الفصل الثاني عشر

2.2K 169 2
                                    

جلس و هو يفكر فيما فعله .. هل ما فعله صحيح أم أنه بالغ في الأمر .. هل ما فعله في صديق عمره و توأم روحه صحيح أم خطأ .. ففي كل الأحيان هو صديقه لكنه قد بالغ بالأمر فلقد أخذ حبيبته و لم يكتف بهذا بل ذهب و تقدم لخطورتها و تزوجها و ها هي ستنجح منه ذلك الطفل الذي طالما أراد أن يكون طفله هو
- أحمد
سمع صوتها من خلف باب غرفته و لم يصدق أنها أتت في هذا الوقت لكي تتحدث معه .. فمهما كان الحديث مهم لا يستدعي أن تأتي له في الثانية بعد منتصف الليل
- نور
قالها بصدمة بعدما تأكد من شكوكه
- هفضل واقفة كتير
- هاه .. لا أتفضلي
- مالك متنح ليه
- متفاجئ من مجيتك ف الساعة دي
- الموضوع مهم
- كان ممكن تتصلي و كده كده كنا هنتقابل بكرة
- الموضوع عن ياسمين ..
- المفروض أنك تكوني بتغيير منها
- ماأتخلفتش لسه اللي تغير منها نور السويطي
- يا سلام .. ليه مندوبة الأمم المتحدة
- لا .. بس أنا بحب نفسي
- من قولها كده
- ماتغيرش الموضوع
- عايزة تعرفي أيه
- جت لك انهاردة ليه
- عشان تغظني .. عشان تقولي أنها عايشة حياة سعيدة مع واحد سليم و من حسن حظي أنه .. صاحبي
- و أنت ليه مضايق مش هي مش فارقة معاك
- أنا اللي فارق معايا صاحبي .. صاحبي اللي بقالي معاه 25 سنة من يوم ما أتولدت لحد دلوقتي .. يتجوز الإنسانة اللي كانت أول حب ليا و كمان يحبها و هي حامل عشان هو عارف كويس أوي أني كان نفسي ف طفل منها .. طفل يجمع بين صفاتي و صفاتها
- طب لما هو صاحبك أوي كده ليه هيحب يشوفك بتتألم
- عشان زمان لما كنا ف إعدادي كان في بنت بيحبها من كل قلبه بس هي ماكنتش بتحبه و كانت بتحبني أوي .. ف من ساعتها و هو فاكره لي لدرجة أنه وقف قدامي و أتخانق معايا لما عرف أنها بتحبني و قالي خليك فاكرها ..
- أحمد ..
- نعم
- أنت لسه بتحبها
صمت للوهلة ليفكر في هذا السؤال الذي طالما كرهه و كره التفكير في إجابة مناسبة له فهو مازال لا يعلم هل يحبها أم لا .. هل يشتاق لها أم لا يريد رؤيتها في أي مكان .. مازال جزء من قلبه يريدها و جزء أخر يمقتها و يتمنى لها الشر
- ماردتش يعني
قالتها نور بإبتسامة سخرية و ألم منبهة له لكي يستفيق من أحلامه مع ياسمين
- مش عارف
- طب و أنا .. بتحبني
- برضو مش عارف
قالها و أبتسم ببلاهة فهو بالفعل لا يعرف إن كان يحبها أم لا هو فقط وجدها تلك القشة التي تنقذه .. تنقذ هذا الغريق في شلال الحزن و الألم
- طب .. أنا ماشية بقى .. تصبح ع خير
قالتها و هي تكفكف تلك الدمعة التي سقطت منها دون قصد .. سقطت لأنها ملت من الإنتظار و تكوين الحزن و الألم
- نور
قالها منبهاً لها قبل أن تقوم بفتح الباب لتغادر تاركاً أياه ليفكر جيداً من يحب و من يكره
- نعم
- أنا أسف
- الدكاترة النفسين لازم يستحملوا مرضاهم
قالتها بإستهزاء لتعلمه أنها هي الأخرى لا تحتاج له و يمكنها أن تحيا بقية حياتها بعيدة عنه مثلما فعلت ياسمين

شيزوفرينيا Schizophreniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن