~ الفــــصل الثــــامــن و الثــــلاثــون ~

115 14 24
                                    


× ٌقِــــــرَاءةٌ مُمْــــــتِعَة ×


'''''''''
بعد مرور شهر →

كانت الفتاة تجلس بهدوء في ركن الفصل، تعبث بقلمها على الورق، وكأنها تسابق الزمن لتدوين ما تبقى من ملاحظات قبل أن تختفي في زوايا الذاكرة. شعرها الأشقر القصير ينسدل حول وجهها في خيوط متحررة.

رن الجرس أخيرًا، معلنًا نهاية الحصة، لينساب صوت في الفصل وكأنه زفرة ارتياح من الجميع بعد ساعة ثقيلة من الشرح. رفعت الفتاة رأسها، تتفحص الوجوه حولها، ثم أطلقت تنهيدة خفيفة، وهي تبدأ في جمع كتبها وأوراقها بحركات هادئة لكنها سريعة. كانت تحب تنظيم أوراقها، وكأنها بهذا تضع أفكارها أيضًا في ترتيب جديد.

إلى جانبها، كانت صديقتها المرحة تتحدث دون توقف، وقد حمل صوتها تلك الحيوية التي تملأ الجو بطاقة لا تنضب.بينما تراقب زميلتها وهي تتحدث تُطلق ضحكات خفيفة وهي تسمع صديقتها تروي تفاصيل لا تنتهي عن معلمة التاريخ ووجهها الذي لا يعرف الابتسامة.
إقتربت شورينا ثم أمالت جسدها نحوي لتهمس في أذني
"أحياناً أشعر أنني أحتاج لمعجم فقط لأفهم تعابير وجهها الغامضة! "

ابتسمت بسخرية ثم رددت بابتسامة خفيفة
"ربما تحتاجين إلى قاموس كامل، وليس معجمًا فقط..."
لم أعني كلماتي بجدية، لكنني كنت مستمتعة بسيل الأحاديث التي تملأ فراغ الحصة الأخيرة.

وبينما كنت أضع القلم في حقيبتي، سمعت خطوات هادئة تتقدم نحوي. رفعت بصري، فرأيت ريو يقف بجانب الطاولة، بإبتسامة ناعمة تلوح على شفتيه تبدو ثابتة على وجهه، وكأنه يريد قول شيء لكنه ينتظر اللحظة المناسبة.

نظر إلي مباشرة بعينين دافئتين، وسأل بنبرة فيها من الألفة ما جعلتني أشعر بالراحة
" هانامي تشان هل أنت متفرغة اليوم؟ لقد إقتربت الإمتحانات مارأيك بأن نذهب لمقهى قريب وندرس معًا "
تملكني شعور خفيف بالإرتباك وترددت قليلاً، محاولة ترتيب أفكاري المتضاربة.
كنت قد وعدته من قبل بأن أخصص وقت للدراسة معه لذا كنت على وشك قبول دعوته، ولكنني تذكرت فجأة بأن مايكي قد وعدني بأنه سيأتي لأخذي بعد قليل، وأنه لا وقت لدي الآن.

شعرت بوخزة خفيفة من الأسف تسري في أعماقي. كيف لي أن أرفضه من دون أن تخييب أمله؟

نظرت إليه بملامح تعبر عن اعتذار صامت، وقلت بنبرة دافئة
"آسفة... كنت أود ذلك، لكن لدي مكان علي الذهاب إليه."
كان الحديث يخرج ببطء، بينما أحاول أن أجعل كلماتي أقل حدة.

ابتسم ريو، وملامحه لم تفقد أي ذرة من لطفه. كانت عيناه تحكيان أنها ليست بحاجة لتبرير نفسها أكثر
" لا بأس، أفهم تماماً... سنجد وقتًا آخر، لا تقلقي "
ربت على كتفها بحركة بسيطة قبل أن ينصرف ويعود لمقعده، مشيرًا إلى أنه سيبقى هنا لبعض الوقت.

𝕞𝕚𝕜𝕪 |||| سًٌُأنقذگ مـن الُظًلُامـ ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن