𝕞𝕚𝕜𝕪 |||| سًٌُأنقذگ مـن الُظًلُامـ ||

~ الفــــصل الثالـــث والأربــــــعـون ~

× ٌقِــــــرَاءةٌ مُمْــــــتِعَة ×

'''''''''

"مايكي!! هل أنت بخير؟"
كانت كلماتي تخرج بصعوبة، يملؤها القلق والخوف. نظرتُ إليه، كانت عينيه السوداوين العميقتين، تلك العيون التي طالما عكست قوة لا تهتز. لكنه الآن كان يترنح قليلاً، ويده تضغط على الجرح. شعرت وكأن العالم كله يتوقف بانتظار إجابته.

كسر الصمت بابتسامة هادئة، مطمئنة بشكل مؤلم.
"أنا بخير، هذا لا شيء بالنسبة لي"
قالها بصوت ثابت، وكأنه يريد أن يرفع عني عبء القلق، رغم أن الألم كان واضحًا عليه.

لكن تلك الكلمات زادت من حزني، شعرت بثقل لا يُحتمل، لأنني أعلم أن كل ما يحدث الآن بسببي.

كيف يمكنه أن يطمئنني رغم ما أصابه؟ كيف لا يلومني؟ أدرت رأسي بغضب ممزوج بالحزن، وقلت بصوت متحطم
"ريو... أنا لا أستطيع فهمك. لماذا تفعل هذا بي؟! ألا يمكنك التوقف عن أفعالك المجنونة؟"

ضحك ريو ضحكة قصيرة، لكنها كانت مملوءة بالأسى، وكأنه يضحك على شيء يعرفه وحده. رفع عينيه إليّ، نظرة حزن عميقة تختبئ خلف قناع الغموض، وقال بصوت هادئ
"لماذا أتوقف؟ ألستِ أنتِ من ساعدني؟ ألستِ أنتِ من أخبرتني أن أصبح أقوى؟"

تجمدتُ في مكاني، كلماتُه ضربتني كالسهم. نظرتُ إليه بذهول، بحيرة واستغراب لا يمكن إخفاؤهما.

ماذا يعني؟ متى؟ كيف؟

لكن قبل أن أتمكن من قول شيء، تابع بصوت أعمق، وكأن كلماته تحمل ثقلًا أكبر مما أستطيع احتماله "أنتِ لا تتذكرينني، صحيح؟"

ريو، بصوته الهادئ الذي يختبئ خلفه حزن قديم، بدأ الحديث وكأنه يسترجع ذكرى محفورة في أعماق قلبه.

"قبل خمس سنوات، كنت مجرد طفل صغير وضعيف، لا أستطيع حماية نفسي. حياتي كانت أشبه بالجحيم... شجارات والديّ المستمرة، التنمر الذي لا ينتهي، والضرب المتكرر من الأطفال الآخرين. كنت أعيش كل يوم بشعور أن العالم بأكمله ضدي، وكنت أفكر مرارًا في إنهاء كل شيء، في الهروب من هذه الحياة المظلمة."

توقف للحظة، ثم تابع بصوت منخفض، كأنه يتحدث لنفسه أكثر مما يتحدث للآخرين
"لكن في أحد الأيام، عندما كنت أتعرض للضرب من مجموعة من الأطفال، ظهرت فجأة طفلة صغيرة. لم تكن تخافهم. وقفت أمامهم، دافعت عني، ووبختهم بقوة جعلتهم يتراجعون. كانت قوية... وملامحها مشعة كأنها تنتمي لعالم آخر. بعد أن هزمتهم، التفتت نحوي وهي تبتسم... تلك الابتسامة..."

ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنها تحمل شيئًا من الألم والحنين.
"كانت أجمل ابتسامة رأيتها في حياتي. ساعدتني على الوقوف، وحدقت في عينيّ بثقة، وقالت لي بلطف
'عندما تكون قويًا، لن يتجرأ أحد على ضربك. لذا لا تدعهم يتغلبون عليك المرة القادمة، ولاتستسلم مهما حدث.'
كنت مندهشًا... كلماتها تلك، التي خرجت من طفلة يبدو أنها في نفس عمري، كانت مليئة بالقوة التي كنت أفتقدها. شعرت حينها وكأن نورًا أضاء عالمي المظلم."