Fallen leaves Castle:

28.5K 1.6K 84
                                    

كانت سيارة سوريل مكلاود اللاوفر الحمراء تشق الطريق المشيد أمامها برويه وحذر،وصوت محرك السيارة الهادئ يعبر عن هدوء وسكينة صاحبته، وهي تتمتع بالمناظر الخلابة لحقول القمح وبساتين الحمضيات.

ورجعت سوريل بافكارها الى يوم الاحد عندما كانت تقلب في الصحيفة بضجر ووقعت عيناها الخضراوان على ذلك الاعلان في صفحة الوظائف الشاغرة ووجدت سوريل في تلك الوظيفة في منطقة (نيوكاسل) الخلابة مهرب من علاقة عاطفية فاشلة، وتغيير في الروتين اليومي.

وعندما لمحت قصر الأوراق المتساقطة، ولاول وهله ظنن نفسها في القرن الخامس عشر، هذا القصر اقل ما يقال عنه أنه أثري ويشبه بلاك قيت، وراقبت هذا القصر بعينيها النوافذ المستطيلة اللامعة كلمعان عيون القطط في الظلام، وتبرز حجارته المصنوعة يدوياً كنتوءات تعيد ذكرى الحروب في الماضي، وله سطح واسع به ثلاث أبراج مربعة الشكل وفي اعلاها أربعة قمم دائرية.

يحد القلعة من جهة الغرب جبل يكسوه الثلج كوشاح أبيض نقي، ويلمع بحر الشمال من شرقه ، احست سوريل بعظمة المكان ، وشيء فشيء بدأت تساورها الشكوك حول هذا المكان أهو المكان الصحيح؟

أوقفت سوريل سيارتها امام البوابة الحديدية ، لم تجد احدا فصرخت قائلة:
" هل من احد هنا؟"

بدأ عقلها يشاورها ويأمرها بالعودة من حيث اتت ، فالمكان موحش والاشجار تتمايل بتحذير صامت من وجود أطياف مقاتلين أشداء كانوا يفرحون لكثرة ضحاياهم، ضحكت على افكارها السخيفة ثم تنهدت بعمق لتستعيد رباطة جأشها ، وعندما سأمت الإنتظار تسلقت البوابة الحديدية وقفزت برشاقه للجهه الاخرى، لقد اعتادت على فعل ذلك في المكان الذي كانت تسكن فيه فصاحبه الشقة تغلق الباب عند منتصف الليل تماماً، وتكون سوريل تأخرت أما لمراجعة دفاتر تلاميذها او لتصحيح اوراق الامتحان.

اجتازت نفقا على شكل حدوه حصان ، كان النفق مظلما وباردا وعندما وصلت لنهايته شهقت من الدهشه، أذ رأت عيناها اجمل حديقة بها كل انواع الزهور من الزنبق البري والجلنار والكاميليا والسوسن ، واشجار تقف بعظمه وهناك في الوسط نافورة منحوته باتقان، وعندما اقتربت منها سمعت ذلك اللحن الساحر ، ففي وسط النافورة هناك حورية تحمل قيثارة ذهبية تخرج الحان رائعة تضفي على المكان سحرا رومانسيا!

" من أنتِ؟!"

جأها صوت خشن ذو نبره عدائية فالتفتت سوريل نحوه بصدمه، وحدقت للرجل الذي يبدو في منتصف الخمسينات وقالت بتمهل:
" انا سوريل...سوريل مكلاود المربية والمعلمة الجديدة، سأجري مقابله مع السيدة تريزا"
" آه! مرحبا بك آنسه مكلاود ...انا ظننت انني سمعت صوت سيارة فذهبت للتأكد..تفضلي معي"

قادها الرجل الذي لم يعرف عن نفسه عبر ممر من الأشجار السرو، وطريق مرصوف ببلاط ذو مربعات كالشطرنج، توقفا امام باب ضخم وطرقه..مرت دقائق وعندما فتح الباب ظهرت فتاة تبدو في السابعة عشرة من العمر وقالت بسرور:
" ابي أخيراً عدت..كادت قهوتك ان تبرد"
" هذه الانسه سوريل مكلاود معلمة سالي"

قالها الرجل بلهجه ذات معنى خاص فهمته ابنته فقالت:
" حسناً تفضلي انسه مكلاود ستكون السيدة تريزا معك خلال لحظات..انا جودي"
" مرحبًا جودي"

هكذا قالت سوريل مرحبه وعندها تمتم والدها
" وبالمناسبة انا فرانك هاملتون" ثم خرج.

صحبت الفتاة سوريل الى غرفه جميلة واضاءت الانوار، فكشفت المصابيح البلورية الموضوعه في اركان الغرفة عن اثاث بديع موضوع بعنايه..هذا الاثاث يعود للعصر الجورجي كما فكرت سوريل، فقالت بعفويتها المتسرعة:
" غرفة ساحرة!"
" نسميها الغرفة الذهبية..لان اللون الذهبي يطغى على المكان" وتابعت بابتسامه دافئة
" سأذهب لانادي السيدة تريزا، هل تحبين القهوة؟"
" اجل..شكرا"

اغلقت جودي الباب خلفها تاركة سوريل وحدها في هذا المكان الفخم، احست سوريل فورا انها احبت هذا القصر قصر ( الأوراق المتساقطة) ....

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن