الأيام التالية كانت مشحونة، بين مشاعر الغموض والجذب المتبادل الذي كانت ملاك تحاول أن تفهمه وتديره. بينما كانت تواجه معركة مع نفسها، كان أمير يظل حاضرًا في حياتها بطريقة مقلقة، حتى أصبحت أفكارها تتشابك مع كل كلمة يقولها وكل نظرة يرمقها بها.
في المكتب، كانت الأجواء تتوتر أكثر. أمير بدأ يتخذ خطوات جادة نحو التقرب منها، ولكن كلما حاولت ملاك التهرب، كان هو يكتشف طريقة جديدة لإبقائها على حافة الهاوية. يومًا بعد يوم، كانت مشاعرها تزداد تعقيدًا. كان بينهما لعبة على أطراف الأصابع، جاذبية غير قابلة للرفض، لكن في الوقت ذاته، كانت تجنبها أن تكون ضحية لمشاعره المتقلبة.
في أحد الأيام، بينما كانت ملاك تجلس في مكتبها، رنَّ هاتفها المحمول. كان أمير.
"حلوتي، سأكون في مكتبي في الساعة السادسة، هل ترغبين في الانضمام لي؟ لدينا بعض الأمور غير المنجزة." قالها بصوته العميق الذي يحمل نغمة الهدوء، لكنه كان يتناثر بين الكلمات تلميحات لا يمكن تجاهلها.
"أمير، أعتقد أننا بحاجة إلى مساحة... أنت تزداد تصرفاتك تعقيدًا." قالتها ملاك، ولم تستطع إخفاء قلقها. كانت تشعر أن أمير يضغط عليها أكثر من اللازم، وكان ذلك يُثير في نفسها مزيجًا من الغضب والحيرة.
"أنتِ من جعلتني أقترب منكِ، ملاك. وإذا كنتِ تعتقدين أنني سأتراجع، فأنتِ مخطئة. لن أتوقف حتى تكتشفي ما بداخلي." أجاب أمير، وكأنها لم تكن مجرد امرأة تحاول حماية قلبها، بل تحديًا شخصيًا بالنسبة له.
توقف قلب ملاك للحظة. كانت كلمات أمير تُلاحقها. "ما بداخلك؟" كان يلمح إلى شيء كان يخفى وراء ضحكته الساخرة وكلماته الحادة. هل كانت هي مجرد قطعة في لعبة؟ أم أنه كان يعني ما يقوله؟
في المساء، التقت به كما وعد، في مكتب أمير الفخم الذي يبعث على الارتباك من لحظة دخولها. جلس وراء مكتبه المهيب، ينظر إليها بعينيه الرماديتين اللتين لم تترك لها مكانًا للهرب.
"هل ستظلين في هذا الصمت؟" قال أمير، وهو يتابعها بنظراته الدقيقة التي لا تترك مجالًا لتجاهلها. "أم أنكِ على استعداد للحديث؟"
ملاك كانت بحاجة إلى التحدث، لكنها لم تكن تعرف من أين تبدأ.
"أمير، أريد أن أفهم. ما الذي تريده حقًا؟ هل هذه مجرد لعبة بالنسبة لك؟" سألته، وكانت هذه المرة لا تكترث إذا كان يتفهم ما تقول أم لا.
ضحك أمير ضحكة خفيفة، ثم وضع يديه على مكتبه. "هذه ليست لعبة، ملاك. لو كانت لعبة، لما كنت أتحداكِ كما أفعل الآن. أنا فقط... أريدكِ أن تُفككي الحواجز التي وضعتها حول نفسك. كلما زادت مقاومتي لكِ، زادت رغبتي في كسر تلك الجدران. ولكن، هل أنتِ مستعدة لذلك؟"
صمتت قليلاً، ثم قالت بحزم: "أنت تتحدث وكأنك تعرفني أكثر مما أعرف نفسي. أنت لست نبيًا، أمير. أعتقد أنني أحتاج إلى وقت. لا أريد أن أكون جزءًا من هذا السباق الذي لا ينتهي."
YOU ARE READING
المَلَاكُ العَنِيد وَ الأَمِيرُ المُتَمَلّك ♡
Randomابتسم هو بإتساع لأنه حقّق مبتغاه ثم قال: " حسنا علمت الإجابة هيا بنا " " من قال أنني سأقبل ؟لن أفعل بالطبع " " بل ستفعلين ذلك غصبا لقد علمت أنك لن تخضعين إلا بالغصب لكنني أردت المحاولة " " ماذا تقصد بساخافتكَ ؟" " أقصد أنني الوحيد الذي سيروض عنادك...