون من غير الزوايا الي إحنّ نشوفها فيه
بكره بيصير على كل لسان لانه ماخذ مطلقه ! وش ناقصه هو؟
حسّت بصداع تنطق بهدوء : خالتي هذي حياته هو و انا الّي عليّ لاجله بس سمّ و ابشـر
كانت تفهم فكرة نورة و تعذرها لان هذا مُجتمعهم و هذي بعض أفكارهم فليش تحمل نورة ذنب هالشيء؟ اذا هي سكتت اليوم بكره بتسمع نفس الحكي من عشرين فم !
بس الي لاعب بتفكيرها مو هالشيء ابدا ، الي شاغله شلون بتقدر تتعايش معها !
-
عنـد بسّطة تجمع من انعام ربّـي ~
كان يجري بكل روحه لعنـد صاحبها يمنعه يجي الحين لأنه لو شاف الرجال الي وقف برأس البسطه احتمال ينّجـن !
بس للاسف الخبر وصل لصاحبها قبل يوصله و نطق بتردد يلمح الغضب الشديد الي توسط ملامحه : هو دخل علينا فجأة و ربك !
جسمه كان يرجف من قوّ اللهيب الي يحرق صدره الحين بعد شوفته له و شلون جالس بكرسيه رجل فوق رجل و عيونه طاحت بعيون هالمقتحم يبتسم بسخرية : صرت تسيـر بعكّـاز يا عمّ !
تقدم له و هو يستحقر الرابط الي يجمعه فيه كثر ما يستحقر ابوه و نطق بحدّة : يا علّ النظر ينشال من هالعين و تغدي عمـى !
ضحك فهـد بسخرية وهو يسحب بوسط كفّه تفاح و يرمقه اذا مو نفس كُرهه له فهو اشـد : حذاري من بعض الدعاويّ وقت الغضب ادري بك بالحيل تغليني يا مقرن !
688
.
.
-
احدٍ يمر و بين هالناس عادي
واحدٍ يجي فوق المخاليق لا مر
-
.
.
-
رمقـه بإزدراء ينطق : تخسـى قوم من محلّـي يا ولد الـ***
كانت ملامحـه هاديه تخالف ردة الفعل المتوقعـة بعد ما شتم ابوه بأبشع الالقاب ابتسم بهدوء يتفحص عمّـه كيف كان و الحين و نطق ساخـر : الي غلطت عليـه معصـوم من حركات الاستغفال يا شبيـه الرجـال
ما طعنك بقفاك و اذآك لابس قناع ، و لا ذكر طاري شرفـك و مسّـه بسوء و لا فيك حتى شان ! لكن مثل ما قالوا ما هو كل أصابعك سوا و ابوي طلع حسنـه هالقبح الي منكم و دامه قطع تواصله معكم لا بخير و لا بـ شر الأفضل انت تسوي نفس الشيء ، ابعـد عن ابوي لا تخليني انشغل فيك و انت بهالعمـر ..
ضحك بذهول من سماعه لتهديد ولد اخوه ينطق بسخريـة : مرسلك الرخمـه عليّ تهـدد لانه ما يقوانـي؟
للحظـة انطفئ الغضب الي بجوفه من ناحيه عمّه بعد ما سمعه يقول " ما يقوانيّ " ..
لو راشـد أعطاه الي يستاهلـه من اول خطأ بيعرف عدل ان تجاهله له للحيـن رحمه !
لكن بالحقيقة فهـد الي ما قوى يشوف ابوه مكسور بعد ما عرف ان مقرن هو الي يأذيه ، خدش القريب يأذي اضعاف الأذى الي من طعـ ـن البعيد و خاصه لا جات على غفلة بدون اي استعداد او حتى إدراك !
انهز ثباتـه وقت انجمع اسم اخوه و الأذى بجملة وحده ، كان يعذره على صدّه و الكلام الشيـن الي يقوله عنه بين جماعته و القبيلة ، ما كان بالحكي الهيّن الي يسكت له بس عدّاها له و للحين يعدّي .. بس هالشيء ما يتفق معه عياله ابد
و فهد قرر يقابله عقب السنين القطاعه حتى يحذّره يبعد عنه تماما !
مقـرن : قول له بعدها بحرارة الجمّر وسط صدري ، لا يظن بيوم انّـي بريّح قاتـ ـل امي !
ينصدم و كثير شلون فيه آدمي يكنّ هالكُره لاخوه الي من لحمه و دمّـه ..
يخاف على نواف أن هبّت عليه ريـح تشيل وسطها له مضرّه شلون لو هو جرحه؟ ما يتخيل ابد يأذيه لو حتى زلّـة !
كان يكرهه و اشتد كرّهه له اضعاف السابق بكثير !
ايده ترجف قهر و غضب كبير لو لا الشيب الي كسى شعر راسه كان غضّ الطرف عن القرابه و بردّ خاطره فيه ..
ضحك بسخريـة على حاله لان هالمره بعد راشـد الي منعه يأذيه ، راشـد الي علّمـه لا يتقوّى على كبير السن و الضعيف ، للحين راشـد هو الي يحمي مقرن رغم حقارة اخوه ..
هز راسه بيأس : حرام تصير اخو راشـد حرام !
رفع حاجبه بسخريـة : مالي بـ الي عينه على محارم إخوانه و كان السبب بموت امه صلة !
فار الدم بعروقـه وهو يتقدم له و يرجف كلّه يردف بحدّة : لسانك يا مقـرن ، لسانك اعرف تصونه لا تندم و ادري شلون اندّمك ! لو لا ابوي كان دعست على علومه و عليك هالحين !
689
.
.
-
الله يـجـازي من يـسـوي سـواتك
وبذنوب من سوا سواتك يجازيك
-
.
.
-
هز راسه بيأس : حرام تصير اخو راشـد حرام !
رفع حاجبه بسخريـة : مالي بـ الي عينه على محارم إخوانه و كان السبب بموت امه صلة !
فار الدم بعروقـه وهو يتقدم له و يرجف كلّه يردف بحدّة : لسانك يا مقـرن ، لسانك اعرف تصونه لا تندم و ادري شلون اندّمك ! لو لا ابوي كان دعست على علومه و عليك هالحين !
ابتعد عنه لانه مو قادر يتمالك نفسه ابدا ! مو قادر يضبط اعصابه اكثر قباله يحس بيذبحـ ـه لو بقى شوي حوله ، راح يتوجه لـ سيارته تحت صراخ مقرن الي نص حكيه تهديد و الباقـي شتيمه ..
انعقدت حواجبه بعد ما فتح جواله و كان نواف متصل
تنهد يعدل حاله و صوته لان الغضب بعده مسيطر عليه
رجع يتصل و ما هي إلا ثواني يردّ : وينك فيه؟
ابتسم بخفة يعدل جلوسه و يبتعد عن المكان كله : ليه واحشك؟
ضحك من سمع صوت ضحكة اخوه يردّ : حيل !
حك حاجبه باستغـراب شديد من صمته و نطق : حصل شيء؟
اعتدل نواف بوقوفه يراقب طريح الفراش الي يفصل بينه و بين قُربه منه لوح زجاج ..
نطق بهدوء : ابوي حكالي الفجـر عن مقـرن وصّاني اعدّيها ، تبي نعدّيها؟
احتفظ بصوت ضحكته لانه يحس بلهيب صدره بعده هو للحين يحترق من عمّهم الي ما يشرّفهم ان بينهم صلة لكن يدري بنواف يحرقه !
هز راسه بالنفي ينطق : خل واحد منّا ما يكسر وصية راشـد
فهم انه راح له و ازفر بعمق : سوّد الله وجهه !
فهـد : تهقى انه الحين ابيض؟ كلّـن يدري بسودة وجهه وش شكله قبال ابونا ، شيله من راسك لا تكسر خاطر ابوي لأجله وهو ما يسوى
أغلق عيونه يحاول يجمّع شتاته و هو بالحيل صار مضغوط هالفتره ، ما يدري من قصه فيصل و هروبه للقضية الي استلمها جديد و يبي لها كل تركيزه و لا صاحبه الي بين الحياه و الموت و لا المريض الطليق " رعـد " و الحين مقرن ..
يردد لنفسـه " يسّرها يا رحيم "
كان بينهي اتصاله باخوه بس فهـد عكس رغبته ما حبّ يفصل اتصالهم و ضل يحاكيه عن مواضيع هي بنظر اثنينهم مو وقتها ابد !
بس ما قدر يقوله مشغول بيقفل ، زمان عن حكاويهم سوا ..
690
.
.
-
حظ المكان وحظ منهم حواليك
وحظ العيون اللي تناظر عيونك
-
.
.
-
كان بينهي اتصاله باخوه بس فهـد عكس رغبته ما حبّ يفصل اتصالهم و ضل يحاكيه عن مواضيع هي بنظر اثنينهم مو وقتها ابد !
بس ما قدر يقوله مشغول بيقفل ، زمان عن حكاويهم سوا ..
مرّ الوقت بالفعل و فهـد حسّ انه اخذ من وقته و نطق يوقف السيارة قبال بيت ابوه : خذينا من وقت حضرة الضابط السموحه !
ابتسم بهدوء ينفي ثقل حكيه : لك الوقت كله ، لو يروح الوقت انّي أسمع حسك وأبادلك ماهي خساره !
ضحك بحب كبير لاخوه يهز راسه بـ ايه : غالي يا عين اخوك
عجز يردّ عليه و هو يحس بغرابة صوته قبل هول المشاعر الي استقرت بصدره الحين ، انهى اتصاله بعد ما ودّعه ربه و انتبه للعسكري الواقف بالقرب من سيارته و فور ما ضرب له التحيه نطق : طالبينك للقسـم يا طويل العمر
هز راسه يلف بعيونه صوب المستشفى و يرجع يركب سيارته بعد ما شدّد على حراسة غرفة عناد ..
-
بـ بيت ماجـد ~
طلعت من غرفتها بعد ما تجهزت و هي تحاول تشرد عن الأفكار الي تلعب بعقلها الحين و تشغل نفسها بأي شيء !
لمحتها سعدية تتوجه للمطبخ و ابتسمت تعلّي صوتها لها بسبب بعد المسافة : لا تدخلين !
رمشت بعدم استيعاب تلفّ كلها له و تتخصّر : ليش ما ادخل؟
توقفت للحظة ترمقها بشديد الإنعجـاب لكن خانها الوصف تصمت و تهز راسها بالنفي : كل شيء جاهز ما يحتاج تدخلين !
التفتت لصوت ضرب اساور الذهب الي تزين يمين جدتها دليل على قدومها تقترب لها بإبتسامه : هذي آوامرك و لا آوامر ماجـد؟
هزت راسها بالنفي تشد ايدها لها و هي تبتسم العهد لها لأنها مدّت ايدها تمسح على شعر حفيدتها و تتمتم بخفوت و الباين لها انها تحصّنها ، يراودها شوي من الحزن لان المُفاجأة الي مخبيتها لها ما تدري بتفرحها و لا بتزرع الخوف بصدرها ، تدرك انه خوف مو غضب و لا صدمه لان هي للحين ما استوعبت الي درت فيه ! عقلها عجز يتقبله من اول مره و أنكرت حيل حتى حسّت بحقيقته و انه مو وهم !
دعت ربها تشيل حفيدتها القوه الليلة مثل ما هي دوم تشيلها ، رمشت بذهول من لمحت خصلات لون شعرها الي طغت على لون صبغته " بلـون عيونها شديـدة البُن لكن افتح " يليق عليها لونه الطبيعي اكثر ..
691
.
.
-
وليا بغضني ضعيف الراس قلت أبرك
ماودي ضعوف خلق الله يحبوني
-
.
.
-
ابتلعت ريقها و هي بداخلها ترتاح اذا حسّت انها يمكن تخف على امها و هذي بالنسبه لها إشارة ما تدري انها ما فضت تهتم لشعرها اساسا ..
توجهت سعديه للباب الي يُطرق تفتحه
و نطقت سلوى لها : ابقي معي لا تهربين كالعاده !
فهمت انها تقصد بالمجلس بس هي تمّل من حكيهم و أسئلتهم الي ما لها نهاية لها هزت راسها بقلّ حيلة ما تبي تكسر خاطرها و هي لأول مره تلمح لمعة الفرح بعيون جدتها ، الفرح الي لـ مدى طويل مو حق ليلة و يختفي ، ما تدري وش هالمفاجاة بس تشكرها دام هذا حال جدتها ..
اتسعت ابتسامة سلوى من سمعت صوت ضحكات الطفلة الي نزلت من حضن سعدية تغطي ثغرها بصدمه و تنطق : آدد !
ضحكت العهد لها بعد ما سارعت بخطواتها تحضنها بشوق و تكرر : آدد جات !
سرعان ما سقطت ابتسامتها من لمحت امها و بنت عادل الي كانت وراها يشيلون عباياتهم و صدى ضحكاتهم يسبق خطاهم
سقطت انظارها بعيون بنتها الي كانت بمثل برودها ، ما بيّنت صدمتها لأنها كانت متأكده بتجي و ابتسمت ساخره : دريتي اجل يا يوسفه ان حبيب القلب ردّ؟
سلوى بصدمه : هيام !
رمشت بعدم استيعاب لحكيها و نطقت هيام لـ امها : لا تحاتين هيام بتجي امه و لا ناسيه؟ و فوقها عازمتها؟ تبينها تكمّل عليها و تذبـ ـح البنت؟
ابتسمت بخفة لحلا الي تناظر باستغـراب و همست لها : القطوة برا روحي شوفيها !
بانت فرحتها و هي تطيع حكيها و ترفع نظرها لأمها : عن مين تحكين؟
ابتلعت ريقها بنت عادل بخجل لأنها تحسها متطفلة تستأذنهم للداخل و تقدمت هيام لبنتها : احكي عن حُرمة سعد .
سكنت ملامحها و هي بدت تدرك ، العزيمه و صاحبها و حماس سلوى و تحذير هيام " هالعزيمة لبتّـال الي وضح انه ظهر لهم و موضوع موته المزيف تدمر .."
تحس بانقباض عنيف احتضن قلبها و كأن كل قوتها خارت و هي تحاول تبيّن استغبائها مو صدمتها !
التفتت لسلوى ترجي منها النفي بس عيونها بدت تنزف دموع و تنطق : بتّـال رجع لنا !
عجزت اقدامها تشيلها و بالفعل اختل توازنها من قوّ صراع صدرها الحين لو ما شدت عضدها سلوى تطلب العون من هيام في حملها
ارخت جسدها و هي بدت تغيّب عن الواقع لكن تحس باصواتهم
جسدها تخدر تماما عن الحركه
رجفت ايدها و هي تبعد خصلات شعر بنتها عن عنقها و كانت بنفس لون شعرها ، تدري بها تصبغه من عمر 16 و دوم تقول لها اكره هاللون لانه يشبهك و اكرهني كلّي لاني اشيل ملامحك .
صدت بانظارها بعد ما تقدمت سعديه لها تبتعد هيام عنها و عن مكان تواجدها بكبره للغرفة الثانيه
692
.
.
-
وأن حكى بأسلوبه العذبّ الرزين
يسرق من الجوف .. قلبٍ يسمعه .
-
.
.
-
رفعوا جسدها بعد ما قدرت تستجمع شتاتها و تستند بكل ثقلها لـ سعدية الي مدت جسدها فوق الكنبة تنطق بكل توترها : بجيب ماء
هزت سلوى راسها لها و تقدمت تمسح جبينها و محاجرها احترقت : حبيبة قلبي اذكري الله ، بسم الله عليك و على روحك اهدي
هزت راسها بالنفي و هي تحاول تنطق ، تبي ابتعادها الحين عنها مو قادره تلقط نفس !
تمسكت بأيد سعدية الي عاونتها توقف و قرّبت لها كأس الماء ترتوي حتى اكتفت : بس !
خرجت لهم هيام و هي ترمقها بهدوء و تقترب منها و مدّت لها المخده لخلف ظهرها تلمس كتف العهد ترجّعها تستند تنطق : اخذتي دواك؟
عجزت ترفع نظرها لها او ترد و هي تخجل من انحناء سلوى لها الي خلعت كعبها تغطي ساقها و تجلس قريب منها ..
حسّت بذراع امها العاري الي استقر خلف عُنقها تزيح شعرها عنه و تنزل لاذنها بهمس : ما تدري؟
تحسّ جوفها يحترق مثل محجر عينها لان قُربها حيل دافي لها و الودّ ودّها تلمّها الحين بس كانت غاية هيام بالقرب تسأل ، بلعت ريقها ترفع نظرها لأمها تهز راسها بالنفي ..
تنهدت هيام لأنها تعرف شكثر سلوى تحب بنتها و الأكيد بتنهار ان حكت لها عن مرضها .
وقفت سلوى تعقد حجاجها : ابعدي عنها
ابتعدت بالفعل و رجعت تنطق : اي دواء؟
رفعت اكتافها بعدم معرفة : قلت يمكن تأخذ دواء لاجل دوختها بس شكلها من الصدمه .
تنهـدت سلوى بيأس تشد على ايد حفيدتها : اعذريني كنت بـ مثل صدمتك و للحين احسّني احلم ! بس قلت ان دريتي بالخبر و انتي مو حولي ما بتفهمين و بتتعبين و الأحسن انك قبالي افهمك و اكون حولك وقت تدرين
هزت راسها العهد بتفهم و هي ما تبي تبيّن غير حقيقة صدمتها معهم حتى لا تدخل بـ دوامه اسئلة ما لها نهاية عن شلون هي تعرف قبلهم ..
اعتدلت بجلوسها تلامس اسفل عنقها تنطق بـ بحة صاحبت صوتها : شلون؟
ابتسمت بخفة و انهار ثباتها تحرر دموعها : ما ادري شلون بس لمّيته بجوفي و حسيت بدفاه الي غطى زمهرير قلبي من راح عنّي .. رجع لي حفيدي الغالي يا العهد !
مسحت دموع جدتها تحتضن خدها : غالية دموعك يا امي لا تبكين
هزت راسها بـ ايه : تطيح لغالي يا العهد ، تطيح لغالي
تكرهه و تكره فكرة انها كانت تدعمه يدش لشغله و يختار هالطريق ، أحزن اهله وقت اختفى و لا احد يدري هو حي و لا ميت حتى أعلنوا وفاته و الحين برجعته رجع يبكي جدته و يتركها بدوامه تساؤلات هي بغنى عنها للي بـ مثل عمرها !
693
.
.
-
عَانقنِي بَيَـن دِفئ ذِراعيِك
اجَعلني اَشعُر بِرغَبتك تِجاهِي
-
ارخت سلوى نظراتها و هي تشد على ايدها بعد ما حسّت انها ترجف تسألها بأسوأ الأسئلة الي سمعتها : اشتقتي له؟
رفعت نظرها لها بجمـود تفهم معنى حكي جدتها و تدركه و واعيه هي وش تبي بهالسؤال تهز راسها بالنفـي : وقتها قلت الله يرحمه و عشت حزنه بوقته حتى لو ردّ الحين شيلي من بالك انه بيرجع لمكانه الي بقلبي ، ادري وش تشاورين نفسك فيه الحين بس يا امي انا حبيته حب اخت لاخوها ، شفته سند و ظهر وقت احتجت ارتاح من الوقوف لا تجيبك و توديك الف فكره و فكره باطله انّا كنّا بنصير شيء لو ما اختفى و انا ما تزوجت
ابتسمت سلوى لها و هي بالفعل كانت تتمنى انها تكون حرم بتّـال حيل ، و طرت افكار لو هي مو متزوجه الحين كان بتصير له و يصير لها بس بعد حكيها الواضح أنه فقد حتى صفة الأخ الي هي اعطتها له و لا لها حق المعارضة بالشيء الي يخص احساسها
اكتفت بالصمت تقفل الموضوع و تتركها تستوعب
-
عنـد هديـل ~
كانت قبال لوحتها تدمج الألوان بفرشاتها حتى توصل لدرجة اللون الي هي تبيها ..
ما تحس بصوت لان سماعاتها الي تسمع فيها احـد جلسات مشهورها المفضل يحكي تجربته عن حياته تمنعها ، ما حسّت بدخوله و لا بالاكياس الي طرحها قُربها ، و لا بالمدّة الي بقى فيها واقف يتآملها بكل تفاصيلها ، كل شيء فيها يفتنه ! من عيونها الناعسة الي تتفحص درجات الالوان لـ زمّها شفايفها وقت ما نالت الدرجة المرغوبة لـ شعرها الي قصّرت فيه و صار لاعلى الكتف ، فستانها الابيض الي ارتفع يكشف فخذها الايسر تعتليه خشبة الالوان و انتفاخ بطنها الي زادها حلا فوق حلاها بالإختصار ان وصف مَا لحق يعطيها الي تستحقه و كيف هي جميلة ! ذكر ربّـي يسمّي عليها و على قلبها قبل لا يقرّبها و يحضنها لـ صدره يحس بفزّتها تبتسم و تترك الي بايدها تلامس اسفل فكّه بضحكه و هي تلف له تسند جبينها بخده : اخيرا جيت !
694
.
.
-
أنت اللِي يِنقال عنك ربي لا عَطى عَطى
-
.
.
-
ذكر ربّـي يسمّي عليها و على قلبها قبل لا يقرّبها و يحضنها لـ صدره يحس بفزّتها تبتسم و تترك الي بايدها تلامس اسفل فكّه بضحكه و هي تلف له تسند جبينها بخده : اخيرا جيت !
ابتعد عنها يقبل خدها بهدوء و ينزل لعنقها يهمس : لو ما جيتك ما انتبهتي لي
تحترق خدودها من لمحت عيونه تطيح على فخذها تبعد الخشبه تغطيه تحاول توقف لو ما رفعها له بشكل بطيئ حتى لا تفزع ، ضحكت تحاوطه : و بعدين معك؟
ابتسم بهدوء يتوجه لغرفتهم : تتعبين ادري على الاقل ما تتعبين وقت اكون حولك
نزلها فوق السرير يتوجه لدولابها ساخر : انتي طفلة؟ توسخين نفسك وقت ترسمين؟
قلبت عيونها وهي ترفع شعرها لخلف اذنها : اسمه اندماج !
ضحك بذهول يخرج لها بجامة ترتاح فيها لأن الشمس غربت من زمان و لا هي طالعه لمكان : قلتي لي تبين تروحين لامك؟
هزت راسها بالإجاب تاخذ من ايده : ايه تبيني انام معها بالويكند اذا ما يمانع جنابك !
هز راسه بالنفي : لا بس انتبهي لنفسك و ان نقص شيء بلغيني
حضنت وجهه بكفوفها تلامسه بخفة : صار شيء معك؟
ضاق صدره و هو يتذكر طيف مقرن و نفى : ما صار شيء انتي بدّلي الحين و انا بشوف ابوي لاني ما حاكيته هاليوم كله
وقفت حتى تجمدت مكانها تضحك ، التفت لها بقلق يرجعها : فيك شيء؟
ضحكت تنطق : عطني ايدك !
مدّها له و هي تحطها على يمين بطنها يضحك من حسّ بحركه طفله ، انحنى لبطنها و هو يستشعر حركته الواضحه ينطق : بشويش يُبه على امك بشويش !
ابتسمت له و هي تمسح طرف حاجبه بابهامها تتآمله ، تحبّه و شديـد الحُب .. رغـم القسوة الي عاشتها معه إلا انها تسامحه و للحين ما تقوى بعاده ، يخوف الحب شلون يخلينا نتنازل بالكثير لعيون الي نحبه بس دامها تشوف هالمحبه منه يخف الالم و يختفي التوتر
بس بالها بعده يخوفها عليه ، لها فتره ما ترتاح ببعده بس تسكت تهدي نفسها انها هرمونات
اعتدل بوقفته يقبل جبينها و يطلع من الغرفة يتصل بابوه .
695
.
.
-
تبختري حسنْ ، ميلي غُنجْ ، تيهي دلال
أنا غرامي من الأغصان ميّاسها
-
.
.
-
بالقسـم~
خرج من مكتبـه يقاطعه الصوت الي يطلب منه التمهل و التفت له يعقد حجاجه بعد ما شافه لانه بظنّه طلع : بغيت شيء؟
هز شامخ راسه بالنفي : ما هو شيء تسويه لي بس شيء تسويه لنفسك يرحم غاليك ريّـح ارتاح انا !
هز راسه بابتسامة لانه ما نوى يطلع اصلا الا بعد ما وصلتها رسالته " تعال خذني "
ما كانت تسأله لاجل كذا قلق و كثير ..
طلع يتوجه لسيارته يلمح راكان يكلم بجواله الي تعرف عليه بعد ما تذكر ملمحه و هو الي كان واقف وراء بتال وقت نزاعه معه
توجه لبابه تسقط جملته بسبب القُرب الي بينهم : و بايكر العسكري أخبارها؟
ضحك يهز راسه بالنفي : دامها جات لبيت ماجد و تدري بالعزيمة لمن صدقني النفوس هدت يالله في آمان الله
أغلق جواله يحيّيه بعد ما انتبه له يرجع للمركز مستغرب من وقوفه للحين لكنه دخل بعد فتره يحرّك من مكانه
-
ببيـت ماجـد ~
مرّ الوقت و الضيوف صاروا يقلّون بسبب انتهاء العشاء ..
اغلقت جوالها و هي تشيل المجمر من سعدية تتقدم تبخّر الضيوف و امها تطيّبهم بالمسك للحظة هالمنظر كان يحرك بصدر سلوى هول من المشاعر تشوف الام و بنتها يتوافقون حتى لو تمثيل
تتمنى و تدعي ربها يلين قلب بنتها للي قطعه من روحها بس تدري هالرجاء فارغ منه
لفّت هيام للمرآة كبيرة السن الي لامست ثغر العهد بحركه عفوية منها تنطق : مـع حلاها حلا منطوقها !
نطقتها بعد ما العهد انتبهت انها تحاول تعدّل غطى راسها الي بان فيه شيب شعرها " مثل بياض قلبك لا تحجبينه "
ابتسمت هيام بسخرية يخرجون من المجلس تستمع سلوى لهمسهم و تفهمه حتى اردفت تجاوب الي سألتها عن حفيدتها : متزوجه ، ايدها تشيل خاتم !
نطقت الأخرى بتذكّر : قالوا لي من عيال راشـد آل ***
هزت راسها بـ ايه تدخل هيام تحت سؤالها : عياله كبار يا هيام صحيح؟
قلبت عيونها من تذكرته و هي مو بس تشوفه كبير عليها هي تشوفه يخالفها و يخالف الي تربت عليه : هذا النصيب !
دخلت و هي ترمقهم بعدم فهم من صمتوا تجلس بالقرب من جدتها حتى ابتسمت لها العجوز : ها يا عروس كيف ولد راشد معك؟
رمقت جدتها و حبست ضحكتها بصعوبة لأنها دوم تقول لها ما ابي اجلس معكم يسألوني اسئلة غريبة !
تميل لهيام الي تنطق : توّهم يا خالة و البنت تستحي على هالاسئلة
تردف بنوع من المحاولة للتكتم : حرم راشد ما هي هيّنه عسى ما بادرت لك بسوء ؟
رمشت بتمثيل للذهول : امي نوّاري؟ تحطينها على الجرح يبرا
ما تستغرب ملامح الصدمه الي اعتلتهم لأنها تعرف قوتها و صيتها بينهم وقفت بعد ما آشارت سعدية لها جوالها يرنّ .
696
.
.
-
لا صار لك حاسد و ناقد و لوّام
اعرف تراك بعالي المجلس جالس
-
.
.
-
اخذت الجوال من سعدية الي توجهت فورا للباب بعد ما سمعت طرقه ..
ابتسمت بخفة من شافت اسمه : لبيـه
اختفت عن ثغرها وقت ما وصلها برودة صوته : اطلعي
هزت راسها بالإجاب : يلا
قفلت الخط و هي تتوجه لـ سعدية الي كانت متصنمه عند الباب : سعدية مين؟
دخلت المرأة و وراها بنتها تنزع حجابها بسخريـة : مين؟ العلّة بعدها موجوده حتى بآخر العشاء؟
رمشت بعدم إدراك هي منّ حتى تحققت بملامحها و ما كانت الّا ام بتّـال و الي خلفها غصون الي فورا حسّت بإحراج شديد من اسلوب امها الي بدّت نثر سمّها على سلامها !
ابتسمت بخفة لها : نوّر البيت ولو انك متأخره حيل بس حيّاك البيت بيتك !
قلبت عيونها و هي تشوفها تاخذ عبايتها من سعديه تلبسها : طالعه؟
العهد نطقت بدون لا ترفع نظرها لها : تبين شيء؟
هزت راسها بالنفي تتقدم و هي تخز كتفها بعنف : ولدي رجع لي وش ابي اكثر؟
رفعت عيونها لها بعد ما انتبهت انها تنتظرها تلتفت : لا يجي في بالك ان كرهي لك بيخف برجعته و الليالي الي ما تهنيت النوم فيها عساها تزورك
غصون بصدمه : يُمه خلي البنت في حالها خلصنا !
خرجت سلوى لهم بعد ما نادتها سعدية تنطق بصدمه من تواجدها لان لها سنين ما عدّت عتبة بيتها !
رمشت بتفاجُأ تتوجه لها : جيتي !
ابتسمت لها و هي تمد كيس أمامها تنطق : لـ خاطر ولدي و لا حلفت يمين ما ادش هالبيت عقب الي صار !
رمت الكيس لاقدام سلوى بعنف حتى رجف جسدها من الألم الي حسّت فيه اعلى اقدامها ، تلف لبنتها : يلا طلعنا
ارتعش جسدها من حسّت بالكيس ينرمي لجهة الباب المفتوح قبل تطلع ، التفتت بعجل ترمش بصدمه لها تلمح ابتسامتها و هي تنطق : الشيء الي يجي من غير طيب خاطر ما نبيه الله يسهلّك يا خالة !
ابتسمت سلوى لها تتقدم لهم : قلت بيلين قلبك بعد كل الي صار لك لكن الظاهر انك قاسية قلب و فكر !
رفعت ايدها ناوية تصفع العهد بكل حرقتها لكنّها شدّت رسغها تمنعها و تنطق بجمود : عدّيت لك بيوم حزنك صفعه بس لا يجي في بالك انّك تقدرين تعيدينها
عقدت حواجبها تسحب ايدها منها و تنطق بسخرية : الوقحه !
وصلها صوت هيام الي نطقت بحدّة : خير؟!

و أنا على شوفتك و حضنك منتظرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن