Part17:جَرِيمَة قَائِمَةٍ فِضِّيَةٍ

74 3 0
                                    

"في قلب الجريمة ، تختفي الأدلة وتظهر الأسئلة، ويبقى لغز قائمة فضية بلا حل."
.
"بينما تتكشف الحقائق ببطء، كانت الألغاز تتراكم، وكل دليل يضيق الخناق على الحقيقة المظلمة."

.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.

في قلب عالمٍ يغمره البياض، حيث تجمعت ثلوج الشتاء في صمتٍ ناعم، كانت الأرض مغطاة بغطاء من الثلج البكر، لم تلامسه قدمٌ من قبل. المشهد كان خلابًا، وكأن الطبيعة نفسها قد أخذت استراحة من حركتها المتسارعة، لتحافظ على هذه اللحظة المجمدة في الزمن. على هذا السطح الأبيض الممتد، كانت الرياح الشمالية تتنقل بحذر، تحمل معها أوراق الشجر المكسوة بالثلج، وأصواتها الخافتة تشبه همسات قديمة. كانت السماء الملبدة بالغيوم تمنح المكان لمحة من الكآبة، لكن الضوء الذي كان ينعكس عن الثلوج أضفى على الأجواء جمالًا غامضًا.

ووسط هذا الصمت الرائع، كانت خطوات لولا وراين تترك آثارًا في الثلج الطازج. كانت خطواتهم تتناغم مع الأصوات الهادئة للرياح، وكأنهما جزءٌ لا يتجزأ من هذا المشهد الساحر. كانت لولا تشعر بالهواء البارد يدخل رئتيها بكل قوة، لكن ثقل ما كان ينتظرهم في الداخل كان يكاد يطغى على البرودة. برغم جمال المكان، كانت هناك شيئًا غريبًا يعلق في الأفق، شيءٌ غير مرئي يتربص في الظلال. كان المشهد يحمل بين طياته قسوة وجمالًا، كأنك تسير في حلمٍ يلتف حولك ببطء، إلا أن النهاية تظل غير واضحة.

ما إن وصلوا إلى الفندق، الذي كان يقف مثل قلاع الزمن، محاطًا بالغموض والجمال، حتى كان المكان يعكس هالة من العزلة. المبنى العتيق، الذي تربع على قمة الجبل المغطى بالثلوج، كان يبدو كما لو أنه خرج من صفحة تاريخية قديمة. الحجر الرمادي الذي شكل جدرانه كان يحمل في طياته قصصًا لم ترويها الأيام. نوافذ كبيرة تعكس ضوء الشمس الخافت، مما يضفي على المكان هالة من العزلة الهادئة، وكأن الزمن توقف أمامه منذ أكثر من عشرين عامًا.

على الباب الأمامي للفندق، تجمع الضيوف في دائرة صغيرة، يتبادلون الأحاديث بهدوء، ينتظرون اللحظة التي سيتم فيها فتح أبواب الفندق. كان الحديث بيناتهم يتخلله ضحكات خفيفة، لكن كان هناك شيءٌ غير مريح في جوهم، شيءٌ كامن في الهواء.

إلينور غراي، رئيسة قسم الشرطة، كانت تتحدث بصوت هادئ، تنظر حولها بترقب. عيناها لا تفارقان الأفق البعيد، حيث كان يبدو أن هناك شيءٌ غير عادي في هذا المكان الذي لم يرَ الزوار منذ عشرين عامًا.

أريانا مورس، المصورة الفوتوغرافية، كانت تلتقط صورًا للمكان، محاولة أن تلتقط لحظة فريدة بين ثنايا الجمال والغرابة التي كانت تحيط بهم.

توم ريكارد، السائق الخاص، كان يقف جانبًا، ملامحه جادة كما لو أنه ينتظر شيئًا ما. كان شعره الداكن يلمع قليلاً في ضوء الشمس، وكانت عيناه تنظران إلى الفندق، كأنهما يحاولان قراءة ما وراء تلك الجدران القديمة.

𝑳𝑶𝑺𝑻 𝑬𝑪𝑯𝑶𝑬𝑺 /أصداء ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن