البارت الواحد والعشرون

415 50 193
                                    

في مكان غير معروف ، يشع بالجمال الخلاب ، تبدو كحديقة أو سهل واسع يغطيه بساط أخضر كلون الزمرد والسماء من فوق زرقاء صافية  يزينها قرص الشمس المستدير يبعث بأشعته الدافئة حيث يتكأ فاليريو برأسه على حجر تلك المرأة ،

تحرك فاليريو قليلا براحة لما شعر باصابعها تمسد فروة رأسه بلطف ليفتح عينيه البراقة بنعاس فيقابله وجهها ذو الملامح البريئة ، كانت جميلة بحق ، بل أجمل..... عيونها  بلون المحيط وشعرها الاسود الطويل بلون الفحم منسدل بنعومة على أكتافها ترتدي ثوبا أبيض مطرزا بخيوط ذهبية  يجعل بياض بشرتها تبرز أكثر

إبتسمت بحنية لفاليريو قائلة بصوت ناعم " أتشعر بالنعاس بنيّ "

نظر فاليريو لملامح أمه كما يذكرها تماما ليعبس بتعب فتفهم هي وتكمل قائلة " لما لا تنام إذا ؟! "
تابعت العبث بشعره ليسترخي لكنه نفا قائلا بإنزعاج " لا أقدر ، الكوابيس تؤرقني "

" لأنك لا تزال متمسكا بالماضي ، عليك نسيانه لتستمر حياتك  " قالت ببساطة من دون إزاحة إبتسامتها العذبة عن وجهها

" الماضي ؟!! "  أردف فاليريو عاقدا حاجبيه نحوها بتذكر وكأن عقله بدأ بالعمل اخيرا ليهمس لنفسه بينما ينظر حوله يهدوء بدون أن ينهض من مكانه " أين انا الآن ؟!"

امسكت بيدها الرقيقة وجهه وأعادت نضراته نحوها لتتكلم بهدوء " تفكيرك بالماضي لن يغير احداثه لكنه سيعكر صفو مستقبلك لذا  تجاهل خوفك ، واجهه كن قويا   " صوتها الحنون أنساه ما كان يفكر فيه  وركز معها فقط

" قويّ !!.." تساءل ليتبادر الى ذهنه توأمه فأكمل رادفا
" كأخي ماسيمو "

حركت رأسها بعبوس نافية " ماسيمو ليس قويا ....فقد سمح لماضيه أن يتحكم في افعاله .......يقتل دون رحمة فقط ليشفي غليله مما حصل لنا ... لا تكن مثله "

إبتلع فاليريو ريقه بتفهم " انا خائف عليه ..... أخشى أن الحقيقة ستدمره ، إن واصل إنتقامه لن يعيش طبيعيا بعده "

" إذا إمنعه " قالت والدته بإصرار

" لا يفعل إلا ما يملي عليه تفكيره لن يستمع لي أبدا ، " حاول كبت غيضه من تصرفات أخيه واكمل قائلا بتساءل  " هل علي إخباره بالحقيقة؟! "

" أضن أن عليه ان يكتشفها بنفسه " سكتت قليلا لتتساءل  " لكن ألا تضن انه إكتشفها بالفعل ؟! "

" مستحيل ! .... لو كان يعلم لما بقي مكتوف اليدين ، لفتعل مجزرة تهز على إثرها إيطاليا كلها " قال فاليريو بخوف لقد إعتقد بغباب أنه سيقدر على تغيير رأي ماسيمو عن الإنتقام لكن حاول عديدا وفشل إنه لا ينوي ترك خسارة والديه تمر مرور الكرام لن يرضى إلا و دم من تسببوا بذلك يهطل كالمطر

" ربما عليه فعل ذلك ، ربما هذا هو السبيل الوحيد لإخماد لهيب قلبه " أردفت أمه بمرارة لينزعج فاليريو قائلا  " لن ينخمد بل سيصير نارا مستعرّة تحرقه كله "

TWINSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن