بعد يومين من زيارته الأخيرة، كان هيونجين في غرفته، جالسًا على سريره وهو يلعب مع الكلب الذي كان قد أطلق عليه اسم "كامي". أخرج الكلب لسانه بلطف ولعق خد هيونجين في لحظة من الألفة، ليعطيه نوعًا من الراحة والتسلية في ذلك اليوم العادي.
بينما كان هيونجين يسترخي، بدأ يتساءل في ذهنه عن موعد مناسب لزيارة فيلكس مجددًا. هل حان الوقت ليفعل ذلك؟ هل سيكون قادرًا على التحدث معه كما فعل في المرة الماضية؟، تساءل بنوع من القلق والأمل في آن واحد. شعر بأن اللقاء كان مهمًا بالنسبة لهما، وأنه كان يعيد له شيئًا من الهدوء الذي فقده منذ فترة.
وفي تلك اللحظة، عندما نبح الكلب مرة أخرى وكأنما يعبر عن موافقته على الفكرة، شعر هيونجين بشيء من الارتياح. ابتسم وهو يفكر بأنها ربما تكون الإجابة بنعم.
وبينما أخذ هاتفه في يده، قرر أن يتصل على فيلكس ويسأله إذا كان يستطيع زيارته في المزرعة مرة أخرى، كما فعلوا في المرة السابقة. كانت تلك الزيارة بمثابة لمسة شفاء لمشاعره المتعبة. فتح هيونجين تطبيق المكالمات على هاتفه ببطء، وقلبه ينبض بتسارع. كان يشعر بشيء من التردد، لكنه كان يعلم أن عليه اتخاذ هذه الخطوة. كان يأمل أن تكون المكالمة بداية جديدة بينه وبين فيلكس، فرصة لتقوية العلاقة التي كانت قد بدأت في الشفاء.
ضغط على رقم فيلكس وألقى نظرة سريعة على الشاشة، يتمنى أن يلتقط فيلكس الهاتف ويجيب كما كان يفعل سابقًا. رن الهاتف لفترة قصيرة قبل أن يسمع صوت فيلكس عبر السماعة.
"ألو؟"
تحدث هيونجين بهدوء لكنه كان يحمل داخله الكثير من المشاعر.
"مرحبًا فيلكس، كيف حالك؟"
فيلكس أجاب بصوت هادئ، "أنا بخير. ماذا عنك؟"
ثم توقف هيونجين لوهلة قبل أن يسأل، "هل سيكون هناك وقت مناسب لي لزيارتك في المزرعة؟ أعتقد أننا بحاجة لبعض الوقت للتحدث... مرة أخرى."
كان فيلكس صامتًا للحظة، وكأنما يفكر في الأمر. بعدها، أجاب بصوت منخفض.
"يمكنك زيارتنا في أي وقت، هيونجين. لكن... نحن بحاجة لبعض الوقت، كما تعلم."
تنهد هيونجين، مشاعر مختلطة بين الفرح والحذر. "أفهم. سأكون هناك قريبًا."
أغلق المكالمة، لكن قلبه كان ما زال مترددًا. لكنه شعر بشيء من الراحة، فقد استطاع أخيرًا التحدث إلى فيلكس، واستطاع أن يعبر عن رغبته في المجيء إليه مجددًا.
ابتسم قليلاً وهو ينظر إلى الكلب الذي كان يلعب بجانبه. كان يعلم أن الطريق ليس سهلاً، وأنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يفهمها عن نفسه وعن فيلكس، ولكن في هذه اللحظة شعر أن الأمل لا يزال موجودًا. بعد أن أغلق المكالمة، جلس هيونجين على سريره للحظة طويلة. كان عقله يدوّن كل كلمة قالها فيلكس، محاولًا فهم كل إشاراته. رغم أنه كان سعيدًا بأن فيلكس سمح له بالزيارة، إلا أن هناك نوعًا من القلق تسلل إلى قلبه. "هل سيكون كل شيء كما كان من قبل؟ هل حقًا يمكننا إعادة بناء ما تهدم؟" تساءل في نفسه.

أنت تقرأ
ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.
Romanceهل تعتقدَ أننا قادِرون على تغيير شيء في حياتِنا،في هذا العالمَ الذي يرفضُنا أحياناً؟...