لم أصدق ما رأته عيناي..
نظرت نحوه بترقب و لهفة، أردت أن أتأكد اذا كان حقاً هذا هو ..
خلع سترته البيضاء التي كان يرتديها، و وضعها مع أشيائه جانباً..
و التفت نحوي..
نظر اتجاهي بتلك العينان ..تلك النظرة التي غابت عن عيني طويلاً ..
و الآن ها هو أمامي
كل ما أردته و حلمت به كان على بعد خطواتٍ فقط ..
أحسست بشعور مختلف ..
شعور أعجز عن وصفهكمن مرَّ به زلزال فأصبح مشرداً، و من صدمته ضاعت منه الأحرف..
أعجز عن وصف حالتي الآن؛مرت سنة منذ أن رأيته آخر مرّة ، ما زال كما هو ، لم يتغير فيه شيئ.
لم أستطع أن أبعد نظري عنه لحظة ؛ و كأنّ عيناي كانت تريد أن ترتوي من ملامحه حد السّكربعد مرور ثوانٍ أدركت أنني كنت اتأمله؛ فتظاهرت أنني أتحدث مع تايلور و أشحت بنظري بعيداً عنه،
أما هو فلم يتأثر بي وبقي بارداً كما عهدته، وبدء يقوم بتمارين الإحماء .قاومت ألّا أراقبه لكني لم أستطع منع فضولي ، كنت أسترق النظر إليه كل خمس ثوان تقريباً.
حاولت جاهدة ألا يراني و أنا أراقبه، لقد كان كتحفة فنية على قيد الحياة،بتلك العينان البنيتان ، وشعره الأشقر الغامق المائل إلى البني ... كان خلاباً،
بينما لون بشرته كان يميل إلى السمرة قليلاً،ذوقه في اختيار الملابس لم يكن سيئاً ابداً،
تي شيرت أبيض بلا أكمام مع بنطال أسود و حذاءٍ رياضيٍ أبيض ..كان طوله متوسطاً تقريباً، لكنه مع ذلك كان مثالياً، مثالياً بشكلٍ غبي.
شدّني صوت المدربة من بحر أفكاري و أعادني إلى الواقع.
كانت تطلب منا أن نقوم بأداءٍ فردي، نرقص لمدة خمس دقائق بأسلوبنا و من غير قواعد ..
أشارت إليه و قالت له ان يبدأ اولاً ؛
وقف في منتصف القاعة .. حدّق إلى انعكاسه في المرآة و ما إن بدأت الموسيقا حتى بدأ التمايل ع انغامها ، لقد كان جيداً جداًكل حركةٍ قام بها كانت مثاليّة ، لم يخطئ أبداً و أسلوبه كان مليئاً بالشغف
جامحاً كنظراتهلا أعتقد أنّه بحاجة للتدريب حتى ؛ فلم هو هنا ؟!
بينما كان يرقص كنت أراقب تفاصيله بتمعن
كان ينساب مع الإيقاع و كإن الموسيقا كانت تجري في دمه
كان بإمكانك أن تترصد الثقة في كل خطوة كان يخطوها
تسارعت الأفكار في رأسي
و تزاحمت بشدّة
يا آلهي !! كيف يمكن لهذا الإنسان أن يكون حقيقياًأليس صحيحاً أنّ المثالية مفهوم خاطئ !
و أن لا شيء مثالي ؟!
كيف له أن يكون مثاالياً إلى هذه الدرجة !!توقفت الموسيقا و انتهى من أدائه فتراجعت بنظراتي قليلاً
جمعت المدربة يديها إلى صدرها بفخر و قالت له :"أحسنت !! "
حقاً لقد أجادَ ما فعله .. كان رائعاً و بذل جهداً كبيراً
مع هذا ..
هو لم يكن متعباً حتى ..
أي نوعٍ من الكائنات أنتَ بحق السماء ؟!
أنت تقرأ
The Heart Wants What It Wants
Teen Fictionماذا سيحدث لسيلينا عندما تتبع قلبها و تستسلم للحب بكل ما فيها ... تمضي في طريقها مغمضة عينيها .. متجاهلة حواسها .. منصتةً لنبض قلبها فقط * أهو حب حقاً !! أم مجرد وهمٍ تعيشه مع الشخص الخاطئ ؟! و هل يحق لها أن تخطئ !!! ماذا ينتظرها في نهاية ذلك النفق...