بينما كنت مستلقية على السرير في غرفتي ، أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ، شعرت بباب الغرفة يفتح لأجد أريانا تهم بالدخول، كان وجهها شاحباً و ملامحها باردة، اقتربت و جلست بجانبي على السرير من دون أن تنظر إلي حتى ، كانت تنظر للأسفل بعبوسنهضت و وضعت يدي فوق يدها .. كنت اعلم أنها لم تكن بخير في الآونة الاخيرة...
"أين كنتي طوال اليوم ؟!" سألتها و يدي كانت فوق يدها بينما نظري موجه نحو وجهها
"في المكتبة .. أقرأ .." أجابتني بصوتٍ محايد"ماذا بكِ ؟"
"لا شيء"
"أنتِ تقرأين عندما تكونين حزينة ، أخبريني ما الأمر؟" قلتها و أحكمت قبضتي على يدها ، شعرت بصوت أنفاسها و هي تتنهد لينزل كتفاها بخيبة بعدها
"اتصل بي والدي البارحة ..""حسناً ؟!! "
"سأبقى هنا لمدة خمسة أيامٍ فقط ، و من ثم يجب علي العودة من حيث أتيت .."
سكتت قليلاً ثم تابعت ..
"أتعلمين ! كنت أشعر بالسعادة حقاً للعودة إلى هذا المكان ، ذكريات لا تعد و لا تحصى في كل شارع من شوارع هذه المدينة ، حلمت بأني سأتمكن من العودة و البقاء هنا ، لكن يبدو أن الوحدة في لوس أنجلس هي قدري" قالت و الخيبة ملأت صوتها، كانت حزينة مما أدى إلى انقباض صدري بعد ما سمعت منها، شعرت بالحزن لعدة أسباب .. رحيلها عني ، ابتعادنا عن بعضنا مجدداً و عدم قدرتي على مواساتها في أوقات حزنها ، لطالما كانت أريانا جزءاً مني ، نوعاً ما ..وحده القدير يعلم كم كنا نكره بعضنا عندما كنا أطفالًا ، لم نكن نتفق على أي شيء و نتجادل في أبسط الأمور و أتفهها للدرجة التي تجعلني أقول عن السكر أسوداً إذا قالت هي عنه أبيض ، ابتسمت بصدق على ذكرى تلك الأيام و عانقتها .. لأن ما اكتشفناه بعد سنين أنها كانت تحاول كسب مودتي ، كما كنت أنا أحاول كسب مودتها ، حقيقة بسيطة عقلنا الطفولي ما كان ليدركها ، علاقتي معها كانت جميلة تتخطى معنى الصداقة ، كانت مثل أختي تماماّ ، كنت أقرب منها إلى آيمي أختي الكبرى .. فعلاقتي بها كانت نقية ، صافية .. لا يشوبها الكذب و الخداع ، أثق بها كثقتـي بنفسي ، و ربما أكثر ، مرت بخاطري ذكرى قديمة لنا مر عليها الكثير لكنني واثقة أنها لم تنسها لذا همست لها في وسط عناقي لها
"لا تحزني لذلك ، سأشتري لك تلسكوب ..هل تذكرين ؟"~Flash back~
"هي !! أنتِ !! ضعي المنظار بعيداً و انتبهـي إلى المعلمة ، لا يمكنني رؤية شيء بسبب حراكك المستمر" قالت سيلينا و ملامح الانزعاج بادية على وجهها لأريانا التي كانت تجلس أمامها و تحاول التجسس على أحدٍ ما خارج غرفة الصف، حاجبة الرؤية عن سيلينا بينما كانت المعلمة تعرض فيلماً وثائقياً عن الكائنات الحية
"أولاً ،اسمي أريانا .. ثانياً أنا لا أهتم إذا ما كنتي تستطيعين الرؤية أم لا" التفتت أريانا للرد على سيلينا ، لكن و بسبب طريقتها الفظة تفوهت سيلينا بشيءٍ لم تكن تريد أن تقوله
"عذراً ، آنسة!" حاولت لفت انتباه المعلمة و هي ترفع يدها فنظرت إليها أريانا تنتظرها لتتحدث بينما أوقفت المعلمة الفيلم و التفتت لسيلينا
"ما الأمر عزيزتي؟" في تلك اللحظة التي تحدثت بها المعلمة عرفت أريانا ما الذي سوف تقوم به سيلينا فهمست لها مع نظرة قاتلة "إيــِّاكِ" لكن سيلينا لم تهتم فنهضت من مقعدها و أجابت المعلمة "إنّ أريانا تملك منظاراً في درج مقعدها و كانت تلعب به من قليل" ، لذا تقدمت المعلمة من أريانا "هل هذا صحيح ؟"
أومأت أريانا
"لكنني لم أخرجه" قالت محاولة الاحتفاظ به لأن المعلمة كانت على وشك أن تأخذه ، ف إحضار الألعاب إلى المدرسة كان ممنوعاً
"آسفة أريانا لكن يجب علي أن آخذه" و فعلاً أخذته المعلمة و لم تعيده أبداً و منذ ذلك الوقت ، منذ الصف الأول الابتدائي تحديداً بدء الحقد يتنامى في قلب أريانا اتجاه سيلينا إلى أن أصبحتا صديقتين ، عندها طالبت أريانا بتيليسكوب عوضاً عن منظار طفولتها الضائع الذي كلفها دولارين من مالها الخاص
End of flash back
أنت تقرأ
The Heart Wants What It Wants
Teen Fictionماذا سيحدث لسيلينا عندما تتبع قلبها و تستسلم للحب بكل ما فيها ... تمضي في طريقها مغمضة عينيها .. متجاهلة حواسها .. منصتةً لنبض قلبها فقط * أهو حب حقاً !! أم مجرد وهمٍ تعيشه مع الشخص الخاطئ ؟! و هل يحق لها أن تخطئ !!! ماذا ينتظرها في نهاية ذلك النفق...